عرض مشاركة واحدة
قديم 18 - 10 - 2024, 03:45 PM   #3


الصورة الرمزية همس الشوق

 عضويتي » 1
 جيت فيذا » 14 - 11 - 2010
 آخر حضور » اليوم (09:42 AM)
 فترةالاقامة » 5152يوم
مواضيعي » 3593
الردود » 3678
عدد المشاركات » 7,271
نقاط التقييم » 15698
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 1713
الاعجابات المرسلة » 418
 المستوى » $58 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في » السعوديه
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبهSaudi Arabia
جنسي  »  Male
العمر  » 33 سنة
الحالة الاجتماعية  » مرتبط
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل bison
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله twix
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلةfnoun
ناديك المفضل  » ناديك المفضلnaser
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضلهBentley
 
الوصول السريع

عرض البوم صور همس الشوق عرض مجموعات همس الشوق عرض أوسمة همس الشوق

عرض الملف الشخصي لـ همس الشوق إرسال رسالة زائر لـ همس الشوق جميع مواضيع همس الشوق

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Panasonic

مدونتي هنا

sms ~
لن أندم على أي شيء
دخل حياتي ويريد الرحيل
فالمخلص أسعدني
والسيء منحني التجربه
والأسوأ كان درساً لي
MMS ~
MMS ~


 
الاوسمه الحاصل عليها
 
وسام  
/ قيمة النقطة: 100
وسام  
/ قيمة النقطة: 100
وسام  
/ قيمة النقطة: 100
مجموع الأوسمة: 7...) (المزيد»

مجموع الأوسمة: 7

همس الشوق متواجد حالياً

افتراضي رد: معلومات عن الكاتبة الرائعة و احدى رواياتها أجاثا كريستي




ولكن ستارك صاح بها:
- كلا .. لا تمسيها والا تركت عليها بصمات اصابعك.
وتناول الانبوبه وفتحها..
ووجد ورقة بيضاء من ورق الخطابات..
فقال:
هذا الورق شائع الاستعمال ويباع في جميع المكتبات .
ووضع الورقة امامه وراح يقص الحروف من الصحيفة ويلصقها على الورقة وهو يقول:
- كيف تصبح مجرما بعد درس واحد؟ هذا هو اسم العملية التي نقوم بها الان
انظري ..
ووضع امامها الورقة بعد ان فرغ من لصق الحروف.. فقرأت فيها :
15 مايو
يوم الانتقام
وتناول ستارك الورقة وقال وهو يقترب من الجثة:
- والان .. يجب ان نضع هذه الورقة في جيب ريتشارد العزيز
وطوى الورقة ودسها في جيب القتيل وعندما اخرج يده سقطت من الجيب ولاعة ذهبية..
فافلتت من فم لورا صيحة قصيرة ، واندفعت الى الامام لتلتقط الولاعة .
ولكن ستارك كان اسرع منها..
صاحت بلهفة :
- اعطنيها انها ولاعتي
فنظر ستارك الى الولاعة .. ثم الى لورا .. وارتسمت الدهشة في عينيه..
قال وهو يقدم لها الولاعة:
- حسنا .. حسنا .. انها ولاعتك ، فلماذا الانزعاج؟
ثم راح يصعدها بعينيه وقال :
- هل بدأت تفقدين اعصابك ، ام ماذا ؟
- كلا طبعا.
وبينما كان ستارك ينظم ثياب القتيل بعد ان وضع الورقة في جيبه، راحت لورا تمسح الولاعة في
ثوبها خلسة لتزيل ما قد يكون عليها من بصمات اصابع.
*
واعاد ستارك كل شي الى مكانه على المكتب ثم خلع قفازه واخرج منديله من جيبه..
وقال وهو يتظر اليها:
- انتهينا من الخطوة الاولى ، فلننتقل الان الى الخطوة الثانية ، اين القدح الذي شربت منه الان؟
فاقتربت لورا من المائدة التي بجوار المقعد المتحرك وتناولت القدح .. ووضعت الولاعة على
المائدة.
وهم ستارك بان يزيل اثر البصمات التي على القدح بمنديله..
ثم توقف وقال:
- كلا .. هذا غباء.
- لماذا؟
لا بد من وجود بصمات على القدح والقنينة ، بصمات الخادم وبصمات زوجك على الاق . ان
عدم وجود بصمات على الاطلاق من شأنه ان يثير ريبة البوليس..
قال ذلك وملأ القدح بالشراب واحتساه.. ثم قال:
- والان .. يجب ان ابحث عن مبرر لوجود بصماتي ان الجرائم ليست من الامور السهلة .. اليس
كذلك؟
ووضع القدح على المائدة..
فصاحت لورا بحدة :
- ارجوك الا تقحم نفسك في هذا .. حتى لا يرتاب البوليس في امرك..
فقال وهو يبتسم :
- انني مواطن مسالم محترم لا ترقى اليه الشبهات ، ثم انني اقخمت نفسي في القضية وانتهى
الامر .. فهناك سيارتي في حفرة امام البيت ، وهنا بصمات اصابعي في كل مكان..
ولكن لا تنزعجي .. ان اسوأ ما قد يحدث لي هو ان يستجوبوني عن سبب قدومي .. وعن الوقت
الذي جئت فيه .. وربما لا استجوب على الاطلاق اذا انت احسنت القيام بدورك..
فتهالكت لورا على احد المقاعد..
وبدت على وجهها دلائل الذعر والفزع.
واقترب ستارك منها وقال :
- والان .. هل انت على استعداد؟
فسألته :
- على استعداد لماذا؟
- يجب ان تتمالكي نفسك..
فقالت في حيرة :
- انني اشعر بدوار وغباء .. وكان عقلي قد اصبح عاجزا عن التفكير ..
فقال ستارك :
- انك لست بحاجة الى التفكير ، وماعليك الا ان تطيعي ، هل لديك موقد من اي نوع؟
- يوجد موقد للتدفئة..
- حسنا ..
والتقط قصاصات الورق من فوق المكتب وطوى عليها بقايا الصحيفة وقال:
- اذهبي الان الى المطبخ .. وضعي هذا الورق في الموقد ثم اصعدي الى غرفاك واخلعي هذه
الثياب وارتدي قميصا .. او غلالة مما تعودت ارتداءه عند النوم..
وصمت لحظة.. ثم سأل:
هل لديك انبوبه اسبرين؟
فاجابته والدهشة في عينيها:
- نعم..
-حسنا .. افرغي محتوياتها في البالوعة ، ثم اذهبي الى حماتك او مس بينت وقولي انك تشعرين
بصداع شديد وانك يحاجة الى قرص اسبرين..
واحرصي على ان تتركي باب حماتك .. او باب مس بينت مفتوحا، لانك ستسمعين ، وانت
تتحدثين الى احدهما طلق ناري..
فهمتفت لورا في جزع:
- صوت طلق ناري؟
فقال يتناول المسدس الذي كان قد اخذه منها ووضعه على المائدة بجوار الجثة:
- نعم ساتكفل انا بذلك..
وفحص المسدس جيدا.. ثم قال:
- يخيل الي ان هذا المسدس من صنع الخارج .. ام لعله من ذكريات الحرب

فقالت لورا :
- لا اعلم ... ان لذى ريتشارد مسدسات كثيرة مصنوعه في الخارج
فسألها ستارك:
- ترى هل هذا المسدس مسجل باسمه؟
- لا اعلم . كل ما اعلمه .. ان لديه تراخيص لمجموعات من الاسلحة..
فرد ستارك :
- الترخيص شيء وتسجيل السلاح باسم صاحبه شيء اخر .. هل هناك من يعرف بصفة قاطعة
ما اذا كان زوجك قد سجل هذا المسدس باسمه؟
- ربما انجل ، هل هذا مهم؟
- ان طريقتنا في تزييف الحادث .. تعني ان القاتل تسلل الى هذه الغرفة في طلب الانتقام والدم
يغلي في عروقه .. ومسدسه في يده..
ولكننا نستطيع ان نقلب الاوضاع دون ان تتأثر الخطة في محملها ، بمعنى ان نفترض ان القاتل
دخل بينما كان ريتشارد يقاوم النعاس..
وان ريتشارد اسرع بتناول المسدس ولكن القاتل انتزعه من يده واطلقه عليه
مجرد افتراض..
والان ارجو ان نكون قد فكرنا في كل شي .. ولم يفتنا شيء، والواقع ان فارق الوقت بين اللحظة
التي قتل فيها زوجك فعلا واللحظة التي قتل فيها طبقا لروايتنا ..
اي نحو عشرين دقيقة هذا الفارق لن يكون واضحا اذا نظرنا الى طول الوقت الذي ستستغرقه
رحلة رجال البوليس الى هنا وسط الظلام والضباب
وحرك الستار ونظر الى الثقوب التي احدثتها رصاصات ريتشارد في الجدار وقال:
- لا باس من ان اضيف اليها ثقبا اخر
وتحول الى لورا..
واستطرد قائلا:
- عندما تسمعين صوت الطلق الناري ، تظاهري بالفزع ، وتعالي الى هنا ومعك مس بنيت .. او
اي اشخاص تجدينهم ..
واذا سئلت فقولي انك لا تعرفين شيئا وانك اويت الى فراشك ثم استيقظت بصداع شديد ، فذهبت
الى غرفة حماتك او غرفة مس بينت للبحث عن اسبرين .. وان ذلك هو كل ما تعرفينه .. مفهوم؟
فاطرقت برأسها علامة الايجاب..
وقال ستارك :
- اما الباقي فدعيه لي .. هل تشعرين بانك احسن حالا الان؟
- نعم
- اذهبي واشرعي في اداء دورك
- ولكن انت .. انت؟ لا يجب ان تزج بنفسك في هذا
فقال ستارك :
- لا تفسدي الامور بترددك ، انها لعبة مسلية بالنسبة لي..
قتل زوجك كان لعبتك .. وانقاذ عنقك الجميل من حبل المشنقة هو لعبتي..
كنت دائما اتمنى في قرارة نفسي ان تتاح لي فرصة لممارسة مواهبي البوليسية في جريمة
واقعية..
هل تستطيعين ان تفعلي كما قلت لك؟
فاجابت لورا :
- نعم ..
فسألها ستارك :
- آه .. ارى في معصمك ساعة ، كم ساعتك الان؟
فنظرت الى ساعتها وقالت:
الحادية عشرة و 50 دقيقة
فضبط ساعته على هذا الوقت وقال :
- حسنا ، سأمنحك اربع دقائق .. كلا .. خمس دقائق ، لكي تذهبي الى المطبخ لاحراق الورق في
الموقد ، ثم الصعود الى غرفتك واستبدال ثيابك ، والانطلاق الى غرفة مس بنيت لطلب قرص
الاسبرين ،،
هل تكفي هذه المهلة؟
وابتسم لها مطمئنا..
فاطرقت برأسها علامة الايجاب
قال:
- قبل ان ينتصف الليل بخمس دقائق تماما ، ستسمعين صوت الطلق الناري .. الان اذهبي ..
فسارت لورا الى الباب ، وهناك استدارت ، ونظرت اليه في قلق وجزع..
فلحق بها وفتح الباب وهو يقول في همس:
- ماذا بك؟ هل ستتخلين عني؟
- كلا ..
- هذا حسن ....
ما كادت لورا تنصرف حتى اغلق ستراك الباب ووقف يفكر فيما ينبغي عليه عمله.
نظر الى ساعته .. ثم أخرج سيجارة ومد يده الى الولاعة التي تركتها لورا على المائدة بجوار
الجثة..
وقبل ان تصل يده اليها لمح صورة للورا فوق رف الكتب فقصد الى الرف وتناول الصورة
وتأملها وابتسم..
ثم اعادها الى مكانها وعاد الى حيث كانت الولاعة فاشعل سيجارته ووضع الولاعة على المائدة..
وقعد لحظة قصيرة اخرج منديله وازال اثر البصمات على المقاعد واطار الصورة والمكتب
وافرغ منفضة السجاير في جيبه ..
وبحث عن بقايا الصحيفة التبي مزقها ووجد قصاصة قصيرة تحت المكتب فطواها ووضعها في
جيبه ..
ثم اعاد ترتيب ادوات المكتب واعاد كل شيء الى مكانه..
وأخيرا وقف في وسط الغرفة واجال البصر حوله ليطمئن الى ان كل شي على ما يرام..
وبعد ذلك ارتدى معطفه وتناول المسدس وتحقق من انه محشو ، وبعد ان ازال عنه اثار
البصمات..
نظر الى ساعته ، ووقف في وسط الغرفة وصوب فوهة المسدس الى الجدار واطلقه..
وعلى الاثر سمع ضجة في الطابق الاول ، فوضع المسدس في جيبه واندفع على الخارج عبر
باب الحديقة ..
ولكنه ما لبث ان عاد مهرولا .. ليلتقط مصباحه الكهربائي ، ويطفئ نور الغرفة..
ثم يندفع الى الخارج ....
*
كانت لورا في غرفة مس بنيت وقرص الاسبرين في ديها عندما سمعت صوت الطلق الناري،
فنظرت الى مس بنيت وقالت وهي تتصنع الدهسة والفزع:
- ماهذا؟
فقالت مس بنيت وهي تبتسم:
- انه ريتشارد بغير شك، وقد عاد الى ممارسة هوايته المفضلة.
فأسرعت لورا الى النافذرة وفتحتها واطلت منها
وقالت:
- انني لا ارى سوى الظلام والضباب، ويخيل الي انني سمعت صيحة ، هلمي بنا لنرى ما
الخبر..
واندفعت المرأتان الى السلم، وخرج جان من غرفته على الأثر وصفق الباب وراه بشده..
كان شابا رقيقا في نحو التاسعة عشرة من عمره، له وجه برئ كوجوه الاطفال . وعينان واسعتان
يتألق فيهما أحيانا بريق الخبث والدهاء..
ويبدو ان الجلبة ايقظت مسز واريك العجوز من نومها ، فقد ارتفع صوتها وهي تصيح :
- ماذا حدث يا جان؟ لماذا يهرول الجميع في البيت في منتصف الليل؟ ماذا حدث يا مس بنيت؟
هل اصابكم مس من الجنون؟ لورا .. جان .. الا يخبرني احد بما يجري في هذا البيت ؟
فصاح جان:
- انه ريتشارد .. قولي له ان يكف عن اطلاق مسدسه وايقاظنا من النوم .. كوني على حذر يا
لورا ان ريتشارد انسان خطر، وانت كذلك يا مس بنيت كوني على حذر ..
كانت مس بنيت رغم بلوغها سن الخمسين تحتفظ بالكثير من الصفات التي تتميز بها العاملات
في حقل التمريض ، فهي ذكية ، نشيطة ، ذات حيوية دافئة وذهن متوقد.
وقد وصلت مس بنيت الى قاعة الاستقبال قبل غيرها فاضاءت النور واندفعت نحو المقعد
المتحرك وهي تصيح:
- حقا انك اخفتنا يا ريتشارد، كيف تطلق الرصاص في مثل هذا الوقت بالليل؟
ودخلت لورا اعقابها.. وتبعها جان يقول:
- ماذا جرى يا مس بنيت؟
فصاحت هذه:
- يا الهي .. لقد قتل نفسه..
فهتفت لورا :
- قتل نفسه؟ كيف؟
وقال جان وهو يشير الى المائدة:
- ان مسدسه غير موجود .. لقد اختفى المسدس.
وهنا سمع ثلاثتهم صوتا في الخارج يقول :
- ماذا يجري هنا؟
فنظر جان نحو باب الحديقة .. ثم قال:
- يوجد شخص في الحديقة..
فقالت مس بنيت :
- ترى من عساه يكون؟
واسرعت الى باب الحديقة .. ولكن الباب فتح قبل ان تصل اليه. ودخل ستارك وهو يقول:
- ماذا يجري هنا ؟
ووقع بصره على ريتشارد..
فاقترب منه ، ونظر اليه مليا وقال:
- هذا الرجل ميت . انه مصاب برصاصة في رأسه..
ونظر اليهم بارتياب..
فقالت مس بنيت:
- من انت ؟ ومن اين جئت؟
- ماهذا؟
فقالت مس بنيت وهي تبتسم:
- انه ريتشارد بغير شك، وقد عاد الى ممارسة هوايته المفضلة.
فأسرعت لورا الى النافذرة وفتحتها واطلت منها
وقالت:
- انني لا ارى سوى الظلام والضباب، ويخيل الي انني سمعت صيحة ، هلمي بنا لنرى ما
الخبر..
واندفعت المرأتان الى السلم، وخرج جان من غرفته على الأثر وصفق الباب وراه بشده..
آان شابا رقيقا في نحو التاسعة عشرة من عمره، له وجه برئ كوجوه الاطفال . وعينان واسعتان
يتألق فيهما أحيانا بريق الخبث والدهاء..
ويبدو ان الجلبة ايقظت مسز واريك العجوز من نومها ، فقد ارتفع صوتها وهي تصيح :
- ماذا حدث يا جان؟ لماذا يهرول الجميع في البيت في منتصف الليل؟ ماذا حدث يا مس بنيت؟
هل اصابكم مس من الجنون؟ لورا .. جان .. الا يخبرني احد بما يجري في هذا البيت ؟
فصاح جان:
- انه ريتشارد .. قولي له ان يكف عن اطلاق مسدسه وايقاظنا من النوم ..كوني على حذر يا
لورا ان ريتشارد انسان خطر، وانت كذلك يا مس بنيت كوني على حذر ..
آانت مس بنيت رغم بلوغها سن الخمسين تحتفظ بالكثير من الصفات التي تتميز بها العاملات
في حقل التمريض ، فهي ذآية ، نشيطة ، ذات حيوية دافئة وذهن متوقد.
وقد وصلت مس بنيت الى قاعة الاستقبال قبل غيرها فاضاءت النور واندفعت نحو المقعد
المتحرك وهي تصيح:
- حقا انك اخفتنا يا ريتشارد،كيف تطلق الرصاص في مثل هذا الوقت بالليل؟
ودخلت لورا اعقابها.. وتبعها جان يقول:
- ماذا جرى يا مس بنيت؟
فصاحت هذه:
- يا الهي .. لقد قتل نفسه..
فهتفت لورا :
- قتل نفسه؟كيف؟
وقال جان وهو يشير الى المائدة:
- ان مسدسه غير موجود .. لقد اختفى المسدس.
وهنا سمع ثلاثتهم صوتا في الخارج يقول :
- ماذا يجري هنا؟
فنظر جان نحو باب الحديقة .. ثم قال:
- يوجد شخص في الحديقة..
فقالت مس بنيت :
- ترى من عساه يكون؟
واسرعت الى باب الحديقة .. ولكن الباب فتح قبل ان تصل اليه. ودخل ستارك وهو يقول:
- ماذا يجري هنا ؟
ووقع بصره على ريتشارد..
فاقترب منه ، ونظر اليه مليا وقال:
- هذا الرجل ميت . انه مصاب برصاصة في رأسه..
ونظر اليهم بارتياب..
فقالت مس بنيت:
- من انت ؟ ومن اين جئت؟
فأجاب:
- انني ضللت طريقي وسقطت سيارتي في حفرة ، ثم رأيت هذا الباب فدخلته لاطلب المعونة ، او
لاتكلم بالتليفون ان وجد.. ولكني ماكدت اتقدم بضع خطوات حتى سمعت دوي طلق ناري ،
وخرج شخص من هذا الباب ، واصطدم بي في الظلام وسقط منه هذا ..
وبسط يده .. فاذا بها مسدس ..!
فسألت مس بنيت:
- والى اين ذهب هذا الشخص؟
- لا اعلم .. ان الظلام دامس والضباب كثيف ، ولا يستطيع الانسان ان يتبين موقع قدمه.
ووقف جان امام الجثة وراح يتأملها..
ثم صاح :
- لقد اطلق بعضهم الرصاص على ريتشارد.
فقال ستارك:
- يبدو هذا. ويحسن بكم ان تتصلوا بالبوليس على وجه السرعة.
قال ذلك ووضع المسدس على المائدة وتناول القدح وملاه بالشراب، ثم اومأ برأسه نحو الجثة
وقال:
- من هذا؟
فأجابت لورا وهي تجلس على الاريكة :
- انه زوجي!
- لابد انك صدمت.. اشربي هذا..
وقدم لها القدح..
وابتسم ابتسامة خفيفة ليطمئنها..
ثم خلع قبعته والقى بها على احد المقاعد..
ولاحظ ان مس بنيت تتفرس في الجثة وتهم بان تمد يدها اليها ، فتحول اليها بسرعة وقال :
-كلا .. لا تمسي شيئا، يخيل الي ان في الامر جريمة ، فاذا صح ذلك فيجب ان يبقى كل شي كما
هو.
فاعتدلت مس بنيت واقفة وهتفت قائلة :
- جريمة؟! مستحيل ..
ودخلت مسز واريك في هذه اللحظة..
آانت تتوآأ على عصا .. وآانت نظراتها وقسمات وجهها تنمان عن قوة شخصيتها..
قالت وهي تقف بالعتبة :
- ماذا جرى ؟
فأجاب جان :
- اطلق بعضهم الرصاص على ريتشارد.
فصاحت مس بنيت :
- صه يا جان ..
فقالت مسز واريك وهي تومئ نحو ستارك:
- ماذا كان يقول هذا السيد؟
فاجابت مس بنيت :
-كان يقول ان في الامر جريمة..
فسارعت مسز واريك حتى اقتربت من الجثة ، فوقفت امامها وقالت في همس :
- ريتشارد
فصاح جان :
- انظروا .. انني ارى ورقة تطل من جيبه ..
ومد يده ليتناول الورقة ..
فمنعه ستارك بقوله :
-كلا . لا تمس شيئا ..
وجثا بجوار الجثة وأطل في الورقة ، وقرأ بصوت مسموع :
15 مايو
يوم الانتقام
فهتفت مس بنيت :
- ماآجريجور
وانبعثت لورا واقفة كمن لدغتها أفعى ..
وقطبت مسز واريك حاجبيها فقالت :
- هل تعنين .. ذلك الرجل .. والد الطفل الذي دهمته السيارة ؟
فتمتمت لورا تحدث نفسها :
- ماآجريجور . نعم .. هذا هو الاسم ..
وصاح جان :
- انظروا .. ان الحروف كلها منزوعة من الصحف ..
ومرة أخرى منعه ستارك من ان يمس الورقة ، فقال :
- لا تمسوا شيئا حتى يحضر رجال البوليس..
واقترب من كلة التليفون واستطرد يقول :
- هل تسمحون لي؟
فقالت مس بنيت :
- سأتصل أنا بالبوليس ..
ولكن مسز واريك قالت بحزم :
- دعوني أفعل ذلك ..
وهكذا امسكت العجوز بزمام الموقف ..
جمعت شجاعتها ، وتناولت السماعة ..
وأدارت القرص ..
وقالت لمحدثها في هدوء ، وبصوت واضح النبرات :
- مرآز البوليس؟ هنا قصر لانجلبرت .. قصر مستر ريتشارد واريك .. لقد وجد مستر واريك
ميتا .. أصيب برصاصة قضت عليه ...
آانت الشمس مشرقة تبشر بيوم صحو يختلف تماما عن سابقه فوضع الرقيب كادوالدر ملف
الاوراق على المكتب وفتح باب الشرفة ووقف يتمطى .. ويتثائب ..
لم يكن قد غمض له جفن منذ ان تلقى مرآز البوليس نبأ مصرع ريتشارد واريك..
وعاد الرقيب الى الغرفة ليلتمس بعض الراحة ريثما يحضر المفتش توماس الذي انيطت به مهمة
التحقيق في القضية ، واماطة اللثام عن سر الجريمة..
ولكن الرقيب ماآاد يستقر في احد المقاعد حتى دخل المفتش توماس ، فوضع حقيبة اوراقه على
المائدة وخلع معطفه وتأهب للعمل .
فقال الرقيب:
- طاب صباحك يا مستر توماس.. من كان يظن ان الجو سيصفو بهذه السرعة بعد ضباب الامس
،كان اسوأ ضباب شهدته في حياتي ، ولا عجب اذا كانت الحوادث قد تفاقمت في طريق
آارديف.
فقال المفتش بايجاز:
-كان من الممكن ان تقع حوادث اسوأ.
- لقد وقع حادث اصطدام بشع بالقرب من بوتكاول ، اسفر عن مقتل رجل واصابة طفلين ، ووقع
حادث اخر في ..
فقاطعه المفتش فقال:
- هل فرغ خبراء البصمات من مهمتهم ؟
- نعم يا سيدي ، فقد احضرت صور البصمات وتقرير الخبراء..
واسرع الى الملف وفتحه .
فقال المفتش وهو يجلس امام المكتب:
- اذن لنبدأ بفحص البصمات ، هل صادفتكم متعاب في اخذ بصمات السكان؟
-كلا يا سيدي ..كانوا جميعا متعاونين.
- هذا أمر يدعو الى الارتياح ، ان اآثر الناس يعارضون في اخذ بصماتهم .. ظنا منهم اننا
سنضعها مع بصمات المجرمين..
ثم راح يتصفح اوراق الملف ويتلو اسماء اصحاب البصمات..
فقرأ:
- مستر واريك .. آه .. هذا هو القتيل .
مسز لورا واريك .. الزوجة .
مسز واريك .. الام .
جان واريك .. الاخ .
مس بنيت ..
من هذا؟ انجل؟
آه .. خادم مستر واريك حسنا
مستر مايكل ستارك..
لننظر الآن في تزويع البصمات ..
على الباب وزجاجة الشراب والقدح . توجد بصمات مستر ريتشارد واريك ، وانجل ومسز لورا
واريك .. ومستر مايكل ستارك..
وعلى الولاعه والمسدس توجد بصمات مايكل ستارك وحده ، وذلك امر طبيعي فانه – على حد
قوله – قدم قدح الشراب لمسز لورا ، واشعل لفافة تبغ بالولاعة..
ووجد المسدس في الحديقة.. فقلب الرقيب شفته…
ثم سأل بصوت ينم عن الارتياب :
- مايكل ستارك!!
فسأله المفتش :
- هل تشعر نحوه بنفور؟
- ماذا جاء يفعل هنا؟ ذلك ما اود معرفته ، اود ان اعرف لماذا دخل هذا البيت بالذات ، حيث
وقعت جريمة القتل..
فرفع المفتش رأسه عن الاوراق .
ثم قال ساخرا:
- انت نفسك كدت تودي بالسيارة في احدى الحفر ليلة امس ، ونحن في طريقنا الى هذا البيت ،
حيث حدثت جريمة القتل..
أما عن سبب وجوده في هذه المدينة فانه جاء منذ اسبوع للبحث عن منزل صغير يشتريه..
وعاد الى الاوراق..
واستطرد يقول.
- يبدو ان جدته كانت تقيم في هذه المنطقة وانه كان يقضي اجازته عندها وهو صغير..
فهز الرقيب كتفيه ولم يجب..
قال المفتش:
- على كل حال، نحن ننتظر تقريرا عنه من ( عبدان ) وسيصل التقرير بين لحظة واخرى ، هل
حصلت على بصمات لمقارنتها بالبصمات التي وجدت هنا؟
- اني ارسلت اليه الرقيب جونز في الفندق الذي يقيم به ، فقيل له انه ذهب الى احد الكراجات
لاصلاح سيارته ، فاتصل به في الكراج وطلب اليه التوجه الى مرآز الشرطة في اقرب وقت
ممكن..
- هذا حسن .. والآن .. لننظر الى البصمات التي لم يعرف اصحابها..
وجدت بصمة كف على المائدة بجوار الجثة كما وجدت على الباب من الداخل والخارج بصمات
اخرى غير واضحة..
فصاح الرقيب بصوت من وفق الى حل لغز عويص:
- آه .. لا بد انها بصمات ماآجريجور..
فقال المفتش بعد تردد قصير:
- ربما .. ولكننا لم نجد مثل هذه البصمات على المسدس ، ان اي انسان على شيء من الفطنة لابد
ان يلبس قفازا في مثل هذه الظروف..
- ان رجلا مختل الشعور مثل ماجريجور لا يفكر في شيء كهذا..
فقال المفتش :
- ستصلنا اوصاف هذا الرجل من ( نورويتش ) بعد ساعات ..
- مهما اختلفت وجهات النظر فانها قصة محزنة ، رجل فقد زوجته حديثا يفاجأ بمصرع ابنه
الوحيد تحت عجلات سيارة يقودها مأفون مولع بالسرعة.
فقال المفتش في ضجر:
- لو كان مستر واريك قد قاد سيارته بجنون ، لقدمته السلطات ذات الشأن للمحاطمة بتهمة القتل
الخطأ ولكن السلطات لم توجه اليه اي تهمة ، بل ولم تسحب منه رخصة القيادة..
قال ذلك وفتح حقيلة الاوراق التي جاء بها..
واخرج المسدس منها..
أما الرقيب ، فانه لم يقتنع بمنطق المفتش ..
فقال:
- ما اآثر الكذب وشهادة الزور في حوادث السيارات..
فتجاهل المفتش هذا التعقيب.. وانصرف الى القضية التي جاء لتحقيقها.
- بصمة كف على المائدة بجوار الجثة..
ونهض والمسدس في يده وقصد الى المائدة ودقق النظر فيها وهز رأسه..
قال الرقيب :
- ربما كانت بصمة كف أحد الزائرين..
- لقد اآدت مسز واريك انها لم تستقبل احدا من الزائرين طوال يوم امس .. ولكن ربما كان
الخادم يعرف اآثر من ذلك .. جئني به..
فخرج الرقيب .. وانحنى المفتش فوق المائدة ، ووضع عليها كفه اليسرى..
ثم رفعها ، ونظر الى بصمتها ..
وبعد قليل ، خرج الى الشرفة ..
ونظر يمنة ويسرة .. ثم فحص قفل الباب ...
*
* * *
وساد الصمت لحظة ..
وسرعان ما تلاشت الابتسامة على شفتي ستارك ، وقال وهو يهز رأسه وينظر الى لورا بحدة :
- الان بدأت افهم ..
- ماذا تعني؟
- هذا الشخص عشيقك ، اليس كذلك ؟ .. .تكلمي
فردت في تحد :
- مادمت قد سألت ، فالجواب هو نعم
- يبدو ان هناك اشياء كثيرة لم تصارحيني بها ليلة البارحة ، اليس كذلك ، لهذا خطفت الولاعة
بسرعة ، وزعمت انها ولاعتك .
منذ متى بدأت العلاقة بينك وبين هذا الشخص ؟
- منذ بعض الوقت
- لماذا لم تهربي معه اذن؟
- لاسباب كثيرة ، اهمها الحرص على مستقبله السياسي
فجلس ستارك على مقعد ، وبدا الضيق واضحا على وجهه..

قال :
- لم تعد لهذه الاعتبارات اهمية في هذه الايام ، اكثر الساسة يرتبكون الفحشاء بمثل البساطة التي
يدخنون بها لفافة تبغ.
- هناك اعتبارات خاصة ، فقد كان جوليان صديقا لريتشارد، وكان ريتشارد كسيحا ..
- آه.. حقا .. انها اعتبارات تسء الى سمعة صاحبك ومركزه،
- هل كان ينبغي ان احدثك بكل هذا ليلة البارحة ..
فقال ستارك :
-كلا ، لم يكن ذلك ضروريا ..
- الواقع اني لم ارى له ايه اهمية ، فقد كان اهم منه بالنسبة الي اني قتلت ريتشارد..
فقال دون ان ينظر اليها :
- نعم ، نعم .. انا ايضا لم افكر الا في ذلك .
ثم اردف بعد صمت قصير :
- هل لديك مانع من القيام بتجربة بسيطة .. اين كنتي تقفين عندما اطلقت الرصاص على ريتشارد
؟
فقالت في حيرة :
- اين كنت اقف؟!
- نعم
- هناك
واشارت نحو باب الشرفة .
فقال :
- اذهبي وقفي حيث كنتي تقفين امس عندما اطلقت الرصاص على ريتشارد.
فقالت وهي تنهض ببطء :
- انا لا اذكر اين كنت اقف ، لا تطالنبي بان اتذكر .. كنت .. كنت في اشد حالات الاضطراب .
فقال ستارك :
- لقد قال لك زوجك شيئا اثارك .. فاختطفت منه المسدس .
ونهض واقفا .. ووضع سيجارته في المنفضة وقال :
- دعينا نعيد تمثيل الحادثة .. ها هي المائدة .. وها هو المسدس ..
قال ذلك وتناول السيجارة من يدها ووضعها ايضا في المنفضة ، ثم اخرج مسدسه ووضعه على
المائدة وقال :
- كنتما تتشاجران ، فتناولت المسدس .. هيا تناولي المسدس .
فمدت يدها ..
ثم احجمت وقالت :
- كلا . لا اريد
فرد ستارك :
- لا تكوني حمقاء ، انه غير محشو ، هلمي تناوليه..
فاطاعت لورا ، وتناولت المسدس
فقال ستارك :
- انك لم تتناوليه هكذا ببطء ، بل اختطفته لسرعة واطلقت الرصاص ، والان اريني كيف فعلتي
ذلك ..
فتراجعت لورا بضع خطوات الى الوراء ، وهي ممسكة بالمسدس بطريقة تدل على انها لم تمس
مسدسا قبل تلك اللحظة
وصاح ستارك يستحثها :
- هلمي .. اريني كيف فعلت
فحاولت ان تصوب المسدس ..
وصاح بها ستارك :
- اطلقي المسدس ، انه غير محشو ..
ولكنها وقفت مترددة ، ولم تطلق المسدس ..
فتناول ستارك المسدس من يدها ..
وقال وفي عينيه نظرة انتصار :
- هذا ما ظننته ، انك لم تطلقي مسدسا طول حياتك ، بل ولا تعرفين كيف يطلق المسدس .
ونظر الى المسدس واستطرد :
- وايضا لا تعرفين كيف يرفع الزناد .
ووضع المسدس على المائدة ..
وجلس على الاريكة وقال في هدوء ..
- انك لم تطلقي الرصاص على زوجك ..
- بل اطلقته
فرد ستارك :
- كلا .. كلا ، انت لم تطلقيه
فارتسمت على وجهها دلائل الخوف قائلة :
- لماذا اعترفت اذن بقتله اذا لم اكن قد قتلته؟
فتحول اليها بغته وقال :
- لان جوليان فارار هو الذي قتله .
-كلا ..
- نعم ..
-كلا ..
- اؤكد انه القاتل .
- اذا كان جوليان هو القاتل حقا ، فلماذا اعترف انا بالجريمة ؟ فأجاب ستارك وهو يصعدها
بعينيه في قدوء :
- لانك ظننت ، وبحق ، انني ساتستر عليك واحميك .. نعم .. انك خدعتني بمهارة ، ولكن كل
شيء قد انتهى الان .. هل سمعتي؟ كل شيء قد انتهى . ولن استمر بعد الان في هذه الاكاذيب
لانقاذ الميجور جوليان فارار من حبل المشنقة.
فنظرت اليه لورا وابتسمت ..
ثم سارت في هدوء الى حيث كانت المنفضة على المائدة ، فتناولت سيجارتها وتحولت اليه
وردت ببطء :
- بل شتشتمر .. يجب ان تستمر ، فليس في ا ستطاعتك ان تتراجع الان ، انك ادليت باقوالك الى
مفتش البوليس ولا يمكنك الان ان تعدل عنها او تغيرها .
فبهت ستارك وهتف :
- ماذا قلت؟
فجلست على مسند الاريكة ..
وقالت في هدوء :
- مهما تكن معلوماتك عن الجريمة ، او ظنونك واوهاوك بشانها ، فأنت ملتزم بالقصة التي
رويتها للمفتش ، لانك اصبحت شريكا في الجريمة، انت نفسك قلت ذلك .
وأرسلت من فمها سحابة من الدخان..
فاتبعث ستارك واقفا ، ونظر اليها وقد الجمته جرأتها ،، ثم تمتم وهو ينظر اليها شذرا
- أيتها ال...
كانت الشمس قد اوشكت على المغيب حين خرج جوليان الى الشرفة ونظر الى الحديقة بعينين
شاردتين!
كانت تبدو على وجهه دلائل الانزعاج والقلق الشديد..
ولم يلبث ان نظر الى ساعته وعاد ادراجه الى قاعة الاستقبال ،، وانه يذرع ارض القاعة جيئة
وذهابا، اذ وقع على صحيفة فوق المكتب .
كانت احدى الصحف المحلية ، وقد نشرت في صدرها بحروف كبيرة نبأ مصرع ريتشارد
واريك.
فتناولها وجلس على مقعد وراح يقرأ ما ورد فيها عن الحادث ..
وقبل ان يفرغ القراءة فتح باب الغرفة ..
فانبعث واقفا وهتف في لهفة ..
- لورا
وارتسمت خيبة الامل على وجهه حين وقع بصره على انجل ..
تهالك على المقعد مرة اخرى .. ليستأنف القراءة ..
قال الخادم ستحضر مسز لورا بعد لحظة يا سيدي ..
فلم يجب جوليان ..
واستغرق في القراءة ..
فقال الخادم بعد قليل :
- معذرة يا سيدي ، هل استطيع ان اتحدث اليك لحظة؟
فاستدار اليه جوليان ..
ثم سأله :
- نعم يا انجل .. ماذا تريد؟
فاقترب انجل بضع خطوات وقال :
- اني قلق على مركزي هنا يا سيدي ، وقد خطر لي ان استشيرك .
فقال جوليان بغير اهتمام ، لانه كان في شغل بمتاعبه الخاصة :
- ماذا يقلقك يا انجل؟
فقال انجل :
- يقلقني اني اصبحت بلا عمل بعد موت مستر واريك.
- هذا امر طبيعي ، ولكني اعتقد انك ستجد عملا اخر بسهولة ، اليس كذلك؟
فرد انجل :
- ارجو ذلك يا سيدي.
- انك فيما اعلم شخص مؤهل ومدرب
- نعم يا سيدي ، وتوجد اعمال كثيرة في المستشفيات وبيوت العظماء لمن كان مثلي ..
- ماذا يزعجك اذن؟
فقال انجل :
- ان الظروف التي انتهى بها عملي هنا لا تدعو على الارتياح.
فسأله جوليان:
- معنى ذلك انك تشعر بالاستياء ، لان عملك هنا قد انتهى بسبب جريمة قتل؟
فتمتم انجل قائلا :
- ذلك ما اعنيه يا سيدي
- هذا امر لا يستطيع احد ان يصنع شيئا حياله ، ولكن مما لا شك فيه ان مسز لورا سوف تعطيك
شهادة مريضة..
قال ذلك واخرج علبة سجائره، وتناول منها سيجارة .. ثم اعاد العلبة الى جيبه..
فقال انجل :
- لن تكون هناك صعوبة من هذه الناحية يا سيدي ، فمسز لورا سيدة لطيفة ، وظريفة ..
وكان في لهجة الخادم شيء اثار ريبة جوليان وقلقه ، فاستدار اليه وقال بحزم:
- ماذا تعني؟
- اني لا اريد ان اكون مصدر ازعاج من اي نوع لمسز لورا.
- تعني انك تنوي البقاء بعض الوقت للعمل في البيت ارضاء لها؟
فقال انجل :
- اني اتعاون فعلا في اعمال البيت ، ولكن ليس ذلك ما اعنيه ، ان ضميري يعذبني يا سيدي.
فصاح جوليان بحدة:
- ضميرك؟ ماذا تعني بحق الشيطان ؟
فقال انجل :
- لا اظن انك تدرك حقيقة موقفي يا سدي ، اقصد موقفي من البوليس ، ان واجبي كمواطن
يفرض علي ان اعاون البويس بكل طريقة ممكنة ،ولكني في الوقت نفسه اريد ان اظل مخلصا
للاسرة التي اخدمها.
فقال جوليان وهو يشعل سيجارته :
- انك تتكلم كما لو كان هناك تضارب بين واجبك كمواطن ، وولائك للاسرة.
فقال انجل :
- اذا فكرت في الامر مليا يا سيدي ،، انك ستفطن الى هذا التضارب .
- الى ماذا تهدف بالضبط يا انجل؟
فقال انجل بتؤده:
- ان رجال البوليس يا سيدي ليسوا في مركز يتيح لهم رؤية الخلفيات .. والخلفيات قد تكون لها
اهمية قصوى في قضية كهذه.. يضاف الى ذلك انني كنت اعاني من ارق شديد في الفترة الاخيرة
.
فقال جوليان في دهشة :
- وما الصلة بين ارقك وهذه القضية؟
فرد انجل :
- من سوء الحظ يا سيدي اني اويت الى فراشي مبكرا ليلة البارحة ولكني لم استطع النوم ..
فسأله جوليان :
- هذا امر يؤسف له.. ولكن
- ونظرا لموقع غرفتي ، فقد استطعت ان اعرف اشياء ربما غابت عن فطنة رجال البوليس .
- ماذا تريد ان تقول؟
- المفهوم يا سيدي ان مستر واريك كان مريضا وكسحيا ،، فمن الطبيعي والحالة هذه ان تكون
لزوجته الشابة الفاتنة علاقات اخرى ..
فقال جوليان بخشونة:
- اهذا ما تعنيه؟ ان لهجتك لا تعجبني يا انجل ..
- ارجو الا تتسرع في الحكم علي ياسيدي .. واذا فكرت في الامر مليا ، فستجد ني في مركز بالغ
الدقة والصعوبة ، فانا اعرف اشياء لم ابح بها بعد لرجال البوليس ، بينما الواجب يحتم علي ان
ابوح بها ..
فاعتدل جوليان في جلسته وقال :
- اعتقد ان ما ذكرته عن معلوماتك وواجبك والبوليس هو مجرد هذيان والحقيقة انك تريد ان
توحي الي بانك في مركز يتيح لك ان تثير الغبال ما لم ..
وصمت قليلا .. ثم قال :
- ما لم ، ماذا؟
- اني كما سبق ان ذكرت ، ممرض مؤهل ، ومن السهل ان اجد عملا في مستشفى او في بيت
احد العظماء .. ولكني اتوق احيانا لان يكون لي عمل خاص بي ، كمحصة صغيرة تتسع لخمسة
او ستة من المرضى .. او المدمنيين الذين يثيرون المتاعب لذويهم..
وقد استطعت ان ادخر بعض المال ، ولكنه لسوء الحظ لا يكفي ، لذلك خطر لي ..
- خطر لك اني او مسز لورا او كلينا معا قد نتقدم لمساعدتك ماليا لتنفيذ مشروعك ؟
فقال انجل :
- ذلك مجرد خاطر خطر لي يا سيدي .. فاذا تحقق كان ذلك كرما عظيما..
فقال جوليان ساخرا :
- نعم .. سيكون كرما عظيما حقا..
فتمتم انجل قائلا :
- انك المحت في شيء من الخشونة يا سيدي ، الي اني اهدد باثارة الغبار او بمعنى اخر اهذذ
باثارة فضيحة وذلك غير صحيح لاني لا افكر في امر كهذا اطلاقا
فنهض جوليان واقفا وقال :
- انك تهدف الى شيء معين يا انجل ؟ ماهو ؟
فرد انجل بهدوء:
- قلت لك يا سيدي ، انني لم استطع النوم ليلة البارحة وقد ظللت مفتوح العينيين ، وصوت نفير
الانذار بالضباب يدوي في اذني ..
ثم خيل الي اني سمعت صوت نافذة تفتح وتغلق بفعل الريح وتكرر هذا الوت مرارا، وهو صوت
مزعج لشخص مؤرق يحاول ان ينام ، فنهضت من فراشي ونظرت من النافذة ولقيت ان ذلك
الصوت المزعج ينبعث من نافذة حظيرة الدجاج ، التي تقع تحت غرفتي مباشرة .
فسأله جوليان :
- وبعد ذلك ؟
فقال انجل ببرود :
- بعد ذلك قررت ان اذهب الى الحظيرة واغلق النافذة لاتخلص من ذلك الدوي المزعج .
وبينما كنت اهبط السلم سمعت صوت طلق ناري فقلت لنفسي هوذا مستر واريك قد عاد الى صيد
القطط ، ولكني لا اظنه يستطيع ان يتبين هدفه في هذا الضباب .
وتسللت الى الحظيرة واغلقت النافذة من الداخل وقبل ان اهم بمغادرتها سمعت وقع اقدام في هذه
الشرفة ..
ثم تحركت الاقدام من الشرفة الى الطريق الذي يمتد منها في محاذاة الجدار ، حتى يدور حول
الركن الايمن للبيت ..
وهو طريق شبه مهجور لا يستعمله احد سواك يا سيدي كلما اتيت الى هذا البيت او غادرته لانه
في الواقع اقصر طريق بين بيتك وهذا البيت ..
فقال جوليان ببرود :
- امض في حديثك .
فقال انجل بتؤدة :
- الحق يا سيدي اني شعرت بالخوف والقلق عندما سمعت وقع الاقدام اذ خشيت ان يكون لص قد
تسلل الى البيت ولكن شد ما كان سروري وارتياحي عندما رايتك تمر امام نافذة الحظيرة ، وانت
تسرع الخطى وتهرول عائدا الى البيت .
فصمت جوليان لحظة .. ثم هز رأسه وقال :
- لم افهم بعد غرضك من رواية هذه القصة هل هناك مسألة معينه تحاول ان تبرزها ؟
فسعل انجل كمن يشعر بالحرج .. ثم قال :
- اني اتسائل يا سيدي هل ذكرت للبوليس انك اتيت ليلة امس لمقابلة مستر واريك؟ وعلى فرض
انك لم تذكره ، وان رجال البوليس ، اقبلوا ليلقوا علي مزيدا من الاسئلة عن احداث الليلة الماضية
..
فقاطعه جوليان قائلا :
- هل تعرف ان الابتزاز جريمة؟ وان جريمة الابتزاز عقوبتها في منهى الصرامة ؟
ففر اللون من انجل . ولكنه تمالك نفسه بسرعة فقال :
- الابتزاز ؟ ماذا تعني يا سيدي؟ ان المسألة –كما سبق ان قلت – هي مسألة التمزق الذي اشعر
به امام واجبين متعارضين .. والبوليس ؟
فقاطعه جوليان مرة اخرى وقال وهو يطفئ سيجارته :
- ان قاتل مستر واريك قد فضح نفسه ، ورجال البوليس يعرفونه الان جيدا ولا اعتقد انهم
سيعودون لاستجوابك مرة اخرى .
فقال انجل في ذعر :
- اؤكد لك يا سيدي اني لم اقصد الا ...
فقاطعه للمرة الثالثة قائلا :
- انت تعلم تماما انه لم يكن في مقدورك ان تتعرف على اي شخص وسط الضباب الكثيف ليلة
البارحة . ولكنك اخترعت هذه القصة لكي ..
وقبل ان يتم عبارته .. فتح الباب ، ودخلت لورا ..
وبدت عليها الدهشة حين رأت انجل ، ولكنها تحولت الى جوليان وقالت :
- يؤسفني انني تركتك تنتظر يا جوليان .
فقال انجل استعدادا للانصراف :
- ربما تحدثت اليك في هذا الموضوع البسيط مرة اخرى ، فيما بعد يا سيدي .
فقال ذلك وحنى قامته للورا وانصرف ..
وأغلق الباب وراءه ...
وانتظرت لورا لحظة .. ثم اسرعت الى جوليان وهي تهتف:
- جوليان !!
فقال في شء من الاستياء :
- لماذا ارسلت في طلبي يا لورا؟
فاجابته في دهشة :
- لقد انتظرتك طول النهار..
- كانت مشاغلي منذ الصباح ، اجتماعات ، ولجان ، ومقابلات ، وسوف يستمر ذلك حتى تنتهي
الانتخابات ، وعلى كل حال ، أفلا ترين من الأفضل يا لورا ان نكف عن هذه اللقاءات؟
- ولكن هناك أمورا يجب ان نناقشها ..
فقال وهو ينظر الى الباب :
- هل نعلمين ان انجل يحاول ان يمارس معي عملية ابتزاز؟
فاجابت مستغربة :
- انجل؟
- نعم ، ومن الواضح انه يعرف الكثير عن علاقتنا ، كما يعرف اني كنت هنا ليلة البارحة.
- هل تعني انه رآك؟
فأجاب وهو ينظر عبر باب الحديقة :
- يقول انه رآني
- لم يكن في استطاعته ان يراك في الضباب
- لقد روى لي قصة عن نافذة في حظيرة الدجاج كانت مفتوحة فذهب لاغلاقها ورآني امر امام
الحظيرة في الطريق الى بيتي ..
كذلك قال انه سمع قبل ذلك صوت طلق ناري غير انه لم يعر الامر اهتماما..
- يا إلهي ! وما العمل؟
- لا اعلم ، يجب ان نفكر في الامر
- ستعطيه نقودا؟
فتمتم قائلا :
- كلا .. كلا .. اذا فعلت ذلك كانت بداية النهاية ، ومع ذلك ... ماذا بوسعنا ان نفعل ؟
ومسح جبينه بيده وقال :
- ليس هناك من يعلم اني اتيت الى هنا ليلة البارحة ، ان خادمتي نفسها لا تعلم .. والمسألة الان
هي ، هل رآني انجل حقا ، ام انه يزعم ذلك؟
- هب انه ذهب الى البوليس ، فماذا يكون ؟
فأجاب وهو يمسح جبينه بيده مرة اخرى ..
- لا اعلم ، يجب ان افكر ، فليس امامي الى ان اقول انه كاذب ، او ازعم اني لم اغادر منزلي
ليلة البارحة ..
- والبصمات ؟


 توقيع : همس الشوق






رد مع اقتباس