تجهمت ملامح ام جراح.. وكانت على وشك البكاء.. ولكنها اخفضت البصر عن ابنها.. كيف اترك ابنتي.. لا اريدها ان تغيب عن عيني ولا اريدها ان تتغرب وهي صغيرة.. تظل فتاة والفتاة ليس لها بالهوا أي خبرة..
جراح بنبرة مواسية: يمة.. انا ادري هالشي صعب عليج.. اذا صعب عليج مرة انا الف مرة يا يمة.. بس كل ما احس انه صعب اذكر ابوي.. ابوي كان يتمنى لنا او لواحد منا بس.. انه يكون شي في هالدنيا.. واهو تعب وجهد... وحتى انه.. راح عشاننا.. فيعني احنا مانقدر نضحي ولو شي عشانه.. وصدقيني يا يمة.. ما بتندمين.. لاني انا فكرت بالموضوع وما تظنين اني لو كنت مشكك لاقل ثانية ما راح اييج واقول لج عنه؟؟
ام جراح بعصبية بسيطة: بس يا يمة ماقدر. ماقدر اخلي اختك تروووح عني بعيد.. فاتن ما بترضى.. ما تعودت انها تطلع عن البيت لفترة طويلة.. اهي البنت الوحيدة اللي كل ام تتمنى مثلها في هالدنيا..
جراح: يمه صح كلامج بس.. انتي لازم تتقبلين هالشي... لان فاتن ان مافكرت بمستقبلها وبمصلحتها.. عندها الاخو اللي يفكر عشانها.. وانا احس .. لو تبين.. رضاي بيكون بسفرها.. وانا انشالله كل فترة وفترة بزورهاواهي بعد كل فترة وفترة راح تيينا بالاجازات وتقعد معانا.. وللو انتي خايفة ان فاتن تتعرض للمصايب هناك.. اظني انتي مربيتها.. ومو كل بنت تلقى مثل تربيتج يا يمة.. فاتن بنت لا يعلى عليها بنت ثانية.. وان شاء الله راح ترفع راسنا كلنا وتبيض ويهنا
تبتسم ام جراح بحزن: لو كانت الظروف ثانية.. لو كنت انت اللي تروح.. ما حسيت بشي.. لكن.. انا ادري هالشي صعب عليك.. لان هذي البعثة كان لازم تكون لك
يقطع جراح كلامها: وانا ما اهتميت يمة... ولا واحد منا عرف بهالشي.. الا ابوي.. لكن شوفي فاتن شلون ذبحت عمرها بالدراسة.. لا تاكل ولا تنام .. ولا ترتاح.. عشان بس انها ترفع راس ابوي .. لانها تعرف رضى ابوي يكمن في النجاح.. لذا هي احق مني بهالبعثة..
اخفضت الام الحزينة بصرها.. حزنا على ما قر بفؤادها.. كلام جراح صحيح.. لا يمكن ان اظلم ابنتي وادعها تبقى هنا.. بينما الفرصة سانحة لها بان تخرج من هذه القوقعة ومن هذا العالم الى عالم اخر.. لم اعدها لهذا الشي.. ولم اجهزها له.. كيف لي ان اترك صغيرتي الحبيبة في عالم لا تعرف عنه الا بالاخبار.. ويا ليته يسر.. لكن.. هذه رغبتك يا زوجي الحبيب.. فانت قد تعبت.. ولازلت اذكر سهاد الليالي الذي صاحبك .. تفكر بمصير اولادنا بهذا الفقر.. الحمد لله على كل حال.. ولربما هذه هي هدية النجاح التي كنت تعددها لفاتن...
احس جراح ان امه موافقة.. والحزن واجب عليها.. لانها .. سريريا.. قبلت بما قاله لها.. وقد توافق.. بل احتمالية كبيرة انها موافقة.. وبدأ يعد نفسه للموافقة.. ستوافق.. انا واثق بانها ستوافق
جراح بحذر: ها يمة... شقلتي.
ابتسمت ام جراح بصمت.. وكانت هذه هي البشارة.. لقد وافقت امي.. وااافقت... الحمد لله رب العالمين... 50% من المهمة قد نفذ.. والان.. الخمسون الباقية.. فاتن..
جراح: صدقيني يمة.. ما راح تندمين.. راح تذكرين هالموقف بيوم من الايام وبتقولين لي.. (بصوت نسائي ) يعلني ماخلى منك يابومحمد.. قلت وصدقت... فديت عمرك يا وليدي
ام جراح: ههههههههههههههههههههههههههههههههه
ضحك الاثنان ولكن جراح كان اكثر فرحا.. طبيعي.. وكيف لا يفرح وهو ينفذ جزءا من وصية والده... اوه .. الحمد لله انك ذكرتيني ايتها الكاتبة بالوصية... كيف انى لي ان انسى.. شكرا...
جراح: يمة.. اكو شي ثاني بعد؟
ام جراح بخوف: شصاير بعد.؟؟ منو بيسافر؟
جراح يبتسم: لا يمة ماكو احد بيسافر.. لكن... مساعد قبل جم يوم خبرني ان ابوي له وصية.. ويبي موعد ويانا عشان يقولها لنا..
ام جراح بتفكير: قول له أي وقت ما يبي حياه الله يتفضل..
جراح: متى يناسبكم..
ام جراح: مادري أي وقت يا وليدي حياه الله .. بس اختك.. شنو بيصير عليها؟ اقصد متى بتقول لها؟؟
جراح: خلي فاتن علي يا يمة... انا اللي بتفاهم وياها على هالسالفة.. وبس هاا.. ماابيها تعرف شي عن هالموضوع منج.. انا ابي افاتحها فيه اول باول... اتفقنا؟؟
ام جراح: اللي تشوفه يا وليدي..
ينظر الى الساعة: فديت عمرج يمه يالله انتي نامي الحين.. وباجر يحلهاالف حلال.. وانا بعطي الريال موعد ايينا يوم.. يوم الاربعاء؟؟ زين جذي؟؟
ام جراح: على راحتك يا يمه..
جراح بابتسامة: قط قلت لج احبج؟
ام جراح: هههههه لا والله من زمان ماقلت لي
يضم امه بقوة بين ذراعيه: احبـــــــج يمة.. احبـــج..
ام جراح: وانا اموت فيك يا عمري..
جراح: تصبحين على خير..
ام جراح: تلقى خير يمة..
******************
(يوم المهمة المستحيلة.. Mission imposible)
لا مفر لفاتن الا ان تقبل.. امي موافقة.. انا موافق.. خالد ايضا موافق.. لا مفر لها .. ستوافق.. وان كان هذا اخر شي اقوم به في حياتي.. لابد لوصية والدي ان تتنفذ...
نام جراح وهو يردد هذه الكلمات .. والمسكين.. من شديد التعب لم ينتبه لنفسه في اليوم الاخر الا بوقت صلاه الظهر..
كان كالميت على فراشه.. وما ان سمع الاذان حتى فز قائما من مكانه؟؟ انمت طول هذا الوقت؟؟ يا ربي.. كم الساعة الان؟؟
تحرك الى ناحية الساعة.. وبالفعل.. انها الحادية عشر والنصف.. قم انهض.. فاليوم يوم حافل لك..
*****
كان مساعد في المكتب غير قادر على العمل.. تأتي الافكار به وتذهب.. لم يتصل به جراح حتى الان.. قال بانه سيرد اليوم.. ولا خبر عنه حتى هذه اللحظة.. انه الاذان.. ساقوم واصلي.. حتى يتصل.. هكذا امضي الوقت.. ويمضي عني..
في غرفتها كانت جالسة تصلي.. وعندما انتهت.. رفعت كفيها بالدعاء...
(( اللهم يا واسع الرحمة ويا عاطي الصبر .. الهمنا يا الهي بالصبر الجميل... اللهم فرج امورنا ووسع صدرونا وارزقنا خيرا ورحمه .. الهي اقبل توبتنا.. ووفقنا وافتحها علينا يارب..
ابتسمت وظهرت تلك الماسات البيضاء.. واكملت
ووفج جراحوووووو الكريه وفرجها عليه وكبره بسرعة عشان ايني وياخذني واتزوجه ويتزوجني وانيييب18 كتكوووت ههههههههههههههههه كلهم صفر مابي سوود..))