بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
يختلط عند الناس الفرق بين وسائل كسب المال الحلال والحرام، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الحَلالُ بَيِّنٌ، والحَرامُ بَيِّنٌ)،[١]ووسائل الكسب الحلال كثيرة ومتنوعة؛ بل لا يمكن حصرها، ومنها:[٢] أي وظيفة كانت لا يختلط فيها الحرام. الزراعة وإحياء الأراضي الموات، وهي من أشرف الأعمال. صناعة المنتجات الحلال؛ فيرى بعض العلماء أن الصناعة من أفضل الأعمال إذ أن نبي الله داود كان يمارسها، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما أكَلَ أحَدٌ طَعامًا قَطُّ، خَيْرًا مِن أنْ يَأْكُلَ مِن عَمَلِ يَدِهِ، وإنَّ نَبِيَّ اللَّهِ داوُدَ -عليه السَّلامُ-، كانَ يَأْكُلُ مِن عَمَلِ يَدِهِ).[٣] التجارة التي لا يخالطها بيع منتجات محرمة، كالخمر مثلاً. الأعمال والمهن الأخرى كالحدادة والنجارة وغيرها. إتقان العمل في الوظيفة هو من الكسب الحلال. رعي الأغنام والحيوانات، الذي يعلم الصبر والتحمل، وهي مهنة قام بها النبي صلى الله عليه وسلم وكثير من الأنبياء.[٤] وسائل كسب المال الحرام كثير من الناس اليوم لا يهتمون فيما إذا كان كسبهم للمال حلالاً أم حراماً،[٥]وهذا ذكر في الحديث النبوي الشريف فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ليَأْتِيَنَّ علَى النَّاسِ زَمانٌ، لا يُبالِي المَرْءُ بما أخَذَ المالَ، أمِنْ حَلالٍ أمْ مِن حَرامٍ)،[٦] وفيما يأتي نوعان للكسب الحرام:[٧] فيديو قد يعجبك: النوع الأول أن يكون المال ملكاً للآخرين مثل السرقة والغصب، وهنا لا يجوز التعامل مع الشخص الغاصب أو السارق من بيع وشراء، وإلا فهو مشترك معه في الإثم. النوع الثاني أن يكون المال ناتجاً عن المتجارة بالعقود المحرمة كالربا؛ قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)،[٨] والقمار والرشوة وبيع المحرمات كالخمر، فهنا لا يجوز حتى السكن في البيت المشترى بالمال الحرام، أو الأكل مما يشترى بهذا المال الحرام. النوع الثالث من الأشياء التي تتبع للكسب الحرام خيانة الأمانة في المجال الوظيفي؛ فيعلم الموظف حقوقه والوجبات التي عليه، وإذا عرض عليه فرصة رشوة أو اختلاس فإنه يعرض عنهما ولا يقبل شيئاً من ذلك.[٩] كيفية التعامل مع المال إذا اختلط فيه الحرام والحلال يكون التعامل مع المال الحرام إذا اختلط مع المال الحلال كما يأتي:[١٠] إذا دخل المال الحرام وكان متعيناً في ملكية أحد؛ وجب رده إلى صاحبه. إذا دخل المال الحرام في ملكية أحدهم وكان غير متعين؛ وجب رد المال الذي يغلب الظن بمقداره، وإلا تصدق بهذا المال بدون نية الثواب. تجب الزكاة في المال الحرام؛ ويجب إعادته إلى أصحابه، أو التصدق به بدون نية الثواب. التحذير من الكسب الحرام حذر الإسلام من عدم أخذ الحيطة والحذر من الكسب الحرام؛ وأكد على ذلك بترتيب الوعيد لمن يختار الطرق غير المشروعة في الكسب، ومما حذر منه في هذا الباب ما يأتي: حذر الإسلام من الربا؛ وعدها من الكبائر. حذر الإسلام من الاعتداء؛ وأكل أموال الناس بالباطل. حذر الإسلام من المتاجرة بالمحرمات.
الكاتبة مرام اجعابو