يوم عبرْتِ إلى قلبي
تأكّدْتُ أن الطريق خالٍ تماماً
من اسراب العيون الفضولية
وأن الناس يغطّون في نوم الإجازات
وأن لا أحداً هناك بين السماء والأسفلت
وأن الشمس تجري بمستقرّها
دون ان تتربّص بالخطوات وأصحابها
ودون أن تتنصّت على الرصيف
يوم عبرْتِ إلى قلبي
حرّضْت الدولة على فرض حظرٍ للتجوال
فلا باعةً يثقبون بأصواتهم جلد النهار
ولا خادماً يحمل الإفطار لسيّده كجنيّ المصباح
ولا متسوّلةً تراقص بلسانها مشاعر العابرين
يوم عبرْتِ إلى قلبي
تسلّلْت كسائر لصوص الليل
وعطّلْت كل إشارات المرور
أعْطيْت الأحمر "بطاقةً حمراء"
ومنحْت الأخضر إجازةً ريفية
ونفيْت الأصفر خلف قرص الشمس
وسَيّرْت عند كلّ تقاطعٍ
دوريةَ من الفراشات
يوم عبرْتِ إلى قلبي
تاكّدْت أن اللافتات تعانق بعضها بعضاً
وأن الشوارع الرئيسية
تحنو على الفرعيّة
وتعلّمها الرقص والأغنيات
وأن الجسور جاهزةٌ تماماً
كي تعبر النوتات من جنبٍ إلى جنْب
يوم عبرْتِ إلى قلبي
لم يكن هناك أحدٌ سواكِ
فقد كنتِ العابرة الوحيدة
وكنتِ العبور ...
وكنتِ الطريق..