{الحلقة الاخيـــــــــــــرة}
(النهاية الغير متوقعة واستسلام حسن)
هزت غادة رأسها مؤكدة على أنها ستصر .... فقالت الأميرة :
- ولكن يا كادا الحياة تتغير والأيام لا تبقى كما هي، كل شئ يتغير يا كادانته ....
حركت غادة راسها الى الخلف لتعيد ما مال من شعرها على وجهها، ولم تخفِ أنها أستفزت وقالت :
- لن يمنعوني من حبه مهما فعلوا ......
أثناء حديث غادة أستدارات ساريز الى الخلف وسارت عدة خطوات بالأتجاه المعاكس، ولم يخفَ علي أنها كانت تبكي، وأن بكائها حزنا على غادة ... عيون ساريز دلت على ذلك منذ اللحظة الأولى للاؤيتها ...
ورمقتني الأميرة باندا بنظرة غاضبة وقالت بحزم :
- وأنت يا حسن تفضل قل لنا رأيك ؟؟؟
عجزت عن الكلام وأطرقت رأسي الى الأرض خجلاً، لم أجرؤ ان أواجه عيون "غادة" أو أن أزعزع ثقتها بي، وبذلت جهدي لأمنعها من قراءة أفكاري ... أغمضتُ عيوني .. أصبت بدوار .. بحثت عن مخرج ... عن حل، انادي في داخلي دون أن أتكلم ساعديني يامرح، ساعديني يامرح ....
لا أدري كيف فعلت ذلك ولماذا فعلت ذلك، ظهرت مرح كلمح البرق وكأنها كانت بقربي تنتظر ان أناديها ... نظرت ألي وأبتسمت وغمزتني بطرف عينها وأقتربت من أختها غادة ... الأميرة بانده رمقت مرح بنظرة تهديد ووعيد لأقتحامها حديقتها بدون أذن مسبق، وذبطت نفسها، وكبتت غضبها حتى لا تزيد الوضع تعقيداً ... ساريز ألتفتت الينا وبعيونها حيرة ... لا تفهم ما حدث وبدت للحظات وكأنها لم تميز بين مرح وأختها غادة .. وأبتسمت غادة فرحه وأحتضنت أختها مرح، الاف الصور والكلمات الصامتة تمت في لحظات .. مرح تمسك بيدي أختها غادة، وتغير ملامح وجهها من شكل إلى أخر، دل على ان حوار طويلاً يدور بينهما دون كلمات ... بطريقتهما الخاصة ... حالة من الذهول اصابتني وكذلك بانده وساريز، جو مشحون بالترقب، ولا أحد يعلم ماذا سيحدث .. أقتربت مرح مني وقالت :
- حسن غادة ستسامحك على كل شئ حدث، وهي تقدر ان كل ماحدث معك كان رغماً عنك، وهي واثقة من انك تحبها اكثر من أي شئ أخر، ولا تريد ان تتحدث في أي شئ يتعلق بالماضي ... وستلتقي بك في عالم البشر .
ألتفت الى غادة وأبتسمت وهي تهز برأسها مؤكدة كلام مرح أو أني أظن ذلك .. أمسكت مرح بيدي وأشارت الى غادة بيدها وقالت :
- سنلتقي قريباً ......
وبلمح البصر وجدت نفسي ومرح مازالت ممسكة بيدي في مدينة الشمس، لندخل من هناك الى باطن الأرض، نسير في طرق مظلمة وأنا لا أرى شيئاً،
لم أستطع أن أتنفس بسهولة ... حتى وصلنا الى مكان في باطن الأرض، كانت الرؤية فيه أوضح، تبينت اننا نقف بجانب جدار تم نحته بالصخر لونه بني، ونقشت عليه كلمات وحروف وارقام ورسومات، لم تكن واضحة بسبب تراكم الغبار عليها، وفي وسط الجدار الصخري العملاق بوابة كبيرة ...
أقتربت منها مرح وطلبت مني ان أقترب أيضاً، وحينما أقتربت رأيت بأنه قد حُفِرت في البوابة ألاف الكفوف بأحجام مختلفة ... طلبت مني مرح أن أبحث عن قالب الكف الذي يلائم كف يدي اليمنى، وكذلك فعلت هي وأخذنا نجرب حتى وجدت الرسمة المنقوشة ذات الحجم المناسب، وطلبت أن أضع يدي عليها، وفعلت ووضعت يدي اليمنى، ووضعت هي كف يدها اليسرى في المكان الذي يلائمها، وقالت لي ماذا يجب أن أقول .... وبدأت هي فقالت :
- أنا كونته بنت نازك أبنة الجن ، بأرادتي الكاملة أعلن عن فتح قلعة أكاروس ...
وقلت بعدها :
- أنا حسن أبن صفية أبن البشر بأرادتي الكاملة أعلن عن فتح قلعة أكاروس ....
وقلنا معاً :
- نحن من البشر والجن، بأرادة واحدة متحدة، نعلن عن فتح قلعة أكاروس ......
وتفتح دفتي الباب مرة واحدة، ليظهر ضوء أحمر وبدأ دخان كثيف يخرج من الباب الى الخارج ، وتصدر من الداخل ضحكة لرجل صوته خشن وجهوري، هزت أرجاء المكان، أدخلت الرعب في قلبي ، وبعد ذلك هبت ريح قوية عاصفة ، كادت تحملنا معها لولا أننا تعلقنا بالباب ... أستمرت الريح لدقائق، ودفعت الدخان الى الخارج، وعاد الهدوء من جديد ودخلنا القلعة ... غطيت عيوني بكفي فلم أكن أحتمل قوة الضوء الأحمر المنبعث من كل أرجاء القلعة، تحسست طريقي خلف مرح ووصلنا الى جانب منصة حجرية في وسط القلعة يبلغ أرتفاعها عدة أمتار وقفت مرح وألتفتت الي وقد أرتسمت على شفتيها أبتسامة النصر، وقالت لي :
- دقائق فقط ياحسن وستجد نفسك في عالمك، وبين عائلتك، وستجدني الى جانبك مادمت تريد ذلك .... والأن سأرسل رسالتي الى البشر.
وعلت مرح المنصة ووقفت فوقها ومدت ذراعيها وأخذت تدور حول نفسها وهي تضحك ... وتتمتم بلغة لم أفهمها .. وبدأ الدخان يتصاعد من حولها، وهبت ريح خفيفة طيرت شعرها ونثرته، وأخذت تدور حول نفسها أكثر وأكثر، وبصوت عالِ قالت وكأنها تخاطب جمهوراً :
- أنا مرح ......
ويتردد صدى صوتها من كافة جوانب القلعة : " مرح ... مرح ... مرح ..." وبأصوات مختلفة ومتعددة .......
اتمنى ان تكونو استمتعتم بهذه الرواية
وبكل احداثها التي امتزج فيها الخيال باالواقع
محبتي واحترامي للجميع