عرض مشاركة واحدة
قديم 24 - 10 - 2024, 07:03 PM   #3


الصورة الرمزية البارونة

 عضويتي » 1746
 جيت فيذا » 13 - 7 - 2024
 آخر حضور » 18 - 12 - 2024 (01:20 PM)
 فترةالاقامة » 162يوم
مواضيعي » 49
الردود » 1956
عدد المشاركات » 2,005
نقاط التقييم » 450
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 62
الاعجابات المرسلة » 16
 المستوى » $37 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبهAlbania
جنسي  »  Male
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  » اعزب
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل 7up
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله baunty
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلةNGA
ناديك المفضل  » ناديك المفضلahli
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضلهBentley
 
الوصول السريع

عرض البوم صور البارونة عرض مجموعات البارونة عرض أوسمة البارونة

عرض الملف الشخصي لـ البارونة إرسال رسالة زائر لـ البارونة جميع مواضيع البارونة

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony


 
الاوسمه الحاصل عليها
 
وسام  
/ قيمة النقطة: 50
مجموع الأوسمة: 1...) (المزيد»

مجموع الأوسمة: 1

البارونة غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية اولاد الافاعي كامله




( 3 )

عند المكان المخصص للأمتعة التقطتُ أغراضي سريعاً ثم توجهتُ للصالة الداخلية ووقفتُ خارجاً بانتظار الدكتور وليم هاف ... إنه العقل المدبر لرحلتي وبرغم كل الثقة التي كنتُ أمنحه إياها إلا أنني بدأت بالتوجس منه خاصة بعد تلك القصاصة التي كتبها لي جورج ، لقد أوقعني ذلك الرجل في حيرة كبيرة وجعل الوساوس تتلاعب بعقلي ...

كيف عرف اسمي ؟ ولماذا حذرني من وليم ؟

أسئلة عديدة لا أجد لها أية إجابات !

هل كان ذلك الرجل تحت تأثير المخدرات فتصرفاته تنبي بأنه لم يكن في حالة طبيعية ؟!

انتظرتُ بضع دقائق لعلّ الدكتور وليم يحضر لكن لم يحدث ذلك !

رجعتُ إلى الصالة مرة أخرى فقد كانت الأجواء باردة جداً ولم أكن أتوقع هذا الأمر !

كانت آخر رسالة بيني وبين الدكتور وليم بالأمس عندما أكد لي بأنّ كل الأمور تسير بشكل ممتاز ولم يتبق إلا حضوري .. بعثتُ له بوقت مغادرتي والوقت المتوقع للوصول

لكن لماذا تأخر الآن ؟

أخذتُ أراقب أفواج القادمين .. كانت الصالة تكتظ بالناس وقد بدت على وجوههم أمارات البشر والفرح لوصولهم سالمين وكذلك للقيا أهلهم وأصدقائهم ... سبحت بخيالاتي بعيداً تذكرت اللحظات التي غادرت فيها وطني ... يا لها من مشاعر مؤلمة ... متى سوف أعود كما عاد هؤلاء إلى أوطانهم ؟!

شيء رائع أن تجد من يودعك ولكن من المؤسف ألا تجد أحداً في استقبالك

كانت ساعة المطار تزحف نحو التاسعة ليلاً بتوقيت واشنطن

وبينما كنتُ أتأمل طفلة صغيرة تلعب أمامي إذا برجل يتفحص وجوه الناس وكأنه يبحث عن شخص يعرفه وعندما رآني اتجه نحوي وهو يشير بيده توقعتُ في بادئ الأمر بأنه يقصد شخصاً آخر لكني كنتُ مستنداً على الجدار ولا يوجد أحد بقربي إلا تلك الفتاة الصغيرة

توقف عندي ورمقني بنظرة هادئة وابتسم وقال :

- مساء الخير يا سيدي
- مساء الخير
- إن لم تخب توقعاتي فأنت السيد فارس ؟

فغرت فمي على مصراعيه وعرفت بأنني وقعت في حيرة أخرى مجدداً

تأملته فقد كنت أخشى أن يكون هو جورج وقد بدأ بملاحقتي من جديد

كان شاباً طويلاً في الثلاثينات من عمره له شارب كثّ وذو بشرة بيضاء وعينين عسليتين وشعره مجعّد
ألقى سؤاله مرة أخرى ... معذرة هل أنت السيد فارس ؟

بصوت ضعيف متهدج أجبته : نعم أنا فارس

مدّ إليّ يده مصافحاً وقال بحرارة : مرحباً بك سيدي أتمنى بأنْ قضيت طيراناً ممتعاً ؟

مددت يدي إليه وأنا أحاول جاهداً أن أرسم ابتسامة على وجهي وأبادله التحية

لم يتركني كثيراً رهين حيرتي حيث قال :أنا بيل السائق الخاص بالدكتور وليم

غمرني ارتياح مبهج عندما سمعته يقول ذلك لقد شعرتُ بشيء من الطمأنينة عند ذكره اسم الدكتور وليم وبرغم الصورة القاتمة التي أعتقد بأنني كونتها عنه إلا أنني ما زلت أأمل بعدم صحة ما كتبه جورج

تساءلت .. عفواً يا سيد بيل لكن أين الدكتور وليم لقد أخبرني بأنه سيكون في استقبالي ؟

احمرّ وجه بيل وقال - ونحن نتوجه إلى خارج الصالة - : هذا لطف منك يا سيدي أن تناديني بالسيد فأنا مجرد سائق بسيط ليس غير ثم انحنى على أغراضي وأخذها مني وابتسم قائلاً : سوف أجيبك عن سؤالك داخل السيارة فالجوّ هنا شديد البرودة

صعدنا إلى السيارة بعد أن وضع بيل أغراضي في الخلف

كانت السيارة فخمة من نوع تلك السيارات التي يركبها الوزراء ويقتنيها الباشاوات الكبار

عندها قال بيل : إنّ الدكتور وليم يبلغك تحياته ويقدم اعتذاره عن عدم استقبالك فقد حدث له أمر طارئ منعه من الحضور
- أتمنى أن يكون بخير
- هو بخير سيدي .. لكن لن يستطيع مقابلتك هذه الليلة وطلب مني استقبالك وفي الغد سوف يتناول معك طعام الغداء ؟
- حسناً .. وإلى أين سنتوجه الآن يا بيل ؟
- إلى أحد الفنادق وسط العاصمة فقد أمرني الدكتور وليم بحجز أحد الأجنحة الخاصة لك ؟
- فندق !! ولماذا ؟ أعتقد أنّ الدكتور وليم قد تدبر أمر سكني
- عفواً سيدي لا أعلم عن ذلك .. إنما هكذا أمرني الدكتور
- حسناً لا بأس .. لكن كم من الوقت سنأخذ للوصول إلى الفندق ؟
- ربما حوالي ساعة يا سيدي
- ساعة ! وقت طويل أليس كذلك ؟
- آسف يا سيدي لكن سوف تستمتع بمشاهدة المناظر من حولك ؟

* كانت شوارع مدينة واشنطن - ورغم البرد القارص – مزدحمة بالسيارات غير أنها تسير بشكل مرن وسلس وكأنه ينظمها خيط طويل

في الحقيقة أنا معجب كثيراً بهذه الدولة الساحرة ومدنها الخلابة ...

لكن لا يجب أن أحكم لمجرد صور رأيتها وأحاديث من أناس زاروها

قطعتُ على بيل تصفيره وترنمه وقلت :
- عفواً يا بيل
- نعم تفضل سيدي
- أظنك تعرف بأنني أحد طلاب الدكتور وليم
- حقاً ... هذا رائع جداً
- ألم يخبرك بذلك ؟
- في الحقيقة لا .. إنما قال لي بأنّ هناك ضيف عزيز عليه سوف يقدم

- بالمناسبة يا بيل .. كيف عرفتني من بين كل أولئك المسافرين ؟

- ضحك وهو يرمقني من المرآة الأمامية وقال : لقد أراني الدكتور وليم صورتك

ثم أخرج صورة صغيرة معه وقال : أليست خاصة بك ؟

أخذت الصورة أوه صحيح لقد طلبها مني الدكتور وليم قبل أن ينهي عقده من جامعتي وأعتقد أنه احتفظ بها للذكرى كم هو رجل وفيّ !

- هل ما زال الدكتور أستاذاً في الجامعة ؟
- لا .. فقد استقال قبل عدة أشهر
- غريب لم يعلمني بذلك ! وماذا يعمل الآن ؟
- أعمال حرة
- رجل أعمال إذن
- نعم تستطيع أن تقول ذلك
- معذرة بيل على تطفلي هل تعمل لدى الدكتور وليم منذ فترة طويلة
- لا .. فأنا معه منذ سنة فقط .. لكن لماذا السؤال ؟!
- ابتسمت وقلت : هو مجرد سؤال عزيزي .. ربما بسبب الملل من الطريق الطويل
ضحك كلانا ... وساد بيننا بعدها صمت مطبق .. يبدو بأنّ بيل من أولئك الأشخاص الذين يتحسسون من الأسئلة الشخصية


فتشتُ في جيب المقعدة التي أمامي لعلني أجد شيئاً أقرأه أو أتلهى به وقد وجدت مجموعة من النشرات أخذتُ واحدة منها وهي عبارة عن خريطة تفصيلية لمدينة واشنطن

حقاً إنه شيء ممتع فأمامنا أربعون دقيقة لنصل إلى الفندق وسوف أتسلى بالاطلاع عليها

بعد خمس دقائق بدأت السماء تهطل بغزارة مما جعل بيل يبطئ بسرعة السيارة إلى خمسين كيلاً في الساعة فقط !!

كنت أحاول النظر إلى الخارج لكن البخار المتكون على زجاج السيارة يمنعني من ذلك

أخذت برودة الجوّ بالازدياد وأحسست بلسعات البرد تعصف بقدميّ ، لم أتجرأ أن أطلب من بيل الوقوف لأخذ معطفي من حقيبتي في شنطة السيارة ... إنها مغامرة خطرة أن تتوقف في ظلّ هذه الأجواء الماطرة والرؤية المتدنية

التفتُّ لعلي أجد شيئاً أضعه على رجليّ لأخفف من تجمدهما ،كان هناك معطفاً أسوداً على طرف المقعدة
تساءلت ..
- بيل ... هل بإمكاني استخدام هذا المعطف فأنا أكاد أتجمد ؟
- نعم سيدي ... إن شئت ذلك
- هل هو من خاصتك ؟
- لا ، هو للدكتور وليم
- أوه هذا جيد فهو لن يمانع أبداً
- بالتأكيد

وضعت المعطف على ركبتيّ ثم أسدلته على رجليّ وبدأت أشعر بالدفء قليلاً ومن ثمّ عدت لمطالعة الخريطة مجدداً

هبّت نسمة باردة لا أدري من أين دخلت ؟! نظرت إلى الأمام فعرفت أنّ بيل قد أنزل زجاج السيارة قليلاً لرمي سيجارته خارجاً

عند إرادتي العودة للقراءة وقعت عيناي على شيء مذهل

يا للهول رقم 666 منقوش بشكل واضح بخيوط بيضاء في أسفل المعطف الأسود ، سقطت الخريطة من يدي

وتذكرت حينها القصاصة التي كتبها لي جورج خاصة تلك الرموز والأرقام الغريبة

هل هذه مصادفة ؟ أشكّ في ذلك !!

هل جورج يقع تحت تأثير المخدرات كما حدثت نفسي ؟ أم أنه يخفي أشياء لم أعرف مدلولاتها حدّ اللحظة !

أحسست بارتعاب حقيقي بدأ يسري في عروقي

إذن فالدكتور وليم صاحب هذا المعطف هو نفسه الذي قصده جورج !

بناء عليه فصديقي وليم هو المقصود من الإشارات التحذيرية التي كتبها لي ذلك الرجل المحيّر

بدأت ضربات قلبي بالازدياد وأخذت أتعرق وسط هذه البرودة الطاغية

طوّفتُ بعيداً هناك حيث الوطن حيث أمي وأبي .. آه ليتني سمعت كلامكما يا والديّ .. كم أنا عنيد !

هذه نتائج عقوقي قد بدأت آثارها بالظهور .. مسلسل من الرعب وطلاسم غريبة تحدث لي من الساعات الأولى لرحلتي

وغصت في عوالم بعيدة من الذكريات والخيالات والأحداث .. لم أشعر بنفسي ولا أدري كم مضى من وقت
سمعت صوتاً يناديني

سيد فارس ... سيد فارس

وبصوت عالٍ صرخ بيل ... سيد فارس ألا تسمعني ؟!


 توقيع : البارونة

البارونة


رد مع اقتباس