أخذت أسترجع شريط الأحداث الذي مرّ بي سابقاً عند مقابلتي لجورج وتحذيره لي من وليم ؟!
يكاد قلبي يتوقف من الخوف !!
هل حقاً ما قاله ذلك الرجل بأنّ وليم شرير وحقير ؟!! لقد بدت دلالات تلك الكلمات تتضح الآن ؟
لكن أين يريد أن يأخذني ؟!! ولماذا نحن في هذه الأماكن المرعبة ؟!!
لا أفهم شيئاً ! وعقلي يكاد يتوقف عن التفكير !!
صرخ وليم صرخة مرعبة وقال : ها قد وصلنا أيها الشيطان الصغير !!
نظرت خارجاً لم تزل السماء تهطل بغزارة والرؤية معدومة فلم أتبين أي شيء
... اقتربنا قليلاً من سور أبيض أمامنا استطعت أن أراه بعد أن أشعل وليم المصابيح العالية لسيارته وركزها تجاهه
كانت هناك بوابة كبيرة سوداء ويقف إلى جانبها رجل لا نرى منه إلا عينيه تلتمعان على أنوار السيارة ، يلبس ملابس سوداء وقد وضع فوق رأسه مظلة ليحتمي من مياه المطر رمى بها عندما رآنا واقترب منا وهو يشهر رشاشه لكنه عندما رأى وليم انحنى مرحباً وأشار بيده أن تفضلا ثم سبقنا وفتح البوابة الحديدية
أوقفنا سيارتنا ونزل وليم وتسمرتُ مكاني
عاد إليّ وقال : ما رأيك أن أرجعك هناك عند ذلك الرجل اللطيف في الخارج حتى أنتهي وأعود إليك ؟
قفزت من مقعدي وخرجت فمجرد التفكير في الوقوف إلى جانب ذلك الرجل الوحش ضرب من الخيال
كانت قلعة من القلاع الأثرية القديمة ويحيط بها ذلك السور الأبيض العظيم
سألت وليم : هل ستكون سهرتنا في هذه القلعة ؟!
ضحك وقال : نعم فهي سهرة متميزة سوف تختلف عن كل السهرات الماضية !
عرفت حينها بأنني لست في سهرة اعتيادية وأيّ سهرة ستقام في هذه القلعة المرعبة ؟
ومن هو المجنون الذي سيأتي بمحض إرادته إلى هنا ؟
حاولت أن أتماسك وأنا أسير خلف وليم مع توارد خواطري بأنّ هذه الليلة ستكون الليلة الأخيرة لي في هذه الحياة
هكذا شعرت حينها !
دخلنا في سرداب أشبه ما يكون بالسلم وله درجات كثيرة
أصوات غريبة بدأتْ بالاقتراب منا وفي منتصف السرداب قابلتنا مجموعة من الخفافيش والغربان جعلتني أرتمي على الدرج بدون شعور مني
انتهت آخر درجة من السرداب وأخذنا بالسير أعتقد بأننا نقترب من أناس يجلسون في وسط هذه القاعة الضخمة فهناك بصيص أضواء يزداد كلما اقتربنا منها وأصوات همهمات بشرية بدأت أسمعها
رائحة الشموع المحروقة تعصف بالمكان .. بعد قليل صرخ أحدهم :
من هناك ؟
تسمرت مكاني وعندما اقترب منّا كشّر عن أسنانه وقال :
مرحباً بك يا وليم ومرحباً بضيفك العزيز ! لقد تأخرتما كثيراً فالجميع بانتظاركما
ابتسم وليم وقال : لقد كانت السماء تمطر مما أبطأ سرعتنا