**** كانت الساعتان اللتان قضيناهما في التجول كافيتان لإخراج كل مكنوناتهم العاطفية ... طرقنا الباب ...
أذن لنا المهندس سون بالدخول وعانقني وهو يقول : أهلاً بك أيها البطل فارس
احمرّ وجهي من الخجل وهو يمطرني بقبلاته الحارة ويزجي عبارات الشكر والعرفان
كان الأربعة يجلسون متحلقين .. انضممنا إليهم بعد اعتذارنا عن تأخرنا
سعل الرائد جونكل وقال : أظنّ أننا فعلنا ما كان يجب علينا فعله هكذا كنا نتخيل
انبرت السيدة هولاند وقالت : نحن الذين يجب علينا أن نعتذر فلم نتمالك أنفسنا ونسيناكم في غمرة اللقاء
لن يلومكم أحد أيتها السيدة الفاضلة .. قلتها وأنا أبتسم
قالت جيانا : بلا شكّ يا سيد جونكل فقد أخبرت السيد فارس عن كل شيء
- من المؤكد عزيزتي فساعتان كافيتان لسرد رواية من تأليفكِ
- ضحك الجميع وقالت الجدة :
- لقد أخبرنا سون بما جرى لهما .. يا لهم من أوغاد أولئك السفلة
- علّقت قائلاً : لقد لقوا جزاءهم واستراحت البشرية من مفاسدهم
- نظرت إلى الرائد جونكل وقلت له : يبدو بأنه يتوجب علينا الانصراف الآن يا صديقي فقد تأخر الوقت كثيراً
- صدقت يا فارس فلا بدّ بأنّ أعزاءنا متعبون للغاية فلنتركهم ليهنئوا بهذه الليلة السعيدة
- قال المهندس : نحن سعداء جداً بلقائكما فلو تمكثا هنا هذه الليلة وفي الغد صباحاً أنتما بالخيار
- اعتذرنا منه : عفواً يا سيدي فلا بدّ من انصرافنا ولنا لقاء آخر بإذن الله
- تمنينا لهم ليلة طيبة ثم ودعناهم ... وقبل أن نصل إلى الباب تذكرت أمراً مهماً وقلت لجونكل :
لحظة يا عزيزي فقد نسيت شيئاً هاماً في سيارتك
ذهبت سريعاً وأحضرت رواية جيانا ووسط ابتسامة منها ناولتها إياها وقلت : لا بدّ بأنكِ سوف تنشرينها في يوم ما وقد كتبت لكِ عدة ملاحظات
- أشكرك كثيراً وسوف أعيد صياغتها لأنها بحاجة لبعض التعديلات وربما أفكر في نشرها لاحقاً
- قالت الجدة : لكن لماذا لا تؤلفون أنتم الثلاثة رواية واحدة تحكي قصتنا جميعاً ؟!
- ضحكت وقلت : كم يبدو ذلك رائعاً !
- ابتسم جونكل وقال : لم أجرّب الكتابة من قبل وأخشى أن تكسد الرواية بسبب مشاركتي
- أبداً يا جونكل فأنت لديك طريقة رائعة في سرد الأحداث وأعتقد بأنك ستبدع كثيراً ! قلتها وأنا أغمز بعيني إليه
- إذاً ما رأيك يا فارس أن تعطيني الفصل الأخير وبشرط أن يكون صغيراً ! أليست فكرة جيدة ؟!
- ضحكنا جميعاً بينما قالت الجدة : وبما أني لا أعرف أن أكتب فسوف أشارككم باقتراح عنوان
لهذه الرواية طبعاً إذا وافقتم عليه
- قفزت جيانا ومسكت بيديها وقالت : بالتأكيد يا جدتي سوف نوافق عليه أليس كذلك يا سيد فارس ؟!
- قلت وأنا مبتسم : من المؤكد ذلك فهذا شرف لنا سيدتي
- أكملت الجدة : ما رأيكم بأن يكون عنوان روايتكم هو : ( أولاد الأفاعي )
- نظرنا إلى بعضنا متعجبين من هذا الاسم الغريب
قرأت الجدة علامات التعجب من نظراتنا وقالت : أليسوا هم أفاعي ولا يلدوا إلا أفاعي ؟!!
هزّ الجميع رؤوسهم موافقة لكلامها
قال المهندس سون : بحق إنهم أولاد أفاعي ! ولا يلدوا إلا أفاعي مثلهم
عندها انصرفنا من بيت آل سون وأنا أشعر بطعم سعادة فقدتها منذ زمن !