عرض مشاركة واحدة
قديم 4 - 11 - 2024, 03:59 AM   #4


الصورة الرمزية البارونة

 عضويتي » 1746
 جيت فيذا » 13 - 7 - 2024
 آخر حضور » 18 - 12 - 2024 (01:20 PM)
 فترةالاقامة » 162يوم
مواضيعي » 49
الردود » 1956
عدد المشاركات » 2,005
نقاط التقييم » 450
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 62
الاعجابات المرسلة » 16
 المستوى » $37 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبهAlbania
جنسي  »  Male
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  » اعزب
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل 7up
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله baunty
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلةNGA
ناديك المفضل  » ناديك المفضلahli
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضلهBentley
 
الوصول السريع

عرض البوم صور البارونة عرض مجموعات البارونة عرض أوسمة البارونة

عرض الملف الشخصي لـ البارونة إرسال رسالة زائر لـ البارونة جميع مواضيع البارونة

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony


 
الاوسمه الحاصل عليها
 
وسام  
/ قيمة النقطة: 50
مجموع الأوسمة: 1...) (المزيد»

مجموع الأوسمة: 1

البارونة غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية لم أكن هكذا من قبل ولكن بحبك تاهت عناويني للكاتبة Golden Apple




عنوان (2)...


My path is difficult… It seems like a maze

But knowing you’re out there, keeps me

going regardless of the haze


طريقي صعب...يبدو وكأنه متاهة

لكن معرفة أنك هناك، يبقيني


الذهاب بغض النظر عن الضباب









رفع صوت المسجل اللي إمتزج بصوت ماكينة السيارة، شعور غريب، شعور خيالي،

يقدر يحس بحرارته ترتفع و الأدرنالين اللي صار يتدفق في جسمه، عيونه على

نهاية الشارع، لازم يوصل، يوصل بسرعة اللي حاطها في باله، نزل عيونه لمؤشر

السرعة، 160 كم/س، لا، ما هذا هدفه، يريد يوصلها لـ 200 كم/س، إبتسم

لنفسه و غير الغير (الترس- gear)، دعس على البنزين و هو يشوف المؤشر

يرتفع، 170، 180، 185، 190، باقي شوي، شوي و يوصل للسرعة القصوى،

للسرعة اللي يريدها، رفع عيونه للشارع بس رجع نزلهم للمؤشر: أيـــــوا!!

يـــــس!! 200!! صرخ لنفسه بحماس لما شاف هالعدد: ووووووهــــــــــــو!!!

و أخـــيـــراً!! مانه قادر يصدق، مبسوط، إللا طاير من الفرحة، ألحين راح يقدر

يسابقهم بدون أي تردد، قدر يوصل لهالسرعة يعني يقدر يفوز عليهم، إبتسم أكثر

و قرر يخفف سرعته بس فجأة، ما يعرف من وين، طلعت على الشارع و وقفت قدامه،

كأنها تنتظره، تنتظر هالصدمة، إرتبك، حط يده على البوري و رجله على البريك بس

بلا فايدة، لا هي تحركت من مكانها و لا السيارة توقفت، إرتبك أكثر و هو يشوف

نفسه يقترب منها أكثر و أكثر، طلع رأسه من الشباك و هو يصرخ: بـــعـــدي!!

بس لا حياة لمن تنادي و كأنها جمدت بأرضها، إقترب منها أكثر حتى وصل لها

و .. صــدمـــهـــا..!

فتح عيونه بسرعة و هو مفزوع من هالحلم، بعد البطانية عنه و جلس، أنفاسه

متسارعة و دقات قلبه تتسابق مع بعضها، رفع يدينه المرتجفة لوجهه و صار يمسح

العرق بتوتر: أستغفر الله، و هو يأخذ نفس ليهدي حاله: أستغفر الله! نزل يدينه

و غمض عيونه، مانه حلم، مانه حلم و بس، للأسف هذي حقيقة، حقيقة عاشها بكل

تفاصيلها، حقيقة مؤلمة من ماضيه، فتح عيونه و أخذ نفس ثاني، قام و صار يمشي

للكبتات، أخذ فوطته و بعدها دخل الحمام.

تحت - على طاولة الفطور...

كانت جالسة على الطاولة لحالها، تنتظر أحد ينزل ليفطر معاها، ما تحب تأكل لوحدها،

أمها طلعت من الصبح للسوق و لين ألحين ما رجعت، إبتسمت لنفسها و هي تتخيلها

راجعة و هي مشترية السوق كله، ضحكت بخفة: بتسويها!! ضحكت أكثر و بعدها إنتبهت

لحالها، إذا أحد نزل و شافها كذي يفكرها مجنونة، سكتت و عدلت جلستها، رفعت عيونها

للساعة، 11:05، لين ألحين نايمين؟ تنهدت بملل و مدت يدها لصحن التوست بس

تراجعت و صارت تلتفت حوالينها، شافته نازل من الدرج فزفرت: و أخيراً!

نزل و صار يمشي لها: صباح الخير!

ردت بإبتسامة: صباح النور! أول ما خلصت من هالكلمتين إختفت إبتسامتها و بنبرة

حادة: أنت وين كنت أمس بالليل؟ ليش كل هالتأخير..

قاطعها و هو يسحب كرسي بمقابلها و يجلس: رنا بليز، ما ناقصني، ترى أمس يمة

كفت و وفت، زفتني زف محترم، ما راح أنساه طول ما أنا عايش!

رنا بنفس نبرتها: زين سوت فيك، ترى أنت صاير مستهتر، مهمل دراستك و تركض

وراء هالشباب!

حرك عيونه بملل و ما علق، أخذ صحن التوست و أخذ له حبتين، رجعه مكان ما كان

و جا بيأخذ الجام (مربى) بس يدها منعته.

رنا و هي تمسك يده: سامر، لا تسوي كذي بنفسك، تسمع الكلام من أذن و تطلعه

من الأذن الثاني، ترى نحن اللي نقوله، نقوله لمصلحتك!

سامر و هو يرفع عيونه لها و يحاول يفك يده من يدها: رنا، كيف ألحين، بتخليني

آكل و لا لأ؟

قطبت حواجبها: الكلام معاك ضايع!

إبتسم: عيل لا تضيعي كلامك!

قطبت حواجبها أكثر، فكت يده و صارت تأكل

إبتسم أكثر و هو يشوف حواجبها المقطبة، ما علق، نزل عيونه لصحنه و جا

بيأكل بس حس بضربة على رأسه، تضايق و رفع عيونه لها: خير؟!

نمارق و هي تسحب كرسي بجنبه و تجلس: أنت أمس وين كنت؟

تنهد بملل: أفف، ما صارت، كنت طالع مع شباب، تأخرت شوي..

رنا و هي تقاطعه بسرعة: أي شوي، ها؟ أنت راجع اليوم الفجر ساعة 4:30!

هذا شوي؟!

قام و بعصبية: و إذا؟! أنـا مـانـي طـفـل صـغـيـر تـحـاسـبـونـي عـلـى كـل طـلـعـاتـي،

أنـا أعـرف إيـش صـح و إيـش غـلـط، و بـعـديـن الـيـوم الـخمـيـس و إذا تـأخـرت

مـانـهـا كـبـيـرة، لـيـش أنـتـو تـكـبـروهـا لـهـالـدرجـة؟ الـعـيـشـة فـي هـالـبـيـت

صـايـرة مـا تـنـطـاق!! لف و صار يمشي عنهم

نمارق: إنزين خلاص لا تزعل، تعال كمل فطورك!

سامر و هو يركب الدرج و بدون ما يلتفت لها: شـبـعـت، مـشـكـوريـن!

تنهدت و حركت رأسها بقلة حيلة، إلتفتت لها و تكلمت: كان لازم تفتحي له الموضوع

على الفطور؟

رنا و هي تقطب حواجبها: أنا سكرته بس أنتي جيتي و فتحتيه و أنا كملت، ألحين

أنا صرت غلطانة لأني خايفة عليه؟ سكتت و هي تنتظر رد منها بس هي ما ردت

فكملت: أصلا أنا مستغربة منك، كونك الأكبر و ساكتة و كأنك ما تهتمي، ليش أنتي

كذي باردة؟

نمارق نزلت عيونها لصحنها و ما ردت، فضلت تسكت و لا تزيد في هالسالفة

غرفة سامر...

دخل الغرفة و صفق الباب وراه، مشى للسرير و رمى حاله عليه، مرر يده في شعره

و تأفف، ما عاد صغير، كبر بس هم مانهم راضيين يفهموا هالشيء، يريدوا يتحكموا

فيه، يتحكموا في كل شيء يسويه، مل منهم، ما يقدر يتنفس إللا و هم يحاسبوه عليه،

يحس نفسه في قفص، قفص صعب يطلع منه، صعب يهرب منه، تأفف بقهر و جلس

، هو مانه مهمل دراسته، كل سنة يطلع لهم من الأوائل، يسوي كل اللي يقدر عليه ليضل

كذي، هو ما يمشي مع حيا الله أي واحد، هذولا أصدقائه، صار له أكثر من ثلاث سنوات

معاهم، يثق فيهم، ما راح يغلطوا و لا راح يخلوه يغلط، يثق فيهم أكثر من نفسه بس

ثقته مانها كافية لهم، يريدوا يتحكموا حتى فيهم، لو كان بيدهم، كان إختاروا أصدقائه

بنفسهم، عددوهم له..!

رفع عيونه لتلفونه اللي صار يرن، أخذ نفس، زفر و قام، مشى للتسريحة و أخذ التلفون،

ضل يشوف على الشاشة شوي و بعدها أخذ نفس ثاني و رد: ألو...، أيوا...، لا عادي،

ماني نايم...، الليلة؟ و هو يفكر فيهم: أمم، صعبة شوي...، لا، إيش هالكلام؟...،

خلاص إنزين تم!...، هههههههه لا، بجي خلاص...، أيوا أكيد...، يللا باي، باي!!

سكر منه و تنهد، راح يرضوا؟ حك رأسه بقلة حيلة، هم ما لازم يعرفوا أنه طالع،

بيطلع بدون ما يخبرهم، إبتسم بخبث لنفسه و صار يمشي لكبتاته!

سامر: 17 سنة!

تحت بالصالة...

نزل من الدرج و هو يلعب في تلفونه، رفع عيونه لهم و شافهم جالسين قدام التلفزيون،

لف و صار يمشي لهم، إقترب منهم و بإبتسامة: صباح الخير!

إبتسموا له: صباح النور!

رنا بإبتسامة خبيثة: كيف نفسية المعرس؟

فهد رفع حاجب و هي كتمت ضحكتها فتكلمت: ما عاد ينفع الحاجب معانا!

إبتسم لها و من ثم صار يلتفت حوالينه: يمة وينها؟

نمارق و هي تعدل أظافرها و بدون ما ترفع رأسها له: طالعة!

فهد بإستغراب: على وين من صباح الله خير؟

نمارق بنفس حالتها: رايحة السوق، تقول لازم تأخذ هدايا للبنت!

فهد: أي بنت؟!

رفعت رأسها له: من جدك؟ خطيبتك!

فهد و هو يحرك رأسه بالنفي: بعدها ما صارت خطيبتي، أنا بعدني ما شفتها!

رنا: بس راح تشوفها اليوم!

فهد و هو يمشي لباب الصالة: أيوا بشوفها و بعدين بخبركم رأيي فيها، يمكن

أوافق و يمكن لا!

رنا: الله يستر من رأيك بس!

ضحك بخفة و فتح باب الصالة، جا بيطلع بس وقفته.

رنا و هي تقوم بسرعة و تمشي له: على وين؟

إلتفت لها: عندي كم شغلة لازم أخلصها و بعدها برجع!

حركت رأسها بالإيجاب: آها، بس لا تتأخر!

إبتسم لها و قرصها على خدها: إن شاء الله!

إبتسمت و بعدت يده: بابا ما قال متى يرجع؟

فهد و هو يحرك رأسه بالنفي: لا، يمكن يومين و يرجع!

قطبت حواجبها و ما علقت

إبتسم و بعدها لف عنها و طلع


***************************


وقفت قدام التسريحة تعدل شيلتها، رفعت عيونها للساعة المعلقة على الجدار،

كم من دقيقة و يوصل، كم من دقيقة و راح تشوفه، تكره هاللقاءات، تكرهها كثير،

تكرهها لأنها تعرف أنه أول ما يعطيها ظهره هي بتبكي، تكرهها لأنها تخاف أنها

ما بتقدر تتماسك و بتضعف، تضعف و ترمي نفسها في حضنه، تكرهها لأنها تعرف

دقات قلبها لين ألحين تجن بشوفته، تجن و تجننها، يألمها، يألمها كثير لما تتذكر

هذاك اليوم، كانت مزينة البيت بأحلى الزينة، مبخرته بأطيب البخور، مرتبته مثل

ما يعجبه، كانت مبسوطة و فرحتها برجعته ما كانت تنوصف بالكلام، طول الوقت

و هي تمرر نظرها من الباب للساعة، من الساعة للباب، تعد الساعات، الدقائق، الثواني،

أول مرة يغيب عنها لفترة طويلة، جالسة على نار، دموع الشوق في عيونها، أول

ما إنفتح الباب ركضت له و إرتمت في حضنه، كانت بتخبره، بتخبره إيش كثر هي

إشتاقت له، إشتاقت لكل شيء فيه بس هو ما عطاها هالفرصة، بعدها عنه و بكل برود

نطقها: أنتي طالق!

غمضت عيونها بسرعة تمنع دموعها من النزول، أخذت نفس لتهدي حالها و بعدها

أخذت نفس ثاني و زفرت، ما تعرف إيش اللي غيره عليها، ما تعرف إيش صار

بهالسفرة اللي غير قلبه، ما عاد يحبها؟ دخلت في حياته وحدة ثانية؟ وحدة تحل محلها؟

ما تعرف، ما عطاها أي سبب للطلاق، ما نطق بأي حرف بعد هالكلمتين، ضل ساكت يسمع

شهقاتها، ضل ساكت و هي تحترق بنار قلبها، حطمها و ما همه، حطمها و تركها

متحطمة..!

فتحت عيونها و نزلتهم للمراية تشوف نفسها، وجهها ذبلان بطريقة مخيفة، باهت

و ما عاد له أي رونق، خدودها الحمراء ما عادت حمراء و عيونها الوساع صغرانة،

إقتربت من المراية و هي تشوف السواد تحت عيونها، النوم مجافيها، ما تعرف متى

كانت آخر مرة نامت مرتاحة، لا تعرف، نامت في حضنه، صدره كان مخدتها، حركت

رأسها بالنفي بسرعة تبعد هالذكرى، تطعنها! سمعت الباب يندق فإرتبكت، أكيد وصل،

وصل و إقترب وقت هاللقاء، أخذت نفس تشجع حالها و بعدها لفت و صارت تمشي للباب،

حطت يدها على المقبض و أخذت نفس ثاني، فتحت الباب و رفعت عيونها لعيونه.

عبدالله بهدوء: ينتظرك تحت بالحديقة!

حركت رأسها بالإيجاب، طلعت من الغرفة و صارت تمشي للدرج بس وقفها

عبدالله و هو يمشي لها: ليلى!

لفت تشوف عليه

عبدالله: تريديني أنزل له أو أخبر عزوز..

قاطعته و هي تحرك رأسها بالنفي: لا عادي أنا بنزل له، و بإبتسامة مغصوبة: هيا

و هالا ما راح يدخلوا معاكم، لازم شوية صراخ و صياح!

حرك رأسه بتفهم و إبتسم لها: عيل روحي، لا تتأخري عليهم!

حركت رأسها بالإيجاب و هي تكمل بنفس إبتسامتها، لفت و صارت تنزل الدرج،

مشت لباب الحديقة و طلعت، شافته جالس على إحدى الكراسي، معطيها ظهره

و يضحك مع البنات، نزلت عيونها و من ثم رفعتهم له و صارت تمشي له، وقفت

وراه و بهدوء غير اللي تحس فيه: طارق!

لف يشوف عليها و من ثم لف عنها، نزل بنته من حضنه، قام و رجع لف لها: ليلى،

و هو ينزل عيونه لبناته و من ثم يرفعهم لها: كيف حالك؟

رفعت عيونها لعيونه و فضلت ما ترد عليه، ليش هو ما يعرف هي بأي حال!

نزل عيونه بسرعة يتهرب من نظراتها، ما يقدر يتحملها: أمم.. و هو يأخذ نفس

: بمشي ألحين، جيت أوصلهم!

نزلت عيونها لبناتها و مدت يدينها لهم

إقتربوا منها و مسكوا يدينها

رفعت عيونها له و تكلمت: في شيء ثاني؟

حرك رأسه بالإيجاب و بتردد: أمم.. ممكن نتكلم لحالنا شوي.. أقصد..، و هو

يرفع عيونه لها: بدون البنات!

زادت من مسكتها على يدينهم و تكلمت: ليش؟ إيش في؟

نزل عيونه مرة ثانية: أرجوك، ما بيأخذ دقيقة!

ضلت واقفة شوي بدون أي حركة، أي رد و بعدها أخذت نفس و نزلت لمستواهم

: يللا يا حبيباتي، أنتو إدخلوا أنا ألحين بلحقكم!

هيا و هي تقطب حواجبها: ليش ما تدخلي معانا؟

إبتسمت لها بهدوء: هيونة حياتي، بتكلم مع بابا شوي و بعدها بدخل لكم!

إلتفتت لبنتها الثانية، أخذت يدها و حطته في يد أختها الكبيرة: يللا روحوا،

أنا ألحين بجي!

حركوا رؤوسهم بالإيجاب و صاروا يمشوا للداخل و هم كل شوي يلتفتوا لهم

لين دخلوا و ما بقى أي أثر لهم

هيا: 6 سنوات!

هالا: 5 سنوات!

قامت و عدلت وقفتها: خير؟!

أخذ نفس يتشجع و بعدها تكلم بسرعة: من أسبوع الجاي أنا ما عاد أجي لهم!

رفعت عيونها له بصدمة: إيــش؟!؟

نزل عيونه بسرعة و حرك رأسه بالإيجاب: اللي.. اللي سمعتيه، أنا خلاص ما عاد

أريدهم عندي، أنا ما فيني أعور رأسي معاهم، أنتي أمهم و دبري حالك!

حركت رأسها بعدم تصديق و نزلته، رمشت عيونها مرة، مرتين، ثلاث مرات و هي

تحاول تستوعب اللي سمعته، ما تعرف إذا تصدق هالكلام و لا لأ، هي تعرف إيش كثر

هو متعلق في هالبنتين، إيش كثر يعشقهم، ما يكتمل يومه إللا و هو يسمع صوتهم،

يسمع ضحكتهم، يستنشق ريحتهم، يحاوطهم لصدره، ما عاد يريدهم؟! هالشيء مستحيل،

مـسـتـحـيـل..! لـحـظـة.. ليش مستحيل؟ ما هو كان يقول أنه يحبها و يعشقها؟ ما هو

كان يقول أنه ما يقدر بدونها؟ ما هو كان يقول أنها الهواء اللي يتنفسه؟ إذا قدر يتركها

هي عيل يقدر يتركهم بكل سهولة، يقدر يتركهم مثل ما تركها! تجمعت الدموع في

عيونها و رفعتهم له، ضلت تشوف عليه بدون أي كلمة.

طارق و هو يرفع عيونه لها و من ثم ينزلهم بسرعة: مصروفهم راح يوصل لك

مثل قبل و إذا إحتجتي لشيء.. سكت لأنها رفعت يدها تمنعه من الكلام!

ليلى و هي تحاول بقدر الإمكان تمسك دموعها اللي صارت تحرق عيونها: يكفي طارق!

يكفي! و هي تحرك رأسها بالنفي: بناتي مانهم محتاجين لك و لفلوسك، إذا أنا قدرت

أكمل حياتي بدونك عيل هم بعد راح يقدروا، بيتعودوا!

طارق: ليلى أنا..

قاطعته بسرعة: ما عاد في بيننا أي كلام، تقدر تروح! لفت عنه و صارت

تمشي للداخل.

ضل يلاحقها بعيونه لين ما بقى غير طيفها، نزل عيونه و صار يمشي لسيارته،

فتح الباب، ركب و سكره بهدوء غير اللي يحس فيه، شغل السيارة و حط يدينه

على السكان بس ما حركها، رفع عيونه للفلة و ثبتها على بلكون غرفتها، كان خايف،

خايف كثير، خايف يضعف، يضعف و يعترف لها، حط يد على قلبه، أخذ نفس و زفر،

الضجة اللي تسويها دقات قلبه كلما تكون قدامه تجننه، تجننه و هو ما بيده شيء يسويه،

كان يحس أن قلبه بيطلع في أي لحظة و يركض لها، ما يعرف كيف قدر يتدارك،

ما يعرف كيف قدر يتماسك، كيف قدر يتظاهر بهالقوة بس كان لازم، لازم عشان يقنعه

ا بكلامه، لازم عشان ما ينكشف، صعبة يشوفها تذبل يوم وراء يوم و ما يرجعها له،

صعبة يشوف دمعتها متعلقة برموشها و ما يسحبها لحضنه، غمض عيونه بقوة و تنهد،

ما عنده حل ثاني، لازم يقسى عليها، لازم يعذبها ألحين عشان ما تتعذب بعدين، ما تتعذب

بسببه، فتح عيونه و بعدها أخذ نفس و حرك السيارة: أنا آسف..!

طارق: 33 سنة!

داخل الفلة – غرفة ليلى...

دفنت رأسها في مخدتها و هي تحاول تكتم شهقاتها، هذي حالتها كل مرة بعد ما تلتق

ي فيه بس هالمرة الوجع أكبر، هالمرة الحرقة أكثر، تركهم مثل ما تركها، إذا سألوها

عنه إيش بترد عليهم، كيف تفهمهم أنه ما عاد يريدهم؟ راح يفهموا؟ ما راح يقدروا،

هم لين ألحين مانهم قادرين يتأقلموا على هالوضع، لين ألحين مانهم قادرين يفهموا ليش

هم ما عادوا مع بعض، ليش ما يجتمعوا في بيت واحد مثل قبل، كيف تفهمهم ما تعرف،

صعبة و ألحين صعبها لها أكثر، قالت له أنهم بيتعودوا، كيف تعودهم على غيابه و هي

لين ألحين مانها قادرة تعود نفسها على هالشيء، مانها قادرة و ما راح تقدر، ما قدرت

تمسك حالها أكثر من كذي فإستسلمت لشهقاتها..!

تحت – المطبخ...

سحب كرسي، جلس و حط التلفون عند أذنه: حبيبتي، إيش فيك؟ معقولة ما تثقي

فيني..، أكيد أنا ماني مثل باقي الشباب..، و هو يبتسم لنفسه بخبث: أنا أحبك،

تعرفي إيش يعني أحبك؟ يعني ماني قادر أفكر إللا فيك، ماني قادر أشوف غيرك،

ماني قادر أتخيل حياتي بدونك..، آها، أكيد..، صدقيني أنتي الوحيدة اللي دق لها

قلبي..، والله..، تريديني أحلف لك مرة ثانية، عيل والله، والله، والله، أنتي يا حياتي

تكفيني و ما مالي عيني غيرك..، صدقتيني ألحين..، و هو يزفر: و أخـيـراً..،

ههههه..، أمم.. يعني متى بنلتقي..، أفا، يعني ما تثقي فيني..، تزعليني منك..،

بكرة؟ خلاص عيل بكرة أشوفك..، إن شاء الله..، و أنا أموت فيك!

سكر منها و هو يكلم حاله: أسهل مما توقعت!

: عبدالعزيز!

قطب حواجبه بقوة، معقولة سمعته، معقولة يكون إنكشف عندها، أخذ نفس، قام

و دار لها

تقدمت منه بخطوة و بنبرة حادة: أنت من كنت تكلم؟

بلع ريقه و صار يحك أذنه بإرتباك: يمة أنا.. أمم.. كنت أكلم صديقي!

إقتربت منه أكثر و بشك: صديقك؟

بلع ريقه مرة ثانية و حرك رأسه بالإيجاب

حركت رأسها بالإيجاب و بحزم: إسمعني يا عبدالعزيز، تعرفني و أنا أمك

و الله إن عرفت أنك رجعت لخرابيطك، تشوف شيء ما شفته!

بلع ريقه للمرة الثالثة بس هالمرة إنبلع بصعوبة: يمـ.. يمة.. إيش هالكلام، أنا..

أنا ما عدت صغير، و هو يحاول يبين عادي: أنا ما أنكر أني غلطت بس ندمت

و خلاص ما عدت مثل قبل، أنا تركت كل هالسوالف من سنتين، خلاص ما عدت

عزوز الأولاني!

سكتت شوي و هي تشوف عليه بنفس نظرتها

إرتبك أكثر بس ما حب يبين لها، إقترب منها و حاوطها من أكتافها: أوه يمة،

إيش فيك علي؟ صدقيني تغيرت! و هو يبوسها على خدها: صرت رجال يعتمد عليه!

ضحكت على كلامه و ضربته على صدره بخفة: أتمنى تكون قد هالكلام!

إبتسم: قدها و قدود بعد!

حركت رأسها بقلة حيلة، لفت و صارت تمشي للداخل

أول ما طلعت، إختفت إبتسامته و زفر بقوة: شوي و كشفتك اليوم! حرك رأسه

بقلة حيلة و بعدها أخذ نفس و طلع من المطبخ.

الأم: سعاد-48 سنة!

عبدالعزيز: 22 سنة!


***************************


بريطانيا ...

مدينة بريستول ...

وقف قدام التسريحة و صار يعدل في ياقة قميصه، رفع عيونه للمراية يشوف

عليها، جالسة على السرير و تلعب بلعبتها، لعبة عبارة عن دمية شقراء بشعر

قصير و عيون زرقاء، تحبها كثير، متعلقة فيها كثير، تسميها آن، تقول أنها بنتها

لأنها تشبها، ما تنام الليل بدونها، أخذ نفس و نزل عيونه للتسريحة، أخذ بذلته

السوداء و لبسها، مشط شعره و من ثم لف و صار يمشي لها، جلس على السرير

بجنبها و سحبها له، جلسها قدامه و صار يمشط شعرها و هي تكمل لعبها بدميتها،

ربط شعرها ذيل حصان و بعدها قام و صار يمشي للكبتات، فتحها، أخذ لها فستان أسود

و مشى لها، وقف و تكلم:

Maisy, you need to change

(مايسي، يجب عليك أن تبدلي)

رفعت عيونها له و من ثم نزلتهم للفستان، رفعتهم له مرة ثانية و بعدها نزلتهم

لدميتها و كملت لعبها:

Where is mom

(أين أمي؟)

ما رد على سؤالها، مسكها من أكتافها و وقفها، سحب دميتها من يدها و حطها على

السرير، فسخ ملابسها و صار يلبسها الفستان.

قطبت حواجبها بس ما تكلمت

دارها، سكر لها سحَّاب الفستان و بعدها صار يعدل شعرها، إندق الباب ففكها

و إلتفت يشوف عليه

فتح الباب بهدوء و دخل:

Everyone is here and they want to share

their condolence

(الكل هنا و يريدوا أن يقدموا بتعازيهم لكما!)

حرك رأسه بالإيجاب و لف لأخته، مد يده لها و هي إقتربت منه و مسكت يده:

Max, what’s happening

(ماكس، ماذا يحدث؟)

حملها و بهدوء غير اللي يحس فيه:

Nothing important

(لا شيء مهم!)

حركت رأسها بالإيجاب و بعدها إلتفتت له:

Eric, do you know where my mom is?

(أيريك، أتعلم أين أمي؟)

أيريك رفع عيونه له و شافه ينزل عيونه للأرض، أخذ نفس و صار يحك جبينه:

Umm.. your mom.. she is not here

(أمم.. أمك.. أنها ليست هنا)

ضحكت عليه و تكلمت:

I know that, you silly, but where is she

(أعلم ذلك أيها أبله، و لكن أين هي؟)

أيريك بنفس حالته:

Umm.. she went to..

(أمم.. أنها ذهبت إلى..)

ما قدر يكمل لأنه قاطعه

ماكس و هو يرفع عيونه له:

Don’t lie to her, tell her the truth

(لا تكذب عليها، قل لها الحقيقة!)

أيريك:

Max, she is a kid

(ماكس، أنها طفلة!)

ماكس و هو يحرك رأسه بالإيجاب:

A kid that will grow up someday

(طفلة و لكنها ستكبر يوما ما)

لف يشوف عليها، أخذ نفس و جا بيفتح فمه بس هو قاطعه بسرعة

أيريك و هو يمشي له و يسحب مايسي منه:

Not now

(ليس الآن!)

لف و صار يمشي للباب، جا بيطلع بس لف له و تكلم:

And I forgot to mention, your father is here, too

(و نسيت أن أذكر لك هذا مسبقا، والدك هنا أيضا!)

(والدك)

(والدك)

(والدك)

ضل واقف في مكانه و هالكلمة تردد نفسها في مسامعه، مستغرب، مقهور،

يغلي من داخل، إيش يسميها، جراءة؟ ما يعرف، بأي حق جاي لهم ألحين،

ما هو تركهم لأنه ما عاد يريدهم، ما هو تبرئ منهم و منها، تبرئ منها، حطمها

و تركها لحالها تلملم بقايا قلبها المتحطم، هو السبب، هو السبب في كل شيء،

كرهته و كرهت الحياة، كرهت كل شيء يذكرها فيه، حتى كرهتهم! ما عنده

أي فكرة إيش كثر هي تعذبت و عذبتهم معاها، إيش كثر الليالي اللي قضاها

و قلبه يتقطع عليها، يسمع صراخها و شهقاتها، ما كان يقدر يتحملها فكان يحط

يدينه على أذونه ليمنع صوتها من أنها توصل له، إيش كثر الليالي اللي قضاها

و هو يتحمل حركاتها الجنونية، محاولاتها لتنهي حياتها، ما كان عندها أي أحد،

ما كان عندها أحد يهديها غيره، يمنعها من هالحركات غيره، كان خايف منها

و عليها، كان يحاوطها لصدره و يعطيها آمال كاذبة، آمال وهمية، كان ينومها

و يسهر عليها، يسهر خوفاً من أنها تقوم و ترجع لحالتها، كبر معاها و هو

يهتم فيها، يهتم فيها مثل طفلته..!

رفع عيونه لصديقه اللي كان يشوف عليه و كأنه ينتظر ردة فعله، نزل عيونه

و من ثم رفعهم لأخته اللي هو حاملها، كبرت من دون أب، ما تعرفه، ما شافته

و لا مرة في حياتها، هو تركها بيوم ولادتها، كان جاي بس ليعطيها الإسم

و بعدها يمشي، هو كذي، أناني ما يهمه إللا نفسه، لما كان يمل من زوجاته الثانيات

كان يجي لها، يجي لها لأسبوع، أسبوعين و بعدها يمشي عنها، يتركها و لا

كأنه يعرفها، هي ما كانت إللا .. غمض عيونه بقوة، أخذ نفس و بعدها فتحهم،

ما يريده هنا، ما له أي مكان بينهم، هم مانهم محتاجين له، ما محتاجين لأي

شيء منه، مشى للباب بسرعة، بعد صديقه عن طريقه و جا بيطلع بس مسك يده.

أيريك بإرتباك و هو يشوف وجهه المحمر:

What are you going to do

(ماذا ستفعل؟)

فك يده من يده بسرعة و تكلم بهدوء غير اللي يحس فيه:

Stay here with Maisy

(إبقى هنا مع مايسي)

أيريك و هو يمسك يده مرة ثانية و يدوره له:

Max, calm down

(ماكس، إهدأ)

إبتسم بسخرية، فك يده بسرعة و طلع من الغرفة

أيريك قطب حواجبه و هو ما يعرف إيش يسوي، ما يقدر يخلي مايسي بالغرفة

لحالها و لا يقدر ينزل معاها، حك رأسه بقلة حيلة و طلع معاها، يلحقه بسرعة.

تحت – بالصالة...

الكل مجتمع ليقدم تعازيه لهم، المعارف و الجيران، الكل هنا، نزل من الدرج

بسرعة و شياطين العالم تلعب لعب برأسه، صار يلتفت حوالينه و عيونه تدور

عليه، شافه واقف في إحدى الزوايا الصالة و منزل عيونه لساعته، مشى له

بسرعة و بدون أي كلمة، مسكه من قميصه و صار يسحبه لبرع، ما يريد يذبحه

قدام الكل، ما هنا..!

محد تحرك من مكانه، الكل مصدوم و هم يشوفوه يجر هالرجال لبرع

: SOMEONE STOP HIM

(ليوقفه أحد!)

رفعوا عيونهم له

أيريك و هو ينزل الدرج بسرعة و بنفس الصراخ:

HE’LL KILL HIM

(سيقتله!!)

شهقوا الشباب و كأنهم توهم بس يستوعبوا اللي يصير، ركضوا لهم

بسرعة ليفكوه منه

مايسي و هي تتعلق في أيريك أكثر و بخوف:

Eric, what’s happening

(أيريك، ماذا يحدث؟)

أيريك و هو ينزلها بسرعة و يحطها على آخر الدرج:

Maisy, don’t move from here

(مايسي لا تتحركي من هنا!)

مايسي و هي تمسك الدرابزين بخوف:

Why? What’s happening

(لماذا؟ ماذا يحدث؟)

ما رد عليها، لف و ركض لبرع بسرعة، شاف الشباب يمسكوه و يبعدوه عنه،

ركض له بسرعة، مسكه من أكتافه و من ثم إلتفت لأبوه:

LEAVE

(إرحل!)

حرك رأسه بالنفي و نزله، أخذ نفس و من ثم رفعه لولده: مصعب..

قاطعه بصراخ:

DON’T CALL ME THAT

(لا تناديني بذلك!!!)

نزل رأسه مرة ثانية و ما تكلم، ندمان، ندمان كثير، ضميره يأنبه و مانه قادر يرتاح،

هو غلط و هو ما ينكر هالشيء بس هو جاي لهم اليوم عشان يعتذر، يعتذر و يصلح

كل أغلاطه، يا ترى تأخر؟ رفع رأسه له مرة ثانية و تكلم: يا ولدي أنا..، أنا أعتذر،

أعرف أني غلطت، المفروض ما أترككم، المفروض ما أترككم كذي.. ما قدر يكمل

لأن ضحكته قاطعته.

ماكس و هو يفك نفسه من يدينهم و يتقدم له:

You expect me to believe you? You left us

when we needed you the most

(أتتوقع مني أن أصدقك؟ تركتنا عندما كنا بحاجتك!)

و بصراخ:

YOU LEFT US

(تـركـتـنـا!!)

سكت شوي يهدي حاله و بعدها لف و تكلم:

Leave like you left before, it wouldn’t

make a difference anyway

(إرحل كما رحلت سابقاً، لن يفرق معي بأية حال)

لف يشوف على الشباب و حرك رأسه بمعنى خلونا ندخل

حركوا رؤوسهم بالإيجاب و بعدها لحقوه للداخل

ضل واقف يشوف عليه لين ما بقى غير طيفه، نزل رأسه و طاحت دمعته على خده،

هو غلط كثير بحقهم، غلط كثير و ما يريد يستمر على نفس الغلط بس هو ما راح

يقدر يصلح شيء بدون مساعدته، و لا شيء راح يتصلح، هو عنيد، ما راح يرضى،

مستحيل يرضى! أخذ نفس و مسح دمعته، لف و صار يمشي لسيارته.

داخل – بالصالة...

جلس على الكنبة و حط يدينه على رأسه، أخذ نفس بضيق و زفر، أخذ نفس ثاني

و صار يفك التاي تبعه، زفر و رفع عيونه لها، لين ألحين واقفة على الدرج و باين

عليها خايفة، تلتفت حوالينها و كأنها تريد تستوعب اللي يصير، مرر يدينه في شعره

و من ثم أشر لها تجي له، فكت الدرابزين بسرعة و ركضت له، حملها و جلسها في

حضنه، تعلقت فيه و صارت تتخبى في صدره، حاوطها له أكثر و تكلم بهدوء:

Calm down, don’t be scared

(إهدأي، لا تخافي)

حركت رأسها بالإيجاب و هي تدفنه في صدره أكثر

صار يمسح على شعرها بهدوء ليهديها، رفع عيونه لـ أيريك و من ثم صار

يمرر نظره للبقية

أيريك و كأنه فهم عليه، مشى للبقية و صار يعتذر منهم و يخبرهم يروحوا!


يتبع...


 توقيع : البارونة

البارونة


رد مع اقتباس