مسقط ...
مشطت شعرها بسرعة، كحلت عيونها و بعدها فتحت درج التسريحة، أخذت لصقة
طبية و رفعت عيونها للمراية تشوف على الشق اللي على حاجبها، رفعت اللصقة
و حطتها على حاجبها، إبتسمت على شكلها باللصقة و بعدها حركت أكتافها بخفة،
من يهتم؟ أخذت شيلتها، لفته على رأسها و صارت تمشي للسرير، بعدت مخدتها،
أخذت دفترها و من ثم رجعت المخدة مكان ما كانت، عدلت وقفتها و بعدها صارت
تمشي للباب، فتحته و طلعت، مشت للباب اللي بمقابلها، دقت عليه و صارت تنتظر
الرد بس ما جا لها أي رد، دقت عليه مرة ثانية بس هم ما جا لها أي رد، قطبت
حواجبها، فتحت الباب و دخلت: أساور؟! و هي تلتفت حوالينها: أساور، وينك؟!
جا لها صوتها من البلكون: تعالي أنا هنا!
إبتسمت و صارت تمشي للبلكون، طلعت لها و وقفت بجنبها: كيف نفسيتك؟
إلتفتت لها و هي تأخذ نفس: نفسيتي زفت!
قطبت حواجبها: ليش تقولي كذا؟
ما ردت عليها، لفت عنها و صارت تمشي للداخل، إيش تقول لها ما تعرف؟
ليش، هي ما عندها خبر أنها ما تريده، ما تريد تكون لأي أحد غير شهاب،
ليش ما يفهموها، هي تحبه و مستحيل ترتبط بأي أحد غيره، إذا بتكون لأحد
فبتكون له هو و بس..! جت بتدخل بس مسكت يدها.
أزهار و هي تقترب منها و تدورها لها: إسمعيني زين، بابا ما رفض
شهاب إللا لأنه يعرف أنه ما يصلح لك..
أساور و هي تفك يدها منها و تقاطعها: ليش هو يعرفه ليحكم عليه؟ أصلا بابا
ما يشوف غير حساب الشخص بالبنك، ما يهمه إللا كم عمارة و كم سيارة
و كم بيت عنده!
أزهار بهدوء: غلط تتكلمي عنه كذي..
أساور و هي تقاطعها مرة ثانية: أنا ماني قادرة أفهمك، أنتي غبية
و لا تتغابي، ليش تهتمي؟
أزهار قطبت حواجبها، أخذت نفس لتهدي حالها و بعدها تكلمت: مشكلتك
ما تقدري تفهميني!
أساور: و ما أريد أفهمك، أنتي غير و أنا غير، إذا أنتي راضية أنه يستغلك
فأنا مستحيل أرضى، بابا ما يريد مصلحتي، هو يريد يـبـيـعـنـي!!
أزهار بنفس هدوئها: أنا ما أنكر أنه غلط بس في رفضه لشهاب فهو معاه
الحق، أنتي إيش يعرفك إذا هو جد يحبك و لا بس يريد يلعب عليك؟!
إذا هو قدر يكلمك و يخدعك بكلامه يقدر يخدع غيرك، ليش مانك راضية
تشوفي هالشيء؟!
أساور و هي تحرك رأسها بالنفي: أنتي مستحيل تفهمي هالشيء،
لأنه عمرك ما حبيتي!
أزهار قطبت حواجبها و جت بترد عليها بس إندق الباب و من ثم إنفتح
دخلت و صارت تمشي لهم، حطت يدها على رأسها و صارت تمسح على
شعرها بهدوء: إلبسي شيلتك يا بنتي و إنزلي له، ينتظرك بالمجلس!
رفعت عيونها لأمها و من ثم لأختها، نزلتهم و هي تحس بدموعها اللي
صارت تتجمع في عيونها: لازم أنزل؟
حركت رأسها بالإيجاب: أكيد يا بنتي، إيش هالكلام؟ هو جاي بس
عشان يشوفك؟
أساور: كأني سلعة أنعرض للبيع!
تنهدت بقلة حيلة: أستغفر الله، أساور إيش هالكلام؟
ما ردت عليها و صارت دموعها تنزل
تنهدت مرة ثانية و إلتفتت لأزهار: إنزلي عند الناس بسرعة و ضيفيهم
لين ما أنا أفهَّم، و هي تلتفت لأساور: هذي و أجيبها!
أزهار و هي تحرك رأسها بالإيجاب: إن شاء الله! لفت، طلعت من الغرفة
و سكرت الباب وراها
أخذت نفس، مسكت يدها و صارت تمشي للسرير، جلستها، جلست جنبها
و بهدوء: يا ماما يا حبيبتي، أنتي ليش تسوي كذي في حالك؟
أنسي هذاك الشاب، ما يصلح لك، أنتي حياتك غير و هو حياته غير،
هو ما راح يقدر يسعدك، ما راح يقدر يكون لك اللي تريديه!
حركت رأسها بالنفي و صارت تبكي أكثر: ماما أنا ما أريد غيره!
شدت على يدها و بنبرة حادة: أساور خلي عنك العناد، أنتي ما عدتي
صغيرة!
قطبت حواجبها و هي تتعور من مسكتها: ماما، أنا قلت لكم أنا ما أريده!
ضربتها على رأسها بخفة: في أحد يفوت على نفسه شاب مثله!
قطبت حواجبها أكثر: ليش ما تقولوا هالكلام لأزهار، هي أكبر منـ..
قاطعتها و هي تشد على يدها أكثر: الولد جاي يخطبك، ما يخطبها، إيش
تريدينا نقول له؟
ما ردت عليها
أخذت نفس مرة ثانية و بهدوء: يا بنتي، إسمعي كلامي، يللا قومي
إغسلي وجهك و بعدين إنزلي!
جت بترد بس تذكرت كلامه، أخذت نفس و حركت رأسها بالإيجاب
إبتسمت لها و باستها على رأسها: خليك كذي دايما! قامت و صارت
تمشي لبرع.
مسحت دموعها و قامت: أجاريكم بسالفة الخطبة بس لغير شهاب أنا
ما راح أكون!
الأم: سميرة- 46 سنة!
تحت – بالمجلس ...
كان جالس على الكنبة و عيونه على الباب المسكر، الباب اللي بتدخل منه البنت
اللي يمكن بيرتبط فيها لبقية حياته، بيقضي معاها أيامه بحلوها و بمرها، يا ترى
كيف بتكون؟ قصيرة و لا طويلة؟ سمينة و لا ضعيفة؟ بيضاء و لا سمراء؟
ما يعرف، ما يعرف عنها غير إسمها، نزل عيونه شوي و من ثم رجع رفعهم
للباب، حاول يرسمها في مخيلته بس فشل، حاول مرة ثانية، يريدها تكون بيضاء،
طويلة، مليانة شوي، شعرها أسود سواد الليل و عيونها بنية و واسعة، لا، لا،
يريد شعرها بني و عيونها سوداء سواد الليل، لا، ما يعرف! ضحك على حالته
بخفة و إنفتح الباب، حك رقبته بإحراج و عدل جلسته.
تقدمت منه بصينية العصير و تكلمت: صبر شوي، ماما ألحين في يجي!
إبتسم و هو يأخذ العصير منها: خبريها تعجل!
الخدامة و هي تحرك رأسها بالإيجاب: زين!
إبتسم أكثر و هي لفت، طلعت و تسكر الباب مرة ثانية، حط العصير على
الطاولة قدامه و صار يلتفت حوالين المكان، ضل على حالته لأكثر من عشر
دقائق، نزل عيونه لساعته و تنهد، الساعة 4:30، هو مواعد شباب على
الساعة خمسة، لازم يخلص بسرعة و يطلع، تأفف و صار يلتفت حوالين
المكان مرة ثانية، مل من الجلسة: يعني بتذلنا لين ما تطلع لنـ.. ما كمل
إللا و الباب ينفتح، رفع عيونه لها و من ثم نزلهم بس رجع رفعهم لها،
ضل يشوف عليها لكم من ثانية و بعدها نزل عيونه و في خاطره: مـسـتـحـيـل!
حطت الباب مفتوح و بعدها صارت تتقدم منه بخطوات هادية، جلست على
الكنبة بمقابله، فتحت دفترها على صفحة فاضية و أخذت القلم، رفعت عيونها له
و من ثم نزلتهم للدفتر و تكلمت: الإسم؟
رفع عيونه لها: ها؟
رفعت عيونها له و بصوت أعلى شوي: الإسـم؟!
رفع حاجب: تقصدي إسمي؟
إلتفتت حوالينها و من ثم إلتفتت له: ليش في أحد ثاني هنا؟ يعني يبالها سؤال؟
رفع حاجب على أسلوبها، عدل جلسته، ريح ظهره و رد بكل غرور: فهد
عبد الرزاق الـ...
إبتسمت لنفسها و هي فاهمة قصده و نبرته، كتبت إسمه و من ثم رفعت
عيونها له: إيش تشتغل؟
فهد و هو يتكتف: ليش أنتي ما تعرفي؟
إبتسمت أكثر و حركت رأسها بالنفي: لا، ما أعرف!
ضل يشوف عليها شوي و بعدها رد بنفس أسلوبه: مدير شؤون المالية
لشركات عبد الرزاق الـ..!
حركت رأسها بالإيجاب: آه، يعني تشتغل بشركة أبوك؟!
فهم نبرتها فما رد عليها
إبتسمت لنفسها و إنشغلت بالكتابة
نزل عيونه لدفترها و من ثم رفعهم لوجهها، معقولة إختاروها له؟
ليش هم ما يعرفوا أنه يهتم بالشكل كثير، من بين كل البنات، إختاروا
وحدة كذي؟! رفع عيونه لعيونها و قطب حواجبه، عيونها صغيرة بدرجة
أنها ما تنبان و رموشها غير مرتبة، رفع عيونه لحواجبها و هو يشوف اللصقة،
لصقة غبية برسومات طفولية، غزال و قرد و زرافة!! من جدها؟! نزل عيونه
لباقي وجهها و قطب حواجبه أكثر، خدودها مليانة بجروح مخضرة و شفايفها
جافة، معقولة تكون مهملة بحالها كذي؟!؟ قالوا إيش قمر، هذي خسوف القمر!!!
حست بعيونه عليها فرفعت عيونها له، حركت رأسها بمعنى خير!
رجع لوراء و حرك رأسه بمعنى سلامتك!
حركت رأسها بالإيجاب و صارت تكمل اللي تسويه
ضل يشوف عليها و كلمة وحدة تردد نفسها في مسامعه: مستحيل، مستحيل،
مستحيل، مستحيل، مستحيل!!!! قام بسرعة: أمم.. إذا ما عندك سؤال
ثاني بمشي!
قامت و بسرعة: لحظة وين؟ كيف تمشي بدون ما تشوفها؟
فهد بإستغراب: أشوف من؟ ما أنا شفتك خلاص!
حركت رأسها بالإيجاب: أيوا شفتني بس أنت ما جاي لتشوفني!
حرك رأسه بمعنى أنا ما فهمت
إبتسمت و أشرت له يجلس: هي ألحين بتدخل!
فهد و هو يجلس و بنفس حالته: من تدخل؟!
أزهار بإبتسامة: أساور!
رفع حاجب: ليش، أنتي مانك أساور؟!
أزهار و هي تحرك رأسها بالنفي: لا، أنا أختها!
حط يد على قلبه و زفر براحة: الحمد لله!
قطبت حواجبها على حركته بس ما علقت، جلست بمكانها و تكلمت: أبوي
مسافر و أخوي طالع، المفروض ما تضل لحالك معاها فكذي أنا جيت، دقيقة
و بتجي!
حرك رأسه بتفهم و جا بيتكلم بس سمع صوتها
أساور و هي تدخل و بهدوء غير اللي تحس فيه: السلام عليكم!
إلتفت لها و من ثم إلتفت لأزهار و كأنه يريدها تأكد له أنها هي
إبتسمت و حركت رأسها بالإيجاب
إلتفت لها مرة ثانية و هو يرد السلام: و عليكم السلام!
إقتربت منهم شوي، شوي و بعدها جلست على الكنبة بجنب أختها
و نزلت رأسها.
إلتفت لأزهار و من ثم لها، ضل يمرر نظره بينهم لكم من ثانية و هو مانه
قادر يصدق عيونه، مختلفين تماما عن بعض، رجع عيونه لأساور و صار
يتأملها، جميلة بكل معنى الكلمة، عيونها وساع و عسلية، رموشها طويلة
و كثيفة، نزل عيونها لخدودها و إبتسم، خدودها مدورة و وردية و شفايفها
رقيقة و توتية، أجمل مما رسمها في خياله، أجمل بكثير..!
أزهار و هي ترفع عيونها لفهد: إذا عندك أي سؤال تقدر تسألها!
فهد حرك رأسه بالإيجاب و إلتفت لها، شافها مثبتة عيونها على يدينها اللي
تفركهم ببعض، مستحية و يمكن متوترة، إبتسم لنفسه بخفة و بعدها صار
يفكر بسؤال عشان يسألها: أمم.. تدرسي؟
شبكت يدينها بقوة و ما ردت عليه
عدل جلسته و ضل ينتظر ردها لشوي بس ما جا له أي رد منها، رفع
عيونه لأزهار و هي تكلمت بسرعة.
أزهار و هي تحاول تتدارك الموقف: تدرس، سنة ثانية بالجامعة، كلية
آداب، لغة الإنجليزية!
فهد إبتسم: مع رنا؟
أزهار و هي تحرك رأسها بالإيجاب: آههم، معاها!
فهد و هو يلتفت لأساور مرة ثانية: أمم..، ما عنده سؤال محدد بس يريد
يسمع صوتها: إيش هواياتك؟
أساور لا رد
أزهار و هي منحرجة من أختها: أحم.. تحب الرسم!
فهد رفع حواجبه بإعجاب: جد؟
أزهار و هي تحرك رأسها بالإيجاب: رسامة ما شاء الله، تحفظ الوجوه
بسرعة!
فهد إبتسم و رجع إلتفت لها، ما عرف إيش يسألها هالمرة فسكت
و عم الصمت
بعد شوي...
سكرت باب المجلس، قطبت حواجبها و إلتفتت لها: ليش ما تكلمتي؟
كان قلتي شيء؟ أنتي حياتك راح ترتبط مع هالإنسان، ما يهمك تعرفيه؟
ما يهمك تعرفي أي شيء عنه؟
حركت رأسها بالنفي: ما يهمني، أنا ما راح أكون له!
أزهار و هي تحرك رأسها بقلة حيلة: ما أقول غير الله يهديك!
ما ردت عليها، مشت عنها و طلعت من المجلس
ضلت تشوف عليها لين تسكر الباب وراها، تنهدت و صارت تمشي للكنبة،
أخذت دفترها و بعدها لفت و طلعت بدورها!
سيارة فهد...
زينة و هي ترفع عيونها له: ها يا ولدي، إيش رأيك؟
إبتسم و رفع عيونه للمراية يشوف عليها: يمة ليش كذي مستعجلة؟
خليني أفكر شوي!
زينة: يا ولدي إيش بعد تفكر؟ البنت و شفتها، ما شاء الله ما ناقصها شيء،
حلوة مثل ما تريد و متعلمة و فاهمة، بعد ليش ننتظر؟
فهد إلتفت يشوف على رنا اللي كانت جالسة بجنبه و تحرك حواجبها،
إبتسم و رفع عيونه للمراية مرة ثانية: خلاص عيل، توكلي على الله!
زينة تهلل وجهها بفرح: جد؟
فهد ضحك: جد يمة، جد!
رنا: كلللللللللللللووووووش
فهد: ههههههههههههههههههه!
***************************
سكرت المصحف بهدوء، قامت و كسفت سجادتها، مشت للكبتات، حطتهم فيه
و سكرته، رفعت عيونها للساعة المعلقة على الجدار، 5:56، ألحين يوصل،
تنهدت و فتحت الكبتات مرة ثانية، نزلت لرفوف ملابسها و طلعت عقد الإيجار،
عدلت وقفتها و سكرت الكبتات، مشت للسرير و جلست، مدت يدينها لدرج
الكمدينة، فتحته و طلعت منه ظرف أبيض متوسط الحجم، فتحته و طلعت اللي
فيه، 100 ريال و بس، مانه كافي، ما راح يكفي، نزلت عيونها للعقد و حركت
رأسها بقلة حيلة، متأخرين في دفع الإيجار، صار لهم أكثر من ثلاثة أشهر
و هم مانهم قادرين يدفعوا شيء، الإيجار صار يتراكم عليهم، ما تعرف إيش
تسوي، من وين تدبر كل هالمبلغ، 500 ريال (5000 ريال سعودي) مانه
شوي، معاشها يا دوب يكفيهم، ما تعرف تصرفه على إيش، مدارس أخوانها
و طلباتهم كل يوم تزيد، البيت و ضرورياته، ماي و كهرباء، أدوية أمها،
أدوية أخوها، السيارة و تصليحاته، مضغوطة من كل جهة و كل الأبواب متسكرة
في وجهها، خايفة، خايفة ما تكون قد ثقتهم فيها، خايفة تنهار و تستسلم،
غمضت عيونها و حركت رأسها بالنفي بسرعة تبعد هالفكرة، فتحتهم و أخذت
نفس: الله كريم، الله كريم!
سكرت درج الكمدينة، قامت و مشت للباب، فتحته و طلعت، شافت الكل
جالس قدام التلفزيون، إبتسمت و مشت لهم
رفعت رأسها لها و من ثم صارت تأشر بجنبها: تعالي يا بنتي، إجلسي بجنبي!
حركت رأسها بالإيجاب، مشت لها و جلست بجنبها
إبتسمت لها و صارت تمسح على رأسها بهدوء: يا بنتي، كم باقي عندك؟
نزلت عيونها للظرف و من ثم رفعتهم لها: 100 ريال!
تنهدت بقلة حيلة: إن شاء الله يقبل، إن شاء الله ما يقول شيء!
الأم: كريمة-50 سنة!
ما ردت عليها و صارت تمرر نظرها لأخوانها
إياس و إلياس: توأم-10 سنوات، جالسين بجنب بعض، يقال يحلوا
واجباتهم بس عيونهم على التلفزيون!
فراس: 13 سنة، متمدد على الأرض و مكتف يدينه على صدره، شكله
بيغفى في أي لحظة!
سامي: 17 سنة، مثبت عيونه على الأرض و شكله داخل في تفكير عميق!
إبتسمت بخفة و هي تشوف عليه، هو بالتحديد أقرب لها من الكل، بما أن
الفرق بين أعمارهم كبير إللا أنه يعتبر نفسه أكبر منها، يعتبر نفسه رجال
البيت، تخاف عليه أكثر من البقية، عصبي كثير، تخاف يتهور بسبب هالشيء
و يطيح في ألف و ألف مشكلة، مريض و هي ما بيدها شيء تسويه له
و بسبب مرضه ألحين صاير يرتبك و يعصب أكثر من قبل، مانها سهلة عليه
و هي تعرف هالشيء، أصدقائه تركوه و ضل لحاله، كره المدرسة و مستواه
الدراسي صار ينزل، ما تلومه، اللي يعيشه في هالعمر مانه قليل، نزلت
رأسها و هي تتمتم لنفسها: الحمد لله على كل حال!
سمعوا الجرس فالكل إلتفت للباب
سامي و هو يقوم و يلتفت لها: ناهد، يللا قومي، يكون صاحب البيت!
حركت رأسها بالإيجاب و قامت، عدلت جلبابها و صارت تمشي معاه، جا
بيفتح الباب بس هي مسكت يده بسرعة: سامي، أنت لا تتكلم، خليك هادي،
أنا بتفاهم معاه!
ما رد عليها و حط يده على المقبض
ناهد و هي تسحب يده مرة ثانية: لو إيش ما يقول، خليه، له الحق،
نحن اللي متأخرين!
رفع عيونه لها: بس إذا غلط عليك..
قاطعته: حتى و لو يغلط، خليه!
ما رد عليها و فتح الباب
تقدم منهم صاحب البيت و تكلم: السلام عليكم!
ناهد و سامي: و عليكم السلام!
مدت الظرف له و نزلت رأسها: إعذرنا يا أخوي بس هذا اللي عندنا،
إن شاء الله في الشهور الجاية راح.. ما كملت لأنه سحب الظرف من يدها،
فتحه و طلع الفلوس، رفعت عيونها له و هي تشوفه يقطب حواجبه، قطبت
حواجبها و نزلت عيونها مرة ثانية.
صاحب البيت: بس هذا اللي قدرتوا عليه؟
قطبت حواجبها أكثر من قبل و ما ردت
صاحب البيت: يا أختي أنا صبرت عليكم كثير، صار لكم ثلاثة أشهر
و تسمعوني نفس الكلام، إذا أنتو عندكم ظروف عيل حتى أنا عندي،
أنا محتاج لفلوسي و محتاج لها ألحين، أنا ما يهمني دبروا حالكم و جمعوا
لي فلوسي، أريدها في هاليومين، إذا ما قدرتوا عيل فضوا لي البيت،
خلاص أنا أريد بيتي!
ناهد و هي تمسك يد سامي و ترفع عيونها لصاحب البيت: يا أخوي
أنت حاول تقدر ظروفنا، إصبر علينا شوي..
قاطعها و بصوت عالي شوي: أنتي دوم عندك نفس الكلام، صبرت و هذاني
صابر ما شفت منك شيء، تخدعوني و تكذبوا علي!
سامي بهدوء غير اللي يحس فيه: لو سمحت وطي صوتك، أنت
ما تستحي تعلي صوتك على بنت؟!
صاحب البيت بصراخ: و أنـت الـلـي تـعـلـمـنـي كـيـف أتـكـلـم ألـحيـن؟!
خـلاص، يـكـفـي أعـذار، إذا أنـتـو مـانـكـم قـادريـن تـدفـعـوا لـي، فـضـوا
ابـيـتـي!!!
ناهد و هي تسحب سامي لوراء و تلتفت لصاحب البيت: إعذره يا أخوي،
ما يعرف يتكلم..، بس أرجوك إصبر علينا شوي، إذا طلعنا وين نروح؟!
صاحب البيت و هو يحرك رأسه بالنفي و بنفس أسلوبه: أنـا مـا يـهـمـنـي!
قـدامـكـم أسـبـوعـيـن، دبـروا حـالـكـم!
ناهد أخذت نفس تهدي حالها و بعدها شبكت يدينها ببعض، رفعتهم له و بترجي
: أرجوك يا أخوي بس هالشهر، راح أحاول أجمع لك اللي أقدر عليه بس هالمرة!
صاحب البيت بنفس حالته: لا، يـكـفـي، مـانـي مـصـدقـك هـالـمـرة، كـذبـتـي
مـن قـبـل و راح تـكـذبـي.. ما قدر يكمل إللا بسامي يهجم عليه.
كان واقف و هو يحاول يمسك نفسه بقدر الإمكان، يسمعه و ما ينطق بحرف،
بس يغلط عليها لا، ما يرضى عليها، ليش تذل نفسها قدامه، ليش تترجاه،
ما راح يحس فيها، ما راح يحس لأن ما يهمه إللا نفسه، الفلوس عنده أهم
من كل شيء، ناس طماعة، عماهم الجشع، لو إيش ما تقول قدامه هو راح
يضل على كلمته، حتى و لو بكت هو ما راح يهتم، ما حس بحاله إللا و هو
يمسك دشداشته من صدره و يدفعه، ثبته على سيارته و بصراخ: قـالـت لـك
بـتـدفـع يـعـنـي بـتـدفـع، لـيـش مـصـر تـكـذبـهـا؟!؟
صاحب البيت و هو يحاول يفك نفسه من قبضته: بعد عني!! فكني!!
و هو يلتفت لها: بـعـديـه عـنـي!!
ناهد شهقت و هي توها بس تستوعب اللي يصير، ركضت له بسرعة، مسكته
من أكتافه و صارت تسحبه عنه: سـامـي فـك الـرجـااال!! فــكــه!! سحبته
بأقوى ما عندها و بعدته عنه.
الصاحب البيت و هو يعدل وقفته و بعصبية: قدامكم خمسة أيام و بس فضوا بيتي!
لف، ركب سيارته و هو ينزل الشباك: إن ما فضى بيتي في هالفترة، أبلغ عليكم!
قالها و بعدها حرك سيارته بسرعة.
بعد شوي...
سامي بعصبية: إيش تتوقعي مني أسكت و هو يكذبك و يغلط عليك؟
ناهد بهدوء: بس يا سامي ألحين زين كذي؟ كيف راح نقدر نفضي البيت
في خمسة أيام، وين نروح؟ من وين بنحصل على بيت في خمسة أيام؟
سامي و هو يلف عنها ويمشي للغرفة و بنفس حالته: بندبر حالنا، أنا بنفسي
بدور لكم بيت! دخل الغرفة و صفق الباب وراه.
حركت رأسها بقلة حيلة و إلتفتت لأمها
كريمة و هي تتنهد: كان أخذتي فراس معاك!
ناهد و هي تلتفت له: فراس!
عدل جلسته و إلتفت لها
ناهد: روح لعنده، لا تتركه لحاله!
حرك رأسه بالإيجاب و قام: إن شاء الله! و صار يمشي للغرفة، دخل
و سكر الباب وراه.
ناهد و هي تلتفت لأمها: ما عندنا إللا نبيع السيارة!
كريمة و هي تحرك رأسها بالنفي: لا يا بنتي، ما يصير نبيع السيارة، كيف
بتروحي الدوام؟ كيف بتأخذي سامي للمستشفى؟ أنتي سمعتي الدكتور إيش
قال، في هالحالة نحن محتاجين للسيارة!
ناهد و هي تنزل رأسها: ماما، كيف راح أجيب هالمبلغ؟ ما أقدر!
كريمة و هي تأخذ نفس: يا بنتي ليش ما تسألي خالد!
رفعت رأسها لها بصدمة
كريمة: يا بنتي هو مديرك، يعرف حالتك، يعرف ظروفك، أكيد ما راح
يتردد، أكيد بيساعدك على اللي يقدر عليه!
نزلت رأسها و ما ردت عليها، تكرهه، تكره هالإنسان كثير، إنسان خبيث
بنظرات مقرفة، هي مجبورة تتحمله، مجبورة تتحمل نظراته، لو كان بيدها،
كان تركت الشغل من زمان و إرتاحت منه، بس ما تقدر، ما تقدر و هي الشخص
الوحيد اللي يعيل هالعائلة، ما تقدر عشانهم! رجعت من سرحانها على صراخ
أخوها.
فراس و هو يطلع لهم بسرعة و بخوف: يـمممـة!!! نـااااهـد!! جـت لـه
نـوبـة!! سـامـي جـت لـه نـوبـة!!
كريمة شهقت و حطت يد على قلبها و هي تلتفت لناهد: يمة ناهد، روحي له!!
ناهد قامت بسرعة تركض للغرفة و فراس و التوأم لحقوها، دخلت و شافته
طايح على الأرض و كل جسمه يتشنج، لفت للباب و جت بتسكره بس شافتهم
واقفين و عيونهم عليه، رفعت عيونها لفراس و بسرعة: روحوا لعند ماما!!
حرك رأسه بالإيجاب و حاوط أخوانه من أكتافهم و صار يمشي معاهم.
سكرت الباب بسرعة و مشت للسرير، أخذت مخدة و ركضت له، نزلت لمستواه
و حطته تحت رأسه لتخف الصدمات، بعدت عنه شوي تنتظره يهدأ، هذي حالته،
ما تقدر تسوي شيء ثاني، ما بيدها شيء تسويه، ضلت تشوف عليه لدقيقة
و هي تسمي بالله و تقرأ عليه، شافته يهدأ و يغمض عيونه، فقد وعيه، أخذت
نفس، إقتربت منه و مددته على جنبه، رجعت رأسه على وراء بهدوء و ه
ي تشوف اللعاب اللي صار يتدفق من فمه، أخذت نفس ثاني و صارت تمرر
يدها في شعره: بسم الله، بسم الله عليك، بسم الله عليك حبيبي! و هي تمسح
على خده بهدوء: سامي، سامي إصحى حبيبي، إصحى!
حس بيدها على خده، فتح عيونه بسرعة و جلس، إلتفت حوالينه و بعدها
إلتفت لها و بإرتباك: إيش.. إيش صار؟
إبتسمت له بهدوء: و لا شيء يا حبيبي، جت لك نوبة!
إرتبك أكثر، نزل رأسه و ما تكلم
إقتربت منه أكثر و حاوطته من أكتافه: ما صار شيء، هدي حالك، ما صار
شيء! صارت تمسح على ظهره لتهديه، ضلت كذي لشوي و بعدها بعدت عنه،
قامت و قومته معاها، مسكت يده و مشت للسرير، جلسته و جلست جنبه: يللا،
إرتاح شوي!
مرر يد مرتجفة على وجهه و بعدها إنسدح
صارت تمسح على شعره بهدوء: غمض عيونك، نام!
حرك رأسه بالإيجاب و غمض عيونه
ضلت تمسح على شعره لين حست أنه نام، إقتربت منه و طبعت بوسة
هادية على جبينه، قامت و غطته بالبطانية، مشت للباب و طلعت.
كانت جالسة مع أولادها الثلاثة و عيونها على الباب، خايفة عليه بس
ما تتجرأ تروح له في هذيك الحالة، ما تقدر تشوف ولدها كذي، شافت الباب
ينفتح فبعدتهم عنها و قامت: ها يا بنتي..
إبتسمت لها بهدوء لتطمنها: ماما، هدي حالك، خلاص نام!
حطت يد على قلبها و أخذت نفس بإرتياح: الحمد لله، صارت تمشي
للغرفة: رايحة أشوفه!
ناهد حركت رأسها بالإيجاب و هي راحت، نزلت عيونها للتوأم و إبتسمت
لهم: خفتوا؟
حركوا رؤوسهم بالإيجاب بسرعة
إقتربت منهم و جلست على الأرض بمقابلهم: كم مرة قلت لكم لما تجي
له النوبة لا تدخلوا، ليش ما تفهموا؟
إلياس: أنا بس كنت أريد أشوف إيش يعني نوبة!
إياس و هو يحرك رأسه بموافقة: حتى أنا!
ما ردت عليهم و إلتفتت لفراس، شافته يشوف عليها و عيونه مليانة دموع،
إقتربت منه و سحبته لحضنها: أفـا، فراسوه تبكِ، ما أنت رجال؟!
تعلق فيها أكثر: ما يصير.. ما يصير نعالجه؟!
سكتت، ما تعرف إيش ترد عليه، ما تعرف كيف تفهمهم أنه ما راح يشفي
من هالمرض، الصرع مرض مزمن راح يضل معاه لفترة ما يعلمها غير
رب العالمين، يأخذ أدوية بس الأدوية ما راح تشفيه منه، تخفف النوبات
و هذا كل اللي تسويه..!
إلياس و هو يلتفت لأخته: تعرفي كيف كان شكله؟
رفعت عيونها له: كيف؟
إلياس: كأنه سمكة لما نطلعها من الماي!
قطبت حواجبه و بنبرة حادة شوي: إلياس ما تقول هالكلام قدامه، فاهم؟!
حرك رأسه بالإيجاب: ما بقول!
أخذت نفس و رفعت عيونها لباب الغرفة، نزلتهم و ما تكلمت.
***************************
طلع من المسجد بعد صلاة المغرب و صار يمشي للفلة، الشارع فاضي و المكان
هادي، كم من شباب يمشوا وراه و هم مثله، توهم بس طالعين من المسجد،
رفع عيونه لـ ليتات الشارع، توها بس تضيء، إبتسم لنفسه و هو يشوف الشارع
كله يضيء في أقل من ثواني، إبتسم أكثر و هو يشوف أولاد الجيران اللي طلعوا
من بيوتهم و صاروا يمشوا للفلة، صار يمشي بخطوات أسرع ليلحقهم: مصطفى!
نادين! و هو يسرع أكثر: أحمد! منار!
سمعوه فلفوا له و بعدها ركضوا له
إبتسم و تقدم منهم: رايحين للفلة؟
حركوا رؤوسهم بالإيجاب: بنمشي معاك!
حرك رأسه بالإيجاب و تقدم عنهم و هم صاروا يلحقوه، دخل الحديقة و هم
دخلوا وراه: أنتو خلوكم بالحديقة، تعرفوا..
قاطعوه و بملل: نعرف عمي عبدالرحمن، كل مرة تعيد لنا نفس الكلام!
ضحك: كل مرة أعيد لكم نفس الكلام بس لين ألحين ما تسمعوني!
ضحكوا بشقاوة و بعدها صاروا يركضوا حوالين الحديقة و يلعبوا مثل كل يوم.
الحديقة كبيرة، فيها مراجيح و غيرها من الألعاب، محد يستخدمها غيرهم،
يلعبوا و يتسلوا شوي و بعدها يرجعوا لبيوتهم.
إبتسم بقلة حيلة، ركب الدرج و دخل للصالة، شاف أمه جالسة مع أختها، مشى
لهم، سلم و بعدها جلس معاهم، إستغرب منهم، أول ما دخل كانوا يتكلموا بس
أول ما جلس سكتوا، إلتفت لخالته و من ثم لأمه: إيش في؟ ليش سكتوا؟
و بمزح: إيش تخبوا علي؟
ما ردوا عليه
قطب حواجبه بإستغراب و بنبرة جدية: إيش في؟
إرتبكوا الإثنين و كأنهم ألحين بينكشفوا، صاروا يلتفتوا لبعض بس
بدون أي كلمة!
قامت بسرعة و صارت تمشي للمطبخ: أنا بجيب لك شيء تأكله!
عبدالرحمن و هو يلتفت لها: خالتي تعالي، ماني جوعان!
ما ردت عليه، إلتفتت لأختها و أشرت لها بمعنى كلميه
حركت رأسها بالإيجاب و أشرت لها تروح
رفع حاجب و هو يشوف حركاتهم، كأنهم أطفال، عاملين شيء غلط و ألحين
مانهم قادرين يعترفوا له، عدل جلسته و إلتفت لأمه: يمة إيش في؟ إيش
فيكم أنتي و خالتي؟ صاير شيء؟ تكلموا؟
زبيدة و هي تعدل جلستها على كرسيها: إسمعني يا ولدي!
حرك رأسه بالإيجاب: أسمعك يمة!
أخذت نفس و بعدها رفعت عيونها لأختها اللي كانت واقفة بجنب باب المطبخ
تنتظرها تفتح الموضوع، أشرت لها بمعنى يللا كلميه، حركت رأسها بالإيجاب!
إلتفت يشوف مكان ما كانت تشوف، شافها واقفة تأشر لها تكلم، بس أول
ما شافته يشوف عليها، شهقت و دخلت المطبخ بسرعة، إستغرب أكثر و قام
: خالتي!! أنتي إيش مسوية؟ صار يمشي لباب المطبخ بسرعة: أنتي و أمي
على إيش متفقين؟ دخل و شافها بتطلع من باب مطبخ الخلفي، ركض لها
و مسك يدها و بنبرة حادة شوي: خالتي أنتو إيش مخبيين علي؟
ما عرفت إيش تسوي فإبتسمت: يا ولدي.. أمم.. خلينا ندخل بالأول..
خلي أمك تخبرك السالفة!
حرك رأسه بالإيجاب و هو يأشر قدامه: يللا قدامي!
ضربته على كتفه بخفة: أنت ما تستحي تكلمني كذي؟!
حرك رأسه بالنفي: ما أستحي!
حركت رأسها بقلة حيلة و مشت قدامه
ضحك و لحقها
خالة: عقيلة- 40 سنة!
جلست على الكنبة و هو جلس جنبها، إلتفت لها و من ثم لأمه: يللا ألحين
قولوا إيش صاير؟ إيش في؟ إيش تخبوا علي؟!
زبيدة بسرعة: أنا ما دخلني، خالتك هذي، و هو يأشر عليها: خطبت لك!
إلتفت لها و بصدمة: هي إيش؟
إبتسمت له بتوتر: يا ولدي.. أنت..
قاطعها: خالتي أنا كم مرة قلت لك لا، ماني موافق، كيف تروحي
و تخطبي لي، كيف؟!
عقيلة: يا ولدي لمتى راح تضل رافض، هذي أمك بعد موافقة، ليش أنت بعدك
رافض ماني قادرة أفهم!
ما رد عليها، فسخ كمته و صار يمرر يده في شعره
زبيدة و هي تتقدم منه بكرسيها: يا ولدي إيش في؟ ليش كذي؟ سكتت شوي
و بعدها تكلمت: لا يكون أنت حاط وحدة في رأسك..
إرتبك فقاطعها بسرعة: لا يمة.. أنا.. لا..لا.. أنا بس ما أحس أني مستعد
للزواج!
عقيلة: كيف بعد مانك مستعد؟ و هي تعدد على أصابعها: بيت و هذا عندك
و ما شاء الله إيش كبره، شغل و الحمد لله تشتغل في أفضل الشركات بوظيفة
غيرك يتمناها، سيارة و عندك، كل شيء موجود، إيش بعد مانك مستعد؟
عبدالرحمن و هو يتنهد: ما كذي قصدي!
زبيدة: عيل كيف قصدك؟
سكت، ما يعرف إيش يرد عليهم، كيف يقول لهم أنه يحب و يحب وحدة مستحيل
تفكر فيه، مستحوذة على كل فكره و مانه قادر يشوف غيرها، ينام يحلم فيها،
يصحى يسرح فيها، ما يعرف كيف يبعدها من رأسه، يعرف و متأكد أنها ما تناسبه،
مستحيل تتأقلم معاه بس ما بيده، قلبه إختارها، ما تعمد بس صار..!
عقيلة بهدوء: إسمعني يا ولدي، أنت كبرت و خاطرنا نفرح فيك، يرضيك
تزعلنا؟
إلتفت لخالته و ما تكلم
زبيدة و هي تمسح على خده بهدوء: يا ولدي و أنا مع خالتك، أعرف أنت ماكل
همي بس أنا ماني رافضة زواجك، بالعكس أنا أكثر وحدة بفرح بهالخبر!
رفع عيونه لها: جد؟!
إبتسمت و حركت رأسها بالإيجاب: ليش، معقولة ما أفرح بهالخبر؟ تجي تملي
علينا هالبيت، تونسنا شوي!
عبدالرحمن: يمة أنتي..
زبيدة و هي تقاطعه: أيوا يا ولدي أنا موافقة، موافقة!
ضل يشوف عليها شوي بدون أي كلمة، ما يعرف إذا هي جد تقصد هالكلام
و لا لأ، هو يعرف إيش كثر هي متعلقة فيه، خاصة بعد ما خسرت الكل،
ما سهلة عليها تشاركه مع غيرها، حتى خالته اللي هي أختها، كانت تغار عليه
منها، معقولة بترضى بوحدة غريبة تدخل في حياته، وحدة بتأخذ من وقته
و يمكن بتبعده منها، رفع حاجب بشك، معقولة ترضى..؟
عقيلة و هي تحط يدها على يده و تمسح عليه بهدوء: ها يا ولدي إيش قلت؟
نزل عيونه ليدينهم و ما تكلم، حتى و لو أمه رضت، قلبه بيرضى؟
معقولة راح يسمح لوحدة ثانية تدخل بحياته؟ هالشيء يصير؟ ليش ما يصير؟
هي ما تعرف عنه و أبدا ما راح تعرف، ليش يعلق قلبه على وحدة ما راح
تحس فيه؟! يلومها؟ ليش يلومها؟ هي كيف تعرف و هو ما عنده الجرأة
ليعترف لها، بس هي المفروض تفهم، تفهم من ربكته حوالينها، تفهم من
نظراته لها، ليش، مانها قادرة تسمع دقات قلبه القوية و الجنونية لما تكون
معاه بنفس المكان، ما تقدر تسمعها؟ يمكن دقاته ما توصل لها، ما توصل لقلبها..!
عقيلة و هي تحاوط يده بيدينها و تعيد سؤالها: ها يا ولدي إيش قلت؟
رفع عيونه لها و من ثم لأمه: يمة، إذا أنتي جد تريدي هالشيء، و هو يأخذ نفس
: عيل أنا موافق!
زبيدة إبتسمت و إقتربت منه أكثر، طبعت بوسة هادية على رأسه و بعدت
: أكيد أريد هالشيء!
إبتسم لها و إلتفت لخالته: و أخيراً سويتي اللي كنتي تريديه!
عقيلة ضحكت و قامت: عيل من بكرة بدور لك على وحدة تناسبك!
رفع عيونه لها و قام: من بكرة؟ ما أنتو خطبتوا لي و خلاص؟!
ضحكت أكثر و حركت رأسها بالنفي: لا، بعدنا ما خطبنا، ما كان عندنا
إللا هالكذبة لنقنعك!
فتح عيونه و نزلهم لأمه: يمة حتى أنتي معاها؟!؟
ضحكت: سامحني يا ولدي، تعرفها خالتك جلست تحن على رأسي لين وافقت!
إلتفت لها و حرك رأسه بقلة حيلة: و الله يا خالتي مانك بهينة!
عقيلة إبتسمت و صارت تمشي للمطبخ: إيش حابين تأكلوا على العشاء؟
زبيدة بإبتسامة: أي شيء يجي في خاطرك! إلتفتت لعبدالرحمن و مسكت
يده: ما زعلت مني؟
إبتسم و باسها على رأسها: مستحيل أزعل منك!
إبتسمت و صارت تمشي بكرسيها للمطبخ.
ضل يلاحقها بعيونه لين دخلت و ما بقى غير طيفها، أخذ نفس و لف
للتلفزيون، أخذ الريموت من على الطاولة قدامه و شغل التلفزيون، عدل
جلسته و صار يقلب في القنوات، يقلب بس باله مشغول فيها، يا ترى يقدر
ينساها؟ ينسى البنت اللي يحبها؟ ما يعرف بس إذا ما جرب ما راح يعرف،
يمكن صعبة بس مانها مستحيلة، حرك رأسه بحزم يقنع نفسه، مانها مستحيلة..!
يتبع...