عنوان (3)...
I am a simple girl, I dream of simple things
But life gets complicated and it takes us to
unexpected ends
أنا فتاة بسيطة، أحلم بأشياء بسيطة لكن الحياة تتعقد وتأخذنا إلى ذلك نهايات غير متوقعة
رفعت عيونها للمحاضر و هي تشوفه يحرك فمه بكلمات غير مفهومة، ما للكل
بس لها، إبتسمت لنفسها و نزلت عيونها لتلفونها اللي حاطته في حضنها،
علت صوت الأغنية و عدلت السماعات في أذنها، فتحت دفتر نوتاتها على صفحة
فاضية و صارت ترسم فيه، ترسم صورته، صورة اللي إنطبعت في قلبها، في
خيالها، في كل كيانها، كان مجرد زميل في إحدى المشاريع الدراسية، بالأول
رفضت تشتغل معاه بس بالأخير إضطرت تروح له، تعودت عليه، تعودت على
سوالفه، على ضحكته، على كل شيء فيه، تعلقت فيه و ما تعرف متى و كيف
و ليش بس سكنته في كل أحلامها الوردية، يمكن إبتسامته كانت السبب أو براءة
عيونه، ما تعرف، كل اللي تعرفه أنها صارت تعشقه و تعشق كل شيء فيه،
يحسسها بأهمية وجودها، يحسسها بأنها أهم ما يملك في دنياه، يحسسها بأنها
هـي دنـيـاه..!
إبتسمت لنفسها و سكرت الدفتر، رفعت عيونها و هي تشوف الطلبة يطلعوا من
الكلاس، خلصت المحاضرة و هي ما حاسة فيها، كيف تحس و هي سرحانة ف
ي خياله، إبتسمت بحياء لنفسها، طلعت السماعات من أذنها و حطتهم في شنطتها،
قامت و صارت تلم كتبها، أخذتهم و بعدها صارت تمشي لبرع الكلاس، تمشي
لـ اللوبي لأنها تعرف أنه بيكون بإنتظارها، نزلت عيونها لساعتها، باقي عشر
دقائق لمحاضرتها الثانية، صارت تمشي أسرع، ما تريد تضيع و لا ثانية منها،
تريد تقضيها كلها معاه، طلعت لـ اللوبي و هي تلتفت حوالينها، لمحته واقف مع
كم من شاب و يضحك معاهم، وقفت، ما تقدر تروح له و هو مع الشباب، ضلت
واقفة لدقيقتين و هي تنتظرهم يروحوا، مرت دقيقتين ثانية و هم لين ألحين
ما تحركوا من مكانهم، معقولة تخلص العشر دقائق بدون ما تسمع صوته، بدون
ما تكلمه؟ لا، ما تقدر! تقدمت بخطوة بس تراجعت مرة ثانية، غلط تروح كذي،
إيش بيفكروا عنها، نزلت عيونها و تنهدت بقلة حيلة، رفعتهم و شافته جاي لها
بإبتسامة، إبتسامة اللي تخلي دقات قلبها تتسابق مع بعضها، تقدمت منه بخطوات
هادية غير اللي تحس فيه، وقفت قدامه و هي تنتظره يتكلم.
فتح فمه و جا بينطق بإسمها: أ...
: أســاور!!
رفعت عيونها له و هو صار يأشر لها بمعنى تلتفت، إلتفتت و شافتها تبتسم لها،
قطبت حواجبها و نزلت عيونها، أخذت نفس بضيق و رفعتهم له: أشوفك بعدين!
شهاب إبتسم لها و حرك رأسه بالإيجاب، لف و صار يمشي عنها.
أخذت نفس ثاني و لفت تشوف عليها
إقتربت منها بخطوات سريعة، مسكت يدها و شبكته بيدها
نزلت عيونها ليدينهم و من ثم رفعتهم لعيونها، تضايقت من حركتها، من متى
و هم قريبين من بعض كذي، هم مانهم إللا زميلات، ما كان في بينهم غير السلام،
نزلت عيونها ليدينهم مرة ثانية و هي تتذكر، هي السبب، هي اللي ذكرتها لهم،
هي اللي ربطتهم ببعض كذي، قطبت حواجبها و فكت يدها من يدها بسرعة!
إستغربت من حركتها بس ما إهتمت، إبتسمت و تكلمت: وينك؟ رحت الكلاس
و ما شفتك، كنت أنتظرك، أريد أكلمك شوي.. و هي تغمز لها: أكلمك عن فهد!
قطبت حواجبها أكثر على طاريه، نزلت عيونها و صارت تمشي معاها: إيش فيه؟
رنا و هي تمشي بجنبها: ما فيه شيء بس حبيت أسألك عن رأيك فيه؟
ما ردت عليها و تقدمت عنها
إستغربت أكثر و صارت تلحقها: شوفي أنا ما راح أمدح فيه لأنه أخوي بس
لأنه أخوي أعرفه أكثر من الكل، هو شوي مزاجي و اللي ما يعرفه زين يقول
عنه مغرور، سكتت تفكر شوي و بعدها كملت: لا، هو جد مغرور بس عادي
مشيها له، عنده سلبيات كثيرة بس إيجابياته أكثر، و هي تنزل عيونها ليدها
و تعدد على أصابعها: قلبه كبير، ما يقدر يزعل أحـ.. ما قدرت تكمل لأنها
إصطدمت فيها، رفعت عيونها و هي توها تنتبه أنها واقفة، إبتسمت بإحراج
: أنا.. أنا آسفـ..
أساور و هي تقاطعها: ممكن ما نتكلم فيه ألحين، عندي كلاس و ما أريد أتأخر!
حركت رأسها بالإيجاب و بنفس إبتسامتها: عادي، نتكلم فيه بعد الكلاس، إقتربت
منها و مسكت يدها: يللا، نمشي، ترى نحن بنفس الكلاس! صارت تمشي و تسحبها
معاها!
حاولت تفك يدها منها بس ما قدرت، تنهدت بقلة حيلة و صارت تمشي معاها.
بعد الكلاس...
لمت كتبها بسرعة، قامت و شافتها واقفة بجنب الباب تنتظرها بإبتسامة، حركت
عيونها بملل و صارت تمشي لها.
رنا: خلصتي كل محاضراتك؟
حركت رأسها بالإيجاب بس ما تكلمت
رنا: بترجعي البيت؟
حركت رأسها بالإيجاب مرة ثانية و بدون أي كلمة
رنا: تسوقي؟
حركت رأسها بالنفي
رنا: تنتظري السواق؟
حركت رأسها بالإيجاب
رنا بإبتسامة: عيل إرجعي معاي، خليني أوصلك!
حركت رأسها بالنفي بسرعة: لا، لا، لا، أنا أنتظر السواق، متعودة على كذا!
رنا بنفس إبتسامتها: لا، عادي، نتكلم و نتعرف على بعض أكثر!
أساور و هي تغصب إبتسامة على شفايفها: لا، مشكورة، و هي تمشي عنها
: مرة ثانية!
رنا: إن شاء الله!
ما ردت و صارت تمشي بأسرع ما عندها
ضلت واقفة تشوف عليها لين إختفت في إحدى الممرات و ما عاد في أي أثر لها،
إختفت إبتسامتها و قطبت حواجبها، ما تعرف كيف تفسر حركتها، مستحية منها؟
متوترة؟ ما تعرف، لو ما كانت تعرفها يمكن كانت بتفسر حركتها على أنها تريد تفتك
منها، معقولة؟ حركت رأسها بالنفي بسرعة تبعد هالفكرة، يمكن هي لين ألحين مانها
متعودة عليها، مانها متعودة تكون في هالموقف، كانت دوم تشوفها كزميلة بس ألحين
ما عادوا بس كذي، إبتسمت لنفسها و في خاطرها: أكيد أحرجت البنت! ضحكت
و بعدها طلعت و صارت تمشي للمواقف.
**************************
نزلت رأسها و هي تغصب نفسها لتقولها، أخذت نفس و بدت: أستاذ خـ.ـالد، أنا..،
و هي تأخذ نفس ثاني: أنا محتاجة لشوية فلوس.. قطبت حواجبها بقوة و صارت
تحرك رأسها بالنفي، رفعته و من ثم رفعت عيونها للمراية تشوف على نفسها، صار
لها ساعة واقفة قدام المراية و تتدرب على اللي تقوله له، ما تعرف بإيش تبدأ، إيش
تقول بالضبط، هي في حياتها ما طلبت شيء من أي أحد، ما طلبت لأن كرامتها
ما تسمح لها بس ألحين لازم تدوس على كرامتها، لازم عشانهم، باقي ثلاثة أيام،
ثلاثة أيام و بس، ثلاثة أيام ليفضوا البيت، تعبانة من كثر التفكير بس ما يوصلها
إللا لنفس الحل، ما عندها غيره، ما عندها إللا تطلب منه، يمكن هو مانه سيء مثل
ما هي حاطة في بالها، يمكن ليش لأ؟! أخذت نفس تهدي حالها و بعدها حاولت مرة
ثانية بس فشلت، إذا هي مانها قادرة تقولها للمراية، كيف بتقولها له؟ كيف بتطلب
منه؟ تنهدت و حركت رأسها بقلة حيلة، مشت للباب، فتحته و طلعت، مشت لمكتبها،
سحبت كرسيها و جلست، إلتفتت لزميلتها، شافتها مندمجة بشغلها، نزلت عيونها
و من ثم رفعتهم لها: فاطمة!
رفعت رأسها لها: ها؟
ناهد: أستاذ خالد بمكتبه؟
حركت رأسها بالإيجاب و لفت لكمبيوترها: الكريه بمكتبه، رحت له قبل شوي
و يا ليتني ما رحت، لوعني بنظراته، تمنيت أني أموت و لا أشوف نظراته!
نزلت رأسها و حركته بقلة حيلة، الكل يشتكي منه بس مانهم قادرين يسووا شيء،
ما يقدروا يشتكوا عليه، مرتبته أعلى بكثير من مرتبتهم، بكلمة وحدة منه يقدر يفصلهم
من الشغل، هو مانه محتاج لهم بس هم محتاجين له، هـي محتاجة له، ما عندها غير
هالشغل، على الأقل تعرف أنه بنهاية كل شهر ينزل لها راتب، و لو قليل إللا أنه يسد
إحتياجاتهم اليومية، لفت تشغل كمبيوترها بس غيرت رأيها، دارت بكرسيها و ثبتت
عيونها على باب مكتبه المسكر، لازم تروح له، ما يصير تضيع وقتها كذي، نزلت
عيونها لساعتها، 1:30، بعد نص ساعة الكل بيطلع للغداء و هو بيطلع بعد
و ما تعرف متى يرجع، أحسن لها تروح له ألحين، هو بنفسه ما راح يجي لها،
بس تروح إيش تقول؟ ما في داعي تفكر في هالشيء هنا، تروح له و توقف قدامه
و في وقتها الكلام بيطلع لحاله، حركت رأسها بحزم تقنع نفسها بهالفكرة، قامت
بسرعة و صارت تمشي لمكتبه.
فاطمة: وين رايحة؟
ناهد و هي تمشي للباب: أريد أكلمه شوي!
فاطمة و هي ترفع حاجب بإستغراب: تكلميه في إيش؟
حركت رأسها بمعنى لا تهتمي، لفت و وقفت قدام الباب، رفعت يدها و دقت عليه.
جا لها صوته من وراء الباب: تفضل!
أخذت نفس طويل و هي تكلم حالها: ناهد خليك هادية، تقدري، مانها كبيرة!
أخذت نفس ثاني و زفرت، فتحت الباب، دخلت و سكرته وراها.
بعد فترة...
فتحت الباب بسرعة، طلعت و مشت لمكتبها، وقفت و صارت تلم أغراضها
بأسرع ما يمكن.
لفت لها و إستغربت و هي تشوف وجهها المحمر: ناهد، إيش فيك؟ إيش صار؟
قال لك شيء؟
ما ردت عليها، أخذت شنطتها و صارت تمشي للمصعد بسرعة جت بتركب بس
وقفها صوته
: نــاهــد!!
وقفت و لفت تشوف عليه
خالد و هو يستند بباب مكتبه و يتكتف: فكري زين!
لفت عنه بسرعة و ركبت المصعد، نزلت للدور الأرضي و طلعت للمواقف،
ركضت لسيارتها، فتحت الباب، ركبت و سكرته بقوة، حطت يدينها على السكان
و من ثم ضربته بقهر: حـقـيـر!! حــقــيــر!! و هي تحارب دموعها: الله يـأخـذك..
الـلـه يـأخـذك.. تذكرت فرفعت يدها لخدها و صارت تمسحها بقرف، تمسحها
و كأنها بتمسح قبلته المقرفة، ضلت على نفس حالتها لين طاحت دموعها، ما قدرت
تمسك حالها أكثر من كذي فصارت تشهق، تحس نفسها رخيصة، رخيصة لأنها
راحت له، راحت و هي تدوس على كرامتها، إيش كانت تتوقع منه غير كذي،
إيش كانت مفكرة؟ ما راح يتغير، إنسان مثله مستحيل يتغير، صارت تشهق أكثر
: يا رب لطفك.. لطفك.. يا رب..!
بعد ساعة...
وقفت السيارة قدام البيت و رفعت عيونها للمراية تشوف على وجهها، عيونها
حمراء و وارمة، خدها محمر و علامة أصابعها لين ألحين باقية، عدلت شيلتها
لتغطي خدها و بعدها أخذت نفس، فتحت الباب و نزلت، مشت لباب البيت، فتحته
و دخلت، شافتهم مجتمعين في الصالة، نزلت عيونها و بهدوء: السلام عليكم!
رفعوا عيونهم لها بإستغراب: ناهد!!!
كريمة قامت و بخوف: خير يا بنتي، إيش في؟إيش صاير؟ و هي ترفع عيونها
للساعة المعلقة على الجدار و من ثم تنزلهم لها: إيش جابك في هالوقت؟
ناهد و هي تنزل رأسها: لا ماما، لا تخافي.. ما فيني شيء.. و هي تفكر: أمم.. خـ.ـلصت.. خلصت شغلي من وقت فطلعت!
مشت لها، حطت يدها تحت ذقنها و رفعت رأسها لها: ناهد، يا أمي، أنتي بخير؟
نزلت عيونها بسرعة، خافت ترجع تبكي، حركت رأسها بالإيجاب و ما تكلمت،
كيف تتكلم و العبرة تخنقها، نزلت يدها بهدوء، لفت و صارت تمشي للغرفة،
حطت يدها على المقبض و جت بتفتح الباب بس وقفتها.
كريمة: ناهد!
وقفت، دارت لها بس ما رفعت عيونها.
كريمة: روحي بدلي ملابسك، صلي لين ما أنا أحط لك غداء!
حركت رأسها بالنفي: لا.. أنا ماني جوعانة.. بروح أنام!
كريمة حركت رأسها بالإيجاب و هي لفت، دخلت الغرفة و سكرت الباب،
فسخت شيلتها و عبايتها و صارت تمشي للكبتات، فتحتها و نزلت لرفوف
ملابسها، أخذت لها بجامة و مشت للحمام، طلعت بعد فترة بعدما أخذت لها شور
تهدي حالها، مشت للسرير و رمت حالها عليه، سحبت البطانية و غطت نفسها،
غمضت عيونها لشوي و من ثم فتحتهم و رجعت بذاكرتها لـ اللي صار ...
دخلت مكتبه بهدوء و سكرت الباب، لفت له و شافته منزل رأسه للأوراق اللي
بيده: أمم.. أستاذ خالد!
رفع عيونه لها و من ثم حط أوراقه على الطاولة و إبتسم: ناهد!
إرتبكت من إبتسامته بس ما حبت تبين له: أستاذ خا..
قاطعها: كم مرة أقول لك، ما أحب هالرسميات، ناديني خالد!
نزلت عيونها و من ثم رفعتهم له: نحن بمكان عمل أستاذ خالد و أنت مديري!
إبتسم أكثر: حتى و لو، الكل يناديني خالد، عادي!
فضلت ما تعلق
عدل جلسته، حط يدينه على الطاولة و شبكهم ببعض: أنتي جيتي لمكتبي
لتسكتي و لا في شيء؟!
أخذت نفس: أنا.. أمم.. أنا جيت أكلمك في شيء شخصي.. ما له أي علاقة
بالشغل!
رفع حاجب بإستغراب و ضل يشوف عليها شوي بدون أي كلمة و بعدها قام
و صار يأشر على الكنبة: خلينا نجلس و نتكلم!
حركت رأسها بالإيجاب و مشت للكنبة، جلست و هو جلس على نفس الكنبة
بس بالطرف الثاني، عدلت جلستها و رفعت عيونها له، أخذت نفس تتشجع
و قررت تتكلم بدون أي لف و دوران: أستاذ خالد، أنا محتاجة لـ500 ريال،
ممكن تسلفني هالمبلغ في هاليومين و بعدين تقدر تأخذها من معاشي لين
ما يكتمل الدين!
رجع لوراء يريح ظهره: ممكن أسأل ليش تريدي كل هالفلوس؟
قطبت حواجبها و نزلت رأسها، خاطرها ترد عليه و تقول له ما لك دخل بس
تعرف أنها ما تقدر: للإيجار، صاحب البيت يريد فلوسه في هاليومين.. إذا..
إذا ما دفعنا بيطلعنا!
خالد: آها!
و بعدها عم الصمت!
ضلت تنتظره يتكلم، ينطق بأي كلمة غير اللي نطقها بس ما سمعت صوته
، صمت غريب، ما تعرف إيش تتوقع منه، هي أول مرة تطلب، تطلب و مثل
هالطلب، ما تقدر تتحمل الرفض، معقولة بيرفض؟ معقولة يسويها؟ رفعت
عيونها له و هي توها تنتبه له، يمرر نظره عليها، يتفحصها بنظراته، نظراته
الخبيثة، إنقرفت، نزلت عيونها و صارت تعدل شيلتها، تنزلها و كأنها بتستر
نفسها فيها، بما أنها لابسة عباية واسعة و قماشها كثيف إللا أنه بنظراته عراها
منها، نزلت يدينها لحضنها و شبكتهم ببعض، أخذت نفس لتهدي حالها بس فشلت،
إرتبكت أكثر و هي تحس فيه يقترب منها، شددت من مسكتها على يدينها و ضلت
ساكتة بس إرتجفت و هي تحس بيده على يدينها، إلتفتت له، شافته يبتسم لها،
قطبت حواجبها بقوة، قامت و بنبرة حادة شوي: أستاذ خالد، لو سمحت إلزم حدودك..
قاطعها و هو يقوم: بل إيش فيك عصبتي؟ و هو يقترب منها بخطوة: أنا إيش سويت؟
شفتك حزينة، و بخبث: قلت أواسيك!
نزلت رأسها و هي تحس بدمها يغلي، خايفة تنفجر في وجهه و بعدها تندم
فسكتت و ما تكلمت
إقترب منها شوي: ناهد أنا ما قلت أني ما بساعدك، 500 ريال شوي علي،
راح أعطيك هالمبلغ و ما أريدك ترجعيه لي مرة ثانية، عادي، بس بالمقابل
أريد..
رفعت عيونها له و هي تنتظره يكمل
تقدم منها بخطوة و وقف قدامها، قرب شفايفه من أذنها و بهمس: ليلة وحـ..
ما قدر يكمل لأنها بعدت عنه بسرعة!
كانت تعرف أنه واطي بس ما كانت تعرف أنه بينزل لهنا، يستغلها بس
لأنها محتاجة؟ لهالدرجة؟ في ناس كذي؟ حركت رأسها بعدم تصديق، جت لعنده
بس عشان تسمع هالكلام، تسمعها منه، لفت عنه بسرعة و صارت تمشي للباب
: إنسى أني.. ما قدرت تكمل لأنها حست بيده على يدها اللي صارت تسحبها له،
إصطدمت بصدره و رفعت عيونه لعيونه بعصبية: خـا..
حط يده على فمها بسرعة يمنع صرختها، إقترب أكثر و طبع بوسة حارة على خدها
حست بشفايفها و إختنقت، دفعته عنها بأقوى ما عندها، رفعت يدها و عطته كـف!
حط يده على خده و هو يرمش عيونه بعدم تصديق، رفعهم لها و ضل يشوف عليها
بدون أي كلمة.
فتحت عيونها للآخر و هي تحط يدها على فمها تمنع شهقتها، توها تستوعب اللي
صار، رفعت يدها عليه؟ كيف قدرت تسويها؟ كيف تجرأت؟ نزلت عيونها و من ثم
رفعتهم له: أنا.. أنا آسفـ..
قاطعها و هو يقترب منها مرة ثانية و بنبرة حادة و هادية بنفس الوقت: بتندمي!
نزلت عيونها بسرعة و هي تحس بدموعها اللي صارت تتجمع فيها: أنا آسفـة..
إبتسم بسخرية: أنتي محتاجة لي يا ناهد أنا ماني محتاج لك، أقدر أفصلك متى
ما أريد و أجيب بدالك عشرة، ما يهمني، لف و صار يمشي للكنبة، جلس و حط
رجل على رجل: أقدر أرد على هالكف و أكسر عظامك و محد راح يقدر يفكك مني
بس أنا راح أكون أحسن منك!
نزلت رأسها: أستاذ خالد، أنا ما..
خالد و هو يقاطعها بسرعة: أششش!! خليني أكمل!
سكتت و ما رفعت عيونها
خالد بنفس أسلوبه: أنا بعدني على كلامي، بعطيك المبلغ اللي تريديه و بالمقابل
أنتي تعرفي إيش تعطيني.. بالأول كان عندك خيار أنك ترفضي بهدوء و تضلي
تشتغلي بالشركة بدون ما أحد يعرف عن اللي دار بيننا بس ألحين، و هو يمسح
على خده: ما عاد عندك أي خيار، الشغل بيروح من يدك، و إذا راح، إبتسم لنفسه
: البيت بعد بيروح، راح تدوري في الشوارع و تتبهدلي مع أمك و أخوانك الأربعة،
سكت شوي يتذكر: آه.. أمك عندها القلب صح؟ إبتسم أكثر: أمك هم بتروح من يدك!
غمضت عيونها تمنع دموعها من النزول
قام و مشى لها: ناهد أنتي محتاجة لي، راح تحتاجيني، لا تكابري، و هو يمسك
طرف شيلتها: وافـقـي!
فتحت عيونها بسرعة و سحبت شيلتها منه: ماني محتاجة لك! ما راح أحتاجك!
لفت و صارت تمشي للباب.
خالد: راح تحتاجيني!
ما ردت عليه و طلعت من مكتبه بسرعة...
رجعت من سرحانها و هي تحس بدمعتها اللي صارت تتدحرج من طرف عينها،
خلاص، ما عادت تعرف إيش تسوي، مانها قادرة تفكر، جمد تفكيرها، هو كان
أملها الوحيد، أملها الأخير، ما عاد عندها أحد لتروح له، ما عندها أي أحد،
غمضت عيونها و هي تتخيل حالتهم بعد يومين، مثل ما قال، الشغل بيروح،
البيت بيروح و أمها.. حركت رأسها بالنفي بسرعة تبعد هالفكرة، مستحيل تسمح
لهالشيء يصير، مستحيل، يعني إيش بتسوي؟ تروح له؟ تبيع شرفها؟ حركت
رأسها بالنفي مرة ثانية، لا، ما راح تسمح للشيطان يلعب برأسها، هي تثق في ربها،
تثق فيه، بيفرجها، لازم تصبر، تصبر بس شوي..! سمعت الباب ينفتح فمسحت
دمعتها بسرعة، غطت وجهها بالبطانية و ما تحركت، سمعت خطواتهم تقترب من
السرير و صارت تسمعهم يهمسوا لبعض.
إلياس بهمس: تتوقعها نامت؟
إياس بنفس الهمس: أكيد، ما تشوفها كيف ملحفة حالها!
إلياس: تتوقعها تعبانة؟
إياس: أكيد، ما شفت كيف كان وجهها أول ما رجعت!
إلياس: تعبانة عشانها تفكر فينا و طول الوقت بشغلها و ما تهتم بنفسها!
إياس: من قال؟
إلياس: يمة تقول! إقترب منها أكثر و وقف عند رأسها، إنحنى و باسها بدون
ما يبعد البطانية عنها!
إياس فتح عيونه: بستها؟!؟!
إلياس و هو يبتسم بإحراج: عشانها تعبانة اليوم، و بتهديد: بس ما تخبرها
و الله إذا خبرتها ما بلعب معاك!
إياس حرك رأسه بالإيجاب و بعدها صار يمشي للباب: يللا، خلينا نطلع قبل
ما نصحيها!
إلياس حرك رأسه بالإيجاب و لحقه.
سمعت الباب يتسكر فبعدت البطانية عن وجهها، رجعوا دموعها فصارت تبكي بصمت.
***************************
كان منسدح على سريره، مرفع عيونه للسقف و باله مشغول فيها، اليوم طلب
من أمه ليخطبها له للمرة الرابعة، ما رضت، ما رضت تخطبها له، قالت أنها بتخطب
أي بنت ثانية إللا هي، يكفي يذل نفسه عشانها، يكفي يعذب نفسه عشانها، ما يعرف
كيف يقنعها أنه حياته مع غيرها مستحيلة، هو ما يريد غيرها، ما يقدر يتقبل غيرها،
مستحيل يقدر، هي صارت مثل الهواء اللي يتنفسه، ضرورة، محتاج لها و ما يقدر
يتخلى عنها، بيموت بدونها، ما يبالغ لما يقولها، بيموت، يحس روحه بتطلع بمجرد
أنه يفكر كذي، إيش لو .. حرك رأسه بالنفي بسرعة يبعد هالفكرة، قام و صار يمشي
للشباك، بعد الستارة، رفع عيونه للفلة البعيدة على نهاية الشارع و كالعادة ثبت عيونه
عليها، ضل بنفس حالته لكم من دقيقة و بعدها تنهد، حط يد على الشباك و من ثم حط
رأسه و غمض عيونه، إيش كثر قاسية هالبنت، قاسية و ما همها، مانها قادرة ترحمه،
ترحم قلبه المسكين، تطعنه بخناجرها الحادة بكل وحشية و بعدها تمشي و هي تمثل
البراءة كعادتها، يلومها؟ ليش يلومها؟ هو يسمح لها، هو يحط نفسه بين يدينها و تحت
رحمتها، ليش؟ يفكرها بترحمه، ينسى أنها ما ترحم، ما ترحم أبداً..!
فتح عيونه، رجعهم للفلة و تنهد مرة ثانية، خاطره يعرف سبب رفضها المتكرر له،
إيش فيه ليخليها تنفر منه كذي؟ ناقصه شيء؟ خليها تنطق، تتكلم، تخبره و راح
يسوي المستحيل ليكون لها كل شيء تريده، بيكون لها الشاب اللي تتمناه بس
ما تضلها تعذبه كذي، يضعف، تضعفه يوم وراء يوم، مانه قادر يتحمل أكثر من كذي،
يريدها له، يريدها له اليوم قبل بكرة بس يا ليتها تفهم هالشيء، يا ليتها تشوف
هالشيء، نزل عيونه، أخذ نفس و زفر، ما راح يقدر يقنع أمه تخطبها له هالمرة
فلازم يتحرك بنفسه، بيروح لها بنفسه و بيواجهها، بيتجرأ و يعترف لها بمشاعره،
بيصارحها بكل اللي يحس فيه، راح يحط نفسه بين يدينها مرة ثانية في أمل أنه
هالمرة بتحس فيه، في أمل أنه هالمرة بيحرك في مشاعرها الجامدة، في أمل أنه هالمرة
بيلين قلبها القاسي عليه، في أمل أنه هالمرة تـوافـق! رفع عيونه للفلة مرة ثانية
و هو يشوف سيارتها تتوقف قدامها و يشوفها تنزل و تمشي للداخل، بعيدة، بعيدة
كثير بس تقدر تجنن دقات قلبه، تجننها في ثواني، حط يد على قلبه و بهمس
: إرحميني، إرحميني بس مرة..!
غرفة ليلى...
حملت بنتها بهدوء، قامت و صارت تمشي للسرير، بعدت البطانية و مددتها
على السرير، مشت للكنبة مرة ثانية و حملت بنتها الثانية، مشت للسرير
و مددتها بجنب أختها، غطتهم بالبطانية و بعدها جلست على الطرف و صارت
تتأملهم، تتأملهم و كأنها تتأمله، يشبهوه في كل شيء، نسخ مصغرة منه،
عيونهم مكحلة مثل عيونه، رموشهم كثيفة مثل رموشه، تطلع لهم غمازات على
أعلى خدودهم مثل غمازته، إبتسمت، غمازته اللي تعشقها، إختفت إبتسامتها
و نزلت عيونها، كانت تعشقها، غمضتهم، ليش تخدع نفسها، لين ألحين تعشقها،
تعشق كل شيء فيه، فتحتهم و هي تحس بدموعها تنزل، تتكلم، تضحك، تطلع
و تحاول تنسى، تنسى أو حتى تتناسى بس مانها قادرة، كيف تقدر و النار اللي
بقلبها لين ألحين ما هدأ، لين ألحين ما إنطفئ، كلما تحط رأسها على مخدتها
دموعها تسبقها، تقنع نفسها بأن هالدموع بتريحها، بتخف اللي هي تحس فيه،
تحاول تقنع نفسها أنها ما راح تبكي بس دوم تفشل، تتذكره، تتذكر أيامها معاه،
تشتاق له و تشتاق لحياتها معاه، كل شيء إنتهى بغمضة عين، كل شيء إنتهى
و هو ما عاد لها..!
سمعت الباب يندق، مسحت دموعها بسرعة و عدلت جلستها: أيوا!
فتحت الباب بهدوء و دخلت بإبتسامة: نايمة يا حبيبتي؟
غصبت إبتسامة على شفايفها و حركت رأسها بالنفي
سعاد: عيل تعالي، إنزلي معاي للصالة، حابة أكلمك شوي!
حركت رأسها بالإيجاب، قامت و صارت تلحقها.
نزلوا للصالة و جلسوا على الكنبة بجنب بعض.
ليلى و هي تلتفت لأمها: خير ماما، إيش في؟
إبتسمت لها بهدوء و أخذت نفس لتبدأ، صار لها يومين تحاول تفتح لها الموضوع
بس كل مرة يطلع لهم شيء و يقطع كلامهم، ما تريد تأجل في هالموضوع كثير
لأنها تريدها تكمل حياتها، تبدأ من جديد، لمتى راح تضل في نفس حالتها؟ هي
صح ما تبين لهم و تحاول تخبي بس هي أمها، تعرفها أكثر من الكل، تشوف
عيونها الحمراء و رموشها المبللة، تعرف أنها كانت تبكي، تسمع صوتها المتغير
و تعرف أنها كانت تبكي، تبكي و كل ليلة تبكي، يتقطع قلبها عليها، هي بعدها
صغيرة، ما راح تقدر لحالها، راح تحتاج لأحد يحميها، يحتويها و يكون بجنبها،
راح تحتاج لأحد غيرها و غير أخوانها.
إستغربت من سكوتها فعادت سؤالها: ماما، خير إيش في؟
إبتسمت لها بهدوء مرة ثانية و صارت تمسح على شعرها: خير يا بنتي خير،
و هي تأخذ نفس ثاني: يا ليلى يا حبيبتي أنتي لمتى راح تضلي كذي؟
ما فهمت عليها: ماما، أنتي إيش تقصدي؟
إقتربت منها و مسكت يدينها: يا بنتي أنتي بعدك صغيرة، لا تضلك واقفة على
اللي صار، لازم تنسي و تشوفي حياتك، هو مانه مستاهل كل هالدموع، مانه
مستاهل و لا دمعة منك..
نزلت عيونها و بإرتباك: ماما أنا..
قاطعتها و بنفس هدوئها: ليلى، أنتي لازم تكملي حياتك، تكمليها عشان نفسك،
تبدأيها من أول و جديد، تبدأيها مع شخص جـ..
قاطعتها بسرعة: ماما، أنتي إيش تقولي؟
سعاد: يا بنتي أنتي محتاجة..
قاطعتها مرة ثانية و هي تقوم: ماما، أنا ماني محتاجة لأحد، أنا ما وقفت حياتي
و مثل ما تشوفي الحمد لله أعيش و ماني مشتكية، هالفكرة شيليها من رأسك..
سعاد و هي تقوم و تقاطعها: يا حبيبتي لا تردي على طول، فكري بالأول
و بعدين قرري، أنا كلمت مريم و ما ننتظر إللا موافقتك!
رفعت عيونها لها بإستغراب: خالتي مريم؟
سعاد و هي تحرك رأسها بالإيجاب: أيوا، هي، يا بنتي عادل ما..
قاطعتها بصدمة: عــادل؟!؟!
سعاد و هي تحرك رأسها بالإيجاب مرة ثانية: عادل!
حركت رأسها بعدم تصديق: ماما، أنتي إيش تقولي؟ في إيش تفكري؟ عادل؟!
تريدي تربطيني بعادل؟
سعاد: يا ليلى يا حبيبتي، أنتي فكري شوي، عادل محتاج لك مثل ما أنتي
محتاجة له، أنتو الإثنين محتاجين لبعض، أنتو لازم تبدأوا حياتكم من أول
و جديد، لازم تبدأوها مع بعض، راح تقدروا تفهموا بعض لأنكم الإثنين خسرتوا..
ليلى و هي تقاطعها: ماما أنتي تريدي ترميني في نار؟ ترميني كذي؟ كيف
فكرتي في عادل؟ خلي عادل، كيف فكرتي في زواجي مرة ثانية، أنا ماني قادرة
أصدق أنك تفكري كذي، أنا ماني محتاجة لأي أحد، ماني محتاجة لشخص جديد
في حياتي، أنا عشت حياتي مع طارق و ما راح أقدر أكررها مع غيره، خلاص،
يكفيني.. أنا..، و هي تحارب دموعها: أنا ما كنت عارفة.. أني.. أني مثقلة
عليكم كذي.. خلاص إذا ما تريدوني عندكم، بأخذ بناتي و بمشي.. أنا ماني
محتاجة لأحد.. ماني محتاجة لكم.. و جت بتمشي بس أمها مسكت يدها بسرعة.
سعاد و هي تدورها لها و تحضنها: يا بنتي يا حبيبتي.. إيش هالكلام؟ معقولة
تفكري كذي؟ أنا ما أريد غير مصلحتك، ما أريد غير أني أشوفك مبسوطة في
حياتك!
حطت رأسها على كتفها و صارت تبكي: ماما.. أنا.. أنا عشت حياتي مع طارق..
ما أقدر مع.. مع غيره.. ما أقدر..
سعاد و هي تمسح على ظهرها لتهديها: بس طارق ما عاد يريدك..
غمضت عيونها بقوة و هي تحاول تكتم شهقتها: و أنـ.ـا.. مـ.ـا عاد..
أريـ.ـد غيره..
بعدتها عنها بهدوء و صارت تمسح دموعها: بس لين متى؟ ليلى أنتي..
ليلى قاطعتها و هي تحرك رأسها بالنفي: ماما، أترجاك.. لا.. ما أريد..
سعاد بهدوء: هو ما يستاهل يا بنتي، ما يستاهل تبكي عشانه، تركك و ترك
بناتك، راح يتزوج بغيـ..
رفعت عيونها لها بصدمة: تـزوج؟!؟!
سعاد حركت رأسها بالإيجاب: تزوج!
حركت رأسها بعدم تصديق: لا.. هو.. و هي تحرك رأسها بالنفي: لا، لا، لا،
طارق.. طـ.ـارق.. ما يسويها.. ما يسويها.. حست الدنيا تدور فيها و رجولها
مانها قادرة تشلها، طاحت على الأرض و هي ترمش عيونها بعدم تصديق، رفعتهم
لأمها اللي نزلت لمستواها و مسكت يدينها، تشوف دموعها في عيونها، تشوفها
تحرك فمها بس مانها قادرة تسمعها، مانها قادرة تفهمها، كل الدنيا صارت تتظلم
من حوالينها، نزلت عيونها و هي تحاول تأخذ نفس بس فشلت، حاولت مرة ثانية
بس هم فشلت و كأن الأكسجين إنسحب من حوالينها، تختنق، رفعت يدينها و صارت
تمسح على رقبتها: مـ.ـانـ.ـي.. قـ.ـادر.. قـ.ـادرة.. أتـ.ـنفس.. قالتها و بعدها
طاحت و ما عادت تحس بشيء.
سعاد بخوف: لــيــلــى!! و هي ترفع رأسها لحضنها بسرعة: ليلى يا يمة
إيش صار لك؟ و هي تمسح على خدها: ليلى!! رفعت عيونها للدرج و بصوت
عالي: عـبـدالـعــزيـز!!! عـبـدالـلـه!! تعالوا شوفوا أختكم إيش صار فيها..
تــعــالــوا!!
يتبع...