تحت – بالصالة...
كانت جالسة على الكنبة و عيونها على الدرج، تنهدت و رفعت عيونها للساعة،
6:30، نزلتهم و من ثم رفعتهم للدرج مرة ثانية، هي اللي حطت المنبه في غرفته،
حطته لتصحيه، ما راح تركب لجناحه اليوم، ما راح تصحيه، خلاص، قررت تزعل منه،
ما راح تضعف له، ما راح تسامحه اليوم، حركت رأسها بحزم تقنع نفسها بكلامها،
نزلت عيونها لها، شافتها متمددة على بطنها و هي تحاول تزحف للعبتها، إبتسمت،
نزلت من على الكنبة و جلست على الأرض و هي تشجعها: وسن، يللا يا ماما، يللا
يا أمي، تعالي.. و هي تمسك يدينها الصغيرة: يللا يا حبيبتي.. يللا!
صارت تحاول أكثر و أكثر، تحرك يدينها و تحرك رجولها و كأنها تسبح على
الأرض، تقلبت على ظهرها، حركة، يمكن ما كانت تقصدها، فصاحت!
حملتها بسرعة و صارت تهزها بخفة: بس يا أمي بس، رفعت عيونها لباب
المطبخ و بصوت عالي: مـاري!! مـاري، جـيـبـي مرضعة وسـن بـسـرعـة!
مـار.. سكتت و هي تشوفها تركض لها.
ماري و هي تمد لها المرضعة: خذ ماما!
مريم و هي تأخذ المرضعة من يدها و تحطه في فم وسن الباكية: روحي
شوفيه، قام!
ماري و هي تحرك رأسها بالنفي: أنا ما في روح عند بابا عادل.. أنت في
يبكي و مشان أنت أنا في يبكي.. أنا زعلان من بابا عادل!
مريم ضحكت: خلي عنك الزعل و روحي، بس طلي على غرفته و إرجعي!
ماري و هي تحرك رأسها بالنفي مرة ثانية: لا، أنا زعلان!
مريم ضحكت مرة ثانية: ما أقول لك لا تزعلي، خليك زعلانة بس شوفيه، يللا
يا ماري، عشاني!
ماري ضلت تشوف عليها بدون أي حركة!
مريم: يللا يا بنتي، عشان خاطري!
حركت رأسها بقلة حيلة: بس مشان أنت! لفت لتمشي بس شافته ينزل الدرج
فنزلت عيونها لها: قام، و هي تأشر عليه: هزاك جاي!
مريم إلتفتت تشوف عليه و بعدها إلتفتت لماري و إبتسمت: خلاص، روحي
كملي شغلك!
ماري حركت رأسها بالإيجاب و صارت تمشي للمطبخ.
مريم إلتفتت تشوف عليه و شافته جاي لها، لفت عنه و نزلت عيونها لوسن
اللي نامت في حضنها.
إقترب منها و مثل كل يوم إنحنى ليبوسها، شافها في حضنها فتضايق و قطب
حواجبه، إقترب أكثر و باسها على رأسها: كيفك يمة؟
رفعت عيونها له، شافته منزل عيونه لها و هو مقطب حواجبه، نزلت عيونها
و ما ردت!
رفع عيونه لأمه و جلس على الأرض بجنبها: زعلانة؟
ما ردت عليه
نزل رأسه و أخذ نفس: يمة، لا.. ما قدر يكمل لأنها رفعت يدها لتمنعه من الكلام،
إستغرب من حركتها، أول مرة تسويها، ما تكلم و هو ينتظرها هي لتقول اللي
عندها!
مريم: بس، يكفي! إذا تفكر أني بسامحك اليوم مثل كل يوم عيل أنت غلطان!
عادل ضل يشوف عليها بدون أي كلمة.
مريم: أنا خلاص تعبت، أنا ما فيني أربيك و أتعب عليك من أول و جديد يا عادل،
أنا ما فيني..
عادل: يمة..
مريم و هي تقاطعه: لا تقول لي يمة، أنت ما تقصدها، لو كنت تقصدها كان
ما تعبتني كذي.. ما عذبتني معاك..
نزل رأسه و ما تكلم
مريم بهدوء: يا ولدي أنت لمتى راح تضل على نفس هالحالة.. لمتى؟
هي راحت.. صار لها سبعة أشهر.. ما راح ترجع، ما راح ترجع لو إيش
ما سويت بحالك.. هذي حكمة رب العالمين..
عادل بهدوء غير اللي يحس فيه: يمة أترجاك خلينا ما نتكلم..
مريم و هي تقاطعه: يا ولدي لمتى راح أسكت.. ما أقدر.. ماني راضية
على اللي أشوفه.. ماني راضية.. فكر فيها إذا ما تفكر فيني.. إذا هي كانت
موجودة اليوم.. كانت بترضى بـ اللي تسويه في حالك؟ ها؟ و هي تحرك
رأسها بالنفي: ما كانت بترضى، كانت بتمنعـ..
عادل و هو يقاطها: بس هي مانها موجودة.. و هو يرفع عيونه لها: مانها هنا
لتمنعني!
مريم و دموعها تنزل: و أنا أمك؟ ماني كافية لأمنعك؟ ماني كافية؟!
عادل نزل رأسه و ما تكلم!
ضلت تشوف عليه بدون أي كلمة و بعدها نزلت رأسها و صارت تبكي: أنا..
ما أريدك تضيع مني.. ما أريد أضيعك يا ولدي.. ما عندي غيرك.. ما عندي..
رفع عيونه لها، إقترب منها و حط رأسها على صدره
مريم و هي تبكي: عادل.. حبيبي.. لا تسوي في حالك كذي.. لا تسوي..
رفع يده و صار يمسح على رأسها بهدوء، ضل يسمعها بدون ما ينطق بحرف
لين ما هدت.
بعدت عنه و رفعت عيونها لعيونه: لا تروح الليلة!
أخذ نفس و قام: أنا آسف! لف، مشى للباب و طلع للحديقة بسرعة!
حركت رأسها بقلة حيلة و رجعت تبكي!
***************************
بريطانيا...
مدينة بريستول...
نزل من الدرج و صار يمشي للمطبخ، مر من الصالة و شافها متمددة على الكنبة
تقلب في القنوات، نزل عيونه و من ثم لف و دخل المطبخ، شافه جالس على
الطاولة ينتظره بعلب البيرة، إبتسم و مشى له، سحب كرسي بمقابله و جلس.
أيريك و هو يفتح علبة و يمدها له:
How is she now
(كيف حالها الآن؟)
ماكس و هو يأخذ العلبة:
She asks me about her
(أنها تسألني عنها)
و هو يأخذ نفس:
She wants to know where she is so she
would go to her
(أنها تريد أن تعرف أين هي لكي تذهب إليها)
و هو يحرك رأسه بالنفي:
I don’t know what to say to her
(لا أعلم ماذا أقول لها)
أيريك إلتفت يشوف عليها و بعدها لف لماكس:
What about your studies? What are you going
to do
(ماذا عن دراستك؟ ماذا ستفعل؟)
ماكس و هو يمرر يده في شعره بقلة حيلة:
I’ll leave my studies
(سأترك دراستي)
و هو يرفع عيونه ليشوف عليها و من ثم ينزلهم:
I can’t leave her alone
(لا أستطيع أن أتركها لوحدها)
أيريك حرك رأسه بتفهم، ما تكلم و عم الصمت، دام هالصمت لعدة دقائق
و بعدها سمعوا صرختها.
مايسي بصراخ:
MAAAAAAAAX!!! MAAAAAAAAAX
(ماآآآآآآآآآآآآآآآآكس!!! ماآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآكس!!!!)
إرتجفت قلوبهم من الخوف، قاموا بسرعة و ركضوا لها، شافوها جالسة على الكنبة
و لامة ركبها لصدرها، حاطة يدينها على عيونها، ترتجف و تصرخ!
جلس بجنبها بسرعة، سحبها لحضنه و بخوف:
Maisy, what’s wrong? What’s happening
(مايسي، ما بكِ؟ ماذا يحدث؟)
تعلقت فيه أكثر و صارت تبكي:
SHE DIED!! MOM DIED
(مـــاآآآآآتــت!! أمـــي مـــاآآآآآتــت!!)
توتر و حاوطها له أكثر:
What? What are you saying? Mom
(ماذا؟ ماذا تقولين؟ أمي..)
قاطعته و بنفس حالتها:
MAX!! MOM DIED
(مـاكـس!! أمــي مـــاآآآآآتــت..)
بعدت عنه و صارت تأشر على التلفزيون و من بين شهقاتها:
She died.., died.. she died just.. just like that
woman.. she died.. died
(ماتت.. ماتت.. كما.. ماتت تلك المرأة.. ماتت.. ماتت.. أمي ماتت..)
سحبها لحضنه بسرعة و هو يحس بالعبرة تخنقه:
USH! Calm dawn, calm down
(أششش، إهدأي، إهدأي!)
رفع عيونه لـ أيريك و أشر له بمعنى سكر التلفزيون.
حرك رأسه بالإيجاب و سكره بسرعة.
حاوطها له أكثر، حملها و صار يمشي للدرج.
بعد فترة...
إقترب منها و طبع بوسة هادية على رأسها، قام و عدل لها البطانية، ضل واقف
شوي يشوف عليها و بعدها أخذ نفس، لف و طلع من غرفتها، جا بيسكر الباب
بس خاف أنها تقوم و ترجع لحالتها فحطه مفتوح، مشى للدرج و نزل للصالة،
مشى للكنبة و جلس بجنبه.
أيريك و هو يعدل جلسته:
Is she fine
(أهي بخير؟)
حرك رأسه بالنفي و هو يرجعه لوراء، غمض عيونه و تنهد:
What am I going to do, Eric? What am
I supposed to do
(ماذا أفعل يا أيريك، ماذا يجب علي أن أفعل؟
فتح عيونه و إلتفت له:
Maisy is all I’ve got left, what am I to do
to protect her
)مايسي كل ما تبقى لي، ماذا أفعل لكي أحميها؟!(
أيريك بهدوء:
Max, don’t worry, she’ll be fine, she is a kid,
she’ll grow up, she’ll forget
(ماكس، لا تقلق، ستكون بخير، أنها طفلة، ستكبر و ستنسى!)
ماكس و هو يرجع يغمض عيونه:
She won’t forget in this house, not in this house,
it will remind her of her, she’ll remember what
happened
(لن تنسى في هذا المنزل، ليس في هذا المنزل، سيذكرها فيها، ستتذكر ما حدث!)
أيريك و هو يحط يده على كتفه:
Why don’t you and Maisy, move into my
apartment
(لماذا لا تسكنا أنت و مايسي معي و بشقتي؟!)
ماكس و هو يلتفت له:
Your apartment
(شقتك؟)
أيريك و هو يحرك رأسه بالإيجاب:
Yes, my apartment, I know it’s a bit small but
it’ll have you
(آههم، شقتي، أعلم أنها صغيرة و لكنها تسع لكما!)
ماكس و هو يرفع حاجب:
Really
(حقا؟)
أيريك إبتسم و حرك رأسها بالإيجاب
ماكس إبتسم له:
Thank you
(شكراً لك)
أيريك إبتسم أكثر و ما رد عليه، لف للتلفزيون و صار يقلب في القنوات.
ماكس ضل يشوف عليه لشوي و بعدها ضحك بخفة و لف للتلفزيون.
***************************
مسقط...
كان جالس في مكتبه يقال أنه مشغول في أوراقه بس سرحان و باله مشغول
فيهم، ما يعرف كيف يعترف لهم، ما يعرف إيش يقول، ما يريد يصدمهم
بس مانه قادر يفكر بطريقة أسهل من كذا، ما يريدهم يكتشفوا مع الأيام، لا،
لازم يخبرهم لحاله، يمهد لهم بالأول، غمض عيونه و أخذ نفس يهدي حاله،
فتحهم و هو يسمع دق على الباب: إدخل!
فتح الباب بهدوء و دخل: يبة، طلبتني؟
حرك رأسه بالإيجاب و صار يأشر على الكرسي بمقابله: تعال يا ولدي!
حرك رأسه بالإيجاب و سكر الباب بهدوء، جلس مكان ما كان يأشر و رفع
عيونه له: خير يبة، إيش في؟
عبدالرزاق و هو يأخذ نفس: إسمعني يا ولدي و لا تقاطعني!
فهد إستغرب من أبوه بس ما علق، عدل جلسته و حرك رأسه بالإيجاب.
عبدالرزاق: يا ولدي أنا ................!
بعد فترة...
حرك رأسه بالنفي و هو مانه قادر يستوعب اللي سمعه، رفع عيونه له،
شافه يشوف عليه و كأنه ينتظر رده، نزل عيونه و من ثم رفعهم له مرة ثانية
: أنا.. أمم.. أنا ما أعرف إيش أقول!
عبدالرزاق: فهد أنا قلت لك هالكلام لأني أريدك توقف بجنبي..، أنا ما راح
أقدر لحالي!
فهد و هو يحرك رأسه بالإيجاب: متى.. و هو يأخذ نفس: متى راح تخبرهم؟
عبدالرزاق: ما أريد أستعجل، خلينا نخبرهم بعد خطوبتكم!
فهد: بس يبة الخطوبة لين ألحين ما تحددت!
عبدالرزاق: أنا كلمت هاشم و حددناها بعد أسبوعين!
سكت لشوي و بعدها قام: أنا.. أنا بطلع ألحين!
عبدالرزاق:حرك رأسه بالإيجاب و هو لف و طلع من المكتب، سكر الباب بهدوء
غير اللي يحس فيه و نزل عيونه للمقبض، لين ألحين مانه قادر يصدق، كيف كذي؟
متى صار كل هذا؟ أخذ نفس و زفر بقلة حيلة، مشى لباب الصالة و بعدها طلع
للحديقة، ركب سيارته و حركها.
***************************
الكل كان مندمج بالأكل، سوالف و ضحك ما عدا هي، منزلة عيونها ليدينها و كل
شوي تبتسم لنفسها بحياء، ما كانت متوقعة مثل هالشيء يصير معاها، أبداً
ما كانت مفكرة أنه أحد بيحبها، يحبها و يعترف بحبه لها، تحس غير، ما تعرف
كيف تفسر هالشعور، ما كانت تعرف أنه كلمة صغيرة بأربعة حروف مفعولها
قوي لهالدرجة، طبقت في بالها و صارت تردد نفسها في مسامعها، رفعت عيونها
للبنات و من ثم نزلتهم ليدينها و صارت تتذكر اللي صار...
وقفت بجنب الشباك و هي تشوفه ينزل من سيارته و يمشي للداخل، إستغربت
من جيته، ما من عوائده يزورهم، يزورهم و في هالوقت، رفعت عيونها للساعة
المعلقة على الجدار، 3:05، إيش جابه؟ يمكن عشان عماد، حركت أكتافها بخفة
لنفسها: و أنا إيش علي؟! ما إهتمت و مشت لكبتاتها، أخذت شيلتها، لفته على
رأسها و صارت تمشي لبرع الغرفة، نزلت الدرج للصالة و شافته جالس مع أمها،
إستغربت أكثر فمشت لهم بسرعة: سلام!
إلتفتوا لها: و عليكم السلام!
أزهار و هي تمرر نظرها ما بينهم و بفضول: إيش في؟ عن إيش تتكلموا؟
ما ردوا عليها
قطبت حواجبها بإستغراب و إلتفتت له، شافته يشوف عليها بنظرة ما قدرت تفهمها
بس أربكتها، نزلت عيونها عنه بسرعة، لفت و صارت تمشي عنهم: أخـ.ـليكم!
إلتفتت له مرة ثانية، شافته يلاحقها بعيونه، بلعت ريقها و صارت تركض للحديقة،
طلعت و أخذت نفس تهدي حالها، مشت للكراسي و جلست، رفعت عيونها و ثبتتهم
على باب الصالة و هي تحس بفضولها يقتلها، مانه جاي لعماد، ضربت رأسها بخفة
و هي توها تتذكر، أصلاً عماد مانه موجود بالبيت، جاي عشان أمها، ليش؟ إيش
يريد منها؟ إيش ما يريد هي إيش دخلها؟ خالته و هو جاي يزورها، ما يصير؟ لا،
يصير، بس أول مرة يسويها، لكل شيء في أول مرة، ضربت رأسها مرة ثانية
و هي تكلم حالها: بسك تخبصي، خلي الولد في حاله! حركت رأسها بحزم و قررت
ما تفكر فيها، صارت تلتفت حوالينها بس ملت فرجعت تفكر فيه، تذكرت اللي صار
آخر مرة، قطبت حواجبها، إيش كان يقصد بسؤاله، ما تعرف، يحيرها هالإنسان،
عدلت جلستها و رفعت عيونها للباب، شافته يطلع و يجي لها، إرتبكت و ما عرفت
إيش تسوي فوقفت.
تقدم منها بخطوات هادية و وقف قدامها
رفعت عيونها له و من ثم نزلتهم: أمم.. بتمشي ألحين؟!
ما رد على سؤالها
إبتسمت بإحراج: أعرف سؤال سخيف، أكيد بتمشـ.. ما قدرت تكمل لأنه
إقترب منها بخطوة، إرتبكت من قربه فرجعت بخطوة لوراء: عبـ.ـدالله.. أنت..
قاطعها: أحبك!!!
رفعت عيونها له بصدمة: أنـت إيـش؟!؟!
إقترب منها مرة ثانية و بهمس: أنا أحبك!
رمشت عيونها بإرتباك و هي تحس بالدم اللي بجسمها يتدفق لخدودها،
رفعتهم له بس نزلتهم بسرعة: أنت.. أنت إيش تقول؟
عبدالله بنفس الهمس: اللي سمعتيه، إقترب منها أكثر: أزهار يكفي، بسك
تعلقيني كذي، بسك تعذبيني، ليش مانك قادرة تحسي فيني؟ إيش ناوية تسوي
فيني؟ تجننيني؟ جننتيني! ليش بتقدري تجننيني أكثر من كذي؟!
أزهار و هي مرتبكة أكثر و هي تحس بدقات قلبها الجنونية: عـ.ـبدالله..
قاطعها بسرعة: أش! أنا بتكلم و أنتي بس تسمعيني!
حركت رأسها بالإيجاب بسرعة
عبدالله: خطبتك من خالتي..
فتحت عيونها: أنـت إيـش؟!
عبدالله حرك رأسه بالإيجاب ليأكد لها: خطبتك للمرة الرابعة و هالمرة
ما راح أسمح لك ترفضيني!
أزهار بنفس حالتها: أنا.. أنا..
عبدالله و هو يقاطعها مرة ثانية و بنبرة هادية، حادة بنفس الوقت: أنتي
ما راح تكوني لغيري، فاهمة؟!
بلعت ريقها و حركت رأسها بالإيجاب بسرعة: فـ.. فاهمة!
إبتسم لها: أعتبرك موافقة؟
ما حست بحالها إللا و هي تحرك رأسها بالإيجاب!
رجعت من سرحانها و هي تحس بخدودها تحمر، منحرجة من حالها، معقولة وافقت؟
وافقت بهالسرعة؟ إيش يكون يفكر فيها ألحين؟ أكيد ميتة فيه! لا، هي أول مرة تمر
في مثل هالموقف، ما عرفت إيش تسوي فكذي وافقت، رفعت عيونها تشوف على
البنات، لين ألحين محد يعرف، ما خبرتهم، ما تتجرأ، تعرفهم، ما راح يسكتوا عليها،
بيبهدلوها، نزلت عيونها و شبكت يدينها ببعض بحياء، ما راح تخبرهم ألحين،
ما ألحين، على الأقل تنتظر لين ما أمها تفاتحها بالموضوع، تخبرها بموافقتها
و بعدها هم بيعرفوا لحالهم، إبتسمت بحياء لنفسها، يعني خلاص ما راح تغير
رأيها، ما راح تفكر، لا، ما في داعي للتفكير أصلاً، أحد يجي له شاب مثل عبدالله
و يرفض؟ شاب مثله حلم كل بنت، حلم و راح يتحقق لها، إبتسمت أكثر بس إختفت
إبتسامتها و هي تتذكر، إيش كان يقصد بالمرة الرابعة؟ ليش، هو خطب غيرها
من قبل؟ تضايقت من هالفكرة فبعدتها عن رأسها بسرعة، ما راح تخلي شيء مثل
هذا يكدر فرحتها، ما يهمها، هو ما يحب غيرها، و هي؟ و هي تحبه؟ لا، بس
وين المشكلة، الحب بيجي بعد الزواج، ضحكت بخفة و بعدها إنتبهت لحالها،
رفعت عيونها و هي تشوف الكل يشوف عليها بإستغراب.
بسمة: مالك يالهبلة؟ على إيش تضحكي؟
أزهار و هي تبتسم بإحراج: لا، أبداً، و لا شيء!
بسمة و هي ترفع حاجب بشك: إيش فيك اليوم؟ مانك معانا، سرحانة، في إيش
تفكري، أقصد..، و بخبث: في من تفكري؟
إحمروا خدودها: لا، ما أفكر في أحد.. عادي.. يعني..
بسمة و هي تقاطعها: بعدين أفهم منك، لفت لباقي البنات و تكلمت: يللا، أنا
بطلب الفاتورة و الكل يدفع!
حركوا رؤوسهم بالإيجاب و صاروا يطلعوا فلوسهم.
إلتفتت لهم و من ثم لبسمة: أنا ناسية الشنطة في سيارتي، أروح أجيبها و أرجع!
بسمة و هي تمسك يدها: قولي يالبخيلة أنك ما تريدي تدفعي و راح تهربي ألحين؟!
أزهار: اللبيب بالإشارة يفهم!
بسمة: هههههههههههه!
أزهار ضحكت، فكت يدها منها و قامت: ألحين بجي!
بسمة مسكت يدها مرة ثانية: عادي خليك، ما في داعي، أنا بدفع لك!
أزهار و هي تحرك رأسها بالنفي: لا، أنا تلفوني بعد في الشنطة، برجع ألحين!
بسمة و هي تفك يدها: بعطيك دقيقتين، إن ما رجعتي يعني هربتي!
أزهار ضحكت: أوكي! لفت و صارت تمشي لبرع المطعم، طلعت و هي تشوف
على سيارتها، موقفتها بالجهة الثانية من الشارع، إلتفتت حوالينها، الشارع فاضي،
أخذت نفس و صارت تمشي لتقطع الشارع، وقفت بنصه و قطبت حواجبها بقوة،
رجع لها الصداع و رجعت الومضات، أحداث متقطعة، غير مفهومة، مرة تشوف
نفسها تبكي، مرة تصرخ، تشوف ناس ما تعرفها، تشوف سيارة مسرعة متجهة لها،
سمعت صوت البوري و رفعت عيونها، سيارة مسرعة مثل هالسيارة اللي جاية لها،
جاية لتصدمها، شهقت و هي توها تستوعب اللي يصير، إرتجفت و هي ما تعرف
إيش تسوي، غطت وجهها و هي تصرخ و كأنها بهالطريقة بتمنع الصدمة
: لاآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ!
كانت عيونه طول الوقت على الشارع، ما يعرف كيف سرح لدقيقة و لما
إنتبه لحاله، شافها واقفة في نص الشارع و كأنها تنتظره، إرتبك و حط يده
على البوري بسرعة، صار الماضي يكرر نفسه، يتكرر في عيونه، لا، ما راح
يسمح لهالشيء يصير، ما مرة ثانية، سمع صرختها و إرتبك أكثر، دعس
على البريك بقوووة و ....!
نهاية البارت...