عرض مشاركة واحدة
قديم 7 - 12 - 2024, 07:32 AM   #8


الصورة الرمزية البارونة

 عضويتي » 1746
 جيت فيذا » 13 - 7 - 2024
 آخر حضور » 19 - 1 - 2025 (08:40 AM)
 فترةالاقامة » 193يوم
مواضيعي » 51
الردود » 1984
عدد المشاركات » 2,035
نقاط التقييم » 450
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 63
الاعجابات المرسلة » 18
 المستوى » $37 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبهAlbania
جنسي  »  Male
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  » اعزب
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل 7up
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله baunty
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلةNGA
ناديك المفضل  » ناديك المفضلahli
سيارتي المفضله  » سيارتي المفضلهBentley
 
الوصول السريع

عرض البوم صور البارونة عرض مجموعات البارونة عرض أوسمة البارونة

عرض الملف الشخصي لـ البارونة إرسال رسالة زائر لـ البارونة جميع مواضيع البارونة

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony


 
الاوسمه الحاصل عليها
 
وسام  
/ قيمة النقطة: 70
وسام  
/ قيمة النقطة: 50
مجموع الأوسمة: 2...) (المزيد»

مجموع الأوسمة: 2

البارونة غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية امراة في ظل الاسلام




اللقاء الثامن


لماذا التعدد؟

وهل تعدد الزوجات حق مطلق للرجل؟

والتقينا في الموعد المحدد وبعد التحية بادرتني زينب قائلة:
- ما سأحدثك به اليوم سر لا يعلمه أحد إلا أنا وزوجي، وسأرويه لك بعد أن مرت السنون، وأصبح ذكرى، اختلط فيها الألم بالرحمة، والشعور بالمسؤولية بالدهشة والحيرة والعذاب.
كنت أخبرتك أن زوجي طبيب جراح، وكان يقوم ببعض العمليات الجراحية في عيادته الخاصة ولا بد له من ممرضة، وقد عرض عليه أحدهم فتاة مختصة متوفاة الأم وبحاجة للمساعدة، فقبلها لتعمل معه إلى جانب شخص آخر كان يقوم بمساعدته، أخبرني بذلك فلم أعر الأمر اهتماماً، فزوجي رجل مؤمن ومهتم بي وبأسرته، ولن أخشى عليه من فتاة تلازمه في عمله.
قلت لزينب: ألم تسأليه عن صفاتها، عن دينها.. عن أخلاقها.. عن سنها؟
قالت: لا بل اكتفيت بأنها فتاة فقيرة محتاجة للعمل، ربما كان هذا جهلاً مني بما تستطيع أن تفعله المرأة بالرجل إذا أرادت، كما غابت عني تلك الحقيقة وهي أن اختلاط النساء بالرجال إذا لم تصاحبه ضوابط مادية ومعنوية، أدى إلى ما لا تحمد عقباه.. وكان هذا لأمر يريده الله. ومرت الأيام بل الشهور.. وبدأت ألحظ بعض التغيرات في تصرفات زوجي، فهو دائم التفكير، يجلس معنا لكنه بعيد عنا.. همه الأول في العيادة، بعد أن كان همه الأول البيت والأولاد، وطالت مدة مكوثه في العيادة.. وفي إحدى المرات جاء مساعد زوجي إلى البيت يطلب بعض الحوائج، وخطر لي أن أسأله عن أخبار الممرضة، فأجابني: إنها فتاة فقيرة مسكينة، ولكنها دائمة الشكوى، تعرف كيف تصل إلى ما تريد، وكثيراً ما رأيتها تذرف الدموع أمام الطبيب، وتعرض عليه معاناتها من زوجة أبيها، وقد أنكرت عليها ذلك ولكن دون فائدة.
وبدأت تهاجمني الشكوك، وربطت بين تصرفات زوجي وما سمعت. وأثارت اهتمامي عبارة (تعرف كيف تصل إلى ما تريد).
قلت: ألم يخطر ببالك أن تذهبي إلى العيادة وتتعرفي بنفسك على ما يحدث هناك؟
زينب: خطر لي أن أفعل ذلك مراراً، ولكن فضلت أن أتروى ولجأت إلى ربي أسأله أن يهديني إلى ما أفعل، فزوجي متدين ومحال أن يرتكب حراماً.
وفي أحد الأيام جاء زوجي مبكراً، فسألته عن سبب مجيئه هكذا مبكراً، وفي داخلي خوف مما سيقوله، فقد لمحت في وجهه تعابير هزتني من أعماقي، وجاء الجواب بعد صمت:
- تعلمين أنك وأولادي أغلى ما أملك في هذه الدنيا، وأنا أثق بدينك وعقلك، ولذلك سأعرض عليك مكنون صدري.. فقد تعبت وقررت.
قلت (وقد أحسست بالدماء تغلي في عروقي): ممَّ تعبت؟ وماذا قررت؟
وقد شعرت أنني أغوص في هاوية لا نهاية لها..
قال دون أن ينظر إلي: تعبت مما أحمل من ميل نحو تلك الفتاة التي تساعدني، العاطفة في صدري تعذبني، ولا حل إلا باتباع الطريق الذي أحله الله تعالى..
قلت وأنا أحترق: ماذا تقصد بالطريق الذي أحله الله تعالى؟
قال ببرود استفزني: الزواج منها.. وهل يوجد غير هذا الطريق؟
وأحسست أن الدماء قد سحبت من جسدي. وأنني أهوي إلى قاع لا نهاية له ولم أنبس ببنت شفة وخرجت من الغرفة حتى أتمالك نفسي، وسألني ابني وكان جالساً في الصالة:
- ماذا بك؟ لماذا اصفر وجهك هكذا؟ ماذا بكما أنت وأبي؟ إن هناك شيئاً يحدث بينكما منذ مدة لماذا لا تخبراننا به؟
قلت: لا شأن لك بما يحدث واهتم بأمورك..
وانصرفت إلى المطبخ وأنا لا أدري ماذا أفعل.. أمسكت بسكين ولم أجد أمامي إلا بصلاً أفرمه متظاهرة بتحضير شيء للعشاء، وانسابت أفكاري مع دموعي متظاهرة أنها من البصل.. وعجبت من تماسك أحسسته في أعماقي.. لن أنهزم.. سأدافع عن بيتي وكياني.. مستعينة بربي راضية بما يرضاه لي سبحانه.. وقررت أن لا أخبر أحداً وخاصة أولادي، يجب أن يكونوا بعيدين عن خبر استسلام أبيهم للهوى، إنه مثلهم الأعلى، لن أجعله يتهاوى في نفوسهم بين يوم وليلة، ولم أنم تلك الليلة، وبدأت أرتب أفكاري بهدوء، ماذا سأفعل وكيف سأتصرف؟!
قلت: لله درك يا زينب، ما أثقله من حمل؟ قررت أن تنفردي به لتحافظي على البيت والأسرة، لا شك أنها مشاعل الإيمان تنير الطريق لحامليها من المؤمنين عند الحاجة لها.
وتابعت زينب حديثها: وفي الصباح بادرني وقد خلا البيت من الأولاد بسؤاله:
"لم أسمع منك رداً على ما قلت، لك المكانة الأولى في حياتي وفي نفسي لا شك في ذلك، ولكن هذا أمر حل بي وتسلل خلسة إلى داخلي ولا بد من حل يرضي الله تعالى.
قلت: كان يجب أن تفكر بحل يرضي الله تعالى منذ البداية لا الآن.
قال: ماذا تقصدين؟
قلت: ما أقصده أن تجعل بينك وبين هذه الفتاة حجاباً معنوياً.. أن يكون وجودها معك ضمن حدود العمل، أن تبتعد بحواسك عن منطقة الخطر التي حذر الرسول الكريم منها عندما أخبرنا أن العين تزني.. واليد تزني.. واللسان يزني..
قال: لا أدري كيف حدث لي ذلك..؟ لا أدري..
قلت: كان يجب أن تبعدها قبل أن تهزم بهذا الشكل، لقد نبهكم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إلى أن ناقصات العقل والدين يستطعن السيطرة عليكم إذا أردن.. ويسلبنكم العقل والحكمة. فلم تتعظوا ولم تعوا هذه الحقيقة.. واعتبرتم كلمات رسول الله حطاً من قيمة المرأة، وهو ما لم يرده الرسول الكريم.
قال: ما فائدة هذا الكلام الآن؟ لقد حدث ما حدث.. وانتهى الأمر..
وغلت الدماء في عروقي ولم أدر ماذا أقول، إلى هذا الحد يضعف الرجل؟ صدق رسول الله. لقد وعظ الرجال فلم يلتفتوا إلى مغزى كلماته، وهو أن المرأة التي تسبق عاطفتها عقلها غالباً لحكمة أرادها الله تعالى. تستطيع أن تلغي عقل الرجل وتفكيره عندما تريد.
ترى لو أصابني ما أصاب زوجي هل كنت أتهاوى هكذا وأتخلى عن كل مسؤولياتي ومبادئي؟ لا.. لا يمكن.. هذا مستحيل..
قلت: سأقف معك وسأساعدك لتنجو من كارثة، ستصيب الأسرة التي تعبت في بنائها..
قال: لماذا تسمين ما أحله الله كارثة؟
قلت: إن الله حدد العدد، ولم يبحه إباحة مطلقة، لقد كان تعدد الزوجات سائداً فللرجل ما شاء، وما شاءت له شهواته.. فمنهم من جمع خمساً ومنهم من جمع عشراً، ومنهم من جمع أكثر كما ورد في كتب الحديث.. ونزلت الآية الكريمة، فأمر النبي صلوات الله عليه من زاد على الأربع أن يسرح ما زاد تسريحاً بالمعروف، فالإسلام لم ينشئ التعدد وإنما حدده، ولم يأمر به ولكنه رخص فيه وقيده.
قال: هذا يكفي لقد رخص فيه وأباحه.
قلت: لقد قيد الله سبحانه التعدد بشرط، وهذا الشرط صعب جداً، وهو العدل، ويندر من يستطيعه، ولذلك على الرجل المسلم أن يوازن بين حاجته إلى أخرى وبين التزامه بشرط مولاه.
قال: إنني سألتزم بهذا الشرط.. أعدك بذلك.
قلت: كلهم يقولون سأعدل ثم لا يستطيعون، خاصة أولئك الذين يكون دافعهم إلى التعدد الشهوة والهوى، حتى فلذات الأكباد تداس حقوقهم ويظلمون، والنماذج لا تحصى، لقد أباح الله التعدد وحدده ليكون حلاً لضرورات فطرية واجتماعية، مثلاً الزوجة لا تنجب، أو هي مريضة أو لا ترغب في الوظيفة الجنسية وهو شبق، أو أن عدد النساء أكثر من عدد الرجال في مجتمع ما بسبب الحروب والكوارث، فهذه الرخصة تحمي المجتمع من الانحلال تحت ضغط الضرورات الفطرية والواقعية.
قال: وكيف أعالج ما أنا فيه.. إنني أتعذب.. إنها عاطفة غلابة أقوى مني.. أليست هذه ضرورة؟
قلت: لا إنها مجرد شهوة وهوى.. وراءهما الشيطان.. أين الإرادة؟.. أين القوة؟ وأذكرك بأن الله تعالى لم يبح للزوج أن يعرض نفسه لعواطف الحب والهوى ثم يعلن عجزه ويستسلم، كما أنه تعالى لم يبح التعدد من أجل إشباع نزوة شيطانية طارئة، وإنما أباحه في أحوال خاصة من أجل سلامة المجتمع، فعند الزوجة ما يلبي الرغبة الفطرية التي اعترف بها ديننا وأمر بتلبيتها، أما تلك التي تشعر بها فقد كان يجب أن تسكتها منذ البداية.
قال: كيف أسكتها؟
قلت: أن تبعد تلك الفتاة، أو أن تلتزم وإياها بحدود الله تعالى.. فلا نظرة.. ولا لمسة ولا شكوى.. ولا تباكي.. كل هذا حرام إذا كان وراءه الشيطان..
قال: أرجوك.. كفى..
قلت: نعم كفى.. هذا ما عندي قلته لك، وعليك أن تتصرف، ولتعلم أنه امتحان إلهي، وعليك إذا كنت مرتبطاً بربك حقاً أن تفوز بهذا الامتحان، وأدعو الله أن يعينك ويريحك من عذاب تشكو منه كما أنه امتحان لي، وأرجو الله أن يمنحني الصبر والحكمة في مواجهة ما لا تحتمله مشاعري..
قال: لماذا لا تحتملين أمراً أباحه الله سبحانه وفعله الصحابة؟
قلت: أباحه الله مراعاة لفطرة الإنسان وحاجته، وقيده بشرط مهم، وفعله الصحابة لأنه كانت لهم ظروفهم الخاصة، فعدد المسلمين كان قليلاً بالنسبة لعدد الأعداء الذين يحيطون بهم من كل جانب، وكان شهداء المسلمين الذين يقتلون في الحروب يخلفون وراءهم أرامل لا سند لهن ولا معين، فكانوا يتزوجونهن لكي يكفوهن مؤونة العيش الكريم، ثم اذكر لي اسم صحابي واحد أحب وعشق على امرأته وتزوج الثانية بسبب الحب، إنك لن تستطيع، وحاشا الصحابة أن يفعلوا ذلك لأنه لا يليق بالمؤمنين الصادقين، ثم إن كان في ما يدعوك إلى استبدالي بغيري فافعل ولا اعتراض لي على ذلك، أما بالنسبة لمشاعري فهذا فوق طاقتي ووسعي والله سبحانه لا يكلفني شيئاً فوقهما.
قال: هل تعنين بذلك أنك ستتخلين عني إن أقدمت على الزواج بالأخرى؟
قلت: نعم ولك أن تختار.
قال: ألا تظنين أن في تصرفك هذا تجاوزاً لحدود الله تعالى؟
قلت: لا أظن ذلك فهذه حدود طاقتي والله سبحانه لا يكلفني فوق ما أطيق حتى في عبادته سبحانه، ومع ذلك فهناك سند لي في هذا الأمر، وهو ما فعله رسول الله صلوات الله عليه وسلامه عندما فكر علي رضي الله عنه أن يتزوج وعنده فاطمة الزهراء رضي الله عنها.
قال: ماذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قلت: رفض أن يتزوج سيدنا علي رضي الله عنه بامرأة أخرى على ابنته فاطمة، وخيره بين أن يحتفظ بابنته زوجة له وبين أن يطلقها إذا أراد أن يأتي بضرة لها، والقصة مسجلة في كل كتب السيرة منذ قرون وإن أغفلتها بعض الكتابات الحديثة.
قال: ولكن الرسول صلوات الله عليه فعلها وتزوج على ابنة أبي بكر..
قلت: الرسول صلى الله عليه وسلم فعلها لمصلحة الإسلام والمسلمين لا لحاجة في نفسه، فقد أمضى صلى الله عليه وسلم سني شبابه وفي صحبته زوجة هي أكبر منه سناً، والناس من حوله يعددون الزوجات، وهو قد اكتفى بمن أمنت له المودة والرحمة وأمن لها أسمى ما تنتظره الزوجة من زوجها.. ثم أي امرأة مؤمنة تتمنى أن تكون ولو العدد المئة في بيت رسول الله، تستقي من معينه صلى الله عليه وسلم، لتنشر ما سمعت وما وعت، ولتكون أما للمؤمنين، ليت عددهن كان أكثر، إنني أحس بالغصة كلما تذكرت أنه صلى الله عليه وسلم قد تزوج تسعاً أو عشراً فقط. وكل همه مصالح الأمة واتساع الدعوة وامتداد الأثر.. وقد كان له ذلك فلا يقيسن أحد نفسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فابتسم وتركني ومضى.
قلت لزينب: وأنت ماذا فعلت؟
قالت: لم أفعل شيئاً.. وحاولت أن أكون طبيعية وأن لا يعلم أحد بمشكلتي.. وخاصة أولادي وكنت أشعر بالصراع الذي يجري في أعماق زوجي، فأحس بالإشفاق عليه.. وأتمنى أن ينتصر على شهوته وهواه.
قلت: الإسلام دين واقعي.. لذلك أباح التعدد وحدده ووضع له قيداً.. وأباح الطلاق ونظمه مراعياً مصلحة المجتمع والأسرة وفطرة الإنسان وواقعه، وبذلك جنَّب مجتمعاتنا من التطرف الذي هوت إليه المجتمعات الأخرى، عندما فرضت عليها آراء من حرفوا الدين، فاعتبروا المرأة رجساً ونجساً.. والعلاقة الجنسية انحداراً وسقوطاً.. وشرعوا الرهبانية، وحرموا الزواج بأكثر من واحدة.. وحرموا الطلاق.. فكان أن سقطوا في هوة الفوضى والانحلال، وبدأنا نسمع صراخهم من تزايد نسبة الطلاق لأنهم اضطروا إلى إباحته دون ضوابط.. وانتشر تعدد الخليلات.. والحمل بين الصغيرات.. لأنهم لم ينظموا أمر الغريزة كما نظمها الخالق سبحانه، بل فتحوا الباب على مصراعيه، بحجة أن الكبت ضار ومفسد، ولم ينتبهوا إلى أن الإسلام لم يكبت ولكنه نظم ونظف الوسائل وحدد الأهداف.
قالت زينب: وأكثر من ذلك لقد بدأنا نسمع بالزواج بين أفراد الجنس الواحد. وفي هذا ما فيه من دمار للأسر وضياع للأجيال، كما قرأت في إحدى المجلات أن نسبة تعدد الخليلات في أمريكا قد بلغ 48% بينما تعدد الزوجات في مصر لا يتجاوز 2%.
قلت: الحقيقة أن الإسلام استوعب كل حاجات الإنسان الفطرية والواقعية ونظمها، بذلك حمى الإنسان من الفوضى.. ومن العبودية للشهوات والغرائز.. إنه لم يكبت ولكنه نظم وحدد كما قلت.
وماذا حدث بعد ذلك في مشكلتك وكيف انتهت؟
قالت زينب: خطر لي أن أتصل بتلك الفتاة وأطلب منها أن تبتعد عن زوجي، أو أن أتصل بأحد العلماء الذين يطمئن زوجي إليهم وأطلب منه النصيحة لي ولزوجي، ولكني لم أفعل وتوجهت إلى ربي واعتمدت على إحساسي، إنني لن أحتمل زواجه بأخرى، سأبتعد عن طريقه وليفعل ما يشاء. وجاءني بعد عدة أيام ليقول لي: إنه وجد لتلك الفتاة عملاً عند أحد أصدقائه الأطباء، وأنه سيبتعد عنها، وسيحاول أن ينسى ولا يدري هل يستطيع ذلك أم لا، وأن علي أن أساعده.
قلت لزينب: وبماذا أجبت؟
قالت: قلت له: إنني معك.. وإلى جانبك وأظن أنك تستطيع الصبر، ولو ابتليت أنا المرأة الضعيفة بمثل ما ابتليت أنت به لاستطعت أن أتغلب عليه ولأوقفت الأمر من بدايته، بدافع إيماني بأن في نوع من النظر زنى، وفي نوع من الكلام زنى، وفي نوع من اللمس زنى.. والإنسان قد يفقد أعز الناس عليه بالموت فيصبر وتستمر الحياة وهذا مثل ذاك، وسأدعو الله وأسأله أن يكون في عونك وعوني.
واستمر الأمر على هذا الحال عدة أسابيع، يحيط به أولاده، يذهب ابنه الأكبر معه إلى العيادة، وأنا أرعاه كأم وزوجة، نزور أصدقاءنا وذوي قربانا. وأخيراً عرض علي أن نترك البلد فقد جاءه عرض من بلد عربي ويفضل السفر، فوافقت وإن عز علي فراق الأهل والوطن، وضاق الأولاد بهذه الغربة، فأفهمتهم أن أباهم يريد ذلك ففي البلد أمور تضايقه، وقد أحسوا بذلك من خلال اكتئابه في الفترة الأخيرة وابتعاده عنهم فاستسلموا لما قررنا. وها نحن الآن نتابع الحياة.. ولا شك أن النسيان قد غطى ما مر ولكن في الذاكرة آثاراً لا تمحى لتكون موعظة وعبرة، فكثيراً ما رأيت في عيني زوجي نظرة الامتنان، وكثيراً ما قالها لي في كلمات تملؤني تقديراً وحباً له.
والآن ها أنت قد عرفت أهم ما مر بي وأنا في ظل الدين الحق، الذي أحس أنه أعظم نعمة أنعمها الله علي فالحمد لله على نعمة الإسلام خاصة وكفى بها من نعمة.
قلت: نعم كفى بها من نعمة وأرجو أن نستمر في هذا الطريق.. حتى نلقاه سبحانه، فنكون إن شاء الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله. ولكن لي طلب أخير؛ هل تأذنين لي بنشر تلك الأحداث التي مرت بك، والتي تعطي الصورة الحقيقية لحياة امرأة تعيش في ظل الإسلام.
فابتسمت زينب وقالت: لا مانع عندي وأتمنى لك التوفيق.
الخاتمة
وبعد.. إنها أحداث واقعية عرضتها كما هي، وأردت أن أظهر من خلالها الوجه الحقيقي للدين القيم الذي وقف إلى جانب المرأة، كما وقف إلى جانب الرجل..
كما أنها ورقات ضمت اعترافات صادقة، من امرأة التزمت بمنهج الله، فتحقق لها ما أرادت من العدل والكرامة والرضى..
وإنها لصرخة في وجوه الذين يزعمون أن الإسلام ظلم المرأة وأهانها، ويتنادون إلى نصرتها والأخذ بيدها. فإذا بهم يختزلون رسالتها السامية، ويمسخون إنسانيتها.. ويستغلونها أبشع استغلال.. ينتزعون من المرأة كل صلاحيتها، ولا يبقون لها إلا دوراً واحداً.. أن تظهر للعيان وقد غطتها الزينة من رأسها إلى أخمص قدميها وأضاعت ساعات وساعات في سبيل ذلك.. لماذا؟ إن هدفهم واضح، حتى تتمتع بها الأعين وتستثار الغرائز وينتشر التلوث الذي عم الكرة الأرضية، تلوث الأخلاق الذي أدى إلى تلوث البيئة. ويلهم، أليس بالمرأة شيء آخر تصان من أجله؟ أين دور الأم؟ أين دور الزوجة؟ أين دور المجاهدة؟ أين دور المربية؟
وبعد.. لا شك أن الأحداث والمواقف التي خططتها على الورق هي جزء من واقع عايشته خلال الزمن الذي مر من حياتي، ثم سجلتها، لعلها تكون شعاعاً من نور في طريق الباحثات عن الحقيقة..
(تمت)


 توقيع : البارونة

البارونة


رد مع اقتباس