شبكة همس الشوق - عرض مشاركة واحدة

8 - 2 - 2012, 02:49 PM

الفصل الرابع :_

لقد خفت منه كثيرا جدا , حتى اني لم اصدق ان هذا ابي , ولكن للاسف الشديد لم يتغير فية شيء , وقد حذرت نفسي من رؤية اخوتي لوجهه المخيف , واتمنى ان لا يروه , وبعد عدة ايام تعودت على رؤيته وزال عني شعور الخوف , ولكني لم اتوقعه حقيرا لدرجة عالية من حقارة , لقد كان يجلس في المنزل بدون عمل , ويرسلني الى امي لاطلب منها المال , وهي من حبها لنا لم تكن تريد ان تجعلني ارجع من عندها بدون مال , فهي تعلم كم هو متوحش ذاك الرجل , كنت اكرهه حتى النخاع , واتمنى موته بسرعة , فهو يعتبر عارا بالنسبة لي .
وفي يوم من الايام ذهبت الى المدرسة , وكانت تلك الفترة هي امتحانات اخر العام , فكان لا بد لي ان اتفرغ للدراسة رغم انني اكرهها اكثر من ابي , جلست في الساحة وانا امسك كتاب الكيمياء وانا احاول فهم بعض اموره , ولكن سرعان ما امل وتأخذني الاحاديث مع صديقاتي الفاشلات مثلي .
قلت لزينب : ( زينبوه .... يبتي لنا البراشيم ولا لا ؟)
قالت : ( هاتي بيزات عسب اطبعه لج .... غير جي ما شي )
قلت لها : ( لاتخليني اعصب عليج !!.... ترى بقلب الدنيا كلها على راسج )
خديجة : ( لاتكونين انانية ويلا راويني براشيمج )
زينب : ( اقص عليكن ما سويت .... )
قلت لها بغضب : ( شنوووو ؟؟؟ ليش ؟؟ )
زينب : ( كان طويل .... وفيه وااايد معلومات .... ما تفيجت اكتبهم )
خديجة : ( حيواانه .... ليش تجذبين وتقولين انج سويتي ؟؟!! )
زينب : ( صدعتوني ويا براشيمكم ....توبه مرة ثانية ما بكتب شي .... )
قلت لها مهددة : ( باجر امتحان الاحيا .... ان ما يبتي البراشيم يازوينب ترا والله بتندمين .... واشوفج كيف بتعيشين )
خافت مني .... حتى خديجة .... فقالت زينب : ( انا بروحي ما يجوز .... انتوا بعد ساعدوني .... كله انا بروحي !! )
قلت : ( خديجة بساعدج .... صح خدوي؟؟ )
قالت بدون تردد : ( اكيد .... اكيد بساعدها .... ولا معقولة اخلي زينب الغالية تشتغل بروحها )
قلت : ( عفية على الشطورة .... )
قالت زينب : ( وليش انتي ما تساعدينا ؟؟ )
قلت : ( ماعندي وقت .... لازم اراجع حق اخواني .... واذاكر لهم .... وانظف البيت واطبخ الغدا والعشاء .... وحمدوا ربكم ان ابهاتكم طيبين .... وحبوبين ) قلتها بنبرة غيرة , ولكنهما لم تنتبهان لذلك .
وبعد عدة ايام , ذهبت الى السوبر ماركت لاشتري اغراضا للبيت وكان الوقت مساء , وعندما رجعت .... رايت شيئا تمنيت وقتها سقوط حجر كبير على راسي لاموت .... لقد كان يقف هناك رجل ثخين وملثم يرتدي كندورة مهترئة , وكان يقف امامه رجل يبدو عليه التأثر قليلا , وعندما حاولت الاقتراب , سمعت الرجل يقول بأسى وألم : ( والله انا حالتي تعبانه , وراي اربع بنات يدرسون .... واولاد صغار داخل على الله ثم عليكم .... ساعدوني وعطوني من الي يعطيكم الله .... والله يخليكم ونجح عيالكم ويحفظ لهم شبابهم يارب )
اخرج الرج من محفظته بضع دريهمات واعطاه اياه .... وعندما اقتربت منه وقد رحل الرجل .
عرفته .... انه هو .... ولكني لم اتوقع وجوده هنا .... قلت له : ( انت شو تسوي مني ؟؟ )
قال لي بتوتر وارتباك : ( الله يغربلج .... روحي البيت .... فضحتيني .... يلا روحي ....)
اصابني الذهول : ( معقولة !! .... وين كرامتك ؟؟.... تطلب من الناس ؟؟.... تطلب من الناس وانت تقدر تشتغل وتكد علينا ؟؟.... كيف تبي التوفيق من الله وانت جي تسوي فينا ؟؟)
صرخ في وجهي : ( روحي البيت بسرعة وعقب اتفاهم وياج ....)
عدت الى البيت وانا ابكي من العار والاهانة , لم اتوقع هذا ابدا .... ابدا .... أي جرءة هذه تجعله يخرج للناس ليطلب منهم المال ؟؟!!.... ويكذب عليهم ؟؟!!.... هذا الامر لا يطاق ابدا , لايمكنني الاحتمال اكثر من ذلك .... ماذا لو عرفه احدهم ؟؟.... ماذا لوعرفت احدى صديقاتي ان والدي يشحت المال من الناس ؟؟.... لن انجو ابدا , ساكون اضحوكة امام باقي البنات .... لا حول ولا قوة الا بالله .
عدت الى البيت لاركض الى اخوتي واضمهم الى صدري لعلي اشفي غليلي وقهري , ولكن هذا لا يكفي .... فاين هي امي لاهمس لها عن الامي وهمومي .... اين ؟؟
وبعد نص ساعه عاد الى البيت بعد ان داس على سمعته وكرامته كرجل ذو مكانه .... انه الان مثل الذبابة تماما .... تنشر قذراتها في كل مكان .... صرخ في وجهي : ( انتي ما تستحين تكلميني في الشارع ؟؟)
( وانت ما تستحي تطلب من الناس ؟؟)
ثم قلت لاخوتي : ( يلا حبايبي سيروا الغرفة ناموا ....)
صرخ : ( لا بعد خليهم مني ....)
قلت له بالطيب لعل ضميره يستيقظ : ( يا ابوي .... انت ريال بعدك شباب .... تقدر تسير تدور لك على شغله .... أي شغله .... المهم تكون شريفة .... احسن من الطلب من الناس !!)
( تتشمتين فيني يابنت الكلب ؟؟؟)
(الله يخليك فكر بكلامي .... حس فينا ولو شوي ....يكفيك الي خذته .... خاف الله فينا !!)

........::::: يــتــبــع الـفـصـل الخامس ::::.........
. . . .
. . . .
. . . .