لو صادفك انسان اعمى وقال لك اوصف الدنيا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الأحبة
أسعد الله أوقاتكم جميعا
أحببت أن نقف للحظات مع أنفسنا ونتعرف عليها
ففي زحمة أحداث هذه الدنيا قد نكون نسينا أنفسنا
دعنا نعيد قراءة أنفسنا من خلال نظرتنا لهذه الحياة
كيف نرى هذه الدنيا ؟؟
لا أقصد أن نبحث عن إجابات فلسفية أو خيالية أو افتراضية
السؤال هو:
لو صادفك إنسان أعمى ابتلاه الله سبحانه وتعالى بفقدان نعمة البصر وأراد منك أن تكون أنت عيونه التي يرى فيها هذه الحياة
كيف ستصفها له وصفا تجعله يعيشها كما تراها؟؟]سأل رجل علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقال: ياأمير المؤمنين! صف لنا حال الدنيا قال ((وما أصف لك من دار من صح فيها سقم ،ومن أمن فيها ندم، ومن افتقر فيها حزن، ومن استغنى فيها افتتن، في حلالها الحساب، وفي حرامها العقاب))
من الصب وصف الدنيا، فلابد من أن ترى الدنيا بالتفائل فالمتفائل إنسان يرى ضوءاً غير موجود والمتشائم يرى ضوءاً ولا يصدق، ليس شقاؤك في أن تكون أعمى، بل شقاؤك في أن تعجز عن احتمال العمى، افعل ما تشعر في أعماق قلبك بأنه صحيح لأنك لن تسلم من الانتقاد بأي حال، الصمت إجابة بارعة لا يتقنها الكثيرون، فمن احب الله رأى كل شىء جميلا، لا يجب أن تقول كل ما تعرف، ولكن يجب أن تعرف كل ما تقول لا تكن مثل قمة الجبل ترى الناس صغاراً والناس يرى القمه صغيرة، لا تسأل أي مخلوق عن حاجتك، وأسأل الحي القيوم الذي أبوابه لا تغلق فالمخلوق يغضب إن سألته والخالق يغضب إن لم تسأله، في لحظة تشعر انك شخص في في هذه الدنيا بينما يوجد شخص في الدنيا يشعر انك الدنيا بأسرها، اذا كانت لك ذاكرة قوية وذكريات مريرة فانت اشقى شخص في هذه الدنيا لا تتخيل كل الناس ملائكة فتنهار احلامك. وكانت لعلي بن ابي طالب رضي الله عنه قصيدة يصف فيها الدنيا تقول:
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت *** ان السعادة فيها ترك ما فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكــــنها *** الا التي كان قبل الموت يبنيها
اموالنا لذوي الميراث نجمعها *** ودورنـــا لخراب الدهر نبنيها
أين الملوك التي كانت مسلطنة *** حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
فكم مدائن في الافاق قد بنيت *** أمست خرابا وأفنى الموت اهليها
لا تركنن الى الدنيا وما فيها *** فالموت لا شك يفنينا ويفنيها
المرء يبسطها والدهر يقبضها *** والنفس تنشرهاوالموت يطويها
انما المكارم اخلاق مطهرة *** الدين اولها والعقل ثانيها
والعلم ثالثها والحلم رابعها *** والجود خامسها والفضل سادسها
والبر سابعها والشكر ثامنها *** والصبر تاسعها واللين باقيها
والنفس تعلم أني لا اصدقها *** ولست ارشد الا حين اعصيها
واعمل لدار غدا رضوان خازنها *** والجار احمد والرحمن ناشيها
قصورها ذهب والمسك طينتها *** والزعفران حشيش نابت فيها
انهارها لبن محض ومن *** عسل يجري رحيقا في مجاريها
والطير تجري على الاغصان عاكفة *** تسبح الله جهرا في مغانيها
من يشتري الدار في الفردوس يعمرها *** بركعة في ظلام الليل |