حدثٌ من الواقع:
:
جلستْ أمامَ التلفاز .. دِشٌّ وفضائيات .. تقلّبُ النّظرَ بينَ القنوات .. امرأةٌ ماجنة .. رجلٌ خليع مُتخَنّث .. تكشّفٌ وعُرِيّ .. انقضتْ السّاعةُ تلوَ الأُخرَى .. ضيقٌ في الصّدر .. ونظراتٌ مسمومةٌ من سهامِ إبليس .. تتحسّرُ على حالها .. عندما ترى سعادةً زائفةً .. فتظنّ أنّها في شقاء .. تتحسّرُ على شكلها عندما ترى الجمالَ المُصطنع .. الملطّخ بالألوان .. تتحسّرُ على وضعها .. أينَ ذاك الشّابّ الوسيم ؟ لماذا لا يتقدّمُ مثلهُ لخطبتها ؟ تتحسّر وتتحسّر !! وما علمتْ أنّها سهام إبليس !
:
دشٌّ ودينٌ كيف يجتمعانِ
................... قل لي بربّكَ كيفَ يتفقانِ ؟
دشٌّ وغيرةُ مسلمٍ ضدّانِ
.................... ليلٌ وصبحٌ كيفَ يصطحِبانِ ؟
موجٌ وريحٌ والدُّجى مُتراكِمٌ
.................... والسُّحبُ مُطبقةٌ ظلامٌ ثاني ..
دِشٌّ وآدابُ الشّريعةِ مثلما
.................... سارت مُغرِّبةً وسِرْتُ يمَانِي ..
كم جرحَ النظرُ من قلبٍ ، وأوقعَ في غفلةٍ ،
وأشعلَ نارَ الفتنة ، وربَّ نظرةٍ زرعتْ شهوةً ،
وشهوةُ ساعةٍ أورثتْ حزناً طويلاً !
:
ليسَ الشّجاعُ الذّي يحمي مطيّتهُ
يومَ النزالِ ونارُ الحربِ تشتعلُ ..
لكنْ فتى غضّ أو ثنى بصراً
عن الحرامِ فذاكَ الفارس البطلُ ..
:
سهامُ إبليس تنطلقُ بلا قوس
وتصيبُ بلا وتر
كـلّ الحوادث مبداها مــن النّظـرِ ******* ومُعظمُ النّـار منْ مُستصْغَرِ الشّررِ
كمْ نظرةٍ فتكتْ في قلبِ صاحِبها ******* فـتـــكُ السّهامِ بـلا قـوسٍ ولا وترِ
فداؤُها
المسمُومُ يصيبُ القلب
ى كلّ الجسد
شخصٌ مُستقرٌ فِي بيتِه
مُطمئناً في حياتهِ ، قانِعاً راضياً بِما أعطاهُ الله
ثمّ تحينُ مِنهُ نظرةٌ إلى النّافذة
فيرى مبلغاً كبيراً من المالِ مُلقىً فِي الشّارع
فيهرولُ نحوهَا مُسرعاً مُتلهّفاً ..
وهو يجمع أمنياتهُ فِي تحقيقِ ثراءٍ عاجِل
أو
أملٍ طالما كانَ يسعَى إليه !
وعندما يصلُ لمكانِ المال ..
يجدُ غيرهُ قدْ سبقهُ إليهِ واقنصهُ لنفسِه !
فلا تسألْ عن حسراتهِ وخيبةِ أملهِ ! وكلّ هذا حدثَ بسببِ .. نظرةٍ واحدة !!
وبالمثل :
كمْ من نظرةٍ فِي تلفاز أو في الشّبكة العنكبوتيةِ أو غيرها
أدّتْ بصاحِبها إلى حسراتٍ عظيمة
لأنّ صاحبها لنْ يصلَ إلى ما نظرَ إليهِ بعينيه !
ولكنّه لو غضّ البّصر وصرَفَ نظرُهُ عَمّا لا يحلّ له
واكتفى بما قسمَ الله له لسَعِدَ وتنَعّم بحياتِه
فلماذا لا نحطّمُ قوسَ إبليس ونكسرُ سهامه
قبل أن تصل نِصالها المسمُومة لقلوبِنا الضّعيفَة
فتصيبَها في مقتَل ؟!
أوَ ليسَ يكفينا علمُنا أنّ نظر الله إلينا أسبقُ من نظرِنا للمعصِية ؟!
ولا يغرّنا الشيطان بلحظٍ مسمومٍ قدْ نُعانِي منهُ طوالَ عمُرِنا
فقد نفقدُ بسببها طاعات ، وقدْ تضيع منّا قُرُبات
نُحرمها بسببِ ذُنوبِ النّظرات
فقدْ نسيَ أحدُهُم القرآن كلّه بسبب نظرة لغلام نصراني !
ألم ترَ أن العينَ للقلبِ رائدٌ.. فما تألفُ العينانُ فالقلبُ آلفُ
ولا يكون أحدنا طليقٌ برأي العين ؛ وهو أسير
ومتى أسرت الشّهوة والهوى القلب تمكّن منهُ عدوهُ وسامَهُ سوءَ العذاب ، وصار :
ك
عصفورةٍ في كفِّ طفلٍ يسومُها ... حِياضَ الرّدى والطفلُ يلهو و يلعبُ
ولنتيقّن أنّ الله يعلمُ خائنةِ الأعينِ وما تُخفِي الصّدور
فقد تتزيّن إحدانا بغضّ بصرهَا عن الحرامِ أمامَ النّاس
وما إن تغفلُ عنها العُيونُ ؛ حتّى تسلّل نظراتُها للحرام
تستمتعُ بهِ بما أنّه لا أحد يراها !
(
لا ألفينّ أقواماً من أمّتي يأتونَ يومَ القِيامةِ بحسناتٍ أمثالَ جبالِ تهامةَ بيضاء ،
فيجعلها الله هباءً منثوراً ، أما إنّهم إخوانكم ، و من جِلدَتِكم ، و يأخذونَ من الليل كما تأخذُون ،
ولكنّهم قومٌ إذا خلوا بمحارمِ الله انتهكوها ) صحيح
وقد أهدر الشّارع عينَ من تعمّد النّظر في بيوتِ النّاس
( ل
و اطّلع في بيتك أحدٌ ، ولم تأذنَ له ، فخذفتهُ بحصاةٍ ، ففقأتْ عينهُ ما كانَ عليكَ من جُناح ) صحيح
فكيفَ بمن يتتبّع العورات ويُكرّر النّظرات ؟
وخاصّةً مع انتشار التّقنيات وهتكِ سترِ كثيرٍ من النّاس
ونتيقّن أن ( ال
إثمُ حَوازُّ القلوب ،
وما منْ نظرَةٍ إلّا وللشّيطانِ فيهَا مطمَع
) صحيح
حوازُّ القلوب : أي يؤثر في القلوب .
(
فالعينان تزنيان وزناهما النّظر ) صحيح
و( لا
تنظرُ المرأةُ إلى عورةِ المرأة ولا ينظرُ الرّجل إلى عورةِ الرّجل) صحيح
ولم يأتِ الأمر بغضّ البّصر للمُنافقين أو العاصين
بل جاءَ الخطاب للمؤمنينَ والمؤمنات !
أو ما تكفينا آية في الزّجر عن هذا :
( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً )
فكلّ نظرةٍ سنسأل عنها :
لماذا نظرنا إلى هذا أو على ذاك ؟
فهل أعددنا للسؤال جواباّ ؟
الوعدُ الصّادق
:
(
وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى .
فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى )
وعدٌ لمن غضّ بصره عن الحرام :
(
اضمنوا لي ستّاً من أنفسكم أضمنُ لكم الجنّة :
اصدقوا إذا حدّثتم ، وأوفوا إذا وعدتم ، وأدّوا إذا ائتمنتم ،
واحفظوا فروجكم ، وغضّوا أبصاركم وكفوا أيديكم ) صحيح
:
( ث
َلاثةٌ لا ترَى أعينُهُم النّار يومَ القِيامَة :
عينٌ بكتْ من خشيَةِ الله ، وعينٌ حرستْ في سبيلِ الله ،
وعينٌ غضتْ عنْ محَارمِ الله ) صحيح بمجموع طرقه
:
نسألُ الله أن يغفرَ لنا ما قدْ مضَى ويُصلحَ لنا ما هو آت
حتى نلقاهُ وهو راضٍ عنّا
( اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي ومن شر بصري ومن شر لساني ومن شر قلبي )
:
بقلم وقلب : (قطرات)
ادعوا لكاتبه وناقله
نسأل الله ان ينفع به
ودي لكم
آخر تعديل هدوء انثى يوم
28 - 4 - 2012 في 01:04 AM.