بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعظمُ القلوب سعــادة قال تعالى : " وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى " ( سورة طه 7) الآية تتحدّث :عن سِعَةِ عِلمهِ جلَّ شأنه
ويُمكِنُ إجمالُ هذا في كلماتٍ معدودات : اللَّـــــــــه لا يخفى عليهِ شيءٌ في الأرضِ ولا في السماء .
- لّما أرادَ لُقمان أن يؤدِّبَ ابنه ويعِظَهُ قال له : " يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ
أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ " ( سورة لقمان 16)
وعِلمُك أنّ الله يعلم ينبغي أن يُورِثَ في قلبِك الحياءَ من اللَّــه
وإنّ من أعظمِ القلوب سعادة ، قلبٌ بثَّ الله فيه الحياءَ منه جلَّ جلالُه وأعظم ما يُمكن أن يُرزقهُ العبد من العطايا الإلهية والمِنَح الربّانية أن يُرزق العبد قلبًا يستحيي من اللَّـــــــه فيستحيي من الله إذا أعطاه أن لا يُنفِق ويستحيي من الله إذا عافاه أن لا يذهب بأقدامِه إلى المساجِد والجُمَع والجماعات ويستحيي من الله إذا خلا أن يأتي الفواحِش ما ظهرَ منها وما بَطن ويستحيي من الله إذا أظلمَ عليهِ الليل أن لا يكونَ من ليلِهِ نصيبٌ من صلاة وعبادة ، يُناجي فيها ربّه ، ويزدلِفُ فيها إلى خالقِه ويتقرّبُ فيها إلى مولاه
ويستحيي من الله إذا رزقهُ قوةً في معيشتِه أن لا يُطعِم جاره والسائلَ المحروم ، ومن كتب الله لهُم أن يُعطَوا من المالِ زكاةً وصدقة
ويستحيي من الله إذا رزقَهُ الله زيادةً في العافية أن لا يأتي عليه يوم يصومُ فيهِ الهواجِر تقرُّبًا إلى الله تباركَ وتعالى
ولا يُمكِن حصر ما يُمكِن أن يُطلب من العبد لكن من رُزِقَ التقوى بِعمُومِها فقد رُزِقَ الخيرَ العظيم . فضيلة الشيخ : صالح المغامسي . وفقه الله تعالى لما يُحب ويرضى ؛؛ (من محاضرة : تأملات قرآنية )