مُنذ الطّفولة أدركتُ أنَّ الثِّقَة بالنَّفس مفتاح النّجاح، لذَا حَاولتُ أن أثق بنَفسي رَغم كَثرة المُحبطات، لقد تَعلَّمت أنَّ العَقل يُترجم مَا يُوضع فِيه، وأنَّ الإنسَان صورة لِمَا يَعتقده عَن نَفسه، فإذَا اعتَقَدَ بأنَّه قَادرٌ عَلى النَّجاح والتفوّق؛ فسَوف يَنجح، وإذَا اعتَقَدَ أنَّه سيَفشل؛ فإنَّ هَذا الاعتقَاد سيَقوده للفَشَل، لأنَّ الرَّأس صَندوق أمين يَعكس كُلّ مَا فيهِ..!
*****
الحيَاة قَصيرة، فلا تُقصّروها بالحُزن والتَّأفُّف والتَّذمُّر، واحذَروا أن تَنقلوا همُوم اليَوم إلى الغَد، فإن كُلّ يَوم يَأتي ومَعه همّه، ومِن الظُّلم جَمع همّين عَلى يَوم وَاحد..!
*****
لَديَّ طَريقة غَير المُعتَادَة للذِّهاب إلى مكّة المُكرَّمة، أُوصي بهَا جُلسائي قَائلًا لبَعضهم: إن لَم تَبتسم فرحًا برُؤية الحَرَم، فابتَسم في وَجه مَن تَراه، ولَكَ في ذَلك حَسنة.. وإن لَم تَطُف بالبَيتِ العَتيق لأنَّه بَعيد، فلتَقصُد رَبّ البَيت، فإنَّه أقرَب إليكَ مِن حَبل الوَريد.. وإذَا لَم تَلبس الإحرَام، فلتَلبس الأخلاق الحَسنَة.. وإن لَم تَسعَ بَين الصَّفا والمروَة، فلتسعَ في الخَير أينمَا تَجده.. وإن لَم تَقف بعَرفَة، فلتَقُم لله بحقّه الذي عَرفه.. وإن لَم تَرجُم إبليس بالجَمَرَات، فلتَرجُمه بفعل الخيرَات وتَقليل المُنكرَات.. وإن لَم تَذبح الأضَاحي بمِنَى، فلتَذبح أحقَادك لتَبلغ في نَجاحك الدَّرجات العُلى.. وإذَا خفتَ مِن كِبَر خَطيئتك التي تَعلم، فتَأكَّد بأنَّ مَغفرة رَبِّك أكبَر وأعظَم..!
*****
بَعد كُلّ هَذه الرّحلة الطّويلة مَع الحيَاة والمَعرفة، وَصلتُ لقنَاعة أنَّ الحيَاة هي صنَاعة الأمَل، وإنتَاج التَّفاؤل والابتسَامة، فمِن السَّهل أن تَكون حَزينًا، ولَكن أن تَكون مَسرورًا فهَذا يَتطلَّب جُهدًا، لذا قَررتُ أن أنتج السّرور، وأصنَع الأمَل، وأتعَامل مَع الفَرَح، قَررتُ ذَلك لأنَّني قَوي أعشَق التَّحدِّي، قَررتُ ذَلك مِن خِلال مُصاحبتي لأصدقَاء مُتفائلين، أصدقَاء دَفعوني للنّجاح، وعلّموني أنَّ إشعَال شَمعة أفضَل ألف مرّة مِن لَعن الظّلام، ولازلتُ أتذكَّر -بحَسرة زَرقاء- كَيف أنَّني أضعتُ دَهرًا مِن عُمري؛ مَع أُناس أكثَروا مِن شَتم الظّلام، ذَلك الشَّتم الذي لَم يَمنحني في لَيل اليَأس شَمعة..!
حََسنًا.. مََاذا بََقي؟!
بَقي القَول: هَذه جُرعَات مِن الحِكَايَات، لا تَزدحم بهَا المَيادين والطُّرقَات، ولا تُطأطئ رؤوسها أمَام العَواصف والملمّات، وإن اخشَوشَنَت –أحيانًا- ولَجأت للانبرَاشَات، ستَختبئ خَلف حُسن النيّات، وسَلامة القَصد في الحياةِ قَبل المَمات..!!!
الموضوع الأصلي :
الثقه بالنفس وصناعة الامل || الكاتب :
اسير بلا قيود || المصدر :
شبكة همس الشوق