يختتم المشهد الرياضي هذا الموسم بواحدة من اللقاءات التي تستحضر التاريخ كله، أجمله، عبقة والذي يشبه رائحة الكتب القديمة حين تتصفحها بعد زمن طويل، الأهلي والنصر عنوانان رئيسيان لمسيرة تاريخية كان لها من الفضل على الكرة السعودية ما يجعل أجيالها مساء الجمعة تقف دقائق عرفانا لعودتهما لمنصة التتويج.
تصفح التاريخ أجمل ما في تلك اللحظات (دقائق النزال) وهو ما سيجعل المشاهد يستمتع بفعاليتين في ذات المكان إحداهما على الأرض والأخرى في جنبات الملعب سيمارس فيها (المجانين) عرضة النهاية، نهاية موسم كان فيه الأهلي حاضرا في كل المشاهد وجمهور ( جيل النصر) الذي وجد في هذه المناسبة عودة لتاريخ سمع عنه، كل الفريقين ستكون النظرات لهما من قبل أقرانهما نظرة حسد في ذاك المساء.. هم سيتغنون تحت نظر رجل السلام.
****
قلت في أطروحات سابقة لم يعد المدرج (المجنون) حد الوله بعشقه يخشى على فريقه من الظروف أو المصاعب، ذاك أن لقاءهما يدب في الآخر عنفوانا يشبه صهيل الخيل، القادمون هذا الصباح من رحلة أصفهان يحملون التعب في أعينهم لكنهم لن ينتظروا غفوة أهدابهم في حضرة عشاقهم ذلك لأن الأهلي الفريق الذي عاودته الروح التي قد انتزعت منه لأسباب شتى، كما أنه يملك من الأسبقية ما جعله يلعب في يوم واحد لقاءين ومن المصادفة أن يكون أحد اللقاءين مع النصر في ذاك الزمن، لكن المضحك المبكي أن يخرج من يدعي المثالية بأطروحات تخديرية.. المؤسف أنها تزامنت فيما الأهلي يمارس مهمة وطنية خارج البلاد، لم ينتظر حتى يعود لكنها أفكارهم التي عادة ما تفضحهم وتجعل من كلماتهم عبثا وظيفيا يمني ميولهم الضيق، لكن رد الأهلي سيكون حاضرا وأخشى أن يكون لزمن طويل كما تعودوا ما إن يظهروا حتى يختفوا.. نعم ستكون ليلة سيمارس الراقي سطوته وأقصد هنا أناقة اللعب وشلالات الإبداع، أما النتيجة فهي استحضرته جماهيره خلال الأيام الماضية (اللهم وفق الأهلي فوق كل أرض وتحت كل سماء كما دثرته بمقولة هارون الرشيد أمطري حيث شئت فسيأتينا خراجك).
****
في الأحداث السياسية كما هي الرياضية كما هي في كل المجالات، تظل القراءة المرتكزة على المعلومات هي الأكثر نجاحا في فهم النتائج، إعفاء المستشار القانوني (القاروب) من مهامه كانت واضحة الأسباب إذ إن الواضح أصبح ما يعرف بصراع القوى وإن نفوذه قد تجاوز الإدارة المؤقتة باستصدار قرارات وسطوة على اللجان المختلفة كانت «الانضباط» هي أكثر وضوحا، وإن هذا التجاوز بات معه الإعفاء هو الحل الأوحد لحفظ ماء وجه الإدارة المؤقتة كما أن هناك أسبابا يأتي منها التفرد والشخصنة في القرار عناوين أخرى لأزمة مستفحلة كانت ستذهب بمفاصل العمل في الاتحاد لحد التنازع، كما أن النخب الرياضية ترى في هذا الإعفاء مرحلة طال انتظارها.