الأمور التالية لغرض التأمّل :
1 ـ لو أفقدني الله سبحانه وتعالى ـ وهو مالكي ومالك ما أملك ـ
كلّ ما لديَّ من صحّة وقوّة ومال وجمال ..
هل كنتُ أستطيع إرجاعه إلاّ بحول منه وقوّة ؟!
2 ـ حينما بذلتُ جهدي وسعيتُ سعيي ،
على أي الأمور اعتمدت ؟
أليس على الأدوات التي منحني الله إيّاها كالعقل واليد والعين والسمع والفم والقدم ، والتوفيق إلى ما يقصرُ عنه جهدي وسعيي وكفاحي ؟
فهل يكون موقفي موقف الزهو والانتفاخ ،
وكلُّ ما بي من نعمة هو من الله ، أم أنّ موقفي أجدر بالشكر والثناء على المُنعِم ؟
3 ـ مهما كنت حائزاً على الملكات والفضائل .. هناك دائماً مَنْ هو أكثر منِّي :
إذا كنتُ جميلاً .. جمالاً .
إذا كنتُ ثرياً .. ثراءً .
إذا كنتُ قوياً .. قوة .
إذا كنتُ عالماً .. علماً .
إذا كنتُ مرموقاً .. جاهاً .
إذا كنتُ عابداً .. عبادة ... إلخ .
4 ـ دعني أنظر إلى الناس كيف ينظرون إلى المغرورين ؟
.. دعني أتأمّل في مصير كلّ مغرور ومغرورة لأرى كيف أنّ :
ـ الناس يمقتون وينفرون من المغرور .
ـ الناس ينظرون نظرة دونية احتقارية للمغرور ،
أي كما تُدين تدان ، ومَنْ رفع نفسه وُضع .
ـ المغرور يعيش منعزلاً لوحده وفي برجه العاجي .
ـ المغرور لا يستطيع أن يعيش أو يتجانس إلاّ مع
ضعاف النفوس المهزوزين المهزومين ،
وهو لا يقدر على التعايش مع مغرور مثله .
ـ المغرور يطالب بأكثر من حقّه ، ولذلك فإنّه يفسد
استحقاقه .
5 ـ الغرور درجة عالية من الإعجاب بالنفس
والانبهار بالملكات والمواهب ،
وبالتالي فإذا كنتُ مغروراً فإنّي أنظر إلى نفسي نظرة إكبار وإجلال ، مما لا يتيح لي أن أتبيّن النقائص والمساوئ التي تنتابها ، فالغرور مانع من الزيادة في بناء الشخصية وفي عطائها . |
6 ـ الغرور يبدأ خطوة أولى صغيرة ..
إعجاباً بشيء بسيط ..
ثمّ يتطوّر إلى الإعجاب بأكثر من شيء
.. ثمّ ينمو ويتدرج ليصبح إعجاباً بكلّ شيء
، وإذا هو الغرور والخيلاء والاستعلاء والتكبّر .
فلو لم أقف عند الخطوة الأولى لأُراجع نفسي
فأنا مقبلٌ على الثانية ، وإذا تجاهلتُ الأمر فأنا واقع في الثالثة لا محالة .
طرق علاج لظاهرة الغرور والتكبّر بين الشبان والفتيات :
1 ـ استذكار سيرة العظماء المتواضعين .. كيف
كانوا على الرغم من سعة علمهم وعظمة أعمالهم
وجلالة قدرهم وخدماتهم للانسانية ،
إلاّ أ نّهم كانوا لا يعيشون حالة الورم في شخصياتهم ، بل تراهم كلّما ازدادوا علماً تواضعوا لله وللناس أكثر .. هكذا هم الأنبياء ..
وهكذا هم العلماء ..
وهكذا هم سادات أقوامهم ،
لا يقلّلهم أو يصغّرهم في أعين الناس
بل بالعكس كان يزيد في حبّ الناس واحترامهم لهم ، وتقديرهم والثناء على تواضعهم .
2 ـ استعراض الآيات والنصوص والحكم
والمواعظ والقصص الذامّة للغرور والمغرورين .
فنصيحة لقمان لابنه في التواضع ، هي لكلّ الشبان والفتيات وليست لابن لقمان وحده :
(ولا تصعّر خدّك للناس ولا تمشِ في الأرض مرحاً )(11)
وتواضع نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم ) رغم
أ نّه أشرف الخلق وسيِّد الأنبياء ،
مدرسة نتعلّم فيها كيف نكون من المتواضعين .
وقال الله تعالى (لا تمشِ في الأرض مرحاً فإنّك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا )(12)
وتذكّر العاقبة : (أليس في جهنّم مثوى للمتكبّرين )(13) .
3 ـ حاول أن تكسب مودّة الناس من خلال التواضع لهم ،
ولين الجانب وخفض الجناح
واشعارهم بمكانتهم
وتقديرك واحترامك لهم
وعدم التعالي عليهم لأيّ سبب كان ..
أشعرهم أ نّك مثلهم ، وأ نّهم أفضل منك في عدّة نواحي ..
اجلس حيث يجلسون ،
أُنظر إلى ما يحسنون لا إلى ما يسيئون واعرف
قيمهم من خلال ذلك
«قيمة كلّ امرئ ما يحسنه» ..
تنافس معهم في الخيرات فهو مضمار السباق وميدان العمل ،
واطلب رضا الله ..
وعاملهم بما تحبّ أن يعاملوك به ..
وكن أفضلهم في تقواك وعلمك وعملك .
4 ـ تذكّر ـ كلّما داهمتك حالة من الغرور ـ
أنّ الغرور والتكبّر خلق شيطاني بغيض ،
فإبليس أوّل مَنْ عاش الغرور والتكبّر في رفضه السجود لآدم
5 ـ التجئ إلى (عبادة) الله كلّما أصابك (مرض) الغرور ..
خاطبه بصدق ومحبّة وشعور قوي بالحاجة : «إلهي ! كلّما رفعتني في أعين الناس درجة إلاّ حططتني مثلها في نفسي درجة»
حتى أتوازن ولا يختلّ تقويمي لنفسي .
6 ـ وإذا أثنى الناس على عمل قمتَ به ، أو خصلة تمتاز بها ،
فعوضاً عن أن يداخلك الزهو ويركبك الغرور والتكبّر ، قل :
«أللّهمّ لا تؤاخذني بما يقولون ، واغفر لي ما لا يعلمون ، واجعلني خيراً مما يظنون» .
وبالأخير أقول ..... ( كل قوي لـــــــــــــــه من هو أقوى منه فلا يأخذك أيها الضعيف الغرور