
.
.
| وتَر أوّل
إخرَسْ !
أنفاسيِ الآن على صدركَ
تمارسُ حريّة تعْبيرها !
.
.
| وتر ثاني
نقاشاتُنا كانت شبهَ بيزنطيّة ، و الأملُ عِجاف ..
كنتُ أعاني من حالة عُقم في المشاعر !
لكنْ أعترفُ أنّك كنتَ صبورا جدّا و الصّبرُ جميل يا هذا !
امتلكتَ قُدرة خُرافية على إحتمال الثقالة التي تسري في دمي ،
لم تكن لك أدنى مُشكلة في ابتلاع خيباتك المتكرّرة نحوي !
ربّما أحيانا ، كان يفيضُ بك الكيلُ و تمتلأ حنقا كرصاص العَدوّ ..
و في تلك الأحايين كانت عصافيرُ الحُبّ في قلبي تشدو أعذب الأهازيج !
الطّريقة التي تنتفخُ بها كلماتك حين تغضبْ .. كأنّها تلافيفُ غواية !
و أمّا حُبّك الآن يثقبُ الرئة ، يبْترُ الشّوق من سيقانِه ، ..
يُثقِلُ ألهة الجوى بقرابين الرّحيل ، و يأخذ بالقلب نحو منيّة حتمية !
حُبّك ، صيف حرُّه قاتل ..
يُلقي تعاويذ تُزَلّق الحصْرِم و العتاد و ما عاف السّبع !
و مع كلّ ذلك ، لم أكفّ عن الغرَق فيك ..
و لمْ أكفّ عيني عن الإنسلال بين ثنايا حواجبك التي تتمطّى
على أجنحَة الجَمال بنرجسيّة لا تُضاهى ..
أووف ، كم أنّك تفاّحة سيّئة !
.
.
| وتَر ثالث
أحّبك و أشتهي قتلك ، لا تدعْ الأمر يختلطُ عليكْ !
فلسنا طاعنين في الكذب لكنْ نستطيعُ إخفاء حقيقة أنّ حُبّك
لم يأتي على مقاس القلب ،هيأتـُه كانتْ صارخة ،
تُنذرُ بعاصفة لا تسبقُها أيّة لحظة هدوء !
حُبّ أتى مثل أمنية مبتورة ، حلُم كنسج خيال ،
أتى مثل قدَر مُستحيل لمْ أصلّي لأجله ،
حُبّ نُفِث في الرّوح على حين غرّة .. لمْ يكنْ متوقّعا !
حبّ أشبهُ بخطيئة آرتُكِبتْ دون أدنى سابق تخطيط مع شياطيننا !
يربط بيننا خيط واهن ..
و أمَلْ معقود بنواصينا !
و عشق عاد كالعُرجون القديم .
و قشّةُ حقيقة تغرقُ في كومة مليئة بالأكاذيب !
حبّك ،
فرَح و سعادة ..
و إعتلاء على صهوة الحياة ،
حبّك دهشة تكبُر بحجم التّبن الذي في فمِي !
حبّك ولد عاقّ ، لا يبرّ بي و لا بك ..
حُبّك تجْعيدة ليل شاختْ في صدري ،
حبّك موتْ ، لم أتذوّق فيه و لا سكرة ،
حبّك قصف عنيف ..
إعتبرتهُ نيراناً صديقة أخطأتَ بها التّصويب !
و أدركُ أنّ رحيلَك بالنّهاية عاقِبة أخلاقيّة تجعَلني في عدّاد المُنقرضين ..
تكتمُ أنفاسي ، وَ تكلّفني عذاب الرّوح و شقاء الذّاكرة !
أ فلوْ كان قلبي لا يعقلُ شيئا و لا يهتدي .
.
.
| وتر رابع
تعالْ ..
اطلبْ لجوءك السّياسي في قلبِي !
و دعنِي أؤدّي لك رقصات قوقازيّة تترنّحْ ..
رقصة للذّاكرة ..
و رقصة أخُرى للنّسيان !
.
.
| وتر خامس
و أيّ أرض هذه ألقَتني فيها نوارسُك ..
أين برّك و أين مرْساك ؟ ..
متى يحُلّ شتاءك ؟ و متى يُغرقُ طوفان غضبك حقول السّلام !
و أيّ بوْصلة هذه التي قدْ تفي معك غرضا يا صاح..
فقلبُك على ما يبدو كأنّه عالِق في خريطة مهْجورة !
كلّ طرُق العشْق و الإغواء لا تُؤدّي إليه ..
كرهْتك في البداية ، و أمّا الآن فرائحتك لا تُبارح جُيوب الذّاكرة ..
و عبقُ سعادتِي يفوحُ أكثر كلّما أحرقتني !
أحرقنِي ، بعْثرني ، و لا ترحل .. و لا تبتعدْ ،
مارسْ معي كلّ ساديّتك العاطفيّة !
اصلبْني على حبال كلماتك !
لكنْ لا ترحلْ ..
فالشّمسُ تُصلّي كي لا تهجُر عصافيرُ الرّبيع أعشاشْها !
تذوِي السّنابلُ ، و يغدو العودُ يابسا !
تصرخُ الشّوارعُ باسمك .. و المدنُ المنفيّة باسمك !
يئنُّ الظلاّمُ ، و يصيرُ لليّل ألفُ حُنجرة ..
و يصرخُ .. باسمك !
يختنقُ في الرّئتين ذلك الهواْءُ ،
و تبُثّ الدّموع شكوَاها للعنقاء
يرتفعُ النّحيبُ من قاع نهْر الموت !
ينسحبُ علَى صدرك دمُ القلب المُراق ..
و يُقدسُّ روحَك سُكّان المقابر ،
كأنّك شهيدُ كربلاء !
و أظلّ أنا أبكِي تحت الأمطار ..
لأنّي أعرفُ أنّك أقربُ إليّ من حبل الوتينْ !
و أرقصُ أنا آخِر الرّقصات ،
لأنّي حتماً في رحيلك .. ميّتة إلاّ غرْغَرتينْ !
.
.
| الوتر السّادس
لنْ يُعزفْ ..
قدْ تذكّرتُ للتّو أنّي لا أحبّك !
الموضوع الأصلي :
يربط بيننا خيط واهن || الكاتب :
مــلآمـح خ ــجل || المصدر :
شبكة همس الشوق