يعتبر عيد الربيع أضخم عيد للصينيين في كل عام مثلما يكون عيد ميلاد السيد المسيح بالنسبة الى الغربيين. رغم أنه تماشيا مع تحولات العصور، تغيرت محتويات عيد الربيع وأساليب احتفال الناس به، غير أن عيد الربيع ما زال يحتل مكانة لا يمكن استبدالها في معيشة الصينيين ووعيهم.
ووفقا للعادات والتقاليد الشعبية في الصين، يبدأ عيد الربيع بمعنى واسع من اليوم الثالث والعشرين من الشهر الثاني عشر في التقويم القمري الصيني، ويستمر حتى عيد يوان شياو الذي يصادف اليوم الخامس عشر من الشهر الأول في السنة القمري الجديد، ويستغرق ثلاثة أسابيع تقريبا. وخلال هذه الفترة، تعتبر عشية اليوم الثلاثين من الشهر الثاني عشر ونهار أول الشهر الأول أفخم نهار وليلة، ويمكن القول إن عيد الربيع يصل الى ذروته حينذاك.
وفي مختلف أنحاء الصين، يتميز الناس بكثير من العادات التقليدية المختلفة للاحتفال بعيد الربيع. ولكن في عشية العيد، يلتم شمل كل أسرة لتناول الوجبة العائلية، هذه عادة مألوفة لا غنى عنها سواء في الشمال أو في الجنوب.
إن الأنشطة بمناسبة عيد الربيع كثيرة ومتنوعة. وتعرض الأوبريات والمسرحيات والأفلام السينمائية في بعض الأماكن، وتؤدى رقصتا الأسد واليانكو التقليديتين بالإضافة الى المشي على الطوّالتين وزيارة مهرجان المعبد في أماكن أخرى حيث تسود كل أنحاء البلاد أجواء العيد من الفرح والمرح. وطبعا، يبقى الناس في معظم الأحيان في بيوتهم لمشاهدة البرامج التلفزيونية. وتعد كل المحطات التلفزيونية كثيرا من البرامج الرائعة المناسبة لمختلف الأعمار خلال فترة العيد.
وتماشيا مع ارتفاع مستوى معيشة الشعب، تغيرت أساليب احتفال الصينيين بعيد الربيع حيث أصبح الصينيون يعتبرون السياحة في الخارج موضة حديثة للاحتفال بعيد الربيع.