الْمُدْهِشُ فِي الْبُشْرِ ؟ تَوَجَّهَتْ إِلَى حَكِيمِ لِأَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءِ يحيرني فَسَمْعَتُهُ ً يَقُولُ :" عَنْ مَاذَا تُرِيدُ أَنْ تَسْأَلَ ؟" قَلَتْ : " مَا هُوَ أَكْثَرُ شَيْءَ مُدْهِشِ فِي الْبُشْرِ ؟" فأجابني : " الْبِشْرَ ! يُمِلُّونَ مِنْ الطُّفُولَةِ ، يُسَارِعُونَ لِيَكْبَرُوا ، ثَمَّ يَتَوَقَّوْنَ لِيُعَوِّدُوا أَطِفالَا ثَانِيَةً " " يُضَيِّعُونَ صِحَّتَهُمْ لِيَجْمَعُوا الْمَالَ ، ثَمَّ يُصَرِّفُونَ الْمَالَ لِيَسْتَعِيدُوا الصِّحَّةَ " " يُفْكِرُونَ بِالْمُسْتَقْبِلِ بِقَلَقِ ، وَيَنْسَوْنَ الْحاضِرَ ، فَلَا يَعِيشُونَ الْحاضِرَ وَلَا الْمُسْتَقْبَلَ " " يَعِيشُونَ كَمَا لَوْ أَنَّهُمْ لَنْ يُمَوِّتُوا أَبَدًا ، و يَمُوتُونَ كَمَا لَوْ أَنَّهُمْ لَمْ يُعَيَّشُوا أَبَدًا " مَرَّتْ لَحْظَاتُ صُمَتِ .... ثَمَّ سَأَلَتْ : " مَا هِي دُرُوسُ الْحَيَاةِ الَّتِي عَلَى الْبُشْرِ أَنْ يَتَعَلَّمُوهَا ؟" فأجابني : " لِيَتَعَلَّمُوا أَنَّهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ جَعَلَ أحدٍٍ يُحِبُّهُمْ ، كُلَّ مَا يَسْتَطِيعُونَ فَعَلَّهُ هُوَ جَعَلَ أَنَفْسُهُمْ مَحْبُوبَيْنِ " " لِيَتَعَلَّمُوا أَلَا يُقَارِنُوا أَنَفْسُهُمْ مَعَ الآخرين " " لِيَتَعَلَّمُوا التَّسَامُحَ وَيُجَرِّبُوا الْغُفْرَانَ " " لِيَتَعَلَّمُوا أَنَّهُمْ قَدْ يُسَبِّبُونَ جروحاً عَمِيقَةً لَمِنْ يَحْبُونَ فِي بِضْعَ دقائقَ فَقَطُّ ، لَكُنَّ قَدْ يَحْتَاجُونَ لِمُدَاوَاتِهُمْ سنواتَ طَوِيلَةٍ " " لِيَتَعَلَّمُوا أَنْ الإنسان الأغنى لَيْسَ مِنْ يُمْلِكُ الأكثر ، بَلْ هُوَ مِنْ يَحْتَاجُ الأقل " " لِيَتَعَلَّمُوا أَنْ هُنَاكَ أَشخاصَ يَحْبُونَهُمْ جِدَا و َلَكِنْهُمْ لَمْ يُتَعَلَّمُوا كَيْفَ يَظْهَرُوا أَوْ يَعْبَرُوا عَنْ شُعُورِهُمْ " " لِيَتَعَلَّمُوا أَنْ شَخْصَيْنِ يَمِّكُنَّ أَنْ يَنْظُرَا إِلَى نَفْسُ الشَّيْءَ و يَرَيَانِهُ بِشَكْلٍ مُخْتَلَفَ " " لِيَتَعَلَّمُوا أَنَّه لَا يَكْفِي أَنْ يُسَامِحَ أَحَدَّهُمْ الآخر ، لَكُنَّ عَلَيهُمْ أَنْ يُسَامِحُوا أَنَفْسُهُمْ أيضاً " قُلْتُ بِخُضُوعِ :" شَكَرَا لَكَ |