اهمية الفواكه والخضراوات في الحفاظ على جسم شباب
صادف الدكتور مايكل رويزن عميد كلية صاني ابستيت الطبية بنيويورك في حياته اشخاصا كثيرين يتخبطون في عادات غذائية سيئة للغاية لكن أسوأ مثال صادفه كان رجلا في السابعة والثلاثين من عمره تناول جميع وجباته تقريبا خلال السنوات التسع السابقة في محلات «ونديز» «برجر كينج» وبعض مطاعم الوجبات السريعة الاخرى. لقد كانت شطائر اللحم الدهنية بمثابة الوجبة الرئيسية القياسية لهذا الرجل في حين ان نصيبه من الخضار كان يتضمن الخس المجمد والبطاطس المقلية و«الكاتشاب» وبالطبع فإن الامر لا يحتاج الى عميد لكلية طب لاستنتاج ان هذا النظام الغذائي ينطوي على اضرار صحية مع التقدم في العمر، لكن رويزن استطاع ان يخبر الرجل بدقة مدى الاذى الذي كان يلحقه بجسده باعتماده هذا النظام السييء. طور رويزن موقعا ذائع الصيت على شبكة الانترنت يساعد الناس في حساب اعمارهم الحقيقية، اي عدد سنوات الهرم الفعلي لاجسادهم بالمقارنة مع عمرهم الزمني. ويعتمد هذا المفهوم على المقدمة المنطقية التي تدعمها ألوف الدراسات بأن عوامل مثل الحالة الصحية العامة والعادات الغذائية وممارسة التمارين الرياضية تؤثر على احتمالات تعرضنا للاصابة بأمراض او اعتلالات معينة. وقد وسع رويزن افاق فكرته الى ابعد من ذلك في كتاب جديد نشر مؤخرا بعنوان «حمية العمر الحقيقي» يظهر كيف ان بعض الاطعمة تسرع بعملية الهرم، في حين البعض الآخر يجعلها تمضي على مهل وبحسابات رويزن فإن الخيارات الغذائية وحدها يمكن ان تضيف عددا الى 13 عاما الى العمر الواقعي او تحذف منه عددا يصل الى 14 عاما. وفي تقويم وضع الرجل المدمن على الوجبات السريعة يقول رويزن: «ان نظامه الغذائي السييء للغاية اضافة الى عادات سيئة اخرى زاد عمره الحقيقي من 37 الى 64 عاما. قلة منا يتبعون نظاما غذائيا سيئا الى هذا الحد، لكننا مع ذلك لا نقيم وزنا حقيقيا لتبعات خياراتنا الغذائية وذلك الى حد ما يعود الى انه لم يعد هناك على ما يبدو خطوط ارشادية موثوقة فيما يتعلق بالنظام الغذائي الصحي في ضوء خليط التقارير الصحية المتضاربة التي نقرأ عنها كل يوم. في باديء الامر طلب منا على سبيل المثال ان نتجنب الزبدة، ثم تبين ان السمن الصناعي النباتي اسوأ منها. ويبدو فول الصويا عظيما هذا ان تجاهلت الدراسة التي نشرت العام الماضي وأشارت الى ان الصويا يمكن ان تسبب ضمور الدماغ. هل الكفائين مفيد او ضار؟ وماذا عن الشكولاتة؟ لقد كانت موضع اتهام وانتقاد طيلة سنوات، لكن الآن يقول العلماء انها تحتوي على مستويات عالية من مضادات الاكسدة المفيدة للصحة. لا غرابة اذن في ان يعم التشوش والارتباك. لكن اذا اهملنا الخلافات والاراء المتضاربة حول اطعمة معينة تبزغ امامنا صورة جلية عن النظام الافضل لنا بشكل عام. تجمع الدراسات على افضل الانظمة الغذائية صحيا هي تلك التي تقوم على الفواكه والخضار والحبوب الكاملة، والسمك والجوز والبندق ومنتجات الالبان متدنية الدهون ومقادير ضئيلة من اللحم الاحمر. ويقول الدكتور مايكل ثون، نائب رئيس الرابطة الامريكية الاشخاص الذين يمارسون التمرينات الرياضية بانتظام ويتبعون انظمة غذائية منخفضة الدهون مرتفعة النتاج يجنون فوائد صحية متعددة تتضمن تقليص اخطار الاصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية والسكري والبدانة والسرطانات المتنوعة.هذه ببساطة هي المعادلة الاساسية في الغذاء الصحي. ولسوء الحظ فليس هناك حبوب سحرية او طرق مختصرة لتحسين العادات الغذائية ويجمع العلماء بشكل متزايد على انه لا يمكن للمرء ان يلتهم الشطائر المقلية بالدهون والبيتزا بشراهة ثم يعوض النقص بتناول اقراص الفيتامينات فالخضار والفواكه تحتوي على آلاف المركبات النافعة التي لم تستخلص على شكل اقراص ابدا. والحبوب الكاملة (غير المطحونة والمكررة) توفر الألياف والمعادن التي يجرد منها الطحين المنتقى. وتوفر الاسماك بروتينات عالية الجودة، فيما تحتوي المكسرات وزيت الزيتون على دهون «جيدة» يحتاجها الجسم. ويتصور رويزن ان هذه الاطعمة ساعة توجد في القمة العريضة لـ «الساعة الرملية الغذئية» وفي وسط الساعة الرملية الضيق، توجد المنتجات الغذائية التي يجب ان لا نكثر منها ـ اللحم الاحمر، الدهون المشبعة، الزيوت النباتية المهدرجة والسكر المكرر. ويقول رويزن في كتابه: «لأن اللحم الاحمر يحتوي على كميات كبيرة جدا من الدهون المشبعة فإن تناوله يبدو مثل توسيع عنق الساعة الرملية، وهذا ما يتسبب بتسريع جريان رمال الزمن، أي تسريع عملية الهرم. وينصح رويزن القراء عند تناول اللحم ان يجعلوه طبقا ثانويا وليس الطبق الاساسي وأن لا يتسهلكوا اكثر من المقدار الذي توصي به وزارة الزراعة الامريكية ثلاث اوقيات او ما يعادل 90 جراما. ويؤكد رويزن ان الانظمة الغذائية الغنية بالبروتين والدهون المشبعة والتي تلقى رواجا كبيرا في ايامنا هذه تساهم في عملية الهرم. ووفقا لحساباته فإن الاشخاص الذين يتبعون مثل هذه الانظمة الغذائية على المدى الطويل يمكن ان يزيدوا هرم اجسادهم بواقع 4 الى 7 اعوام. ان معظم الامريكيين يحصلون في وجباتهم اليومية على كميات من البروتين تفوق احتياجاتهم الغذائية على اي حال. واما بالنسبة لتجنب الكربوهيدرات يجب التقليل قدر الامكان من تناول السكر والطحين المنقى وهما العنصران الرئيسيان في الوجبات السريعة والخبز الابيض اللين. اما الكربونات المركبة في الفواكه والخضار والحبوب الكاملة فهي ضرورية، وستساعدك مع مركبات نافعة أخرى موجودة في هذه الاغذية في مقاومة امراض متنوعة مع تقدمك في السن.