جلس الوحيد ليلا يسامر القمر الحزين
يبث له حزنه ويعلو الأنين
يرى جميع البشر من وحدته أخيلة شياطين
ومرور الأحبه من أمامه على عجلة مسرعين
وأسرح خيالي على وقع همسات المحبين
فدنى القمر مني كدنو ورد الياسمين
وهمس بصوت أجهش ماذا رأيت من الوحدة يا إبن الإنسيين
ما حياتك بعمر يأسى عليه إن هو مني إما كحين
لمن تشتكي وأنا شكواي الخلائق تبكين
إنظر إلى من عانقه الظلام ملايين السنين
إنظر إلي من تجمد الماء في عروقه
وتصلبت فيه الشرايين
إنظر إلى من يختلس من الشمس بعض نورها ليضيء آفاق من هم للجميل ناكرين
لعمرك إنه لعمل مهين
كطفيل عالق في جسم كلب سجــــــــين
أتمنى الموت دوما ولكن حتى الموت يرفض أن يحتويين
فتأوهت آهات لا دواء لها يشفين
وشعشع ضوء الفجر معلنا العودة لدنيا اليقين
لا السمر ولا القمر بعدها عادو لي مؤنسين
رحل عني ولم يرحل مني ذاك المسكين
وفي ليلة من أجمل ليال العمر الله عليك يا تشريين
على أرصفه الضجر مشيت بهدوء كهدوء أنفاس الجنين
مبحر في ذكرياتي وحال طفولة حمقاء كالغجريين
فرح ثلج وبهجة عيد وقبلة أم تشفين
والدمع ملىء العينين
أهو فرح لذكرى ماض سعيد أم حزن على حاضر يبكين
وأتت لحظة العمر التي كان الفؤاد والقلب لها منتظرين
ملاك رأيت أم لرغرغة الدمع لم أعد أميز البشريين
تسلل غرامها لقلبي قبل أن يرتد الرمش على الجبين
إنسابت مع الأنفاس كالبخور كالمرمر كالرياحيين
صفا القلوب طاهرة النفس والروح وكل التكوين
غير حبها لا أريد وأقسم على وعدي اليمين
فإبتسم لي القمر المتلصص على نهايات دروب هوى العاشقين
يا قمري جرح قلبي إلتئم وإكتمل لدي نصف الدين
يا قمري واسي من ليس لديهم غيرك مواسين
وداعا قمري سلامي عليك وعلى من لك بعدي مناجـــــين