|
تعد أخلاق المرء من أهم ماقد يتصف به , وعلى هذا الأساس يمكن تقيمه من قبل من هم حوله , فكل مايصدر من الإنسان من تصرف أو قول فهو مسؤول عنه ويعود عليه إما بالنفع أو الضرر , ويمكن تقيمه والإدلاء بحسن خلقه أو سوءه من خلال هاتين الإثنتين .... ولكن مارأيك بذاك الشخص الذي يتصف بالغرور ؟! علميآ ونظريآ نقر بأن الإنسان إبن التربيه , هذا المتفق عليه لدى الجميع , ولكن ماهو الخطأ الذي تخلل تربيه هذه الزمره من الأشخاص , ومالذي يفكرون به ياترى ؟! يظن الكثير منا أن هؤلاء الأشخاص يتصفون بالغرور والكبر ,وإنهم يرون أنفسهم مميزين , لجاه أومال أورتبه أو منزله أونسب والكثير من الاسباب الأخرى , ولكنهم أخطأوا التقدير ف من خلال تجربتي وإحتكاكي بالمجتمع صادفت الكثير والكثير ممن يصنفون لهذه الزمره,وإختلف تقيمي لهم عن البقيه ممن أبدوا رأيهم في تصرفات هؤولاء الأفراد , ولكني أصريت على أن أراهم بعيني لابعينهم , ف عندما يصدر المرء أي رده فعل فيجب أن تعلم أن وراء هذا التصرف شئ دفين من الممكن إنك لم تستطع إدراكه , فهوؤلاء الأشخاص مثلنا مثلهم لاإختلاف فيما بيننا إلا في الأمور الثانويه والفكريه والشكليه , ولكن ظاهريآ يبدون مختلفين عنا وأحيانآ يجبرونا على مقتهم وعدم معاشرتهم , ويحثون المجتمع عن نفيهم ونبذهم ..... ولكن السؤال المهم لما هم هكذا ؟!!! كلن منا له إستيعابه الخاص في تقبل الحياه بشتى مراحلها , ويتأثر عند مروره بأي ظرف يمر به ويكون له رده فعل مختلفه بإختلاف المواقف التي يمر بها , إلا إن الجميع متفق على أن الشعور بالحرمان والنقص سواء المادي أو المعنوي أو النفسي يولد لدينا شعور يصعب علينا تفسيره , ففي أغلب الأسر تجد أن أفرادها مختلفين أحدهم عن الأخر , فهناك من حظي بحنان أبويه أكثر من البقيه كما أن هناك من عانى مقت عائلته والمجتمع له , وهناك من هم لم يسلموا من التقليل من شأنهم بسبب نمط تفكيرهم المتنامي أو الذي يعتبره البعض سخيفآ , وتجد فئه منهم لايتمتعون بالمظهر الحسن وتتردد على مسامعهم تلك التعليقات الساخره والألقاب البذيئه التي لطالما كرهوها من ذويهم وأهل بيتهم وإلخ ........ من هذه التعاملات اليوميه التي يعيشها البعض منا , ولكن هناك من يتأثر بها ويصدر رده فعل عكسيه أي إنك تراه متقبلآ تلك التصرفات بروح رياضيه فلا يبدي إنزعاجه لانه إعتادها فقط لاأكثر ولكنه في الداخل يتأثر بها نفسيآ , ومنهم من ينتقم على طريقته الخاصه من جميع مامر به وتراه يعبر عن ألمه بأن يصنع من الضعف قوه ولكن خارج إطار العائله , لكي لايلقى حتفه , فيتردد في باطن عقله إن الأمور التي تؤرقه في جو المنزل والأسره , يجب أن يتخطاها ويتصنعها أمام العامه من الأشخاص , فتراه عند إختلاطه بالمجتمع الخارجي يحاول إبراز شخصه وذلك من خلال تصرفاته وأفعاله , فتلقاه متعالآ بنفسه , ومغرورآ بتصرفاته , معتقدآ بأنه سيوصل الفكره لغيره ممن هم حوله بأنه شخص ولد وفي فمه الملعقه الذهبيه , أو إنه مميز أكثر من البقيه وتختلف نفسيه عن أخرى على حسب الحاله , لنصل إلى إستنتاج أن الحاله التي وصلوا لها تنم عن إفتقارهم لشئ معين لم يحظوا به في الحياه , وهذا ماولد لديهم ذاك التصرف الفظ والفعل المشين أخلاقيآ والذي ينبذه ديننا الحنيف , ظنآ منهم إنه تصرف يجعل الأخرين مجبرين على إحترامهم , والتمني بأن يصبحوا في مكانهم فأنا بدوري لا أشجع هذه التصرفات ولاأحبذها , ولكني حقآ أراعي وضع من يعاني من هذه الضغوط النفسيه , ودائمآ أحاول أن أجعل لكل سبب عذرآ مراعيه مايمرون به ومتعاطفه معهم بكل جوارحي , فلاشئ يأتي من فراغ ولكني أتمنى حقآ أنا أتمنى أن يستوعب الجميع أن للإنسان قدر من التحمل فمنا من يقوى على تحمل الألم ويكمل مسيرته , ومنا من يستسلم لحكم القدر ويرفع رأيه اللإستسلام راضيآ بحكم من هم حوله لأنه عجز عن إفهامهم وإيصال أفكاره ومعتقداته لهم , ومنا من تختلط الأمور لديه ويصل لوضع تتغلب فيه العاطفه على العقل فيخيل إليه من الأمور مايراه صحيحآ وهو في الحقيقه خطأ ذريع , ليثبت لغيره إنه شخص ذو قيمه بسبب إحساسه بعكس ذلك .. ويناقض نفسه فعلآ وقولآ , ليصل إلا الهلاك المحتم دون أن يدرك ماآل إليه الوضع من تدني سواءآ في نظره الناس والمجتمع إليه أو في دواخله .... ومع ذلك فأنا لاأعني الجميع بل الأغلبيه منهم فالفئه الأخرى مختلفه تمامآ عما ذكرته , أولئك الأشخاص المعتدين بأنفسهم والمتمردين على من حولهم , أشخاصآ يظنون إنهم الأذكى وهم لاشئ يذكر , ينظرون بتعالي وشموخ ليبرزوا أمام مجتمعاتهم , معتقدين أن لاأحد يضاهيهم , أولئك من أطلق عليهم ( الجهله) فهم يدمرون أنفسهم بأنفسهم , غير مدركين لما قد يصل إليه غرورهم , أولئك من سأوجه لهم هذه العبارات وكلي أمل في أن يتمعنوا في معانيها ليفهموا القصد مما أعنيه ..... ( وماالفخر بالعظم الرميم وإنما الفخر فخار الذي يبغي الفخار بنفسه ) (وإذا أصيب القوم في أخلاقهم فأقم عليهم مأتمآ وعويلا) ووجب عليك أن تعلم مايتدحرج بسهوله إلا كل ماهو فارغ ,فإعجاب المرء بنفسه دليل على صغر عقله . ( وما المرء إلا حيث يجعل نفسه ففي حسن الأخلاق نفسك إجعل ) ( فمن سالم الناس سلم ومن عادهم ندم ) (عليك نفسك فتش في معايبها وإترك عثرات الناس للناس ) ( وتذكر أن حسن الأخلاق يذيب الخطايا كما تذيب الشمس الجليد ) ... فكن في الدنيا كالنحله , تأكل طيبآ , وتطعم طيبآ ,وإن سقطت على شيئآ لم تكسره أو تخدشه ,فكن لينآ من غير ضعف وشديدآ من غير عنف فإنه لخطأ كبير أن يحسب المرء نفسه أكثر مما هو , وأقل مما تساوي قيمته , ف بقدر مقامك العالي كن متواضعآ فاللطف يفعل أكثر مما يفعل العنف وأعلم أن ضعاف الأسد أكثرها زئيرآ وأصرمها اللواتي لاتزير ...
ويكفيك أن تصب جل إنتباهك على أخير ماساأختم به لتعتبر وتفهم لب القصيد ..... (قل للذي تاه في دنياه مفتخرآ : ضاع إفتخارك بين الماء والطين ) (ف إذا تفقدت في الأحداث معتبرآ : هناك تنظر تيجان السلاطين ) | |