((( رحلة الوصول إلى الله )))
يا من تريد أن تشعر أنك في معية الله
يا من تريد أن تعبد الله خوفا ورجاء
إلى كل من يريد أن يصل إلى الله تابع معي هذه الرحلة ، إنها ليست كأي رحلة عادية تقف في محطات محددة منفصلة أولها عن آخرها ولكنها رحلة متواصلة لا تنقطع تتصل كل محطاتها ببعض فلا تقف عند محطة معينة فمن يبدأها بداية صحيحة تتلهف نفسه لمواصلتها راجية الوصول لأنه أعظم وصول تسعى النفس البشرية إليه إنه
الوصول إلى الله عز وجل
# الاستغفار :
يبدأ السير إلى الله تعالى بالاستغفار المخلص النصوح فإذا كان الاستغفار كان ما رتبه الله عزوجل عليه
" فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا ، يرسل السماء عليكم مدرارا ، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا " سورة نوح ( 10، 11،12 )
ويجب أن يكون الاستغفار مخلصا من القلب مع العزم على عدم العودة للمعاصي مرة أخرى إنها
# التوبة :
فالتوبة إلى الله تعالى تتضمن معاني متعددة باخلها فأنت عندما تتوب تثق في الله تعالى غفار الذنوب وتعلم أن الله يحب التوابين
" إن الله يحب التوابين "
" ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين " سورة هود ( 52 )
وأنت عندما تتوب تعلم بيقين أنه لا يأس من رحمة الله
" قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم "
وللتوبة شروطها فيجب الإقلاع عن الذنب والعزم على عدم العودة إليه أبدا والاستغفار ورد الحق لصاحب الحق
وبعد توبتك واستغفارك يجب أن تحصن نفسك وتزيدها قوة لكي تواصل الرحلة ولا تندفع وراء الشهوات والمعاصي إنه
# الذكر والتسبيح :
فأكثر منه دوما تقوي عزيمة نفسك وتكن مطمئن النفس
" إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعدّ الله لهم مغفرة وأجرا عظيما " سورة الأحزاب ( 35 )
والذكر والتسبيح له أثره في الإنقاذ والنجدة
" فلولا أنه كان من المسبحين ، للبث في بطنه إلى يوم يبعثون " سورة الصافات ( 144،143 )
والآن أيها التائب المستغفر ربه الذاكر لله كثيرا والآن بعد أن قويت نفسك بقراءة القرآن والذكر والاستغفار ، هيا إلى
# النوافل :
فإذا كان الله سبحانه وتعالى قد جعل طريق القرب إليه في أداء الفرائض فقد جعل طريق حبه للعبد في الإكثار من النوافل وبهذا الإكثار تكون درجة حب الله للعبد ، ونافلة شهادة أن لا إله إلا الله هي الذكر ونافلة شهادة أن محمدا رسول الله هي الصلاة على رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) وللصلاة نوافلها وللزكاة نوافلها وهي الصدقة بجميع أنواعها صدقة الوقت وصدقة الحياة وصدقة الجاه وصدقة المال وصدقة القوة وصدقة الذكاء فصدقة كل نعمة أنعم الله بها على العبد هي الإنفاق من النعمة ، وللصوم نفله المعروف وكذلك الصوم عن اللغو والصوم عن الباطل
فالنوافل لا حدود لنهاياتها اللهم إلا أن تكون حدود الاستطاعة الإنسانية
عن النبي صلى الله عليه وسلم ، يرويه عن ربه ، قال : ( إذا تقرب العبد إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ، وإذا تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا ، وإذا أتاني مشيا أتيته هرولة ) .
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7536
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
أرأيت كيف أن النوافل مهمة لمواصلة رحلتنا فلا يجب الاستهانة بها
# الإلحاح في الدعاء :
كل مسلم يعرف أهمية الدعاء في الوصول لرضا الله والطمأنينة في السعي في حياتنا لكن الإلحاح في الدعاء درجة أخرى من الدعاء مرحلة عظيمة من رحلة الوصول إلى الله تعالى تعلن بها نفسك مدى يقينك بالله وقدرته ورغبتك في صلة لا تنقطع بالله تعالى
# حسن معاملة الآخرين :
لتواصل الرحلة في سلام يجب أن تقدم هذا السلام لكل من حولك في إلقاء تحية الإسلام عند اللقاء في تفريج هم المكروبين في مساعدة المحتاجين في التصدق ابتغاء وجه الله تعالى فكيف تصلي وتصوم ثم تسب هذا وتؤذي هذا
رحم الله عبدا سمحا إذا باع ، سمحا إذا اشترى ، سمحا إذا قضى ، سمحا إذا اقتضى
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3495
خلاصة حكم المحدث: صحيح
وسمحا في اللغة بمعنى لينا سهلا فمعاملة المسلم لمن حوله دليلا على مدى اتقائه لله فليس هناك انفصال بين عبادتك لله بالفرائض وبين معاماتك للآخرين ولأن الدنيا مليئة بالاختبارات لذا يجب أن نوجه أنفسنا نحو
# اتقاء المحارم :
إذا كان جوهر العبادات هو أداء الفرائض واجتناب النواهي فإن اتقاء المحارم أجل مظهر للعبادة وأقرب طريق إلى صدق الإيمان
وكما قال الله تعالى : " قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون "سورة الأنعام ( 51 )
فعندما يحاذر المسلم أن يسخط ربه أو يعتدي حدوده أو ينتهك حرماته ويجعل بينه وبينها سدا منيعا من الخشية والتقوى يشعر براحة وسكينة ويطمئن في سعيه في الدنيا فهو يعلم أنه ليس في أي شيء مما حرم الله تعالى خير بل تركه والابتعاد عنه خير لكل المسلمين
# اتقان العمل :
فالإسلام يريد أن تكون الحياة كلها عبادة وليس معنى ذلك أن كل مسلم يلزم الاعتكاف في المسجد عابدا فالعمل أيضا عبادة يريد به المسلم وجه الله تعالى فالصلاة لله عبادة والعمل له عبادة
" فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله "سورة الجمعة ( 10 )
وهذه دعوة بينة للتوازن بين الصلاة والعمل المعيشي فهما الاثنين عبادة تعمر الكون وتحميه من الفساد
ويجب مع العمل اتقانه على أفضل صورة ممكنة والاجتهاد فيه ابتغاء وجه الله تعالى
" وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون "
وليس عيبا أن يتمنى المسلم من عمله مركزا مرموقا في المجتمع فهذه احتياجات النفس البشرية طالما عمله حلالا يرضي الله
# طلب العلم :
ما أجمل أن يكون من المسلمين علماء في كافة المجالات يعرفون قدرة الله تعالى فيخشونه ويفيدون بعلمهم من حولهم ويرفعون شأن الإسلام فيرضى الله عنهم
" إنما يخشى الله من عباده العلماء "
ولفظ الجلاله هنا منصوب لأنه مفعول به أما العلماء فهي فاعل مرفوع بمعنى أن العلماء هم الذين يخشون الله ويتقوه فهم أدركوا قدرة الله تعالى وتأملوا في خلقه فعبدوه عن يقين
فلا يجب أن يهمل المسلم طلب العلم لرضا الله وعمارة الكون