22 - 1 - 2013, 09:22 PM
|
| | | | | عضويتي
» 1011 | جيت فيذا
» 15 - 10 - 2011 | آخر حضور
» 28 - 10 - 2014 (07:05 PM) |
فترةالاقامة »
4818يوم
|
المستوى » $42 [] |
النشاط اليومي » 0.60 | مواضيعي » 255 | الردود » 2639 | عددمشاركاتي » 2,894 | نقاطي التقييم » 80 |
ابحث عن » مواضيعي ❤
ردودي | تلقيت إعجاب » 0 | الاعجابات المرسلة » 0 |
الاقامه » |
حاليآ في » | دولتي الحبيبه » | جنسي » | العمر »
سنة
| الحالة الاجتماعية » |
التقييم
» | مشروبى المفضل » | الشوكولاته المفضله » | قناتك المفضلة » | ناديك المفضل » | سبارتي المفضله » | | | | |
في تلك المدينه
في تلك المدينه حينمَا تُغادر مدينتك لوهلةٍ تشعُر وكأن الحياةَ نُفِثَت فيك من جديد , وكأنك تُحلِق بالسماء حيثُ البعيد .. فقط حينما تُغادرها .المدينة التي أودعتّك رهناً لـ حنينٍ يسكُن شوارِعها , وبقايا من أمل - تنثرُه على عودتهم - وطيوفاً أبنائها أولئكَ الراحلون فتجدّهم يجوبونَ الطرقات معّك ! من أين لك سبيلاً كي تهرُب من كلِ هذا ؟ . قِف معي للحظة , وهّبني عقلك قليلاً - لك أن تتخيل والدّة تعلّق بها فلذّة كبدِها و أحبتهُ حتى تشبتَ بها ولم يُفكر يوماً ان يترُكها أبد .. لكَ أن تتخيَل أنها رحلّت - يوماً ما - عنهُ دون موعد لرحيلٍ مُسبَق وتخلّت عنّه . أنا لا أعترّض القضاء بقدّر ما أؤمن بقدّرتها على الإيمان بأنها ستعيشُ أكثر لكنّها لم تفعَل ! . أنظّر معي مرة أخرى , ذاكَ الذي يسكُن وسط المدينة لهُ حروفٌ تأنُ منها السطّور وتقتلُه الذكّرى , وقد تُرِك وحيداً بينَ جُنبَاتِها يُصارِع أشباحَ الماضي وتارةً يخضَعُ لها ! . هلّا أمعنتَ التفكير هذِه المرّة فقط .. سُكان هذِه المدينة باتّو يُشبِهونَ - لحدٍ كبير -راحلّيها , فجميعُهم ثُكالى مُصابينَ بوهنِ الأمل , وقـدّ قتل أكثرَ الحياةِ فيهم ذاكَ الرحيل . هلّ جربت مرةً أن يُودعك أحدَهُم قلّبه ؟ ويستأنِفَهُ -بقوة منّك - دونَ أن تشعُر - . هل جربت أن يتبَدَد نياطُ فؤادِك لرحيلّه .. رغمَ أن وجودُه لم يكُن يزيد الروتينَ شيء . لقد قلتُ لكَ سابقاً إنهُ مجرّد وجود يٌشعِر روحي أنها تعيش ويُجبِرُني أن أكذُب وأصدّق عقليَ الباطِن بأني في خيرٍ كثير . أحدهُم تركَ رسالة وداع كانت قاسية المحتّوى , -كانَ يُخبّر فيها - : أنكَ لم تكُن جيداً كفايةً لأبقى ! ولم تكُن سيئاً حتى أرحلَ بسرّعةٍ عنّك . أسمَع منّي لقد كُنتُ معلّق بين الرحيل والبقاء ورجّحت كفَةُ الرحيل كيّ لا أبقَى وأخترّت الرّحيل فرحّلت . بالبساطةِ تلك شُرِحَ لي سبب الرحيل المُتتابع في تلكَ المدينة و رحيلُهُ أيضاً ! . أن ترّحل دون أن تترُك رسالة بقاء , أو تذّكرة نسيان توّدعها لأحدهم كيّ يبـرَأُ بها إليك وينسـاك ! الثاني هوَ المطّلوب دائماً صدّقني .لا تترُك أحدهم دونَ أذنٍ منه ولا تُجبرّه على البقاء معك أيضاً .. فقط تعلّم كيفَ توّازن بين المسألتين وستجّد الحّل الأوسَط . جرّب مرة أن ترّحل عن أحدّهُم دون أن تُخبره ثم عُـد لهُ - بعدَ فترة - ستكتَشِف أنك قتلّتهُ بما يكّفي ليُشعّر بأن الرّب عجلَ بحتفّه وهوَ حيّ . كانَ رحيلُه الأقسى في تلكَ المدينة , فقد كان مُختلِفاً بقدّر ماكان موجعاً - ولرُبما أكثر بدرجّة - . هو لم يرّحل كما إعتادت هي فجأه دون مـوّعِد , بل تركَ لها رسالة سطّر بها أجمَع ما أستطاعَ من حُب يُبقيها حيَه لمدةٍ أطول , وأيامٍ تستطيع أن تُحمِلّها كميةَ لا طاقةَ لها بها من الشوّق . كانَ يعلّم بأن رحيلُه موّتٌ لها , وأنها لن تتنفَس من دونّه , لكّنه توَكل ورحّل , وأعتقدَ الخيرةَ برحّيلها ونسيانِها . ما أوجعها أنها لم تتخيّل أن تتحوّل من مصدّر سعادة إلى تعاسةٍ بالنسّبةِ لَه ! لـ الدّرجة التي جعلتهُ يستخّير الموّلى بفراقها , وهذا ببساطةٍ - ماقضى - عليها . لقـد تعاظَم علينا البلاء , وأزدادت بنا الشدّة , وتكالبَ أمرُنا حتى أصبحنا مٌصابين بفجيعةِ الرحيل , وليلة اللقاء الأولى باتَت تُشكِل لنا بدايةٍ لنهايةٍ قريبه ! أنا لستُ متشائم جداً ولكن مالذّي يصّرفني كي لا أُفكِر بتلكَ الطريقة - واقِعُنا مُرّ - وجميعُنا يصعُب عليهِ إستسغاءُه , فما بالُنا نُسّرف في الأملِ كثيراً . هي النهاية لنا جميعاً قد كانت يوماً بدايةً لنا .. أحبّوا ما شئتُم وأتركوا من أردتُم فجميعُنا مُغادِر تلك الحياةِ بالنهاية . | |