ما حدود أمنياتكم ؟ وما سقف توقعاتكم لأنفسكم ؟ كيف تتخيلون ذواتكم في المستقبل ؟ وكيف ترسمون لوحة حياتكم ؟ على صعيد الدين والخلق ، ما مستوى الارتقاء الذي تحب الوصول إليه. وما الفضائل التي تريد اكتسابها . على المستوى المالي : كم تتوقع أن يكفيك ، وكم تريد ، وكم ترى أنك تستحق ؟ وعلى صعيد صحتك الجسدية ، ماذا تريد لها ، أي العادات تريد الإقلاع عنها ، وأي عادات سليمة تريد اضافتها إلى نمط حياتك. وعلى صعيد علاقاتك بمن حولك : أسرتك ، أقاربك ، أصدقاؤك ، هل تفكر في تحسينها ، تطويرها ، إضافة بعض اللمسات الإنسانية لها . وعلى صعيد النفس والعقل ، هل تفكر بالقراءة ؟ أو حضور دورات تثقيفية وتطويرية وتربوية ؟ وعلى صعيد الاستمتاع بالحياة ، هل نشعر حقا أن الحياة تجربة تستحق أن نعيشها ؟ وأن لازال فيها كثير من الدهشة والبهجة ، التي نصنعها أو نكتشفها . أم أنها أصبحت نمطا مكررا من الواجبات والالتزامات ، تحولنا معها إلى آلات تصارع كل شيء ، لتنجز كل شيء. وهل لديك رغبة في تحقيق شيء مختلف ؟ أو إنجاز غير عادي ؟ أو رسالة تترك بصمتها في الحياة. كل تلك الأسئلة يجب أن نطرحها على أنفسنا مع طي عام هجري ، وبعده ميلادي . إنها مناسبة لاسترداد الأشياء الأكثر أهمية في حياتنا ، والتي تتمحور حول ذواتنا ، وليس حول الآخرين ، أو همومنا ، أو مشاغلنا. فلم يفت شيء بعد ، والوقت دوما مناسب لفعل كل شيء ، ولا شيء يتأخر ما دمتَ على قيد الحياة. إن البخيل حقا هو من يبخل على ذاته ، حتى بأمنية جميلة يهديها لها ، مع بداية عام ، أو في يوم ميلاده ، أو في أي مناسبة. والعاجز حقا هو من لا يسعى في تحقيق تلك الأمنية. إن كل العظماء والمشاهير ، وجميع المنجزين والناجحين ، بدأوا حياتهم بأمنية ، ورسموا ملامحها في خيالهم ، ولم يعبأوا بسخرية من حولهم ، وتثبيط واقعهم. فقط : كونوا عظماء في أمنياتكم ، أسخياء في مطالب ذواتكم ، وثقوا أنكم إن آمنتم بها ستحققونها بإذن الله. وخذوا الآن وقتا مستقطعا من جدول أعمالكم ، وابحثوا عن أكبر أجندة في خزائنكم ، وسطروا عليها بحب وإبداع وسخاء ، كل الأمنيات الطيبة التي تريدونها. كونوا عظماء تستحقون الأفضل . ومضة : ( تبدأ الحرية حين ينتهي الجهل ). فيكتور هيجو.