الصداقة.. هل تدرك كم أتعذب بصداقتك؟! هل تدرك أنني لو ملكت حرية الاختيار لترددت طويلا قبل أن أدخل عالمك المزدحم صديقاً؟ أنت متعب .. و صداقتك متعبة .. وأنا أنتقل من تعب إلى تعب[ .. أنت متعب لأنك تصر على أن تكون أنت وحدك في عالم لا يعترف إلا بملايين النسخ المتكررة .. وأنت متعب لأنك تستطيع، دون أدنى مجهود ، أن تكون ساذجاً كملاح عجوز وعميقاً كفيلسوف محنّط.. وأنت متعب لأنك لا تثير في أحد أية مشاعر محايدة .. لا تثير سوى الإعجاب الجارف أو الكره العميق أو الغيرة المتأججة.. وصداقتك متعبة .. ذلك لأنك تمنح و لا تأخذ .. تزور ولا تزار.. تسأل ولا تتوقع أن يسأل عنها أحد.. صداقتك تعطي لوجه الله لا تريد جزاءً ولا شكوراً.. وأجيء أنا ، بعد هذا كله ، لأضيف تعبي إلى رصيد التعب المتراكم.. أُتعب نفسي وأتعبك عندما أحمل كل آلامك وأدفنها خنجراً مسموماً صغيراً في صدري.. أتعب نفسي وأتعبك عندما أخوض معك كل معاركك .. حروبك الحقيقية ومغامراتك مع طواحين الهواء.. أتعب نفسي وأتعبك عندما أتصور الوجود بدونك.. ويذوق (( كلانا ثكل صاحبه قدماً )).. ولكن! عندما أعود إلى صندوقي السحري وأتأمل ما أملكه من كنوز الدنيا الفانية أجد لؤلؤة بيضاء فريدة يخطف بريقها الأبصار.. أتعرف ما اسمها؟! اسمها الصداقة .. أيها الصديق من كتابات الاديب المرحوم غازي القصيبي |
|
|