من منا لا تغار على الشخص الذي تحبه، ومن منا لا تحلم بأن تكون المرأة الوحيدة في حياة زوجها، من منا لم تسهر، ولم تتألم، ولم تجن؟
الصورة للتوضيح فقط
هناك دائما هاجس المرأة الأخرى،حتى ولو كانت ماضيا، لكن عندما تصبح الغيرة كابوسا يؤرق منامك، عندما تصبح هلاوس مرضية،وعندما يصاحبها حب التملك، يصبح العلاج ضرورة.
تستجوب سكرتيرته، سائقه، وشغالته.. تبحث في جيوبه، في نظراته، وفي نبرة صوته عن آثار لامرأة أخرى، تحبس أنفاسه، وتحسبها، ولا تدعه يتنفس، أسئلتها الكثيرة تدينه، تخنقه، تجثم على صدره، تعلم أنه يحبها، لكنها لم تعد واثقة من شيء..
جميع النساء غيورات عندما يتعلق الأمر بالحب، لكن هناك من يتعذبن ويعانين أكثر بكثير مما يتطلبه الأمر،هذه الحالة ليست حالة فريدة من نوعها، بل يمكن أن تعيشها العديد من السيدات، ويعتبرنها شيئا عاديا وطبيعيا، الغيرة ليست دليلا على الحب، بل هي دليل شك فيه،فهي تدمر الحب ولا تحميه، خصوصا عندما تصبح غيرة مرضية وتملكا، عندها تصبح مرضا يتوجب علاجه.
ما يجب أن تعرفه الزوجات هو أن عقد الزواج ليس سند ملكية وعقد احتكار، بل هو أسمى من ذلك بكثير، الزواج هو تعهد على الحب والاحترام المتبادلين، الزواج هو شخصان اختارا الحياة جنبا إلى جنب، شرط أن يبقى لكل واحد منهما كيانه الخاص، وحياته الخاصة، وحريته الخاصة في حدود الدين، والأخلاق، والمجتمع.
فإذا كنت امرأة غيورة، لا تتحمل رؤية زوجها مع شخص آخر،فقد حان وقت التغيير، وهذه بعض النصائح لتهدئة إحساس التملك:
1- لا تخلطي بين العمل والمتعة :
الموقف: إنه محاط بفتيات في العمل، وكثيرات منهن في غاية الجمال.
ما يجب فعله: لا داعي لاختلاق عدة سيناريوهات، عندما يتأخر قليلا في العودة للبيت، فآخر شيء يتوقعه بعد يوم طويل في العمل هو سماع اللوم أو العتاب، بل بالعكس استقبليه بابتسامة،وتحدثي معه عن أشياء أكثر متعة.
2- أتركي له حياة خاصة :
الموقف: إنه يستقبل اتصالات شخصية، من دون أن يخبرك من المتصل.
ما يجب فعله: ليس لأنكما تعيشان معا فإنه سيكون مطالبا بتقديم تقرير عن اتصالاته، لكل شخص حق الاحتفاظ بخصوصيته، وليس لك الحق في التجسس على مكالماته أو قراءة بريده، تصوري ردة فعلك لو أقدم هو على ذلك، بل بالعكس قومي بإهدائه هاتفا نقالا لكي تشفي من هاجس تجسسك عليه، ولكي تظهري له أنك حريصة على حريته.
3- استمعي إليه :
الموقف: في سهرة أو مع الأصدقاء، تلاحظين أنه يتحدث مطولا مع النساء.
ما يجب فعله: ماذا لو كنت أنت سبب المشكل، لأنك مشغولة عنه وغير مهتمة به، فمن الطبيعي إذن أن يبحث عن أذن تصغي إليه بدل أن تقضي السهرة في مراقبة ما يقوم به،حاولي أن تكوني أكثر حضورا.
4- أصدقاء زوجك :
الموقف: إنه يخرج كثيرا مع أصدقائه دون أن تتم دعوتك.
ما يجب فعله: إنه لا يختلق مبررا لرؤية امرأة أخرى، فهنا أيضا من حقه أن تكون له حياة خاصة، لا داعي لمهاتفة أصدقائه للتأكد من الأمر، ولا للبقاء سجينة البيت وسجينة هواجسك وأفكارك، إنها فرصة للخروج مع الصديقات.
5- اهتمي بمظهرك :
الموقف: إنه يقارن بينك وبين النساء الأخريات، أو يطلب منك أن تغيري شيئا لا يعجبه في مظهرك.
ما يجب فعله: إنه لم يقل بأنه يجد الأخريات أجمل منك، إنه يتكلم عنك أنت فقط، وعليك أن تأخذي كلامه مأخذ الجد إذا كنت فعلا تريدين الاحتفاظ به، ولكي لا ينظر إلى امرأة أخرى غيرك، كل ما عليك فعله هو أن تبدأي في الاهتمام بمظهرك.
هذه الأمثلة تختصر النقاط الأساسية للغيرة، التي لن تتغلبي عليها إلا إذا كانت هناك ثقة في النفس، وثقة في الشريك، واحترام له ولخصوصياته، هذه الثقة المتبادلة هي نقطة القوة في العلاقة،وهي التي ستوصلها إلى بر الأمان، رغم ما سيواجهها من مشاكل وعقبات..
عليك أن تظهري لشريك بأنك لا تريدين سجنه داخل قفص، عندها ستجدينه دائما معك، سيحكي لك عن تفاصيل يومه، وعما دار من حديث بينه وبين الأصدقاء،ستفاجئين بصراحته دون خوف من اللوم أو العتاب.