مشكلة الخجل عند الأطفال
مفهوم الخجل:
إن الأطفال الخجولين دائمًا يتجنَّبون الآخرين، وهم دائمًا في خوف وعدم ثقة ومهزومون، مترددون يتجنَّبون المواقف، وينكمشون من الألفة أو الاتصال بغيرهم، وهم يجدون صعوبة في الاشتراك مع الآخرين، وشعورهم المسيطر عليهم عدم الراحة والقلق، وهم دائمًا مُتَمَلْمِلون، ويتهرَّبون من المواقف الاجتماعية.
والخوف من التقييم السالب عندهم غالبًا ما يكون مصحوبًا بالسلوك الاجتماعي غير المتكيِّف، وهم لا يشاركون في المدرسة، أو في المجتمع، ولكنهم ليسوا كذلك في البيت، والمشكلة تكون أخطرَ إن كان هؤلاء الأطفال خجولين في البيت أيضًا.
أسباب الخجل:
1- الشعور بعدم الأمن:
والذين يشعرون بقلة الأمن من الأطفال لا يستطيعون المغامرة؛ لأن الثقة تنقصهم، وكذلك الاعتماد على النفس، وهم مغمورون مسبقًا بعد الشعور بالأمن، وبالابتعاد عن المُربِكات، فلا يعرفون ما يدورُ حولهم؛ بسبب موقفهم الخائف، ولا يمارسون المهارات الاجتماعية، ويزداد خجلهم؛ بسبب قلة التدريب، والحاجة إلى التغذية الراجعة من الآخرين.
2- الحماية الزائدة:
حيث إن الأطفال الذين تَغمُرهم الحمايةُ الزائدة من الوالدين يُصبِحُون غيرَ نَشِيطين، ولا يعتمدون على أنفسهم؛ وذلك بسبب الفرص المحدودة لديهم للمغامرة؛ كونهم قليلي الثقة بأنفسهم، لا يتعاملون مع بيئتهم أو مع الآخرين؛ ولذلك يتولَّد الشعور بالخجل والخوف من الآخرين.
3- عدم الاهتمام والإهمال:
يُظهِر بعضُ الآباء قلَّةَ اهتمامٍ بأطفالهم، فيُشعِر هذا النقص العام الأطفالَ بالدونية والنقص، ويشجِّع على وجود الاعتمادية عندهم، إن عدمَ الاهتمام بالأطفال يولِّد شخصيةً خائفةً خجولة، ويشعرون حينئذٍ أنهم غير جديرين بالاهتمام.
4- النقد:
فإن انتقاد الآباء أطفالَهم علانيةً يُسَاعِد على تولُّد الخوف في نفوسهم؛ لأنهم يتلقَّون إشاراتٍ سالبة من الراشدين، فيُصبِحون غيرَ متأكِّدين وخجولين، وبعض الآباء يعتقد أن النقد هو الأسلوب الأمثل لتربية الأبناء، لكن النتيجة للنقد المتزايد هي طفل خجول.
5- المضايقة:
فالأطفالُ الذين يتعرَّضون للمضايقةِ والسخرية يَنْطَوُون على أنفسِهم خجولين، وأصحاب الحساسية المفرطة تُجَاه النقد يَرتَبِكُون ويخجلون لو تعرَّضوا لسوء معاملة من إخوانهم الأكبر سنًّا، والشيء الأكبر خطورة هو نقدُ الأطفال لمحاولتهم الاتصال بالعالَم الخارجي.
6- عدم الثبات:
فأسلوبُ التناقض، وعدم الثبات في معاملة الطفل وتربيته - يساعد على الخجل، فقد يكون الوالدان حازمين جدًّا أحيانًا، وقد يكونان متساهلين في أوقات أخرى، والنتيجة يصبح الأطفال غير آمنين، وفي هذه اللحظة يُصِيبهم الخجل في البيت والمدرسة.
7 - التهديد:
وقت أن يهدِّد الآباء الأطفال، وينفِّذون تهديداتهم أحيانًا، ولا ينفذونها آحيانًا أخرى - يصبح لدى الأطفال ردُّ فعل على التهديدات المستمرة بالخجل؛ كوسيلة لتجنُّب إمكانية حدوث هذه التهديدات.
8- أن يلقب بالخجل:
حتى لا يتقبَّلها الطفل كصفةٍ لازمة له، ويحاول أن يُبَرْهِن أنه كذلك؛ بحيث يصير التحدث السلبي مع النفس شيئًا مألوفًا.
9- المزاج والإعاقة الجسدية:
هناك أطفال يبدون خجولين منذ ولادتهم، وبذلك يكون الخجل وراثيًّا، كما أن بعض الأطفال يكونون مُزْعِجين والآخرون هادئين، وهذا النمط قد يستمرُّ سنين من حياته، والإعاقات الجسدية غالبًا تسبِّب الخجل، ومنها ما له علاقة بصعوبات التعلم، أو مشاكل اللغة التي تؤدي إلى انسحاب الطفل اجتماعيًّا.
10- النموذج الأبوي:
والآباء الخجولون غالبًا يكون لديهم أطفالٌ خجولون، فيَرْغَب الطفل أن يَعِيش أسلوبَ حياة الخجل كما يرى والديه، واتصالاتهم بالمجتمع قليلة جدًّا.
طرق الوقاية:
1- التشجيع والمكافأة:
إن زيارةَ الناس الذين عندهم أطفالٌ في نفس العمر شيءٌ مفيد ونافع، وإن كان الطفل خجولاً، فمن المفيد أن يَذْهَب إلى رحلات مع أطفال متفتحين، ويجبُ على الأبوين أن يشجِّعا طفلهما أن يكون اجتماعيًّا.
2- تشجيع الثقة بالنفس:
يجب أن نشجِّع الأطفال وأن نمدحهم إن كانوا واثقين بأنفسهم، وذلك عندما يتصرَّفون بطريقةٍ طبيعية، ومع ذلك يجب أن يتعلَّموا أنه ليس من الضروريِّ أن يَنْسَجِمُوا مع كل شخص، كما أنه لا يجب أن تقدم حماية زائدة للطفل.
3- تشجيع السيادة ومهارات النمو:
يحبُ أن يقدَّم التدريب المبكِّر بشكل فردي للأطفال، وعلى شكل مجموعات يستطيعون من خلالها إشباعَ ميولِهم، وتجعلهم يتفاعلون مع الآخرين.
4- قدِّم جوًّا دافئًا ومتقبلاً:
فالحبُ والانتباه لا يفسدان الأطفال، كما يجب أن نستمع إليهم، وأن نسمح لهم بقول: لا، وأن نحترم استقلاليتهم.
طرق العلاج:
1- إضعاف الحساسية للخجل:
فباستطاعةِ الأطفال أن يتعلَّموا أن المواقفَ الاجتماعية لا يَلزَم بالضرورة أن تكون مُخِيفة، يمكن أن يهدِّئَهم الوالدانِ عند المواقف؛ فبذلك يُصبِحُون أكثر اجتماعيًّا تدريجيًّا، ولهم أن يتخيَّلوا كيف يقومون بسلوكٍ اجتماعي كانوا يَخَافُونه في السابق، ثم دمجهم في مواقف حقيقية، وبالتالي سيقل خجلهم.
2- تشجيع توكيد الذات:
فيَجِبُ أن يسألوا بصراحة عما يريدون، وكيف يمكن لهم التغلب على خوفهم وارتباكهم من أجل التعبير عن أنفسهم.
3- تدريب الطفل على المهارات الاجتماعية:
وذلك عندما يشترك الأطفال في تدريباتٍ جماعيةٍ، فإن بعض المحادثات والتفاعلات تحدث بالطبع، ولا بد من وجود قائد للمجموعة، وبهذا يمكن للطفل أن يعبر عن رأيه أمام الآخرين، ويمكنتقسيم التدريب الاجتماعي إلى الخطوات التالية:
أ. التعليم.
ب- التغذية الراجعة.
جـ - التدريب السلوكي.
د- التمثيل ولعب الدور.
4- تشجيع التحدث الإيجابي مع النفس:
فإن أحدَ المظاهر المدمِّرة للطفل أن يَعتَقِد في ذاته وشخصيته الخجلَ، ويؤكِّد لنفسِه أنه خجولٌ، ولا يستطيع الاتصال بالآخرين؛ لذا يجب أن نعلِّم الأطفال بأن الخجل هو سلوك يقوم به الأطفال والناس، وهو ليس ملازمًا لهم،وأنه يمكن مقاومته بالتدرب على سلوكيات جديدة، تؤدي إلى إمكانية زيادة الاتجاهات الإيجابية، وتحسين الاتصال مع الآخرين