تساولات وجدانية ما احوجنا اليها
في خضم هذه الفوضى و الثورات التي تصارع للبقاء
و في ظل هذا الأسى و التشتت الذي نعيشه اليوم
صار لا مفر من وقفة صادقة مع الذات
وقفة تعقل و تأمل و اعتبار
كلما تحدثنا عن فكرة أو هدف يصحح مسار تلك الثورات يتهمنا العاطفيون و المندفعون بأننا ضد الثورة و كأننا صرنا نريد أن نستبدل فكراً إقصائياً بفكر يشبهه و يماثله
فكرت كثيرا في سبب تدهور تلك الثورات حتى التي نجحت في بعض البلدان العربية بإطاحة أنظمتها و لم تنجح بعد في تحقيق أهدافها
و كيف ننتصر ؟
كيف نحقق الحلم ؟
و هنا تذكرت قول الشاعر :
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت .... فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
تأملت في حالنا نحن الشعوب
عندما يستغل عربي أوضاع شعب ما ليذلهم و يستعلي عليهم أو عندما يستغل أبناء الوطن الواحد ظروف بعضهم و يرفعون أجار البيوت للهاربين
عندما يظلم الأخ أخاه و عندما يسيء إليه فأين الأخلاق ؟
أين الأخلاق في مجتمع مبني على المصالح الفردية الأنانية ؟
أين الأخلاق في مجتمعات يتفشى فيها الغش و الاحتكار و الرشاوى و الربا و أكل الحرام
هل نحن فعلا نحتاج إلى ثورة أخلاق ؟؟؟
هل ذهبت أخلاقنا فذهبنا ؟
لقد بعث الرسول محمد صلى الله عليه و سلم ليتمم مكارم الأخلاق كما قال صلوات الله و سلامه عليه
مصيبتنا أن الكثيرين يرفعون شعارات جوفاء
حتى التدين صار اليوم غطاءً و شعارات بلا روح و لا أخلاق
التدين لا يعني أن تمكث في المسجد فقط
بل هو التزام أخلاقي كامل
هو أن تحب لأخيك ما تحبه لنفسك
أن تحب الخير للناس
أن تغيث الملهوف
أن تجير الضعيف
أن تحترم الكبير و تعطف على الصغير
أول ما بدأ به النبي صلى الله عليه و سلم في بناء دولة الإسلام المؤاخاة بين المهاجرين و الأنصار
علم المسلمين أن يكونوا إخوة
علمهم أن يتوادوا و يتراحموا و يتعاونوا
علمهم فقال صلوات الله و سلامه عليه : مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى
علمهم الإيثار و المروءة
علمهم العفة و الطهر و النقاء و التسامح
علمهم الحب
أين نحن اليوم من هذه الأخلاقيات ؟
كيف ننتظر الفرج و الرحمة من الله تعالى دون أن نتغير
و الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
أرجوكم يا إخوتي في الله
نحن كلنا مسلمون و كلنا أمة واحدة
متى سنصحو و نتيقن بأن الأخلاق هي لأاساس قوة و منعة الأمم ؟
لن تحقق الثورات شيئا إن أغفلنا الجانب الأخلاقي
هل الأخلاق أن نهاجم السفارات ؟؟
هل الأخلاق أن نخرب المرافق العامة ؟
هل الأخلاق أن نشتم بعضنا البعض و يضرب الأخ أخاه تحت شعارات وهمية براقة ؟؟
هل هذه هي الحرية ؟
هي دعوة لثورة أخلاق
مشكلتنا أخلاقنا
فإن صلحت صلحنا و إن فسدت ضعنا
هي رسالة من محب و أعوذ بالله أن أذكركم و أنسى
و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب
و الحمد لله رب العالمين