المصائب سلاح ذو حدين يجرح ويفيد لكن من يتذكر
تمر على الإنسان الكثير من المصائب والكثير من المحن التي لا تزال متعلقة بقلبه إلى الأبد ولا ينساها
لأنها من دروس هذه الحياة التي لم تعطي هذا الإنسان الألم فقط وإنما أعطته الكثير من السعادة الغامرة
ولكن لماذا لا يتذكر الإنسان هذه السعادة عندما تواجهه مصائب الحياة ؟
هل لأن المصائب كثيرة ؟ أم لأنه يحاول حلها ؟
يعمل الإنسان جاهدا ً على تقليل مصائبه ولكن لا يعلم أن هذه المصائب هي أساس حياته
وأساس معرفته بكيفية العيش فيها ، فالكثير الكثير لا يعرف معنى السعادة الحقيقية ولا يعرف
أن هذه المصائب ما هي إلا اختبارات تمكنه من العيش في هذه الدنيا بسعادة وسلام ،
وافرح عندما تتذكر هذه المحن لأنك سوف تبين لنفسك أنك تخطيت بسعادة حاجزا ً من حواجز الدنيا
وعبرت طريقا ً كاد أن يوقفك عن نجاحك في دنياك .
الدنيا ليست إلا محطة من محطات هذا الإنسان المسكين وليست إلا مكانا ً يتزود به كما يتزود
عابر السبيل ، ولكن ليس الإنسان كالإنسان الآخر ، فهناك إنسان يعمل في هذه الدنيا ليرضى
في حياته الأخرى وليستعد في النهاية ، وهناك إنسان يعمل بجد كما عمل الأول ولكن في عكس الاتجاهه
وهو كفاحه لكسب سعادته في دنياه الفانية التي تنتهي بموته ، فكر قليلا ً أيها الإنسان ،
واعرف هل أنت من أتباع الإنسان الذي يريد أن يسعد في الآخر؟ أم من أتباع الإنسان الذي
يريد أن يسعد في دنياه فقط ؟
فأعمل أيها الإنسان على تزويد نفسك بما هو خير أن تتزود به ، واحرص على كسب العدد الكبير
من الفرص التي تجعلك من الرابحين في هذه الدنيا ومن يربح في هذه الدنيا من الربح الصحيح
يربح في حياته الأخروية التي تكون آخر المحطات .