أهدر مانشستر يونايتد فرصة التخلص من أثار خروجه من دوري أبطال أوروبا سريعا ، وإكتفى بالتعادل مع تشيلسي 2-2 في قمة الجريحين، التي أقيمت بينهما بملعب أولد ترافورد معقل الشياطين الحمر ضمن مباريات دور الثمانية بكأس الإتحاد الإنجليزي ، وبهذه النتيجة ينتظر الفريقان لقاء اَخر في ستامفورد بريدج لتحديد الفريق الذي سيصعد للدور قبل النهائي حيث تنص قواعد البطولة بإجراء لقاء عودة في حالة تعادل الفريقان .
إستحقت المباراة لقب قمة الجريحين ، حيث جاءت بعد خروج مانشستر يونايتد من دوري أبطال أوروبا بعد الهزيمة على ملعب الأحلام من ريال مدريد 2-1 .. بينما تلقى تشيلسي الهزيمة من ستيوا بوخارست 1-0 في ذهاب الدوري الأوروبي .
سيطر المانيو على مجريات الشوط الأول ووضحت الرغبة القوية لدى اللاعبين في مصالحة جماهيرهم وأحرز له في الشوط الأول هيرنانديز (تشيتشاريتو) (د 5) وروني (د 11) ،وعاد تشيلسي سريعا لخطورته في الشوط الثاني وإستطاع معادلة النتيجة من خلال هدفي هازارد (د 59) و راميرز (د68 ) .
السير أليكس فيرجسون المدير الفني لمانشستر يونايتد دخل اللقاء واضعا في إعتباره ضرورة الخروج من الحالة النفسية السيئة بعد الهزيمة من ريال مدريد ، وضرورة مصالحة الجماهير بالفوز على غريم قوي مثل تشيلسي في كأس الإتحاد ، ولذلك لعب بطريقته المعتادة 4-2-3-1 بتقدم خافيير هيرنانديز (تشيتشاريتو) بمفرده ومن خلفه ناني من الجهة اليمنى ، وكاجاوا من اليسرى ، وروني من المنتصف ، بينما جلس فان بيرسي على دكة الإحتياط .
في المقابل دخل بينيتيز المدير الفني لتشيلسي اللقاء ، وهو يعلم أن الفرصة أصبحت مواتية له لتحقيق بطولة هذا الموسم مع تشيلسي إذا إستطاع عبور المانيو ، ولكن لاعبيه متأثرين أيضا بالهزيمة الأوروبية ، ولذلك أراد أن يلعب بطريقة هجومية ولم يختلف عن طريقة منافسه 4-2-3-1 بتقدم ديمبا با بمفرده ، ومن خلفه اوسكار وماتا وموسيس.
الهجوم من اللحظة الأولى ، والضغط على المنافس كان هدف المانيو ووضحت رغبتهم في إنهاء الأمور مبكرا من خلال إنطلاقات روني ومساندته الهجومية لهيرنانديز ن وإعتماد الشياطين الحمر على الهجوم من العمق ن من خلال التمريرات السريعة والطويلة للمهاجم المكسيكي .. بينما جاءت المحاولات الخجولة للبلوز من خلال الجبهتين عن طريق موسيس من الجهة اليمنى ن وأوسكار من اليسرى ولكن عابهم كثرة التحضيرات ، وفقد الكرة قبل أن تشكل خطورة .
ضغط المانيو أسفر عن هدف مبكر في الدقيقة الخامسة ، عندما أرسل كاريك كرة أمامية لهرنانديز الذي قابلها مباشرة برأسه من زاوية صعبة لتمر من أعلى تشيك حارس تشيلسي ،سكنت الزاوية اليسرى معلنة عن الهدف الأول لمانشستر .
على عكس المتوقع لم ينفعل لاعبو تشيلسي مع الهدف المبكر الذي مني به مرماهم ، وهو ما منح الفرصة للمانيو لمواصلة السيطرة بسبب حسن إنتشار لاعبي خط المنتصف في غياب تام لنجوم تشيلسي ، ومن ركلة حرة مباشرة في الدقيقة 11 أثر عرقلة ناني في الجهة اليسرى تصدى روني للكرة بالتخصص ، وسددها لولبية داخل منطقة جزاء البلوز لتمر من الجميع بغرابة ، وتسكن الزاوية اليسرى لبيتر تشيك الذي خدع في الهدف الثاني أيضا لتصبح النتيجة هدفين باللون الأحمر بعد أقل من ربع ساعة .
أدرك لاعبو تشيلسي أن الأمر سيصبح أكثر صعوبة إذا إستمر أدائهم بهذه الطريقة السلبية ، وإندفعوا للهجوم معتمدين على مهارة أوسكار من الجهة اليسرى الذي أرسل عرضيات عديدة لم يستغلها ديمبا با الذي وضح إفتقاده للمساندة داخل منطقة جزاء المانيو ن وكاد ماتا ان يحرز هدفا في الدقيقة 21 ، ولكن خيا حارس مانشستر تصدى لتسديدته بنجاح وكان رد روني سريعا بتسديدة قوية أنقذها تشيك بصعوبة بعدما إستعاد تركيزه ومستواه المفقود منذ البداية .
تمر الدقائق المتبقية من الشوط وسط محاولات متواصلة من البلوز الذي تحسن أدائه بعد أن عاد خط منتصفه إلى مستواه وضيق المساحات بين لاعبيه ، وبين ديمبا با في الأمام ، ولكن يقظة الدفاع الأحمر حالت دون إحراز أهداف ، وإضطر فيرجسون لإجراء تغيير في الدقيقة الأخيرة بالدفع بفالنسيا بدلا من ناني المصاب .
مع مطلع الشوط الثاني تحسن أداء البلوز قليلا ووضح حماسهم لتقديم شوط أفضل من سابقه ولكن إفتقدت هجماتهم للخطورة وتحطمت على أقدام مدافعي المانيو وهو ما جعل بينيتيز يسارع بإجراء تغيريين في الدقيقة 53 حيث دفع بجون أوبي ميكيل وهازارد بدلا من لامبارد وموسيس لتنشيط خط منتصفه .
أثبت بينيتيز المدير الفني لتشيلسي أنه قرأ المباراة جيدا حيث تبدل الحال تماما وسيطر البلوز على اللقاء تماما وإنكمش لاعبو المانيو في منتصف ملعبهم وتألق البديل هازارد في قراءته الجيدة للملعب من خلال تمريراته المتقنة لزملائه في الأماكن الخالية وهو ما منح البلوز السيطرة وفي الدقيقة 59 إستقبل هازارد الكرة من الجهة اليسرى وسددها رائعة بقدمه اليمنى سكنت الزاوية اليسرى العليا لدي خيا حارس المانيو محرزا هدف تقليل الفارق .
الهدف الأزرق جعل القلق يتسرب للسير أليكس فيرجسون الذي سارع بالدفع بفان بيرسي بدلا خافيير هيرنانديز لتنشيط الهجوم مرة أخرى ولكن خط منتصف تشيلسي واصل تفوقه وسيطر على مجريات المباراة ومن هجمة مرتدة في الدقيقة 68 قاد ديمبا با هجمة مرتدة سريعة ومرر لهازارد الذي مررها للمنطلق من الخلف راميرز الذي سندها بقدمه اليمنى وسددها باليسرى سكنت الزاوية اليمنى لدي خيا محرزا هدف التعادل لتشيلسي .
أدرك فيرجسون صعوبة إنتهاء المباراة بهذه النتيجة فدفع بالمهاجم ويلبك بدلا من لاعب الوسط كاجاوا ليلعب برأسي حربة ويرد عليه بينيتيز بالدفع بتوريس بدلا من ديمبا با وتصبح المباراة أكثر سخونة ويتبادل الفريقان الهجمات الخطرة وأصبحت المباراة مفتوحة لجميع الإحتمالات بعد عودة المانيو لإداء الشوط الأول وأضاع ماتا فرصة مؤكدة في الدقيقة الأخيرة لينتهي اللقاء بالتعادل وينتظر الفريقان مباراة العودة لتحديد الفريق الصاعد للدور قبل النهائي .