إخوتي السلام عليكم جميعا
كلما تكلمت مع مغترب تجده يبكي ويشكي عذابه ببلد الغربة: يحن لوطنه، لأهله، لتراب بلده
عندما يكون ببلده تجده ساخطا على كل الأوضاع ومستعدا لفعل كل شيء لأجل أن يغادر. يوظف كل الوسائل التي تمكنه من الوصول الى الضفة الأخرى...يعطي كل ما لديه من المال، بل حتى ويركب قارب الموت مسترخصا روحه ليصل لبر الأمان....
وبعد بضع سنوات من استقراره ببلاد المهجر تبدأ الشكاوي والحنين...تسأله بما أنك لست سعيدا هناك لم لا تعود لبلدك وينظر اليك باستغراب ...ويرد عليك "وماذا سأفعل ببلدي، أنا هنا لدي كل شيء عمل، حرية، كل شيء سهل بعيدا عن جملة لاءات... فقط ينقصني أهلي وأصدقائي وأكلات بلدي... "
طيب يا أخي ولماذا الشكوى؟ ألم يكن ذلك اختيارك؟
الحياة اختيار، فإما أن نختار "الجنة الدنيوية" كما يسميها البعض ونقبل بحلوها ومرها و لانشتكي من همها، فالحياة جملة تضحيات ... وإما أن نتحلى بالقناعة ونفي لوطننا الأم ونعمل على تطوير أنفسنا داخله مع الاستمتاع بنعم الله التي أعطانا إياها داخل هذا الوطن
الحياة لا تعطينا كل شيء نريده وباختيارنا شيئا يريحنا بحياتنا يجب أن نضحي بأشياء أخرى ولو أننا نحبها ويجب أن نقبل باختيارنا ونقتنع ونرضى به ونذكر أنفسنا بالجانب الايجابي لاختيارنا حتى لا نقضي حياتنتا في البكاء والأنين...
على الأقل هذا مبدئي في الحياة
أعرف أن الكثير والكثير من الشباب من يرون الهجرة حلما ويظنون أن الحياة في بلاد المهجر هي النعيم المحقق
ترى هل يهاجر الشباب فقط لتحسين أوضاعهم المادية؟ أم أن هناك أسباب أخرى وراء هذه الرغبة الملحة للهجرة؟
لكم الكلمة أحبتي
تحياتي