قال الله تعالى : (وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً) . { ولا تبذر تبذيرا} أنَّ الله لما أمر بالإنفاق نهى عن الإسراف فيه . بل يكون وسطاً كما قال في الآية الأخرى: { والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا} الآية . ثم قال منفراً عن التبذير والسرف: { إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين} أي : أشباههم في ذلك، قال ابن مسعود: التبذير الإنفاق في غير حق . وقال مجاهد: لو أنفق إنسان ماله في الحق لم يكن مبذراً،
ولو أنفق مداً في غير حق كان مبذراً. وقال قتادة:التبذير النفقة في معصية اللّه تعالى، وفي غير الحق والفساد،
وقوله: { إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين} : أي في التبذير والسفه، وترك طاعة اللّه وارتكاب معصيته، ولهذا قال: { وكان الشيطان لربه كفورا} أي : جحوداً، لأنه أنكر نعمة اللّه عليه ولم يعمل بطاعته، بل أقبل على معصيته ومخالفته . تفسير ابن كثير . منقول . |
|