بسم الله الرحمن الرحيم
كيف تعلّمين طفلك أن يكون قنوعاً وراضياً عن حياته؟
غالباً ﻻ تنتهي مطالب اﻸطفال خصوصاً مع إغراءات إعﻼنات السلع اﻺستهﻼكية وألعاب اﻸطفال وأنانيتهم التي تدفعهم لهوس اقتناء كل ما هو جديد من اﻸدوات مكتبية أو اﻸلعاب اﻺلكترونية الحديثة أو المﻼبس، بصرف النظر عن المستوى اﻺجتماعي واﻺقتصادي ﻷسرهم.
وبالرغم من ذلك فقد ﻻ يشعر الطفل بالرضا حتى بعد تلبية طلباته، فتقع المشكلة في كيفية تعليم الطفل أن يكون قنوعاً وراضياً عن حياته، مهما كان مستوى اﻸبوين اﻺجتماعي، اﻸمر الذي يعود سببه في ذلك -بحسب أستاذة الطب النفسي هبة عيسوي- على اﻸبوين فهما المسؤوﻼن عن هذا السلوك السلبي لطفلهم ﻷن استجابتهم لجميع طلباته دون تردد تعتبر تنشئةً ماديةً بعيدةً عن المعايير التربوية السليمة، فهي تخلق طفﻼً أنانياً، متسلطاً.
لذا، وتجنّباً للوقوع في هذه المشكلة، إليكِ بعض اﻺرشادات لتعرفي كيف تعلّمي طفلك أن يكون قنوعاً وراضياً عن حياته؟
- تحديد ميزانيةٍ للطفل بمصروفٍ كافٍ للطفل أسبوعياً وتحديد المتطلبات اﻸساسية له مع مناقشته في ما يلزمه.
- إشراك الطفل عند وضع ميزانية شهرية لﻸسرة تشمل المصروفات المعيشية بشكلٍ اعتياديٍّ وتوضيح حقيقة الوضع المالي لﻸسرة ﻹشعاره بالمسؤولية وتدريبه على ترتيب اﻸولويات.
- تخصيص مبلغ محدد من ميزانية اﻸسرة لمساعدة المحتاجين، مع تذكير الطفل بأن هناك أطفاﻼً يتركون التعليم ويعملون أعماﻼً شاقةً من أجل توفير أساسيات الحياة ﻷسرهم.يمنع
- استخدام فن المماطلة، فعندما يطلب منك طفلك شراء غرض معين، ﻻ تنفذي طلبه على الفور، بل اطلبي منه تأجيله حتى تنخفض اﻸسعار، أو حين يأتى أول الشهر حتى يحين موعد استﻼم الراتب الشهري، فإستخدام هذا اﻸسلوب بذكاء سيغرس بذرةً في عقل طفلكِ على أن يكون عقﻼنياً دائماً وﻼ يتصرف باندفاعية قبل اﻺقدام على الشراء.
- عقد اتفاق مع الطفل بأنه لو أنفق مصروفه بطريقةٍ سيئةٍ قبل حلول موعد المصروف القادم فإنه لن يحصل على أموال إضافية، وإن حدث العكس فسوف يحصل على مكافأة.
- قد يكون اصطحاب الطفل إلى "السوبر ماركت" أسلوباً مفيداً لتعليمه كيفية إنفاق المال عن طريق مقارنة اﻸسعار والتمسك بحدود الميزانية التي رصدتها اﻸسرة للشراء في هذا اليوم وتركه يقرأ اﻸسعار، ليشعر بقيمة التوفير.
- ساعدي طفلك على تحويل الهدايا المالية و"العيدية" إلى مشروعٍ لﻺدخار من خﻼل الحصالة، ﻷن النقود المدخرة تشعر الطفل بالثقة بالنفس من حيث إدارته ﻷمواله البسيطة.
وأخيراً ﻻ تتركي العواطف تحركك تجاه طلبات طفلك، فالتوازن ضروري بين المطلوب والمتاح، والتربية المعنوية أفضل من التربية المادية والمال وسيلةً وليس هدفاً من أهداف الحياة.