في هذا الوقت أصبح البعض يُلبس نفسه ثوب النقاء ويبدأ يشير إلى
الناس بأصابع الغرور والعجب ويطلق عليهم المسميات اللفظية
وأنا أترفع عن كتابتها هنا ..
عفواً .. هل سألت نفسك من أنت عند الله حتى تحكم على عباده ..!
أي شهادة تلك التي ختمت بأنك نقيّ خالي من الذنوب والشوائب
يقول الله تعالى في المصطفى محمد عليه الصلاة والسلام
( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ )
-
وما أحب إليه مثل التواضع ..!
عليه الصلاة والسلام
مديح ممن؟ من رب السموات والأرض ولكنه تواضع
فزاده الله رفعةٍ على رفعته بأن جعل له مقاماً كريماً..!
عليك صلوات الله وسلامه إلى يوم الدين ..
نحن الآن ركعنا ركعتين ..
صمنا يومين ..
أستغفرنا دقيقتين ..
رأينا أنفسنا أعظم الخلق وأحسنهم عبادة وأخلاقاً ..
وللأسف أشد ما نعاني منه الآن هو ذلك المرض القلبي الخطير
ألا وهو ( العجب بالنفس )
هذا المرض لم يصب به الأنبياء وهم أكملهم عبادة
ولم يصب به الصحابة وهم أحسنهم أخلاقاً
وأُصِبنا به نحن ومن نحن ..!؟
نحن عباد الرحمن لكن لم نتمسك بالصفات التي جاءت
تصف عباد الرحمن
وقفة مع قوله تعالى من سورة الفرقان :
(وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا
وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ( 63 )
قوله - عز وجل - : (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ)
أي : أفاضل العباد .
وقيل : هذه الإضافة للتخصيص والتفضيل ،
وإلا فالخلق كلهم عباد الله .
(الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا )
أي : بالسكينة والوقار متواضعين
غير أشرين ولا مرحين ، ولا متكبرين .
وقال الحسن : علماء وحكماء .
وقال محمد بن الحنفية :
أصحاب وقار وعفة لا يسفهون ،
وإن سفه عليهم حلموا ،
و " الهَوْن " في اللغة : الرفق واللين .
( وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ )
يعني السفهاء بما يكرهون ،
(قَالُوا سَلَامًا ) قال مجاهد : سداداً من القول .
وقال مقاتل بن حيان : قولاً يسلمون فيه من الإثم .
وقال الحسن : إن جهل عليهم جاهل حلموا ولم يجهلوا ،
وليس المراد منه السلام المعروف .
وروي عن الحسن : معناه سلموا عليهم ،
دليله قوله - عز وجل - :
وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا
وَلَكُمْ
أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ
( القصص - 55 ) .
قال الكلبي وأبو العالية : هذا قبل أن يؤمر بالقتال ، ثم نسختها آية القتال .
وروي عن الحسن البصري أنه كان إذا قرأ هذه الآية قال : هذا وصف نهارهم ،
ثم قرأ ( وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ) قال : هذا وصف ليلهم .
انتهى ..
لا أحد يحقق الرفعة إلا الله
وذلك بإخلاص عملك ومعاملة الآخرين بالحسنى
والوقاية من الأمراض القلبية
كالغرور والعجب بالنفس والتكبر
فكلما زاد الإنسان تواضعاً زاده الله رفعه
..
لذا لابد أن تعلم كل نفس أنها ليست هي التي لها الحق
أن ترفع من شأنها وتقلل إن الله وحده هو الحاكم في ذلك
فكم من رفيعاً شأنه في الدنيا ذليلاٌ مهاناً في الآخرة
وكم من فقيراً لا مال ٌولا ملبساً متكئ على
الأرائك في الجنّةِ منعماً ..
اللهم أجعل كتابنا في عليين وأحفظ ألستنا عن العالمين
أستغفرك اللهم وأتوب إليك