إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ ..
" قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ
إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ
عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا"
محمد صلى الله عليه وسلم هو بشر مثلنا ..
يملك نفس الأعضاء و نفس الحواس
يأكل و ينام .. يتزوج و يمشي في الأسواق
هو ليس ملاكاً و إلا لكان من الصعب علينا أن
نقتدي به أو نتحلى بأخلاقه
هو بشر .. ~
كرَّمه الله و نعمه ..~
وقرَّه و أصطفاه على العالمين ..~
من هو محمد ..~
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن
هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة
بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر ...
وأمه : آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة
بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب
بن فهر بن مالك بن النضر
صفات و أخلاق الرسول ..~
كانت أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم هي
أخلاق القرآن كما جاء عن عائشة رضي الله عنها و أرضاها
يتبع أوامره و يتصف بمكارم الأخلاق التي وردت فيه
التواضع ..~
روي عن نسائه رضي الله عنهن و أرضاهن
أنه صلى الله عليه و سلم يكون في بيته في مهنة
أهله فكان يحلب شاته ،
ويرقع ثوبه، ويخصف نعله ، ويخدم نفسه ، ويعقل البعير ،
ويعلف ناطحه وياكل مع الخادم ويحمل بضاعته في السوق
وكل هذه المظاهر تدل علي مدي تواضعه صلى الله عليه وسلم
ـــ فيا أخي الكريم
ساعد أهل البيت على شؤون البيت ،
ولو كان حلب شاة ،
أو طهي طعام أو غيره .
وقد قال عليه الصلاة والسلام :
(( التواضع لا يزيد العبد إلا رفعةً ، فتواضعوا يرفعكم الله ))
ـــ فلا تتكبر على من هم دونك و تعامل بروح طيبة
و بود مع الجميع لا يحب إلاطراء الزائد
قال صلى الله عليه وسلم
" لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ،
وإنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسوله "
ــ فعلينا أن لا نفرح بالمدح الزائد أو نطرب
الموضوعللكمات الشكر والثناء المبالغ فيها
و أن لا نطري إلا ما هو موجود فعلا في
الإنسان من صفات الحق والخير .
الكرم ..~
كان مضرب الأمثال في الكرم وكان
صلى الله عليه وسلم لا يرد سائلاً إلا ويعطيه ،
فقد سأله رجل حُلّه كان يلبسها فدخل بيته
فخلعها ثم خرج بها في يده وأعطاه إياه
عن ابن عباس رضي الله عنه قال :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
أجود الناس وأجود ما يكون في شهر رمضان
ـــ فاحذروا البخل لأنه مكروه من الله و من الناس .
الرحمة ..~
كان محمد صلى الله عليه وسلم أكثر الناس
شفقة على خلق الله و أرأفهم بهم و أرحمهم بهم
فقد وهبه الله قلباً رحيماً ، يرقّ للضعيف ،
ويحنّ على المسكين ،
ويعطف على الخلق أجمعين ..
رحيم بالإنسان و الحيوان على حد سواء
حتى صارت الرحمة له طبيعة
" وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين "
ـــ أرحم الإنسان والحيوان حتى يرحمك الله .
ـــ لا تتأخر عن قضاء حاجة الضعيف والمسكين والمرأة
و العجوز و كن بكل من حولك رحيماً .
الصدق ..~
و هي صفة إتصف بها من قبل الإسلام و من بعد
فقد كان يعرف بالصادق الأمين
و قد أوصانا بالصدق
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر
وإن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق
ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً
وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور
و إن الفجور يهدي إلى النار و إن الرجل
ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً . ))
الشجاعة ..~
كان عليه الصلاة والسلام أشجع الناس ،
و كان ينطلق إلى ما يفزع
الناس منه ، قبلهم ، و يحتمي الناس به ،
و ما يكون أحدٌ أقرب إلى العدو منه .
ــ فكن شجاعاً و لا تهاب إلا ممن خلقك ...،
وقل الحق ولو على نفسك .
العدل ..~
و كلنا نعرف قصة قريش حين حكمت النبي
صلى الله عليه وسلم في وضع الحجر الأسود
و قد اختلفوا فيما بينهم لدرجة كادت تصل إلى الإقتتال
فحكم صلى الله عليه وسلم فعدل
أن يوضع الحجر في ثوب وتأخذ كل قبيلة
بطرف ثم أخذ الحجر
بيديه ووضعه في مكان من جدار البيت
الحلم ..~
كان صلى الله عليه وسلم أحلم الناس وأوسعهم صدراً
وألينهم عريكة وأدمثهم خلقاً وألطفهم عشرة
فقد كان يكتم غيظه ويعفو ويصفح ويغفر لمن زل
ويتنازل عن حقوقه الخاصة مالم تكن حقوقاً لله
وقد عفا عمن ظلمه وطرده من وطنه وآذاه
وسبه وشتمه وحاربه
فقال لهم يوم الفتح : " إذهبوا فأنتم الطلقاء "
ـــ أدفع السيئة التي تقد تصيبك من أحد بالحسنة ،
بأن تعفو عن المسيء ، فلا تؤاخذه ،
وتصفح عنه بأن لا تعاقبه ، ولا تهجره .ـ
إصبر على أذى الناس وسامحهم ، حتى يسامحك الله .
و أحب للناس ما تحب لنفسك
الحياء ..~
كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد الناس حياءً،
وكان إذا كره شيئًا عرفه الصحابة في وجهه.
وكان إذا بلغه عن أحد من المسلمين ما يكرهه
لم يوجه له الكلام،
ولم يقل: ما بال فلان فعل كذا وكذا،
بل كان يقول: ما بال أقوام يصنعونكذا،
دون أن يذكر اسم أحد حتى لا يفضحه،
عن عائشة رضي الله عنها قالت :
" لم يكن رسول الله فاحشاً ولا مُتفحّشاً
ولا ساخباً في الأسواق ولا يجزي
السيئة بالسيئة ولكن يعفو ويصفح "
ـــ أترك الفحش ، وهو كل ما ساء من القول أو الفعل
لا تنطق بالكلام البذيء ولو ممازحاً
الزهد ..~
وقد قالت عائشة رضي الله عنها :
مات رسول الله صلى الله عايه وسلم وما في بيتي
شيىء يأكله ذو كبد إلا شطر شعير في رف لي .
ــ فلا تدع بالغ همك الحصول على ملذات الدنيا
الفانية أو إكتنازها
و اسعى إلى مرضاة ربك ومغفرة
تنفعك في آخرتك التي هي خير و أبقى
أدبه وحسن عشرته ..~
ــ كان يبادر من لقيه بالسلام والتحية
فأكثروا من السلام عند الدخول والخروج
واللقاء وفي الأسواق
ــ كان يطلب المشورة من أصحابه و هو من يتنزل
عليه الوحي من السماء ...
فاجعلوا أمركم شورى بينكم
كان بشوشاً مبتسماً و أوصانا بالإبتسام
" تبسمك في وجه أخيك صدقة "
ــ ما دعاه أحد من أصحابه أو أهل بيته إلا قال لبيك
فلا تتقاعس عن مساعدة الغير أو تلبية إستغاثتهم
و كن لهم قريباً مجيباً ... تجدهم بإذن الله
ــ و مما جاء في وصفه صلى الله عليه وآله أنه
كان حسن الإصغاء إلى محدثه لا يلوي عن أحد وجهه
و لا يكتفي بالإستماع إلى من يحدثه
بل يلتفت إليه بكل جسمه
ــ كان قليل الكلام كثير الإنصات ميالاً
للجد من القول و يضحك أحياناً حتى تبدو نواجذه
فإذا غضب لم يظهر من أثر غضبه
إلا نفرة عرق بين حاجبيه
هذه قطرة من بحر الفضائل و الأخلاق الحميدة التي يتحلى بها
رسولنا الحبيب صلوات الله و سلامه عليه
حاولنا من خلال موضوعنا هذا تسليط الضوء عليها
و إبداء بعض النصح من أجل الإقتداء به
أسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن يستمعون
القول فيتبعون أحسنه
و أسأل تعالى أن يعيننا على أنفسنا
حتى نحسن الإقتداء بالرسول الكريم
و التحلي بأخلاقه الحميدة