أثار التوحد تساؤلات عديدة منذ أن تم اكتشافه وقد بدأ الباحثون في بداية اكتشافه بالإجابة عن هذه التساؤلات ولكن في صورة همسات أما الآن وبعد أن فكت رموز الغموض عن التوحد بالعالم عامة وبالوطن العربي خاصة أصبحت الإجابة عن هذه التساؤلات ردوداً علمية واضحة ومن هذه التساؤلات التي حيرت ولا زالت تحير العديد من الأسر التي تعاني من وجود طفل ذي توحد بها ما يلي:
ما التوحد؟
غالباً يعرف التوحد باضطراب في النمو ناتج عن خلل عصبي ( وظيفي) في الدماغ، يظهر في السنوات الثلاث الأولى من العمر، ويظهر فيه الأطفال صعوبات في التواصل مع الأخرين، واستخدام اللغة بشكل مناسب، والتفاعل الاجتماعي، إضافة إلى ظهور أنماط من السلوك الشاذ. فالتوحد اضطراب متشبع بمعنى أن أعراضه تظهر على شكل أنماط كثيرة متداخلة ومتفاوتة بين الخفيف والحاد، ومع أنه يتم التعرف على التوحد من خلال مجموعة محددة من السلوكيات إلا أن المصابين بالتوحد يظهرون اختلافاً واضحاً في السلوك. لذلك يجمع أكثر المختصين على أنه لا يوجد نمط واحد للتوحد لذلك فقد كانت الأسر تصدم دائماً بسماع أكثر من تسمية وتشخيص لحالة طفلهم.
ما أسباب الإصابة بالتوحد؟
بالرغم من عدم التأكد من تحديد شيء بعينه ليكون هو الذي يسبب التوحد إلا أن بعض الدراسات الحديثة إشارات إلى أن التوحد ناتج عن وجود سبب جيني وأثبتت أيضا فشل العديد من النظريات القديمة ذات العلاقة بأسباب التوحد فهو ليس مرضاً عقلياً أو مرضاً نفسياً.
ما صفات التوحد؟
هناك العديد من الأعراض في الطفل ذي التوحد، ومن أهمها: - الرتابة، وعدم اللعب الابتكاري، فلعبه يعتمد على التكرار والرتابة و النمطية. - مقاومة التغير، فعند محاولة تغيير اللعب النمطي أو توجيهه فإنه يثور بشدة. - الانعزال الاجتماعي، فهناك رفض للتفاعل والتعامل مع أسرته والمجتمع. - المثابرة على اللعب وحده وعدم الرغبة في اللعب مع أقرانه. - الخمول التام أو الحركة الزائدة بدون هدف. - تجاهل الآخرين حتى يبدو أنه مصاب بالصمم. - الصمت التام أو الصراخ الدائم المستمر بدون مسببات. - الضحك من غير سبب. - عدم التركيز بالنظر ( بالعين) لما حوله. - صعوبة فهم الإشارة ومشاكل في فهم الأشياء المرئية. - عدم الإحساس بالحر والبرد. - الخوف المبالغ فيه أو عدم الخوف. - مشاكل عاطفية، ومشاكل في التعامل مع الآخرين.
هل التوحد وراثة؟
يتخوف الآباء والأمهات وغالباً ما يتساءلون عما إذا كانوا ورثوا تلك الصفات لأبنائهم، وعما إذا كانوا سينجبون أطفالاً ذوي توحد في المستقبل وفي الواقع تصعب الإجابة بشكل قاطع على هذه التساؤلات ولكن تجدر الإشارة إلى أنه هناك عوائل كثيرة أنجبت أطفالا أصحاء وعاديين بعد ما أنجبت طفلاً من ذوي التوحد.
هل يمكن تعليم الأطفال ذوي التوحد؟
نعم يمكن تعليم الأطفال ذوي التوحد، وقد أثبتت الدراسات أن التدخل المبكر يفيد ويثمر بشكل إيجابي مع الأطفال ذوي التوحد . وقد أظهرت أيضاً الدراسات الحديثة أن الأطفال ذوي التوحد يستجيبون جيداً لبرامج التربية الخاصة عالية التنظيم والتي تصمم لتلبية الاحتياجات الفردية. وأيضا ينبغي أن يتلقى الأطفال ذوو التوحد تدريباً على مهارات الحياة اليومية في أصغر سن ممكنة.
هل يمكن أن يشفى الطفل المصاب بالتوحد؟
مما لا شك فيه أن فهمنا ازداد للتوحد إلى حد كبير منذ أن تم اكتشافه وإذا كان المقصود بالعلاج العلاج الطبي فهو غير متوافر بالشكل والمستوى المطلوب حتى الآن إلا أننا في وضع أفضل من حيث فهم التوحد وأعراضه والاضطرابات المصاحبة له مساعدة الأطفال ذوي التوحد بصورة أفضل وإحداث تغير إيجابي واضح في كثير من السلوكيات غير المرغوبة. إضافة الى ذلك فإنه من الجدير بالذكر الإشارة الى أن غالبية الأطفال والبالغين ذوي التوحد سوف يستمرون في إظهار بعض أعراض التوحد طوال حياتهم.