انت لست هنا
لَقدْ امْتلأتْ غُرفُ قَلبي بِشعورٍ أَليمٍ !!
هَل ْكُلُ ما أَكتْبهُ عَنكَ مُجردَ حٌلماً يَتجَلى
وَأَنا واقِفةً أَمامَ السُطورِ؟ وَتَفيضَ جَوارحي بِرائِحتكَ
المُميزةِ!! كَيفَ أَسْتَطيعُ أَنْ أَستَعيدكَ منْ هذه
الهَمَسات المُتناثرة التي تَحملُ صَدى يَنطقُ بِشخصكَ
وَيَرسمكَ بِكلِ ما تَحملهُ منْ مَلامحٍ صارمةٍ أَخْشاها وَأَعْشقها!
كَمْ أَشتاقكَ وَأَنتَ تُسرعُ الخُطى عَلى دُروبِ قَلبي مُثيراً غُبارَ
الحَنينِ بَينَ أَكوامِ الذاكرةِ!!
كَمْ أَحنُ إلى الاسْتسلامِ بَينَ ذِراعيكَ وَدفئ حُبكَ الذي لنْ تَغسلهُ
أَمواجُ النْسيانِ ! لَقدْ طالَ بَحثي عَنكَ عَلى قارعةِ السؤالِ وَتَمنيتُ
أَنْ تُرافقني في هذا الطَريقِ الذي انْعَدمتْ عَناوينهُ وَيَدكَ تَزرعُ الثِقةَ
بيدي الصَغيرةِ !! نَسيرُ مَعاً وَنُثرثرُ بِصمتٍ يَجذبُ فَراشَ الرَوضِ
لَقدْ عَرفْتُكَ مُذْ طُفولتي وَطَيشي وَأَتْممتُ المَسيرَ مَعكَ إلى عاصمةِ نُضجي
كُنتَ دائماً مُعلمي في دُروسِ العِشقِ الصَعبةِ التي اتَقنتُها بِفضلِ حَزمكَ !!
أَنتَ يامنْ كُنتَ وَلآزلتَ كُل طُقوسي المُقدسةِ التي تُلبِسُني الشَفافيةَ
قَبلَ مَوعدِ نَومي !!لأُحلقَ في أَحلامي بِجَناحٍ في سَماءٍ تَخلو منْ غُيومِ الشِتاءِ
وَتَنتَثرُ بِها أَكاليلُ النَرجسِ !!!!
وَاليومُ أَنا أَحيا بَعيداً عَنْ أَحضانِ حُبكَ بَعيداً عَنْ نَظَراتكَ الخارقةِ المُمتلئةُ
لي شَوقاً لآيَنتَهي!!
وَها أَنا هُنا دونَكَ أَحاولُ أَنْ أَصنعَ نَصباً لِعشقِنا أُزينُ بِهِ بُستانَ أَلمي
تَتَقاطرُ منْ عَينيهِ كُلَ دُموعٍ تَجَمدتْ في أَحْداقي !!
سَأَنتظرُ أَوبتُكَ في زَمنٍ آخرِ وَلكَ في قَلبي حِكايةٍ أُخرى!!