قال تعالى : " وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآَيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ (22) السجدة
فكما يحصي التاجر الدينار والدرهم ، وكما يحسب الطالب درجات النجاح والرسوب ، فإن المتسابق معنا يُحصي سيئاته ويحذر عاقبتها. خذ سفيان الثوري مثلاً حيث يخبرنا بأسى ومرارة: « حُرمت قيام الليل خمسة أشهر بذنب أذنبته » فالشهور لا تنسيه ذنبه، وإنما هو نصب عينيه و إذا تدبرت هذا الكلام علمت لما حُرمت انت القيام منذ رمضان السابق !
وهذا التابعي محمد بن سيرين أصابه دين فحاسب نفسه محاسبة الأبرار لا محاسبة التجار فقال: « والله ما وقع هذا إلا بذنب أذنبته منذ أربعين سنة قلت لرجل: يا مفلس، ثم قال: فحدثت به أبا سليمان الداراني فقال: قلَّت ذنوبهم فعرفوا من أين يؤتون، وكثرت ذنوبي وذنوبك فليس ندري من أين نؤتى »
وهذا أحمد بن أبي الحواري- ريحانة الشام- يشكو لأبي سليمان الداراني فيقول: لم أوتر البارحة، ولم أُصلِّ ركعتي الفجر، ولم أُصلِّ الفجر في جماعة !! فقال له: « لما قدمت، والله ليس بظلام للعبيد... شهوة أصبتها »
فهل حاسبت نفسك اخي مثل تلك المُحاسبة ؟ و هل علمت من اين تُؤتي ؟
حاسب نفسك اليوم قبل ان تُحاسب غدا و استعد لآخرتك بتوبة عسي الله ان يقبلك و يغفر لك فالله يمحو ما يشاء سبحانه بعفوه و رحمته...
منقول