في خطة محكمة، وضعها بعناية فائقة مسئولو قناة «الراي»، لم تجد الفنانتان العملاقتان حياة الفهد، وسعاد عبدالله، بداً من العناق على مرأى ومسمع عدد قليل من الإعلاميين، الذين شهدوا الموقف، وكانوا ينتظرونه بفارغ الصبر، خاصة بعد قطيعة دامت سنوات، بين الفنانتين، دون معرفة الأسباب لذلك، فترقب الكل، اللحظات الحاسمة، واحتل المصورون أماكنهم الإستراتيجية، في انتظار ساعة الصفر. حياة وسعاد في لقطة جماعية في احتفالية الصلح اللقاء بين الفنانتين، كان معداً له من قبل قناة الراي، في حفلها بأحد الفنادق الكبرى بدولة الكويت، لاستعراض برامجها الفنية، التي ستقدمها في شهر رمضان المقبل، بيد أن الفنانتين الكبيرتين، لم يكونا على علم به، فحضرت سعاد عبدالله، بصحبة العاملين معها في مسلسل «الفرصة الثانية»، واحتلت طاولة المقدمة من الناحية اليسرى للمسرح، فيما جاءت حياة الفهد، ومعها أفراد مسلسلها الجديد، «الجليب»، وجلست على الطاولة الأمامية من الناحية اليمنى، تاركتين طاولة أمامية تتوسطهما، مخصصة لمدير القناة يوسف الجلاهمة، وتوالت الفقرات الفنية للحفل، إذ غنت الفنانة اللبنانية غريس ديب، قبل أن يستعرض مسؤولو القناة الأعمال الفنية التي ستشهدها شاشتهم في الشهر الفضيل.. وفجأة خلت الصالة من الحضور، باستثناء ما كانوا على الطاولات الأمامية (طاولات حياة الفهد وسعاد عبدالله والجلاهمة) وبعض الإعلاميين، الذين يبدو أنهم كانوا على علم بخطة القناة، في الإصلاح بين الفنانتين الكبيرتين، فأمسك مقدم الحفل بالمكيروفون، داعياً حياة الفهد، وسعاد عبدالله، إلى الانتقال إلى الطاولة الوسطى، فلبت سعاد الدعوة، وأتبعتها الفهد، ليلتقيا في منتصف المسرح على طاولة الجلاهمة، ويتعانقا دون دعوة من أحد، ففرت دمعات من عيون الفنانتين، متذكرة العشرة القديمة، وطريق الكفاح الطويل الذي خاضتاه معا، فصفق الجميع لهما، دون أن يعلموا سبب الخلاف بينهما، ليثبتا أنهما نجمتان كبيرتان على طول الخط، في «القطعية» و»الصلح»، إذ رفضت كل منهما، في فترة القطيعة، الحديث عن الأخرى، إلا بكل خير، أو عدم الحديث من أصله.
يشار إلى أن مشوار حياة الفهد وسعاد عبدالله، كان قد شهد في بدايته جملة حزمة من الأعمال الفنية التي يتذكرها جيداً الخليجيون كافة، وبخاصة كبار السن، ومن أشهر هذه الأعمال «رقية وسبيكة»، و«خالتي قماشة»، و«على الدنيا السلام»، ولم يستبعد الفنانون تكرار الأعمال المشتركة بين العملاقتين حياة الفهد وسعاد عبدالله قريباً.