أمهات السجناء..
دمعة لا تجف حتى في العيد
الزيارات لا تهدم أسوار الحزن في أنفسهن
أمهات السجناء.. دمعة لا تجف حتى في العيد
دعاء بهاء الدين- ريم سليمان- سبق- جدة: العيد موسم لاجتماع الأهل والأقارب والشعور بالدفء العائلي، لكن الدموع لا تجف في مآقي الأمهات اللاتي افتقدن أبناءهن وراء أسوار السجون، على الرغم من السماح بزيارتهم.
"سبق" رصدت مشاعر أمهات سجناء وتعرفن على شعورهن في العيد.
عبّرت إحدى الأمهات عن حزنها قائلة: "أفتقد ابني في العيد وأشتاق إليه، فمنذ دخوله السجن ودموعي لم تجف، فقد كان العائل الوحيد لأسرتنا. كان يتكفل بي وأخته المطلقة ويدفع لي ثمن علاجي".
وأضافت: "بعد سجنه بدأ أهل الخير والأقارب في مد يد العون لنا وإرسال المساعدات، فعلى الرغم من علمي بأن ابني مخطئ وينال عقوبته، إلا أنني لا أستطيع أن أمسح دموعي وأنا أتذكره في ليلة العيد. وأدعو الله أن يفك سجنه قريباً".
وقالت أم أخرى: "يجتاحني الحزن وتغمرني الدموع عندما احتضن حفيدي، ويعجز لساني عن الإجابة عن سؤاله البريء: أين أبي؟، وأحاول مع والدته تخفيف حزنه، إلا أني أشتاق لرؤيته، وأحرص على زيارته صباحاً ومساءً في السجن في أوقات الزيارة في العيد".
مشاعر مضطربة
وتذكرت أم ثالثة طفولة ابنها قائلة: "ولدي يعيش معي دائماً حتى في سجنه، ومع قدوم العيد أتذكر طفولته البريئة، فقد كان يلهو ويلعب ببراءة ولا أدري أي شيطان جره إلى تعاطي المخدرات، وأدعو الله أن يفك سجنه قريباً".
إحدى الأمهات بدا الحزن والأسى واضحاً على صوتها وهي في أول العيد، وقالت: "انتابتني مشاعر مضطربة عند ولادة حفيدتي وكان ولدي في السجن، حيث اختلطت دموعي ببسمتي، وتمنيت أن يكون ابني معي ليسعد بثمرة زواجه".
وأضافت: "بعد معاناة مع الأطباء والعلاج لمدة عشرة أعوام، وعندما جاء الوقت ليفرح ابني بطفلته الأولى، وجدته داخل السجن".
أسوار الحزن
وعن فعاليّات العيد التي تقدم للسجناء أفاد مدير سجون الطائف اللواء احمد بن عبد الله الشهري بأنه بتعليمات من وزارة الداخلية تفتح الزيارة العامة لأسر السجناء في عيدي الفطر والأضحى صباحاً ومساءً.
وأضاف أنه توزع سلات من أنواع الحلويات على السجناء، كما تُقام ولائم خاصة في وجبتي الغداء والعشاء.
ورأى "الشهري" أن السجين من الفئات المنسية في المجتمع، مطالباً مؤسسات المجتمع بالاهتمام بالسجين واحتوائه حتى يعود مواطناً صالحاً في مجتمعه، خصوصاً في أوقات الأعياد التي يرتدي فيها العالم ثوب الفرحة، وينسى الجميع السجين خلف أسوار المعاناة والحزن.
وأوضح أن الإعلام يؤدي دوره كاملاً في إبراز الإيجابيات أو السلبيات، معرباً عن ترحيبه بالنقد البنّاء.
تواصل حثيث
وانتقد "الشهري" التواصل الحثيث لمؤسسات المجتمع مع إدارات السجون، قائلاً: "يتم التواصل على استحياء، إن لم يكن هناك عزوف عن أداء دورهم المطلوب تجاه هذه المؤسسات الإصلاحية".
لكنه أشاد بدور المؤسسات الإصلاحية في تقويم وصلاح أبناء المجتمع، وفق السياسات العليا التي تتبناها وزارة الداخلية والمديرية العامة للسجون، والمستمدة من تعاليم ديننا الحنيف.
وقال "الشهري": "نقوم بتوزيع كسوة العيد على جميع النزلاء بشعبة السجن العام وذلك بالتعاون مع اللجنة الوطنية لرعاية السجناء وأسرهم"، مضيفاً أنه تم تأمين كسوة العيد لأسر النزلاء.
وتحدث عن مشاعر النزلاء قائلاً: "يسعد النزلاء بهذه المناسبة، ويدعون لمن كان سبباً في رسم البسمة على شفاههم وتلمس حاجاتهم مع إطلالة عيد الفطر المبارك".