زوجات الصحابه
أم الحكم بنت ابي سفيان رضي الله عنها ..
أبوها سفيان صخر بن حرب الذي لم يدخل الإسلام إلا يوم فتح مكة الأعظم، ولم يدخل الإسلام قبل الفتح من الأسرة أسرته سوى أم حبيبة رضي الله عنها، وأم الحكم أخت أم المؤمنين أم حبيبة رضي الله عنها لأبيها.
يقول الباحث الإسلامي منصور عبدالحكيم إن أم الحكم ظلت على شركها رغم دخول زوجها الأول عياض بن غنم الفهدي، وقد أسلم قبل صلح الحديبية وكان ذا شرف في قومه وكرم فسمي زاد الراكب لكرمه مع رفقته في السفر.
ونزل قول الله تعالى في زوجات المسلمين اللاتي لم يدخلن في الإسلام وظللن على كفرهن في سورة الممتحنة " يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن وآتوهم ما أنفقوا ولا جناح عليكم أن تنكحوهن إذا آتيتموهن أجورهن ولا تمسكوا بعصم الكوافر واسألوا ما أنفقتم وليسألوا ما أنفقوا ذلكم حكم الله يحكم بينكم والله عليم حكيم " .
طلق عياض زوجته أم الحكم بنت أبي سفيان طاعة لأمر الله تعالى.
كما تذكر كتب السيرة أن هناك عددا من الصحابة قاموا بتطليق زوجاتهم المشركات بعد نزول آية الممتحنة..
وهن
أم الحكم بنت أبي سفيان وفاطمة بنت أبي أمية
وعبدة بنت عبدالعزى
وأم كلثوم بنت حرول بن مالك الخزاعية
وهند بنت أبي جهل
وبروع بنت عقبة.
وبعد صلح الحديبية الذي عقده الرسول صلى الله عليه وسلم مع قريش وقد اشترطت فيه رد من أسلم من قريش،
ورفض النبي صلى الله عليه وسلم تسليم النساء المؤمنات إلى الكفار بعد
أن نزل قوله تعالى في سورة الممتحنة كما سبق أن ذكرنا.
وبعد طلاق عياض لأم الحكم بنت أبي سفيان تزوجت بعده عبدالله بن عثمان بن عبدالله بن ربيعة الثقفي. .
وأنجبت له ولده عبدالرحمن الذي كان يسمى عبدالرحمن بن أم الحكم.
ويذكر الباحث الإسلامي منصور عبدالحكيم عن إسلامها أنه يوم فتح مكة أسلم
أبو سفيان وأسلم معه أهل مكة. . زوجته هند بنت عتبة ومعها ابنتها أم الحكم وحسن إسلامهم وصاروا ذخرا للإسلام.
وحين تولى أخوها معاوية بن أبي سفيان خلافة المسلمين ولى ابن أخته عبدالرحمن بن أم الحكم مدينة الكوفة ثم عزله لسوء تصرفه.
تروي كتب السيرة أن أم الحكم أرادت أن تزوج ابنها عبدالرحمن من إحدى بنات أخيها الخليفة معاوية بن أبي سفيان لكنه رفض لعدم الكفاءة ودار بينهما ذلك الحوار الذي رواه صاحب كتاب الأغاني الأصفهاني:
قالت أم الحكم لأخيها الخليفة معاوية:
يا أخي زوج ابني إحدى بناتك.
قال معاوية: ليس لهن بكفء.
قالت له: زوجني أبو سفيان أباه، وأبو سفيان خير منك وأنا خير من بناتك.
فقال معاوية: يا أخية. . إنما فعل ذلك أبو سفيان لأنه كان حينها يشتهي الزبيب، وقد كثر الآن الزبيب عندنا. . فلن نزوج إلا كفئا.
وكان يقصد معاوية السخرية لأن أهل عبدالرحمن بن أم الحكم من الطائف وهي بلاد العنب والزبيب.
وعاشت أم الحكم في بلاد الشام مجاورة لأخيها الخليفة حتى وفاته وتوفيت بعده بالشام رضي الله عنها وأرضاها.