إن مفترق الطرق يعلمنا فن الإختيار )
وحقاً ، فمن الناس من فُرض عليه طريقا واحداً تعود المسير
فيه وصار يتمنى أن لايواجه مفترقاً يحتم عليه الإختيار
ويفرض عليه ممارسة إرادته الحرة في ذلك .
كثيرون استلموا مكتسبات جاهزة للتطبيق ومجربة من دون
أن يعوا أنها قد تكون غير ملائمة أو أنها لاتناسب مقاساتهم
أو لاتملك أسباب القبول من العقل وفوق ذلك هي تخلو من
بصماتهم الخاصة الدالة عليهم كفكر مبدع مارس دوره في
صناعة شخوصهم .
فمواجهة مفترق الطرق سيفرض على السائر ممارسة هذا
الفن بما وهبه الله من عقل ليتميز باختياره وليشعر بفخر
إرادته ويتمتع بحريته الفكرية التي ستكون بلا معنى إن لم
يمارس هذا الحق .
هل تسائلنا ذات مرة ، كم لنا من أنفسنا
فنحن نرث كل شيء ، الشكل واللون والمعتقد والفكر والمال هذا الأخير طبعا لا نقدر أن نقول لأحد أن يرفضه
وكذلك الشكل واللون فهذا مما لا نملك تغييره أو رفضه لكن
المشكلة في الموروثات الإجتماعية التي تصبح كدفة التوجيه
للإنسان ، فلا تجد فيه شيئا واحدا يميزه عن السابقين وكأنه
نسخة مستنسخة عنهم .
فلا تنزعج إن صادفك مفترق للطرق فهو فرصة كبيرة لك
لتتعلم فن الإختيار .
قد نحتار قبل الإختيار ولكن الإختيار لا مفر منـه البعض يسير بقلبـه والآخر بعقله ,
كلٌ منا يسلك طريقه الخاص ونجاحـه في ذاك الطريق ليست قاعدة عامـة لنتبع خطاه فيما بعد ...
الإختيار يعلمنا المسؤولية وتدبر المسؤولية يقودنا للنجاح .....