حقيقة الموت يا أولي الألباب
➖➖➖➖➖➖➖
(كلّ نفس ذائقة الموت وإنما تُوَفَّوْن أجوركم يوم القيامة فمن زُحزِح عن النار وأُدخِل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور)
☑ هل تفكرنا وتأملنا هذه
الآية
🔸إنها الحقيقة الكبرى .. كل حيٍ سيفنى ، وكل جديدٍ سيبلى .. وما هي إلا لحظةٌ واحدة ، في مثلِ غمضةِ عين ، أو لمحةِ بصر ، تخرج فيها الروح إلى بارئها ، فإذا العبد في عداد الأموات .
ذهب العمر وفات .. يا أسير الشهوات .. ومضى وقتك في سهو ولهو وسبات .. بينما أنت على غيك حتى قيل مات .
🔸 عباد الله .. ونحن في غفلة الحياة، كثيرًا ما نفاجأ باتصال أو رسالة أو غير ذلك أن فلانًا مات، وقد كان في كامل صحته وعافيته،
وذلك مصداق حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(من اقتراب الساعة أن يرى الهلالُ قُبُلاً فيقال لليلتين، وأن تتخذ المساجد طرقاً، وأن يظهر موت الفجأة) . رواه الطبراني وحسنه الألباني .
عجبًا لنا! كيف نتجرأ على الله وأرواحنا بيده وكيف نستغفل رقابته والموت بأمره
🔸 إلى الله نشكو قسوةً قد عمت، وغفلةً قد طمت، وأياماً قد طويت، أضعناها في المغريات، وقتلناها بالشهوات.. كم من قريب دفناه، وكم من حبيب ودعناه، ثم نفضنا التراب من أيدينا وعدنا إلى دنيانا ، لنغرق في ملذاتها.
🔸 تزود من الدنيا فإنك لا تدري / إذا جنَ ليلُ هل تعيشَ إلى الفجر
ِ
فكم من صحيحٍ مات من غيرِ علةٍ / وكم من سقيمٍ عاش حيناً من الدهر
🔸أيها المسلمون أيها المسلمات: وصية محمد صلى الله عليه وسلم (( أكثروا من ذكر هادم اللذات ))
واعلموا أن تذكّر الموت لا يعني كثرةَ الحزن وطول النحيب مع الإقامة على التفريط، إن تذكرنا للموت يجب أن يقترن بخوفنا من سوء الخاتمة والأعمال بالخواتيم
🔸عباد الله .. كفى بالموت واعظا.. ووالله لو كان الأمر سينتهي بالموت لهان الأمر، لكنه مع شدته وهوله، أهون مما يليه من القبر وظلمته، وكل ذلك هين إذا قورن بالوقوف بين يدي الله الكبير المتعال، في موقف ترتج له النفوس ، وتنخلع له القلوب .
🔸 فإذا هممتَ بمعصية، تذكّر أماني الموتى، تذكّر أنهم يتمنّون لو عاشوا ليطيعوا الله، فكيف تعصي الله؟ .. إذا فترت عن الطاعة، تذكّر أماني الموتى، واجتهد في الطاعة، وبادر إلى التوبة قبل أن يأتيك الموت بغتة، فتقول: يا ليتني قدمت لحياتي، واعلم أن ملايين الموتى يتمنون مثل الدقيقة التي تمر من حياتك ليستثمروها في طاعة الله، وذكره والتوبة إليه، فلا تضيع دقائق عمرك ، لئلا تتحسر في آخرتك ..
(أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنْ السَّاخِرِينَ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنْ الْمُتَّقِينَ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنْ الْمُحْسِنِينَ) .
فالبدار البدار قبل الرحيل إلى دار القرار ...
♡★➰★♡