منذ إشراقة ذاك الصباح وإلى أن يحين وقته
تجدهم حيارى يحملون الهموم
وجوههم تبدوا شاحبة اللون
يأخذون الهواء
بصعوبة بالغة وإن سألتهم أخبروك أن الليل قادم
وكأنه عندهم
وحشٌ كاسر !!!
نعم كثيرون اولئك الذين ضيعوا ساعات الليل فضاعت عليهم ساعات النهار
فخسروا يومهم بالكامل!!
لأنهم فقراء القلوب والأهداف..
فتلك القلوب خالية من عقيدة تحمل تصورات صحيحة فنتج عن ذلك كله سلوك غير صحيح
وخلت عقولهم من أهداف تسمو بهم لذا تجدهم في تخبط دائم يسعون بكل الطرق لقتل وقتهم ولم يدركوا أنهم يقتلون أنفسهم قبل ذاك!!
الليــــــــل هو ذلك المرفأ الهادئ الذي ترسو به النفوس فمن إغتنم ساعاته ســـكُن قلبة وأطمأنت روحه
هو نزهة للأرواح التي أثقلتها الهموم والأحزان
لماذا صارت بيوت أغلب المسلمين اليوم منيرة ليلاً ولكن ليست إنارة تكون سبباً في إنارة القلوب
وإبتهاج النفس..ب ل إنارة تحمل في جعبتها مآسي
فما بين أناس يشاهدون التلفاز
وآخرين رؤسهم منخفضةوأناملهم تتحرك على أجهزة التقنية
وآخر يجلس على تلك الأريكة يصدح بالآهات ودموع ملئت عيانه
ولايدري مايفعل غير تفكير لايجدي نفعاً
وآخرين يجلسون معاً بصحبة رفقاء هم والشر سواء آه الهذا الحد بلغ منا الحال!!
بعدما كانت أمتنا في سابق عهدها لا تجد إلا وترانيم القرآن تشدوا بها أصواتهم
ودموع الخشية ملئت جوانح أنفسهم!!
فصدحت بيوتهم بالصلاح .. ولهجت ألسنتهم بالحمد فكانوا على طريق الفلاح عمروا لياليهم بالتقى... فأشرق نهارهم ببسمات الرضا
أين نحن من هؤلاء ياترى!!
آما آن أن نستثمر ساعات الليل الجميل...
فرسولنا صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا..
((ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول:
من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له ))
صحيح مسلم .
بالله عليكم الا يُحرك هذا الحديث بكم مشاعر الشوق لله عزوجل
قفوا عنده وتأملوه تأمل يرقى بكم إلى تجديد يصاحبه عزم وإخلاص لله عزوجل
همسة قيل: من توجه إلى الله بلذة الأنكسار رزقه الله عزة الأنتصار