إنما الأمم الأخلاق ما بقيت، فان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا ،إن الشعوب و الأجناس مهما اختلفت عاداتهم
و تقاليدهم ، ومهما تنوعت ثقافتهم و ميولا تهم، فان الأخلاق واحدة رغم اختلاف الانتماء و البيئة و المأكل و الملبس .
إن سلطة الأخلاق لا تقهر، و ستظل السبيل الأمثل لتقويم السلوكيات الفردية و الجماعية و المنهج الفريد لتقييم الأداء الجيد لكل مجتمع ، و الحكم المثالي لمعرفة درجة و مستوى وعي مجتمع ما .
لا شك في أن معرفة مستوى ثقافة و مدى تربية أناس ما، في مجتمع ما ،يتجلى من خلال الردود التي تتقاطر كالسيل مباشرة بعد نشر موضوع، فبعد قراءتنا له في الأعلى ،يتبين عشرات الردود في الأسفل و يا ليتها كانت ردودا تصحح ،أو توضح، أو تفيد ،أو تبين للقارئ ما كان يجهله، إنها كلمات و عبر و للأسف الشديد تنم عن الحقد الدفين، و الكبت الفكري، و انعدام اللباقة، و تقهقر في المستوى الثقافي و الفكري .
ردود يا لها من ردود ..... كلمات ليست كالكلمات ....صواريخ موجهة إلى شخص الكاتب مباشرة بل تمسه في العمق، و الغريب في الأمر أنها مدسوسة وراء أسماء مستعارة الهذف منها الاختباء لإخفاء هوية صاحب الرد .
لقد استفحل المرض و استعصى بمجتمعنا فهل من علاج ؟
فعلا لقد صدق من قال أصحاب العقول الكبيرة تناقش الأفكار و أصحاب العقول المتوسطة تناقش الأحداث و أصحاب العقول الصغيرة تناقش الأشخاص فمتى سنكون من أصحاب العقول الكبيرة ؟
أو المتوسطة ؟
حتما لا نريد أن نكون من دوي الألباب الصغيرة ؟؟؟
إننا إذا أردنا أن نبني فكرا و شخصية لها و زنها داخل المجتمع، فلابد لنا أن نتجرد من الأمراض و النقائص و العقد التي لا تعبر سوى عن تدني الفكر، و الأخلاق ،و الوصول إلى مستوى لا يشرف .
أكيد أن للردود أدبيات و يجب احترامها ،و اهداف نبيلة علها تتحقق، فان أساءت فإنها لا تسيء إلا لصاحبها و إن ملكت سلطة التعبير فإنها لا تعبر إلا عن رأي صاحبها الذي لا يشرف بيئتنا و أرضنا
التي تتبرأ منه جميع النحل براءة الدنيا و الآخرة ، فحذار ثم حذار من الوصول مرحلة المرض النفسي الذي يستعصي معه العلاج ...